الموضوع: الخادمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2005, 05:03 PM   #2

ابن المقرب
عيوني رهيب
 
الصورة الرمزية ابن المقرب

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 16
التسِجيلٌ : Nov 2004
مشَارَڪاتْي : 332
 نُقآطِيْ » ابن المقرب is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الثانية

وعدت مرة أخرى، فإذا هي بلا خمار، فسألتها عنه، فقالت –وياليتها لم تقل، فما كنت أدري أن لها مع جمالها هذا الصوت الذي يرنّ كأجراس الفضة في مواكب الأحلام.. أو كرنّات العيدان في خيال متذكر ليلة غرام- قالت: إني قد استثقلته فألقيته أمام الأقرباء، وأنت منهم (مُشْ هيك)؟ِ
وشفعتها ببسمة من فيها، وغمزة من مقلتيها، وهزة من كتفيها…. فما هذه البنت؟! ومن أين لها هذا كله؟! صدقني لو أنها ربيت في مسارح (مونمارتر) في باريس لكان هذا كثيرا منها، فكيف تعلمته في مزابل (التواني)؟!
وعبست فما أحببت أن أوغل معها في هذا الطريق، فولّت ترقص رقصا لا تمشي مشيا، وشعرها الذهبي حقا لا تشبيها، المنشور على كتفيها وظهرها، البالغ حقويها يرقص معها!ِ
وعدت بعد ذلك، فإذا هي قد جزّت شعرها على (الموضة)، وأمرّت يد الزينة على وجه ما يحتاج إلى زينة، وطرحت صدارها، ولبست ثياب فتاة غنية مدللة، لا ثياب خادم، فانفردت بأكبر الإخوة من أقربائي فقلت له: إنك أنت وإخوتك من أمتن الناس خلقا وأقومهم سيرة، ولكن هذه البنت تفتن والله العابد، وتستزل الزاهد، وتحرك الشيخ الفاني.... وإنها لتسحر بكل نظرة وكل حركة، ويكاد جسمها يتفجر إغراء بالمعصية، وإذا أنتم بقيتموها في هذه الدار فما أظن الأمر ينتهي بسلام
واستجاب لما قلته له، ورآه حقا، فأخرجها وأدخل مكانها زوجة صالحة.
*********
ابن المقرب غير متصل   رد مع اقتباس