[أبو طلال]

في عصرية يوم جميل كنت مع الوالدة في المزرعة نتقهوى
دخل علينا خالي
فقامت أمي تسلم عليه بسلام كثير وتحييه كأنها ماشافته من سنين
فقلت لها بعد ماجلسنا :
تسلمين عليه هالسلام كله وكأنك ماشفتيه قبل أمس في بيتنا ومتعشي عندنا ؟
حتى قبل أمس كنتي تسلمين عليه مثل هالسلام
ضحكت وقالت هذا أخوي
قلت لها أدري أنه أخوك بس مستغرب كثرة السلام هذا وكل ماتشوفينه
هلا وغلا حياك الله شلونك وشلون عيالك وكيف حالك وتدعين له كثير وتقومين له وهو أصغر منك وترحبين فيه ترحيب شخص ماشاف أخوه من سنين

قالت ماسمعت قصة قائد الجيش اللي خيّر المرة بين زوجها وولدها وأخوها ؟
قلت لا والله يا يمه ماسمعتها .

فقلت لي :
كان فيه جيش طب على قرية وحبس رجاجيل القرية وأمر القايد أن يعدم كل الرجاجيل
فجمع الحريم والشيبان والبزارين عشان يشوفون هالإعدام
ومع البكاء والصراخ من الحريم قامت مرة منهم وهي أكثرهم صراخ وبكاء ، وطلب القايد انها تقرب منه
وصلت عنده فترجته أن يفك رجاجيل القرية وتوسلت له وقامت تدعي له وتذكره أنهم مش من أعداءه ولاهم من جيش خصومه وألحت عليه
فقال لها كم واحد من أهلك من بينهم
قالت ثلاثة زوجي وولدي وأخوي
قال لها عشانك أنتي الوحيدة اللي تكلم وتدعين لي بترك لك واحد من أهلك فإختاري أيهم زوجك وإلا ولدك وإلا أخوك ؟
فقامت تطلبه وتترجاه عشان يترك كل الرجاجيل
عيا وصاح عليها إن ما إختارت بيعدمهم أول ناس

فإختارت أخوها وطلبت منه أن يترك أخوها

إستغرب القايد وقال غريب والله ماكنت متوقع أنك تختارين أخوك
وكنت متوقع أنك تختارين يازوجك ياولدك
ليه وش السبب يومك تختارين أخوك لازم أعرف وإلا برجع في كلامي

قالت وهي تناظر زوجها
هذا زوجي أبو عيالي والغالي وتاج راسي بس إن مات بأقضي العدة وبعرس على غيره

وقامت تناظر ولدها وقالت
هذا ولدي مهجتي فلذة كبدي وسندي لكن إن تزوجت بجيب غيره

وحولت نظرها لأخوها
وقالت هذا أخوي ولد أمي وأبوي الله يرحمهم إن مات منين لي أم تجيب لي أخو غيره

القايد بعد هالجواب سكت وقام يفكر
قال والله ردك هذا عجيب وأنا بعد هذا الرد عفيت عن أخوك عشانك وعفيت عن زوجك لأنه أكيد أخو لحرمة وعفيت عن ولدك وعن كل الرجاجيل لأنهم أكيد عندهم خوات .

وسكتت أمي ومدت لي الفنجال وقالت صب ياولدي قهوة ولاتنسى تصب لأخوي .