عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2008, 10:54 PM   #108

خربشات مبدع
عيوني بديع
 
الصورة الرمزية خربشات مبدع

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 2094
التسِجيلٌ : Nov 2007
مشَارَڪاتْي : 1,462
 نُقآطِيْ » خربشات مبدع is on a distinguished road
افتراضي

ام الجماجم وحب في المقابر

الحلقة 25


فقالت العجوز : شو يا ياسمين خايفة يهرب ويتركك مثل ما عمل ابوك مع امك اذا كان راح يعمل هيك اذن مش هو ابن الدهري اللي من خلالو حتشوفو النور.

فقالت ياسمين : " لا ياخاله... فارس بحبني ومستعد يضحي علشأني ، صدقيني يا خالة فارس مش مثلهم بس انا خايفة عليه وعارفه انه راح ينجن.

غضبت لعنة ام ياسمين من كلام ابنتها ووبختها .. فاطرقت ياسمين برأسها للارض واخذت تبكي واضافت تقول : لم اكن اتوقع ان انجب فتاة في يوم من الايام تكون بمثل هذا الضعف ، يبدو ان ابنتي التي حملتها العهد لا تدرك ان حبيب قلبها فارس هذا ليس واحدا من افراد عائلة الدهري او من اقارب سالم الدهري وانما هو ابن ابن سالم الدهري والذي اطلق عليه اسم فارس هو جده سالم قبل ان تهرب به امه والدم الذي يجري في عروق فارس هو من دم سالم الدهري القذر ... ايتها الغبية الم تلاحظي الشبه الذي يحمله من جده سالم... هيا اذهبي وتزوجيه لعلك تنجبي منه ولدا ليسميه على اسم جده سالم الدهري احياء لذكراه الطيبة.

بكت ياسمين اكثر واحتضنتها العجوز ولامت " لعنة " على الطريقة التي تحدثت بها مع ياسمين وقالت العجوز لياسمين : .. امك تقصد تقلك انو فارس وضعه بختلف عن بقية ولاد الدهري ،فارس بحمل اسم عيلة الدهري وبحمل اسم جده سالم.

فقالت ياسمين : خلص يا خاله انا ما بدي اتجوزه وما بدي اشوفه ... بس يا خالتو يا ريت نتركه بحالو.

ضحكت العجوز وقالت :.. فارس شافك وشاف جمالك ولو تركتيه انت حيظل يدور عليك ولو بفتح كل قبور الدنيا وبعدك صغيرة وما بتعرفي اللي بشوفك شو بصير فيه ...

ضحكت وردة مما قالته العجوز واستفزت ياسمين من ضحكة اختها وردة ... ضحكت وردة لانها تذكرت تجاربها مع اولاد الدهري بالاشهر التي خرجت بها من القبور قبل اختها ياسمين وماذا حدث لهم ؟.. ياسمين استفزت لانها تخيلت ما الذي قد يحدث لفارس وهي ايضا تعلم ماذا حصل للآخرين.

العجوز ربتت على كتف ياسمين وقالت لها : سأعطيك الحل لهذه المشكلة ولكن قبل ان افعل ذلك اسمعي ما ساقوله لك جيدا وافهميه ان عتمة القبور لهي ارحم من عتمة نفوس هؤلاء الذين يعيشون في النور.

قالت العجوز هذه الحكمة لياسمين واخذت تشرح لها عن الطريقة التي تستطيع بها ان تتزوج من فارس وان تسكن معه في أي مكان تريد بعيدا عن القبور لتنتهي اللعنة ...

فرحت ياسمين كثيرا فقد وجدت ان الطريقة التي دلتها عليها العجوز سهلة جدا ولا توجد فيها تعقيدات كثيرة ، المهم انها بعيدة عن السكن في القبور.

وكانت ياسمين على ثقة من ان فارس سيوافق فورا على هذه الطريقة فهي في نظرها سهلة جدا ولكن العجوز طلبت من ياسمين ان تتمهل ولا تتسرع فربما نجد ان عتمة القبور والسكن بها لهي افضل من السكن بين الناس في النور ونصحتها ان تذهب الى فارس وتحكي له عن الطريقة وبعدها تعود وتتخذ قرارها الذي ستترتب عليه امور كثيرة ، اما " لعنة " ام ياسمين ووردة فلم تكونا راضيتين فهما لا تتصوران ان زوج ابنتها وشقيقتها سيكون ابن ابنه لسالم الدهري الذي هو السبب الرئيس لما حدث لجورجيت ... وردة اخت ياسمين كانت خائفة قليلا من اندفاع اختها بحبها لفارس وما قد تعانيه لو ان فارس كان لا يحبها كما تتصور ياسمين ....

فارس يبحث عن حل

بدأ فارس رحلة البحث عن حل يخرجه من هذه الورطة التي علق بها دون أي ذنب وهمه الاكبر ان يحتفظ بحبيبته " ام الجماجم "ياسمين مهما كلفه هذا من ثمن ، ولكن من يستطيع ان يساعد فارس ؟...

بحث فارس كثيرا وكان امله يخيب كلما اعتقد ان هناك من يفهم بشيء اسمه " اللعنة " وكان كالغريق الذي يتعلق بقشة ثم توجه ولكن بدون قناعة منه باتجاه احد الفتاحين في مدينة جنين وهو على يقين من انه لن يساعده بشيء وهذا ما حدث فعلا فقد كان " الفتاح " المشعوذ اغبى من ان يفهم بهذه الامور المعقدة ... ولكن فارس كان على استعداد لان يجرب أي شخص بالرغم من قناعته بسخافة هذه الامور وتوجه الى احد " السمره " وهوكاهن سامري في مدينة نابلس واوقف السيارة بعيدا عن بيت السامري وسار على قدميه خشية ان يرى السيارة احد ممن يعرفه بالصدفة ...

دخل فارس بيت الكاهن وانتظر في الردهة قليلا ومن ثم دخل الغرفة المخصصة لهذا " الكاهن المشعوذ " تفحصه الكاهن بعينيه وقال له ..: " اهلا وسهلا بك يا بني "

ورد عليه فارس : اهلا وسهلا فيك "

وبدأ الكاهن بالقاء محاضرته التي يكررها عشرات المرات في اليوم لعله بهذه الطريقة يستطيع ان يحدد علة الزبون والسبب الذي جاء من اجله والمتضمنة عبارات " الشفاء من الله " " ولكل داء دواء " ..و " ولاد الحرام كلهم " ...و..و....الخ...

اما فارس فقد التزم الصمت وهو يعلم انه امام " دجال مشعوذ " ولكن لعل وعسى.

اكمل الكاهن محاضرته وهو يترقب رد فعل فارس على ما يقول وقال له: " خير يا ابني بعون الله بقدر اساعدك "

فقال له فارس : جئت اسألك عن "اللعنة !!" ...

فرد الكاهن : " لعنة الله على الشيطان !!! قلي شو اسمك واسم امك "... فاخبره فارس بالاسماء واخذ الكاهن يكتب ويحسب وينظر في كتاب امامه وسأل فارس : " شو بتشعر بالضبط ؟؟ "

فرد فارس : الموضوع ليس بما اشعر او بما لا اشعر ، الموضوع اني جئت اسألك عن لعنة القبور وخاصة اني سمعت ان اليهود هم اكثر الناس خبرة بهذه الامور ...

ارتبك الكاهن قليلا واحتار فهو لم يفهم ماذا يقصد فارس وماذا يريد ولم يكن الكاهن يريد ان يبدو كالجاهل فقال له ..." نعم نحن نعرف بكل شيء ... وبعونه راح تلاقي الحل عنا والان احكي لي بالتفصبل ما هي المشكلة ...

شعر فارس بأن الكاهن يراوغه وانه لا يفهم شيئا ... فقال له فارس بحزم : لقد جئت ولا اريد ان اضيع وقتك وانا على استعداد لان ادفع لك ... كل ما اريده هو معلومات عن لعنة القبور .. ما هي وكيف يتم الخلاص منها ؟

ويبدو ان كلمة " الدفع " قد شجعت الكاهن الذي لا يعرف عما يتحدث فارس على أن يبدأ بالبحث في الكتب القديمة التي ورثها عن اجداده لعله يجد ما يقدمه لفارس من معلومات ليحصل بدلا منها على بعض النقود ...

بدأ الكاهن بالبحث بين كتبه واستمر في البحث لاكثر من نصف ساعة حتى عاد الى فارس مبتسما وكأنه قد وجد ضالته في احد الكتب القديمة ... جلس وفتح الكتاب بعد ان نفض عنه طبقة من الغبار

واخذ يقرأ ويترجم لفارس وقال : حسب ما ورد في كتبنا القديمة فان لعنة القبور يعود تاريخها الى الاف السنين وقد حدثت في المرة الاولى مع " بنات رفقة " حينما قرر الراب ان يدفنهن في بئر الزعق" في "اورشليم " وبعد عام تأكد ان الراب قد دفنهن ظلما .. وقد قام الراب بدفن نفسه حيا تكفيرا عن جرمه ... ومنذ ذلك الوقت وفي كل عام يسمع الناس صراخا منبعثا من البئر بشكل مستمر ويعرف الناس ان بينهم ظالم ويقومون بتقديم القرابين بجانب البئر وانصاف المظلوم وابعاد الظالم حتى انه في ذلك الوقت لم يعد هناك احد يجرؤ على ظلم احد خوفا من " زعقات البئر " وقد سميت هذه اللعنة " بلعنة بنات رفقة "ولكن هذه اللعنة لا تصيب الا اليهود.

ارتسمت على شفتي فارس ابتسامة ساخرة فكل ما حكاه له هذا الكاهن السامري هي قصة من القصص القديمة المتعلقة بالتوراة والتي لا دخل لها بما يحدث مع فارس ...

نظر الكاهن الى فارس وهو ينتظر منه ان يدفع له النقود مقابل قصته

وفي هذه اللحظات ودون سابق انذار دخلت المقنعة السوداء " ام الجماجم " وجلست الى جانب فارس وتأبطت ذراعه ... فوجيء فارس برغم انه قد اعتاد على مفاجآت ياسمين الكثيرة ... وتسمرت عينا الكاهن باتجاهها وهو لا يعرف ماذا يحدث وازداد ذهوله حينما لمح مفاجأة فارس من رؤية ياسمين التي تعشق ارباك من حولها بتصرفاتها ... اخذت ياسمين تميل على فارس بغنج ودلال .. وفارس يبتسم فهو يدرك ما ترمي اليه من حركاتها هذه وحاول ان يخرج من جو الارتباك رغم ان ملامح وجه الكاهن وعينيه المتسمرتين تجاه ياسمين تثير الضحك ..

ياسمين لم تكن لتكتفي بما احدثته من ارباك وهذه بالنسبة لها فرصة لتتسلى قليلا .. فقالت بغنج موجهة كلامها للكاهن السامري ... كيف حالك يا كبيرنا.؟؟

فرد الكاهن مرتبكا : اهلا.... اهلا يا بنتي...!!

فقالت : ان شاء الله حليت مشكلة فارس يا كبيرنا..؟

نظر الكاهن الى فارس والى ام الجماجم المقنعة وحاول ان يمحو مظاهر الارباك عن وجهه فابتسم وقال : " اهلا وسهلا معرفتناش بحالك ؟" ...

قاطعته ياسمين قائلة : ولو يا كبيرنا ما انت بتعرف كل شيء واكيد انت عارف اني مرته وحبيبته بس هو ما بحب يدخلني معاه عندك علشان بستحي يحكي معك عن مشكلته وانا موجودة.

ونظرت ياسمين الى فارس ومالت برأسها المقنع بالخمار على كتف فارس وقالت : يا الله احكيلو يا فارس لا تستحي هو بقدر يساعدك يالله حبيبي احكيلو ".

ابتسم فارس فهو لا يدري ما الذي تسعى اليه ياسمين ... اما الكاهن فوضع يده على خده ووجد نفسه مثل الاطرش في الزفة.

اما ياسمين فقد زادت من حدة الدلع وقالت مصطنعة الحياء والخجل : " يالله يا حبيبي فارس احكيلو طيب انا بحيكلو عنك بس لا تطلع علّي علشان ما اخجل .. شوف يا كبيرنا المشكلة انت عارفها ولازم تكون فهمتها وانت يا كبيرنا ابو المفهومية .. هلأ شو بتقدر تعطيه .. دوا او أي شيء علشان يعني ما انت فاهم شو بقصد ؟."

رد الكاهن مستفزا وقد شعر ان ياسمين تسخر منه خاصة وان فارس كان يخفي ضحكته من كلام ياسمين : " لأ انا مش فاهم .. يا بتحكو بوضوح يا اذا سمحتو انا معنديش وقت " ..

حاول فارس ان يتدخل حتى يلطف الاجواء ولكن ياسمين كانت اسرع منه فقالت: " يا كبيرنا والله بستحي احكيلك ...بس احنا متجوزين من زمان وما عندنا اولاد. "

احمر وجه فارس .. وابتسم الكاهن وقال: "يعني ما بتخلف يا فارس ؟"...


تابع الحلقة 26
خربشات مبدع غير متصل   رد مع اقتباس