
المشهد الخامس ( ابن سعيد سعيد )
بعد التوبة أصبح للفنان فهد بن سعيد سابقاً أصبح له الآن فعلاً حظاً ونصيب من أسمه السعيد السعادة بالإيمان والعمل الصالح شارك في الدعوة إلى الله " محاضرات , لقاءات , مخيمات " كان من أخر مشاركاته الدعوية مشاركته قبل وفاته في موسم الحج في مخيم القصيم الدعوي وحضر له كما تقول زوجته بعض الشباب وقالوا يا فهد ترانا تايبين والله كانت لتوبتك آثر كبير على توبتنا واستقامتنا , كان محبوباُ في القصيم كما ينقل لي الأخوة الذين إلتقينا بهم , كان أبيض القلب , لا يحمل الحقد , ولا الحسد , رحيماً عطوفاً يحب مساعدة المحتاجين , وكان في آخر أيامه رغم الفقر الشديد يدفع بعض الصدقات إلى بعض الفقراء والمساكين .. أحد طلاب المدرسة الذين يخالطون فهد بحكم كونه فراش أو حارس المدرسة يقول خرجت من المسجد بعد صلاة العشاء فرأيت رجلاً يقدم العشاء لعامل المسجد اقتربت لأكتشف أن هذا الرجل الذي يُحضر العشاء للعامل هو فهد بن سعيد حارس المدرسة وطالب آخر يقول كنا في ساحة المدرسة وكان هناك خبز متناثر من الطلاب فلما مر فهد بن سعيد يقول نظر إليه بعين الحزن وأخذ يرفعه يرفع الخبز من الأرض ويقول ( هذا شكر النعمة ! ) نعم هذا فهد بن سعيد الجديد نعم هكذا يظهر الإيمان هذه النماذج من البر والإحسان والطاعات من مثل هذا الرجل كان يبكر كما يقول أخوانه المدرسون في المدرسة يبكر إلى الصف الأول لصلاة الظهر وكان يبكر لذهابه لصلاة الجمعة كما تقول زوجته هكذا وجد فهد بن سعيد السعادة وجدها في الإيمان والعمل الصالح
( فيا أخوتي في الله والله ما عرفت السعادة ولا عرفت الحياة إلا بعد الرجوع إلى الله , أنا كنت سابقاً أبو خالد وشهرة وطقطقة ووين , موكب يتزاحم من الناس مع بوخالد , ولكن هذي مالها سعادة يا جماعة الخير سعادتها ثواني دقايق , كلها راح لبيتهم وانتهى )

المشهد السادس ( ابن سعيد الفقيد )
كان فهد وكما تقول زوجته يذهب بسيارة مبكراً إلى صلاة الجمعة ويأخذ معه ولده عبدالله الكبير ويأخذ معه جاراً لهم كبير السن جاوز الثمانين سنة ثم يُحضر هذا الشيخ الكبير معه إلى المنزل ويتناولون طعام الغداء معاً في يوم الجمعة الأول من ربيع الأول عام : 1424 هـ ذهب فهد كعادته مبكراً إلى الجمعة وكان يشعر بألمً في قلبه وهو في المسجد سقط على الأرض حمله أحد المصلين وعاد به إلى المنزل عندما أفاق سئل عن الرجل المسن الذي كان معه تقول زوجته قال لا تضعين الغداء حتى يأتي الرجل واتغدى أنا وياه , أشتد عليه المرض في اليوم التالي يوم السبت ( 2 / ربيع الأول ) أشتد عليه مرض القلب تقول زوجته كان يطلب مني أن أقراء عليه بعض آيات القرآن أقبل الليل ليلة الأحد لم ينم تلك الليلة في صباح يوم الأحد أفطر على حبتين من التمر ثم قال لزوجته أحس أني سأغادر هذه الدنيا إلى الآخرة تقول زوجته صلى الفجر ثم كان منشغلاً بالذكر والصلاة لم يعد يتحدث معي كان يذكر الله ويسبح ويهلل ثم كانت اللحظات الحرجة قبل صلاة الظهر دنت ساعة الرحيل فهد قبل وقت صلاة الظهر يقوم ليتوضأ للصلاة بينما هو في طريقة إلى الوضوء يتعرض لأزمة قلبية يسقط عند باب دورة المياه أمام زوجته تُفجع المسكينة تتصل بالهلال الأحمر لينقل فهد عبر الإسعاف إلى طوارئ مستشفى الملك فهد ببريدة في القصيم وفي داخل سيارة الإسعاف تحكي زوجته اللحظات المحزنة تقول كان يرفع صوته بالتسبيح وطلب الثبات والاستغفار مما جعلني أنهار ولم أتمالك نفسي إلا بالبكاء قبل وصول الإسعاف إلى المستشفى نزل القضاء ففاضت روح فهد بن سعيد إلى السماء ولفظ أنفاسه الأخيرة .. نعم مات الرجل وفي المستشفى بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة يزدحم المئات من الشباب الذين يعرفون فهد بن سعيد يقول مسئول ثلاجة الموتى بمستشفى الملك فهد دخل بعض الشباب إلى ثلاجة الموتى وأنا أراهم يلقون على فهد بن سعيد النظرة الأخيرة والدموع تملئ أعينهم ويقبلون رأسه ويدعون له بالرحمة والمغفرة ويقول أحد الأخوة رئيس الأشعة في المستشفى يقول دخلت الغرفة على فهد لأودعه الوداع الأخير فإذا بذالك المنظر " الابتسامة تعلوا شفتيه , البياض يكسو وجهه , إشراقه إنارة في ذلك الوجه مع أني أعرف فهد أسمر البشرة " يقول والله لما رأيته بكيت لما رأيته أحس أنه خاتمته ودعاء الناس له . نعم هكذا تكون الخواتم الحسنة لأهل الإيمان والتوبة يعود وكيل المدرسة التي يعمل فيها فهد يعود إلى منزل فهد بن سعيد يقول لما طرقت الباب خرج عليّ أبنائه الصغار كان ولده الصغير يقول لما فتح له الباب " أكيد أبوي مات " فخرجت البنت الصغيرة بكل وبرائه وهي تقول " أبوي مات من يمشينا بالسيارة " يقول بدأت أهدئهم وأضمهم بعد أن فقدوا والدهم .
ثم كانت مشاهد الصلاة والدفن نقل جثمان فهد بن سعيد لجامع الخليج ببريدة وشهد الجامع ازدحاماً شديداً امتلأت الشوارع المحيطة بالمسجد بآلاف البشر لم يستطع الآلف من الناس من الصلاة عليه في الجامع لضيق المكان وصلوا عليه في المقبرة بعد الصلاة حُملت الجنازة إلى المقبرة سيراً على الأقدام ومع شدة الزحام لم تصل الجنازة إلى المقبرة إلا بعد " ساعة إلا ربع 45 دقيقة " تسلق بعض الشباب سور المقبرة ليشهدوا مشاهد دفن الفنان التائب فهد بن سعيد سُمع البكاء والنشيج في المقبرة تأثراً بهذا المشهد وضع فهد بن سعيد في قبرة أُهيل عليه التراب لتكون خاتمته أعجب من حياته .
وكانت لي في حياتك عظاتاً .. فصرت اليوم أوعظ منك حيا ..
موقفان متشابهان يعرفهما محبي فهد بن سعيد الموقف الأول في عام : 1395 هـ عندما أقام هذا الرجل حفلاً غنائياً في بريدة حيث كان الحضور كبيراً حتى أن بعض الشباب تسلقوا أسوار الحفل لكي يحضروا الحفلة .. وموقفاً ثاني فهد بن سعيد في يوم وفاته يوم أن يزحم الآلف في جنازته يتسلقون سور المقبرة ليشاركوا في دفنه ويستغفروا له ويطلبوا الله له التثبيت وشتان بين الموقفين وبعد الدفن يرجع الناس وإذا بالمشهد المحزن أبناء فهد بن سعيد أمام باب المدرسة أمام باب فراش المدرسة فهد بن سعيد رحمه الله وبجوارهم سيارة والدهم التي لم تتحرك من ظهر يوم السبت وفي يوم وفاته يطير الخبر في الأفاق وتنشره منتديات الإنترنت دخلت أحد منتديات الإنترنت الخاص بالفنان فهد بن سعيد مجموعة من الشباب ألقابهم أسمحوا لي أذكر بعضها ( عاشق ابن سعيد , مفتون بوحيد الجزيرة , يا بن سعيد حبك يزيد , متيم أبو خالد ) هذا يطلب أغنية كذا وهذا يحملها على جهازه , وهذا يقول تسجيل خاص سهرة جلسة خاصة ) وفي يوم الوفاة ينشر المنتدى الخبر فيتأثر الكثير من شبابنا الذين أبتلوا بالغناء والله رأيت بعض التوقيعات بحذف أغاني فهد بن سعيد لما مات بل دعا بعض محبي فهد بن سعيد الفنان دعا بعض الشباب إلى التوبة اقتداءاً بسيرة هذا الرجل ..
وفي الختام نقول يا شباب لقد رحل هذا الرجل عنا , رحل لكنا لن ننسى فهد بن سعيد صاحب القرار الشجاع , لن ننسى فهد بن سعيد الذي رفض الملايين ورضي عيشة المساكين , لن ننسى فهد بن سعيد الذي باع الدنيا بالآخرة ورضي بالزهد دون الشهرة وآثر ما يبقى على ما يفنى فنسأل الله أن يجزيه بالحسنى .
رسالة من القلب إلى أهل الفن إلى كل فنان أو إلى كل مستمع إلى مزامير الشيطان أُخيّ في الله .. حبيبي فالله يامن شرفك الله بالإيمان قبل أن تشدو بصوتك أو تتلاعب بأوتار عودك أو تستمع إلى فنانك أسأل نفسك بصدق هل عملي هذا يُرضي الله أسأل نفسك بصدق هل إذا نزل بي الموت هل سأقول ل إله إلا الله هل أعددت للسؤال جواباً عندما أقف بين يدي الله جل جلاله أخي الكريم : إذا نُصبت الموازين ورفعت الدواوين أسألك وأجبني وأجب نفسك بصدق هل يوضع الغناء في كفة الحسنات ؟ أم في كفة السيئات ؟ أخيه الكريم يامن شرفك الله بالإيمان والله أني خائف عليك خائفاً عليك من خاتمة السوء كما وقع لبعض الشباب خائف عليك أن يصب في أُذنيك الرصاص المذاب عياذاً بالله فعد إلى ربك يغفر ذنبك ويستر عيبك ويجمعك مع من تحب في مستقر رحمته أيه الأحبه ونحن نودع فهد بن سعيد لا ننسى وصيته للشباب التي كان ينادي بها قبل وفاته
( فيا أخوتي في الله أعرف أن فيه من الشباب من يشجع بو خالد وبن سعيد فوالله ما أنفعكم بشيء (({33} يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ{34} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ{35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ{36} )) ما أنفعكم بشيء .. أرجعوا إلى واحداً أحد بدولوا أشرطة بن سعيد بتسجيلات إسلامية تفيدكم في حياتكم ))
هذا آخر ما قاله فهد بن سعيد في حياته ..
والله يا فهد لقد وعظتنا حياً ووعظتنا ميتاً فنسأل الله تعالى أن يتغمدك بواسع رحمته ويجمعنا بك في فسيح جناته


[blink]حقوق التفريع محفوظة لملتقى مدينة العيون " النورس "
لا تنسوني أحبتي في الله من دعوه صالحة في ظهر الغيب
[/blink]