سآَرتْ في طُرقاتٍ ــأخِرُ مطافِها
ــالسرابْ
وتَجاوزتْ طَريقاً يُعرفُ بعنوانِ
ــالجِراح
تعصِفُ بِهِ رياحُ
ــالغدْر
تستقيم تارةَ
وتتعــثر
تــارةَ
مرْت مِن ــأَمامِِ بوابةٍ كبيرة .. قيل ــأَنْها
ــالنسيانْ
سمِعْت طرقاً على تِلكَ ــالبوابه ْ
عجبا!!! كيفَ ذآكـْ ؟
ولكِنها لمْ تستطعْ
ــالنسيانْ ..!!
ــإِنسكبتْ روحَها هناكْ فنَزفَتْ ِمداداً ِمن
دمٍ دونت بِه ِقصَتها
بِعنوانْ
قَتْلُ ــالغُفْران
هيَ ..تنظرُ ــإِلى ــالبعيد
وتسْتَحْضِرُ
ــالماضيَ لِتُعَاتِبة
سألها
.. مُتعجِباً
.. مازلتِ تْذكُرين ؟
فاجابته بأرتبآكٍ تريُد ــأنْ تُبَرِرَ لِنفْسِها
.. : ولكنْ كيفَ لا
ــأذكُرُ و هوَ ......
!! سكتت
سـألها
.. هو ماذا هو من .. ؟
من .. هو ؟
خآرت قِواها ولم تتحمل .. وقع
سؤالهِ عليها
صرختْ
هو من تجرأَ في سلِ سيفِ ـ
ـالقهِر في وجهي
ومزقَ رِدائي ــالبريء ــالنقيِ
ــالأَبيضْ
هو منْ
ــأستباحَ رِقتي وعُذوبتي
فأَضنى
~ روحي
"
هو من َقتلني . وهو منْ قَتل فيني ـ
ـالغُفْرانْ
رَحلتْ عنْ
ماضيها غاضِبةًَ
فقد كان حُضورهُ.. حِرقَةً
ووجعٍ يذوبُ فيهِ صوتُ ــالحرفِ وــاللسانْ
تعذبت مشاعِرها .. فــ ــأختارتْ هي ــالأُخرى
ــالمغيبْ
حالةٌ مِنَ
ــالحزنِ تنثُر ــآخِرَ ــاللمساتِ على
لوحتِها
رُسمِت بِريشَه ــالنسيانِ
ماضيٍ يغطيهِ ــالسوادْ
وجُسِدتْ روحاً هاويةٍ على طرقاتِ
ــالضياعْ
وخلفُها خطواتٍ بعيدةَ دونَها بابٌ
موصٌد بأَغلالِ ــالظلامْ
ورَسمتْ ضِفافَ ــالماضي ــالقادمُ مِن ــأفولِ
ــالضبابْ
ف
شوه
تها ــاللوحة
سقطت
ــالريشة
وسقطت
هي ــأيضاً
ــأنها تآنُ مِن
ــالآلم
لا تعلم ــأيهُما ــأَشدُ
ــألماً
غرس سكيناً في ــالصدرِ
ــأو
ــأنتزاعُها
تتوهُ مشاعِرها بينَ
ــالألِمِ وــالحيرةَ
فتضعُ رأَسها بينَ
" كفيها
" يائسةً تقولْ
نسيانُ ــالماضي
لنْ يتبعهُ غُفرانْ
لنْ يتبعهُ غُفرانْ
لنْ يتبعهُ غُفرانْ
كيفَ لي ــأَنْ ــأَغْفِرَ و ــأَنْسى ـ
ـالألمَ ــالذي ــأَسْدَلَ سِتارهُ ـ
ـالأَسودَ على روحي
و كيفَ لي ــأَنْ ــأَغْفِرَ و ــأَنْسى و طبولُ ـ
ـالحزنِ تقرعُ في ــأَرجاءِ كياني
وكيف لي ــأَنْ ــأَنْسى صوتُ خطواتْ ــالذكرياتِ ترحلُ بعيداً مخلِفةً وراءها شَبحُ
ــالْماضي
ــالأَلمْ
.. ليسَ مِنَ ــالسهلِ عليَ نسيانُ ــالأَلمْ
..
كمْ هوَ غريبٌ ــإِحساسكُ حينَ
تتآلفَ معْ ــالأَلمْ
فليسَ مِنْ ــالسهلِ عليَ ــأَنْ ــأَنْسى ذاكَ ــالرفيق ..
ــالذي لازمنى بعدَ سقوطي في بئِر
ــالغدرِ وــالخيانهْ
فــ عكسَ ضِلالهُ علي حياتي
وــأَسْتَقرَ بِها..
وعانقَ جسدي حتى ــأَصْبَحْنا نتقاسمُ
ــالعبراتِ و
ــالزفراتْ
لحظةُ
" صمتْ
"
تآنُ مرةً ــأُخرى
شرْخٌ ـــأَصابَ شِغَافَ القلبِ
ــأَدماهُ وشوهَ جدارهَ
فباتَ قلبُها وحيداً يأنُ
جريحاً كُلَ تِلكَ ــالسنينْ
لمْ يجدْ منْ يعالجهُ ــأَو يريحهُ مِنْ
عذابه
فيظهُر سؤالٌ ــآخرْ ..لِمَ
ــالغدرُ و
ــالخِيانه .. ؟
سؤالٌ لمْ تستطعْ ــأَنْ تنتشلهُ مِنْ
روحِها
ينخرُ جسدها
تُحاوِلُ ــإنتِزاعهُ رُغْمَ
ــالنزفْ
ورميةِ بعيداً عنْها لِتواصِلُ ــالمَسير
ولكنْ تُسْتَطِمْ بِجدارِ
ــاليآسْ
فتنطلقُ مِنْ ــأََعماقِها صرخةُ
ــالحِرمانْ
تحاولُ مرةً ــأُخْرى
"
تتسللُ خلفَـ ـأَسواِر
ــالسنينِ ــالمتجبرة
تُحاولُ ــإِشعالِ
ــالفوانيسِ ــالمطفأةَ
ولكنْ
عبثاً تُحاول
.. فَما حولَها
.. إِلاَ سِوَى شُطآنِ
غُربةٍ بارِدةْ
فينتَحِرُ سؤالها تحْت ــأَمواجِ
ــالأسى~ ــالصاخِبةْ
فتعودُ ِلشاطِئِها
ــالحزينْ .. وَحيدَه .. تلتقطُ ــآلامِها
وــأَحزانِها ــالقديمهْ
تحْمِلُها على كتِفيها لِتَعوْد وتفترشُ
ذكرياتِها على تِلكَ
ــالعتبةْ
تُعانِقُ
ــالعذابْ بِلَهفة
حتْى يبقى ــالإِحساسَ بِهِ مُستقِراً بينَ
جوانِحِها
يسْري بِدَمِها
.. يَعيشَ معَها
فيمتزجُ بآهاتِها ويجددُ
عذابَها .. حُزنَها .. ــألمَها
وتتعذبُ ــالمشاعرُ
فتغيبُ هيَ ــأَيضا في
ظُلْمَةِ ــالليلْ
وكأَنهْا ــأُصيبتْ
بإِغْماءٍ مؤقتْ
غَطى روحَها وــأَنتشلَها مِنْ عالمِها
"
تغدو مُسرِعَةً تسْرِقُها ــاللْحظاتِ
ــالموجِعَة وترحلُ بِها
مِنْ ــالسكونِـ ـإَلى
ــالعاصِفَة
تتسائلُ سَاعتها
"
ولا تعلمُ .. هلْ عاشتْ
ــالأَلمْ
ــأَم
ــْالأَلمْ منْ عاشَ بِها كلَ تلكَ ــالسنينْ .؟
منْ مِنهُما لمْ يستطِعْ ــأَنْ يتَخلَى عنْ ــالآَخرْ هي ــأَمْ
ــالأَلمْ
منْ منهُما لمْ يستطِعـ ـأََنْ يتَنازل هيَ ــأَمْ
ــالأَلمْ "
منْ مِنهُما لمْ يستطِع
ــالنسيانْ
منْ مِنهُما لمْ يستطِع
ــالْغُفرانْ
هي ــأَمْ
ــالأَلم
تلملمُ شَتاتها و تضيعُ بينَ
ــالمتاهاتِ ــالمصفوفةَ ؛
تسيُر و ــالخُطى تُسابِقها
،
فترمقُ ــالبابَ ــالبعيدِ بنظرة
ــآسى .. وتقولْ لنْ
.. ــآغفِر هيهآتْ ــآنْ
ــآغفِر