ملتقى مدينة العيون

ملتقى مدينة العيون (http://www.aloyun.com/vb/index.php)
-   أحآسيس جميلة وهمسـآت دآفئه (http://www.aloyun.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   {}{ سوآلِف رَمَضآنِيَّة }{} (http://www.aloyun.com/vb/showthread.php?t=64623)

عَبقْ 08-01-2012 04:21 AM

http://dl.dropbox.com/u/50672091/%D9%811.png





في ليلةٍ من الليالي الطوال خاطب شهريار زَوجَتَهُ شهرزاد قائلاً : حدثيني ياشهرزاد من أحاديثِ البلدان التي لم أسمع بها قبلاً ....

فقالت شهرزاد : بلغني أيُّها المَلِكُ السَّعِيد , ذو الرّأي السَّديد ,والعَقـلِ الرَّشِـيد ,
أن هناك إمرأةً فقيرةً من بلادِ الهند تعملُ في إحدى المزارع هي وإبنها الوحيد
فلما بلغ الإبن أشُدٌه وكان قد أشتهر بغباءه الشديد واسمه ( شاهِر ) ،
قرر أن يسافر إلى دُولِ الخليج العربي بحثاً عن الثراء والشُهرة ..

وعندما حطَّت رِحالُهُ في إحدى الدول الخليجية توجَّهَ لإستلام عَمَلهِ كعامِل هِنديّ عند إحدى الأسر الفاحشة الثراء ..
وفرح أشد الفرح بهذا العمل ولكن همه بالثراء لازال يسيطر على تفكيره وأصبح شغله الشاغل ..

وبعد مضي عامٍ من عمله لدى هذه الأسرة قام أفراد الأسرة بتجهيزاتٍ
لحفل استقبالٍ كبيرٍ لإبنتهم القادمة من إحدى الدول الأوروبية حيث كانت تكمل دراستها هناك .

الساعة الآن التاسعة مساءً موعد وصول الآنسة ( ريما ) ...
الوقت يمر ...
وصلت سيآرة ريما ونزلت من السيارة وكانت الأسرة باستقبالها
بدأت أصوات الزغاريدِ والطبول بالأرتفاع , وطارت الألعاب النارية في الفضاء
وتمَّ تبادل التحآيآ والبَسَمآت
كل ذلك و( شاهر) مندهشٌ بما تراهُ عيناهُ ومآتسمعُه أذناه .

وعندما وقع نظرُهُ على ( ريما ) أُعجِبَ بِجمالها وجاذبيتها
فتقدم للسلام عليها فوكزته قائلة : ( أهوه أنجلع عن ويهي ) فحزن شاهر وتألم
.


الآن مضى شهر على قدوم ريما لبلدها ...

يصحو شاهر فجراً ... فجأة ...

( طاخ طيخ طاخ طيخ ...آه آه آه يبة سامحني سامحني الله يخليك )

نعم هذا ماسمعه شاهر ..

هذا صوتُ ريما تبكي وبدت أثار الضرب على وجهِها , طردها والدها خارج المنزل ...

قال شهريار : طردها تباً له من أب لماذا يفعل ذلك بفلذة كبِدِه ؟؟ !! ....
شهرزاد :يآمولاي لاتغضب دعني أكمِل القصة لتعلَمَ ماخفي لعلك تعذُرُه ....

شاهد ( شاهر ) ريما االجميلة تبكي في الشارع ففكر وقال :
هذه هي الثروة التي أبحث عنها وقد جاءتني على طبقٍ مِن ذهب .

فتقدم لها شاهر وعرض عليها الزواج منه ..


في بادىء الأمر ترددت ( ريما ) لقبول عرض ( شاهر ) لأنها لاتحبه ولاتحب مظهره المزري ولكنها وافقت في الأخير ...
أخذها ( شاهر ) عند أقرب مطار وحجزوا التذاكر وسافروا إلى الهند حيث ديار شاهر ..
شاهر ينادي أمه : ( ماه ماه ) حضرت أمه ولم تسعها الفرحة وأخذت إبنها بالأحضان ..

فقال لها:

ماما جي ماما جي أيي أيي أنا سوي زواجهي
مافي سوي مشكل بعدين طق و جنجانهي
هدي ريما زوجتهي بس أعرف هُط مكياجهي
أعرف إطبخ نهيهي بس سوي بيض بالماجيهي
مايعرف نظف مايعرف كنس هم هم بس ونومهي
أنا جيب عشان شوغلهي و أفتح بيت مشغلهي
أبو هيّا سوي برا , طقها طق قويهي مسكينههي
مافي زنب كبير هوا بس سوي هاملهي
الهمدُ لله ياربي أنا في فكر جيب نفر واهدهي
و أنتا كريم أعطيني زياده واهد بتشا مجانهي

فجأة سقطت أمه على الأرضِ مغشياً عليها فحملها ( شاهر ) وسقاها الماء ،

وقال : مسكينه ماماجي مافي تهمَّل من فرهتهي ..

فباشرته أمُّهُ بصفعة على وجهِهِ وقالت : شاهرهي أنتا غبي كبيرهي أنتا فكر كلو لماعة ذهبهي ؟؟ !!

مالت على حظي الرديهي ..

قالت هذه الكلمات فماتت يامولاي ..




وَ أدرَكَ شَهرَزَادَ الصَّباح , فَسَـكَـتـَتْ عَـن الكَلام ِ المُباح .







.


عبدالرحمن الغريب 08-01-2012 05:42 AM

قالوا علامك !

ريمية سـعودية

جميلة القصة وجذابة

لكني ما فهمت كلام الهندي

وهو يسولف على أمه ههههههههه

تحياتي

=

نبض الأمل 08-01-2012 08:20 PM

قالو علامك
مملكة الاحساس
استاذنا عبدالرحمن

سلمتم وسلمت اناملكم المبدعه وردودكم المحفزه والمشجعه

نبض الأمل 08-01-2012 08:22 PM

ريميه
هههههههه امتعتنا بروح الفكاهه بالقصه جميله جدا

شله الاحزان 08-02-2012 11:24 PM

قالو علامك ما شاء الله عليك

ابداع بابدع

يخرب بيتك شو حبيتك

هههههههه

تقبلوا مروري

عَبقْ 08-03-2012 05:14 AM

http://dl.dropbox.com/u/50672091/%D9%811.png





بلغني أيُّها المَلِكُ السَّعِيد , ذو الرّأي السَّديد ,والعَقـلِ الرَّشِـيد ,
أنَّ أبا سامِرَة دَخَلَ البيت يسـبقه صوته بالتهليل والتحميد والاسـتغفار
بعـد صلاة التراويح والدعوات في القـنوت ، وقعـد في المجلس المهيأ في الصالة كالعادة ،
وشـدّته صورة الحرم المكي في التلفاز حيث تقام صلاة التراويح هـناك ،
فأمعـن في الإصغاء والمشاهـدة ريثما يأتي العيال ويكتمل حضورهم كالعادة ..
وما هي إلا دقائق حتى اكتمل العقـد وكانوا على شـغف لما سـوف يتحفهم به أبوهم
إذ أنه لم يقل لهم في الليلة الماضية ما في جعبته هذه الليلة..

وكان كل فردٍ منهم كبيرهم وصغيرهم يبتدر أباه بالسلام أو بالدعاء بخير المساء حين تطأ رجله بسـاط الجلسـة ..
حـيث سـبق أنْ علمهم أداب القـدوم والجلوس والحـديث والإسـتماع ..

قال الأب : كيف حالكم مع الصيام اليوم ؟ .
فرد الجميع : كلنا بخير وعون وفضل من الله ..
قالت سـامرة : هاااه يا أبي أنك لم تخبرنا في الليلة الفائتة ما سـتقصه علينا هذه الليلة ؟؟
. قال : نسـيت ونسيتم . فضـحك الجميع .
ثم أردف قائلاً : إنكم لا تدرون ما سأقول لكم ؟

قالوا جميعاً لا !! .
قال الأب : إذاً ما الفائدة من اجـتماعكم هـنا .. لأنكم لا تعلمون ماذا سأقول لكم !! .
فساد صمت تتخـلله ابتسامات ، ونظرات ، وتعجـب !! .
فقطع الأب صمتهم وقال : هاااه !! .. أما زلتم على موقفكم ؟ .
فتطاولت الأصوات وتصافعت قريب السـقف ثم تهادت إلى أصحابها بعد ما أظهرت تباينها واختلافها مع بعضها ..

فقسـمٌ يقول : بل نعـلم ما تقول يا أبانا ،
وقسمٌ مصرٌ على موقِفِهِ السابق أنهم لا يعلمون ما سـيقول لهم هذه الليلة ،
وقسـمٌ ثالث فضّل الصمت ..

قال الأب : اتـفقوا على رأي ثم أخبروني حالاً .
وبعد هُـنيهة من الوقت قالوا بصوت واحـد : نعـم نعـم يا أبانا إننا نعلم ما سـتقوله لنا الليلة .
قال الأب : أحـسـنتم أحسـنتم .. إذاً فـليخبرنا أحـدكم بما سـأقوله لكم .
فعاد الصمت والتعـجب والنظرات ..
فوقفت إحدى الحـفيدات - وكانت على قدر من الذكاء - ..
ثم قالت : أنا أدري بأنك تدري بأننا لا ندري ..
فقال : صـدقت ِ يابنيتي.. ما أذكاك وما أفصـحـك ِ..
إنني ابتدأت حديث هـذه الليلة بما ابتدأته به لأدخل الحيوية والنشاط في نفوسـكم .

فـتـنفس الجميع تـنفس المثقـلون من حمل ، وراجت الابتسامات وتُبُودِل ضرب الأكف .
فشاركهم أبوهم الأبتسامات .. ثم أديرت القهوة فقــُدم للأب فنجال القهوة فألحقه بآخر ثم ألحقه بثالث ثم هـز الفنجال معلناً اكتفاءه ،
والعيال أيضاً تناول بعضهم العصير والبعض الآخر الماء وتناول الشاي آخرون ..

وبعد ترديد الاسـتغفار والحوقـلة قال :
في هذه الليلة سـأتحدث لكم عن بعـض العادات الطـيبة والمحمودة التي كان عليها الناس في بلدتنا هذي .. فأيش رأيكم يا عيالي ؟؟؟؟ .
قالوا جميعاً : أنعم بتلك العادات الإسلامية الطيبة فأرْوِنا من نهلها الصافي ، وأطعمنا ما لذ ّ وطاب مما في أوعيتها ..
قال : سـأخص بالذكر بعض العادات في شـهر رمضان في كل عام ..
.. كان الناس كلهم جيران في هذه البلدة لا فرق بين غني وفقير ، أو بين رئيس ومرؤوس .. أو شريف وطريف ..
ترى التعاون والتعاطف والمودة والأخوة الألفة ، ويزداد ذلك في شهر رمضان .
يقول شاعرهم :

يازيـن وقـتٍ راح يــوم المصـــافـاة //// ماحـْد ٍ على جاره يدوْر النكاية
كل الوطن جـيرة من اقصاه لـ اقـصاه //// متــْـقاسـمين ٍ بـينهم كل شـاية
- - - - -
فإذا قربت ساعة الإفطار وتذهّـبَت أشـعة الشمس..ترى مناظر تأسر العين وتبهج النفس .

قالت عائشـة : وما تلك المناظر يا أبي ؟؟ .
قال : ترى الأطفال وبعض النساء في حركة دائبة في الطرق الصغيرة حتى أنك لتخـشى أن يصـطدم بعضهم ببعض ،
وهم في تطـوافهم ذاك إلى أن يضرب النجـر ( الهاون ) إيذاناً بحلول موعـد الإفطار ثم يتلوه الأذان مباشرة ،
وتتكرر تلك العادات قبل السحور أيضاً في كل ليلة من رمضان لكنها أقل حركة من التي قبل الإفطار.

قال أحـد الأبناء : وماذا يفعلون في تلك الساعة الحرجة قبل الإفطار ؟ .
قال الأب : تراهم يحـملون الأواني المقـببة ، والصحون المغطاة ، والقفاف الملفعة بالقماش ..
ترى طفلة تطرق هذا الباب وفي يدها إناء ، وذاك الطفل يطرق الباب الآخر وبين يديه ماعون ،
وتلك المرأة تضرب بيدها باباً آخر لتدخل على أهـل البيت القفة وما تحـويه..
وهكذا،، ولا يخص بذلك ذوي الحاجة من الفقراء والمساكين والمحتاجين فقط ..
بل وتعطى كإهداء وتبادل الأكلات لأهل اليسر لتعميق أواصر القربى والجيرة والصداقة والألفة ..
مناظر جميلة حـقاً تُعزز قيم الدين الإسلامي بين أهـله ..

قالت الطـفلة الحـفيدة ذات الفطنة الفريدة بعـد رفع يدها طالبة الأذن بالسؤال
وبعد موافقة الأب لها :
- وما تحوي تلك المواعين والصحون والقفاف ؟؟ .
قال : إنها تحوي نعم الله من المأكل والمشرب .
قالت سامرة : إن لم يكن سـراً يا أبي .. فـسـمّ لنا بعضاً منها ..
فضحك الأب وضحك الحاضرون لطرافة ما قالته..
قال أبوها حااااضر : إن بداخل تلك المواعين والقفاف.. الهريسـة ، والثريد ، واللبن ، والتمر أو الرطب ،
والرز المشخـول أو المكبوس ، أو الرز بالدجاج المحشي ، أو الرز باللحم ،
وتحوي الخبز الرقاق ، المفلق ، الزبدة ، والدبس ، والخضار الورقية . . . وما شابه ذلك ..

قالت إحدى البنات : زدنا يا أبي .
قال : إن الناس لم يتعودوا التأخر عن النوم كثيراً . فلم تكن عادة السـهر مثل ما الناس عليه في هذا الزمن .
فبتقديري إن الغالبية العظمى ينامون بعيد صلاة التراويح بساعتين .
وعقيب نصف الليل أو قبله بقليل تقوم الأم لطبخ السحور وخوفاً من أن يغـبّ أو يداخله الفساد
فإنها تحفر للقدر في التراب ثم تضعه في الحفرة بعد أن تحكم غلقه جيداً بالقماش السـميك ثم تغطي جوانبه بالتراب الحار،
وتكمل تغطيته بالرماد ثم ترجع لتكمل نومها إلى وقت السحور ،
هكذا ربات البيوت سابقاً ، وفي الباقيات خير إن شاء الله ..

هذا ، ويعرف دخول وقت السحور آنذاك بعلامتين :
إحـداهما : ضرب النجر ( الهاون ) من قبل إمام المسجد الجامع أو المؤذن أو من ينوب عنهما .
والعلامة الثانية هي المسـحر أو ما يسـمى المسحراتي عند غيرنا..

وقبل أن يدلي أحد الأولاد بسؤال أبيه أشار إليه أبوه بيده وهز رأسه بابتسامة خفيفة ليعلمه أنه قد عرف ما يريد السؤال عنه ..
قال : إنك يا ولدي تسـتأذن لتسـأل عن المسحر.. هـااا ؟؟. فهـز الولد رأسـه موافقا ً .
فقال الأب :
ذلك ما سـأحـدثكم في الليالي المقبلات عنه وعن غيره من العادات والذكريات في تلك الليالي الرمضانيات السالفات..
قالت الأم :
لا تبرحوا مجـلسـكم حتى أصلح لكم بعض الأكلات الخفيفة والشراب الحـلو في دقائق معـدودة ..
ثم أشـارت إلى من يساعدنها من بناتها في إعداد ذلك فقمن معها ،
وأخـذ الأب يمازح أبناءه وبناته وأحفاده ويرد على اسـتفساراتهم حول ما جاء في حديث الليلة حتى اسـتدعوا لتناول الأكل والشراب .



وَ أدرَكَ شَهرَزَادَ الصَّباح , فَسَـكَـتـَتْ عَـن الكَلام ِ المُباح .







.


عبدالرحمن الغريب 08-05-2012 01:53 AM

قالوا علامك !

لا هنت لا هنت ِ وسدد الله خطاك

بارك الله في خطواتك ونشاطك

تحياتي وتقديري

=

عَبقْ 08-05-2012 03:46 AM


عبدالرحمن الغريب 08-05-2012 03:57 AM

قالوا علآمك .. !

- درع ولا كل الدروع هذا الذي تبرْوَزتْ حوافه

على أسمائنا ، فكانت كطيور محلقة في

سماء ما قبل الشروق

شكري وتقديري لك

=

عَبقْ 08-05-2012 04:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الغريب (المشاركة 660920)
قالوا علامك !

ريمية سـعودية

جميلة القصة وجذابة

لكني ما فهمت كلام الهندي

وهو يسولف على أمه ههههههههه

تحياتي

=



*


الأستاذ: عبدالرحمن الغَرِيْب

أهلاً بِكَ اُستاذي
قصدي نَمَستي أستاذي :055:
قول لي أيش اللي مافهمته
وإذا تطَلَّب الأمر جبت لك شآهِر هِنا ههههههههه
شآكرة لك حضورك الجميل [ :123: ]

عَبقْ 08-05-2012 04:06 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبض الأمل (المشاركة 660955)
ريميه
هههههههه امتعتنا بروح الفكاهه بالقصه جميله جدا



*

نَبْض الأمَل

أهلاً وسهلاً
بل حضورك الأجمل والأكمل والأمثَل :046:
وعسآها دوم الضحكة مآتفارق مُحيَّاكِ [ :123: ]

عَبقْ 08-05-2012 04:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شله الاحزان (المشاركة 661107)
قالو علامك ما شاء الله عليك

ابداع بابدع

يخرب بيتك شو حبيتك

هههههههه

تقبلوا مروري



*

شلة الأفرآح كمآ أودُّ أن تكون أيآمُكِ :055:

الإبدآع يكتمِل بحضورِكِ
كوني بالقُربِ دائِماً
حبيتِك تَـ نسيت النوم يآخوفي تنسيني :147:
[ :123: ]


عَبقْ 08-05-2012 04:25 AM

*


رِيميَّة سُعُوديَّة

قِصَّة مُمتِعَة , طريفة , ظريفَة
تضمَّنت حِكمَة جَميلَة
فِعلاً ليسَ كُلُّ مآيَلمَعُ ذَهَباً
أُناس كثير تخدعها المَظآهِر
أبدعتي يآغآلية
لآفَضَّ فوكِ ولآنَضَبَ فِكرك ولا نَبَآ قَلَمُك [ :123: ]





عَبقْ 08-05-2012 05:10 AM

*

الأستاذ عبدالرحمن الغريب

في رائعتِك الثالِثَة من حكآيآت ( أسرة أبوسآمِرة)
ذكرت عادات طيَّبة جميلة لكِنَّها اندثرت أو شَحَّت في وقتنآ الحآضِر وليتَها تَعُود
منها تبادُل الأكلآت مازالت موجودة هذه العادة في شهر رمضان لكن بنسبةٍ قليلَة

يازيـن وقـتٍ راح يــوم المصـــافـاة //// ماحـْد ٍ على جاره يدوْر النكاية
كل الوطن جـيرة من اقصاه لـ اقـصاه //// متــْـقاسـمين ٍ بـينهم كل شـاية

صَحّ لسآنك وعلآ شآنك
مُتألِّقٌ دائماً [ :123: ]

عَبقْ 08-05-2012 06:03 AM

http://dl.dropbox.com/u/50672091/%D9%811.png





بلغني أيُّها المَلِكُ السَّعِيد , ذو الرّأي السَّديد , والعَقـلِ الرَّشِـيد ,
أنهُ كان في بِلآدِ الهند والٍ يُدعَى "الحَبَردِيّ"
وكان ذا بأسٍ شَديد , لآيرحَمُ عجوزاً ولا وليد ,
وكان دَميمَ الخِلقَة , وعلى مابِهِ مِنْ دَمامَة لآزَمَهُ البُغضُ واللّئامَة .
وكان كثيرَ المال , قليلَ العِيال , مُرَفـَّه الحال .
لهُ عَبيدٌ و ممالِيكٌ وخَدَمٌ وجوارٍ ,
عَبيدٌ زِنجِيَّة , ومماليكٌ تُركيَّة , وخَدَمٌ حَبَشِيَّة , وجوارٍ فارِسِيَّة , وغِلمانٌ هِندِيَّة .

وكان "الحَبَردِيُّ" جبَّاراً على النِّساءِ الأرامِل , لآيَكُفُّ أذاهُ عنهُنَّ إلاَّ بِمُقابِلْ .
وكانَ على جَريِ عادتِهِ في غـُرَّةِ كُلِّ شَهر يُرسِلُ جَماعَةً مِنَ العبيد ذَوي البأسِ الشَّديد
تَحمِلُهُم الخيُولُ والجِمال , ومعهُم البِغال كي تَحمِل الأحمال ,
يجُوبونَ البِلآد , قاصِدِينَ بيوتاً تَسكُنُها أرامِل لديهِنَّ أموالٌ وأولاد .

يَضرِبونَ الأبوابْ ويَقتَحِمون البيوت , ويأخذون ماطآب لهُم مِن مالٍ أو قُوت
مُنادِينَ رَبَّة البيت : " إذا جاكِ الحَبَردِي يَردِي وش تَعطِينَه ؟ "
ولآيَرضونَ إلاّ بشيءٍ نَفيسٍ عَليهِ القِيمَة ,
فإن لم يَجِدوا فيأخذوا أحد أولآدِها غصباً بِأرخَصِ قِيمَة ,
فإن أبَت أخذُوها جاريةً لِلوالي وتركوا رَعِيَّتَها كَسِيرةً يَتيْمَة .

وذاتَ يومٍ تَوقَّفَتِ القافِلَةُ وَسَط البِلآد , عِندَ بيتٍ تَقطِنُهُ أرمَلَةٌ وأربعَةُ أولآد .
وإذا بِرئيسِ العَبِيد يَتَرَجَّلُ عن خَيلِهِ , ويَرفِسُ البابَ بِرِجلِهِ .

فِيَدخُلُ في الفِناء , فـَـيَرى أولاداً صِغاراً يَلعَبُونَ ويَمرحُون ,
تَتوسَّطُهُم بَقَرةٌ صَفراءَ ذاتَ قُرون .
وأرجُلٍ رَفِيعَة , وحوافِرَ دَقِيقَة .

ولكن تَبَدَّلتِ هذهِ الحالُ إلى حال
وأخذَ الرُّعب والخَوفُ يَدُبُّ في قلوبِ الأطفال .

فإذا بِالرئيسِ يُنادي العَبيد :
أن آتونِي بِسلسِلَةٍ وطَوقٍ مِن حَديْد
وخذوا هَذِهِ البَقَرةَ ومن رَقَبَتِها اربطُوها
وبالقافِلَةِ ألحِقُوها .


ووَسَطِ صُراخِ الصِّغار ,
يَزدادُ جَذبُ البَقَرةَ ويعـلو مِنها الخُوار
إذْ تُطِلُّ مِنْ خَلفِ تِلكَ الأستار
حَسناءَ كأنها قَمَرٌ مِنَ الأقمار
بِجَبينٍ أزهَر , وخدٍ أحمَر , وجِسمٍ كالمَرمَر
واسمُها "تَمامْ" وبَدَت كَبَدرٍ تَمام .

تُوَلْوِلُ وتقُول :
يآوَيلِي , وياسَوادَ لَيلِي
مَنْ أَنتُم ؟؟؟
وماذا تُريدُون ؟
وبأيِّ حَقٍ لِدارِنا مُقتَحِمُون ؟
ولِمالِنا أنتُم ناهِبُون !!

فقاطَعها رئيسُهُم وهو عابِسُ الوَجةِ وعاقِدُ الحاجِبَيْنِ :
ألا تَعرفِينَ مِن تُحادِثِيْن ؟؟
نَحنُ ..

فقاطَعَتهُ :
وَمَن غَيرُهُ يَفعَلُ هذا الفِعلَ المَشِيْن ؟
فقال : وَيْحَك !!
نَحنُ هُنا بِأمرِ الوَالي , نأتي لهُ بِما يَشاءُ مِن نَفيسٍ وغالٍ .

قالت : ولكنَّ هذا مالي , وأقتاتُ مِنهُ أنا وعِيالي !

فقال : أنتِ ومالديكِ مُلكاً لِلواليّ .

فقالت : خَسِئتُم ..
وبِكَيدِكُم بئتُم ..
وإلى واليِكُم بِخَيبَتِكُم عُدتُم ..

فقالَ : وَيْحَك !!
" إذا جاكِ الحَبَردِي يَردِي وش تَعطِينَه ؟؟ "

قالت تمامُ :
أُعطِيهِ مِنَ الهَواءِ بِحَجمِ السَّماء
ومَورِداً يَتَدَفَّقُ مِنهُ الماء
وإنَّ لهُ في الدُّنيا بَقاءٌ بِلآ فَناء
وسعادٌ بِلآ شَقاء
شَرطَ أن يَترُكَني والصِّغار , في بيتِنا ولنا مالنا آمنين أحرار
فاذهَب إلى سَيّدِك في الحال , وأخبِرهُ بِهذا المَقال .

فقال : مالكِ يامرأة !!
أأبدوا لكِ أحمَقاً !
أم سَفيهاً وأخرقاً ؟
الماءُ والهواء , والسعادةُ والشقاء , والحياةُ والفناء
بيدِ الله الذي لآيُحيطُونَ بشيءٍ مِن عِلمِهِ إلاّ بِما شاء .

فقالت :
كذلك انا وعيالي ,
خَلَقنا الله أحراراً لِنعبُدهُ
ولا لأحدٍ سُلطانٌ علينا
ولسنا مِن أملاكِ الواليّ .

فقال : ويلـَك !
أتخرُجين على العصا ؟
فالمَوتُ لِمن عصى .

فلمّا أدرَكت تمامُ أنّه ذو بأسِ وشِدَّة
تراجعت عن نَبرَةِ الحِدَّة
وخاطَبَتهُ بلينٍ وتؤدَة .

وأرادت أن تأخُذَهُ بالحِيلَة , عَلَّها تَسْلَمَ مِنهُ هذهِ الّليلَة .

فقالت :
إنّي أهبُ نفسي لك زَوجةً وتُشارِكني في مالي وحَلالي وتكونُ أباً لعيالي .
فضَحِكَ ساخِراً : مَالكِ وحلآلك ؟
لأن أعيشُ عَبداً ذليلاً لِلوالي خيرٌ من أن أعيش تحتَ وطأةِ الفقرِ وأنا مُتَيَقِنٌ بأنني من الجُوعِ لآشَكَ هالِك .

فقالت : ولكِنَّني صادِقَة , وفي المَكرِ لستُ بِحاذِقَة .

فضَحِكَ قائِلاً : ماتملكينَ سِوى هذه البقرة أبِعـقـلي تِستَهينين !!
قالت : إنَني أملُكُ ثَروةً هائلةً ورِثتُها منذُ حيْن .

أمهلني سويعات , وسآتيك ببعضِ مالديَّ مِن خيرات .
فأخذتِ البقرة واخـتفت بها عن الأنظار ,
وأمرت ولدها عمَّار ,
أن تَوجَّه بهذهِ البقرة إلى رابِعِ جار ,
وقُل لِلجارة : إنَّ هذهِ البقرةُ مِن والِدتي إعارَة .
فأعيريني بعضَ الأواني الفِضيَّة , والفاكِهةَ الشَّهيَّة .

فذهب إليها في الحال ,
وأحضر معهُ فاكِهةً وأقمِشَةً عديمَةَ المِثال .

وبدأت "تمامُ" بتحضيرِ مائدةَ الطَّعام ,
يكسوها قِماشٌ من حَرير , وعليها أصنافٌ من الطعامِ والخيرِ الوفير
فيها ماتشتهي الأنفسُ وتلذُ الأعيُن ,

مِن الخوخِ الدِّمشقيّ , والرُّمانُ التُّركيّ , وكُمَّثرىً وكيويّ ,
وبرقُوقٌ وتُفَّاحْ , وعصائرُ تحمِلُها أقداحْ ,
وأوانِ ماءِ وَردٍ ذاتَ عِطرٍ فوَّاحْ .

فلمَّا دَعَت رئيسَ العَبيد ومن معهُ انبهروا مما رأوا , وأكلوا وشربوا حتى شَبِعوا .

فأخذت "تمامُ" رئيس العَبيد إلى حاشيةٍ من البيت
وقالت : ليكُن مارأيت ومن مَعَك سِراً بيننا ,
فإذا ذهبتَ إلى الوالي قُل لهُ مارأيتُ سوى عجوزاً شمطاء , ليس لها ولدٌ ولا تَلَد .

فقال لها في خُبث :
حسناً , أمهليني يوماً أو يَومَين .

فَتوجَّهَ إلى الوالي وأخبَرهُ بِما رآه ومالم يَرَه .
فأمر الوالي بجماعةِ العَبيد .. وسألهم عمَّا رأوا فأخبروه بِكُلِّ شيء , هو يُنكِر وهم يُكَذِّبونَه .
ولكنَّ الوالي أوجَسَ مِنهُ خيفَة ,
فنادى بالسَّيافِ "شَرفَلَك" :
أنِ أقتُلهُ , فَضَرَبَ عُنُقَهُ بالسَّيفِ فهَلَك .

وبعدَحين أرسلَ الوالي "الحَبَردِيّ" إلى بيتِ "تمام" ثُلةٌ العبيد يترأسُهُم عبدٌ آخر ,
ففعلت بهم "تمامُ" مافعلتهُ مع رئيسِهِم الأول ,
وأمّا مصيرُهُ فكان كمصيرِ سالِفِه ,
إلى ان أرسَلَ ثالثَ رئيسٍ من رؤساءِ العبيد , فاستقبلتهُ "تمامُ" كما أستقبلت سابقيه .

فلمّا أخبرتهُ بِسِرّها تجلَّدَ وتَصَبَّر , وكتم أمرها في سرّهِ وأمام العبيدِ تنكَّر ,
وقبِلَ بالزواج من "تمام" التي تمكنت مِن قلبِه , وسلبت لُبَّه .

وأمّا "تمام" فلمست من الرئيسِ صِدقَ القولِ فاطمَأنت , وصارَ لها ماتمنَّتْ .

وأمَّا الرئيس فقد أمر حاشيتَهُ بالمكوثِ عندَ "تمام" ,
مُتذرِّعاً بأنها ربما تتحين الفرصة فتهرب والأنامُ نيام .
فتوجَّه إلى قصرِ الوالي ودبّر مكيدةً مع أحدِ المماليك لقتل واليهم "الحبردي"
فتمكنوا مِنه ونصّبوا عليهم رجُلاً من الأخيار , وعاشوا في البلادِ أُمناءَ أحرار .



وَ أدرَكَ شَهرَزَادَ الصَّباح , فَسَـكَـتـَتْ عَـن الكَلام ِ المُباح .







.



الساعة الآن 05:00 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

new notificatio by 9adq_ala7sas
ملتقى مدينة العيون

Security team