عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2008, 11:57 PM   #1

فارس الميدان
عيوني نشيط
 
الصورة الرمزية فارس الميدان

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 1511
التسِجيلٌ : Dec 2006
مشَارَڪاتْي : 1,101
 نُقآطِيْ » فارس الميدان is on a distinguished road
وداعاً .. سامي عبدالله الجابر

مساءٌ سعيدٌ لكل زعيمٍ فخور .. مساء تملؤه البهجة والسرور
تعالوا نحاكي ما بالسطور .. ولتكتمل اللوحة بفرحكم والنور



كيف أبدأ ؟ ومن أين ؟ , ها هي الحيرة قد تملكتني وأنا في مستهل حديثي , فالسبب بالطبع لاعبٌ حيَّر العقول وفاجأ الأعين , إنه ذئبٌ بشري , بدهائه ترتبك الدفاعات , إنه قائدٌ حقيقي , بحنكته تتحقق الآمال , إنه بكل اختصار (سامي) بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ.

من كان يتوقع يومًا أن يخرج من جسد سامي (النحيل) لاعبٌ تتغنى باسمه المدرجات ؟ وتحفل سجلات الاتحاد الدولي بأن توثق له العديد من الانجازات ؟ لكن مع سامي "المستحيل لا يعني شيئًا".

يُقال عند اليونانيين أن (الأسطورة) عبارة عن حكايةٍ وهمية تتحدث سطورها عن شخصٍ له مميزات خاصة يسخرها لعملٍ غير متوقع , أو بالأحرى عمل بطولي فريدٌ من نوعه.

سحقًا لهم , أوَلم يقرؤوا قصة فارسنا ! , أوَلم يسمعوا عن أسطورتنا (الواقعية) ! , فذئبنا غيَّر المفهوم , وجعل بالإمكان حدوث الأعمال البطولية والمميزة بأيدي البشر.

بعد مقدمتي البسيطة , سأبدأ بنثر الكلمات إلى سامي , وكلي يقين بأنها لن تفيه حقه أبدًا



سامي .. منذ أن بدأْت بمداعبة معشوقتك والأفراح تتوالى على بلادنا , ولن أبالغ إن قلت أنك أحدثت نقلةً في رياضة هذا الوطن , يا لإخلاصك !

سامي .. منذ أن مثَّلْت المنتخب الوطني والتأهل إلى كأس العالم أصبح من المسلَّمات , وكعادة الكبار لم تكتفِ بذلك , بل صنعت لنفسك درب التألق والنجاح منذ الاستحقاق العالمي الأول.

سامي .. يا من صنعت لنفسك مجدًا شخصيًا , وأبيت إلا أن تُشرِك بنو ناديك في أمجادك , فتقاسمْت معهم الأمجاد وتحققت البطولات لكما معًا.

سامي .. في بعض الأوقات يسأم الجمهور منك , ويصبح اهتمامهم بغيرك أكبر , إلا أن تألقك في المستطيل الأخضر يرغمهم على التغني بك وبإبداعاتك.

وعن النقطة السابقة سأتحدث عن موقعة 1418هـ , الموقعة التي واجه بها الهلال شقيقه الشباب في النهائي الحلم , سامي صال وجال في تلك المباراة لكن بدون جدوى , وبدأ القلق يدب في قلوب عشاق الأزرق مما حدا بالبعض منهم أن يتهم الذئب بالأنانية وحب الذات , الهلال يتحصل على ضربة جزاء وينفذها سامي بإتقان , وفي اللحظات الأخيرة والصافرة على وشك الانطلاق , سامي يسدد كرة مباغتة لم تجد إلا شباك الفريق الشبابي مقرًا لها.

سامي .. يا من أوجدْتَ الهيبة للكرة السعودية بإخلاصك المتفاني لخدمتها , وحرصت على أن تبقي الكرة السعودية متألقة في الصعيد العالمي , وخير دليلٍ هو الظهور لأربع مرات متتالية في كأس العالم , وذلك في إنجاز عربي غير مسبوق.

سامي .. كم من مرة تعرضْتَ لظلم من صحافة (الألوان) , إلا أنك بعد كل ثرثرة تخرج من أقلامهم وأفواههم تُخْرِسهم بأداء راقٍ في الملعب , وهذا ديدن الكبار , ثم تخرج أقلامهم في اليوم التالي لتسطر مديحًا لا ينم عن محبة , ولكنه ناتج عن إعجابٍ ودهشة وذهول مما فعلته بهم وبأنديتهم.

سامي .. تألقك في الملاعب صاحبته أخلاقٌ نبيلة , أخلاقٌ تدل على صاحبها , وهذا ما بوَّأك منزلة رفيعة بين مشاهير العالم , وحصدت بذلك لقب "سفير النوايا الحسنة".

سامي .. مر الهلال في بعض مباريات الحسم بلحظاتٍ حرجة والسبب أنك لا تشارك , ولكن منذ أن تلامس قدماك أرضية الملعب تعود الهيبة للزعيم , وكأنك تحمل عصًا سحرية تحول بها مجرى المباراة.

سامي .. مر المنتخب الوطني بلحظاتٍ عصيبة بعد اعتزالك الأول , لأنه افتقد إلى القائد المحنَّك , وحبًا في الوطن وفداءً له قررْتَ العودة , عدْتَ كما يعود الكبار , فرنسا تعاني وزيدان يعود وينقذها , ومنتخبنا الوطني يعاني وسامي يعود وينقذه , كم أنت كبير يا سامي !

سامي .. منذ نعومة أظفاري وأنا أعشق الهلال , ولم أجد غيرك سببًا لعشق الزعيم , فأنت من جعلنا نعشق هذا الكيان الأزرق , أنت من جعلنا نتغنى ببطولاته , أصبحنا نثق به ولا نخاف عليه , والفضل يعود إليك – بعد توفيق الله – يا سامي.

سامي .. "من أي كوكب أنت ؟ وكيف لك أن تسكن في قلوب كل من رأوا إبداعاتك ؟" , بالتأكيد هذا حال ألسنة الكثير من الذين كانوا يطمحون لنيل بضعٍ مما نلت , ولكنهم بالطبع لن يستطيعوا فأنت كائن مستقلٌ بأمجادك.

سامي .. ذهني مرهق من التفكير , فبعد كل ما قلته عنك لم أستطع رد الدين , فأرجو أن تسامحني.

سامي .. شكرًا لك , شكرًا على كل ما قدمْتَه لنا وللرياضة السعودية والعربية والعالمية ولناديك الهلال ولوطنك المعطاء , أنت رمز الإخلاص أيها السامي , شكرًا لك مرة أخرى.

سامي .. ما أصعب لحظات الفراق , ولا أصعب من أن تستوعب ذلك العقول , ولكنه أمرٌ حتمي ومرغَمون على مواجهته والحزن يملأ قلوبنا.

سامي .. شكرًا يا من جعلت للكرة مذاقًا آخر.

سامي .. وداعاً وداعًا وداعًا



::. حتى لا ننسى .::

1 – تأهل المنتخب السعودي إلى كأس العالم 1994م بعد مباراة فاصلة ضد إيران قص بها سامي شريط الأهداف.

2 – الأخضر السعودي مع سامي الجابر يحقق أول لقب لكأس الخليج في عام 1994م.

3 – سامي يحقق كأس أمم آسيا مع المنتخب السعودي في عام 1996م.

4 – سامي يحقق مع نادي الهلال عددًا من البطولات الآسيوية.

5 – سامي يحرز هدفين للهلال ضد الشباب في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين عام 1418هـ ليضمن اللقب للزعيم.

6 – سامي يحرز هدفًا في كأس العالم 1998م من ضربة جزاء ضد جنوب أفريقيا , ذلك الهدف جعله أول لاعب آسيوي يحرز هدفين في بطولتي كأس عالم متتاليين.

7 – في كأس الخليج 2002م , وفي المباراة الأخيرة ضد قطر , كان لا بد من الفوز لتحقيق اللقب , قطر تتقدم بهدف وتحافظ عليه , وجماهير الأخضر أوشكت على التحسر لضياع بطولة في الرياض , لكن سامي كان في الموعد كالعادة , واكتسب ضربة جزاءٍ كانت بمثابة نقطة التحول في المباراة , بعدها الأخضر بطلاً لكأس الخليج الخامسة عشر.

8 – سامي يعود إلى المنتخب السعودي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006م , ويحرز هدفًا من أول لمسة له بطريقة مميزة في الشباك الأوزبكية.

9 – سامي يحرز هدفًا في كأس العالم 2006م ضد تونس , هذا الهدف ضمه إلى قائمة شملت بيليه ومارادونا ومولر.

10 – سامي يشارك في مباراة الهلال ضد الوحدة قبل موسمين , ويحرز هدفين أعاد بهما تألقه الذي خَفَتَ في عدد من المباريات.

11 – سامي يشارك في مباراة الهلال ضد الحزم الموسم الماضي , ويحرز هدفين يحجزان للهلال مكانًا في نصف نهائي كأس ولي العهد



هذا ما يخلد في ذاكرتي عن سامي , وأرجو المعذرة أيها السامي إن نسيت حدثًا لك فيه باع.

سامي دمت لنا فخراً وعزًا ومجدًا

سامي .. نحن نحبــــــــك !!


سأترك لكم تساؤلاً دار في مخيلتي ولم أجد له جوابًا

كيف سيكون حال الهلال بعد سامي ؟



سامي .. في الليلة الظلماء يُفتَقَدُ البدر
فارس الميدان غير متصل   رد مع اقتباس