نعم كنت أرى أثناء مروري عليها ذلك الصرح الشامخ ، أمر بجواره وفي الحقيقة لم أدخله ، مكانه بجوار جامعنا .
ولكن عندما دخل علينا هذا الضيف العزيز الذي تنتظره قلوب المسلمين ، فياسعادة من أدركه لتشمله الرحمة والمغفرة والعتق من النيران ، إنه شهر رمضان .
أخذت معي من منزلي بعض الزاد إليها لأحصل على الأجر كما هو حالنا في كل عام .
أخذا بقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من فطر صائماً فله مثل أجره من غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء )
وقول بعض السلف : لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحبُّ إليَّ من أن أُعتقَ عشرة من ولد إسماعيل ) .
لأكون مشاركاً معهم في هذا الخير .
وياعجباً لما رأيت ، ولكن معرفتي بأهل قريتي هَوَّنت وخففت من تعجبي ـ لأني أعرفهم سباقين إلى الخيرات .
نعم وجدت خارج ذلك المخيم من أوقف نفسه لخدمة هؤلاء الصائمين ،تجده ذاهباً آيباً ، فجزاهم ربي خير الجزاء .
أيضاً شاهدت السيارات قادمة ذاهبة كلهم يسعون لجلب الأطعمة المطبوخة من منازلهم ـ فهنيئاً لهم على تلك البادرة المبشرة بالخير ، وكل هذه تصب في أعمال من طرح تلك الفكرة .

العجب العجب عندما وضعت قدمي في المخيم شاهدت كيف يكون التكاتف والتعاون بين المسلمين طيلة أيام السنة ، وتكون واضحة وضوح الشمس في هذا الشهر . نعم رأيت إخواننا العرب وإخواننا الآسيويين المسلمين وهم متحلقون حول الإفطار ينتظرون أذان المغرب ليفطروا وصدق نبينا صلوات ربي وسلامه عليه عندما قال : ( للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ) .

فهنيئاً للجميع .