عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2012, 04:15 AM   #48

عَبقْ
alkap ~
 
الصورة الرمزية عَبقْ

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 10731
التسِجيلٌ : Aug 2011
مشَارَڪاتْي : 3,667
مُڪإني : مآفِي مَعلوم :/
الُجٍنس :
دًولتّيَ : دولتي Saudi Arabia
مُزَأجِيِ : مزاجي
 نُقآطِيْ » عَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» اشجع naser
мч ѕмѕ ~
{ الّلَّهُم اجعَلْ هَمّيِ الآخِرَة }
041









بلغني أيُّها المَلِكُ السَّعِيد , ذو الرّأي السَّديد , والعَقـلِ الرَّشِـيد ,
أنَّه على عادةِ أبوسامِرَة جاء مِنَ المسجِد بعد صلاة التراويح يرافقه صوته بالتهليل والذكر ,
تنحنح كعادته ليخـبر أهل بيته أنه هنا وفي طريقِهِ إلى الصالة
تقاطر الأبناء والبنات والأحفاد فُرادى ومَثنى إلى حيث أبيهم ،
وبعـد تناول القهوةَ وبعض المقبلات والعصير قال الأب : هل من أحدٍ أشكل عليه شيء اليوم في صلاته أو في صومه ؟ .

قالت إحدى الحفيدات أنا يا جدّي :
ما إن بدأت بشـرب الماء إلا وسـمعت صوت المؤذن ، فأشارت إليَّ أختي بأن أتوقف عن الشـرب ..
فلم أقطع عن الماء إلا بعـد أن أكملت ما في الكأس منه بسـرعة ، ولم يزل المؤذن يردد عبارات الأذان .. فما تقول في ذلك ؟؟ .
قال الأب : بارك الله فيك وفي أخـتـك ، ولا عليك يا بنتي فأنت ِ لم تشربي أو تأكلي بعـد انتهاء الأذان .. لكن احرصي أن لا تكون تلك عادة لكِ .
ثم قال الأب :
سـبق أن تحـدثنا عن بعض العادات القديمة الطـيبة الجميلة التي عليها أهلنا في رمضان وهي كثيرة .. لكني في هذه الليلة سأجـعـلها أشـمل ..
قالت الحفيدة ذات الفطنة الفريدة .. بعد الإستئذان : ماذا تقصد بكلمة أشمل يا أبي ؟؟ .
قال الأب : يا بنيتي .. الذكريات متـعددة والعادات الطيبة كثيرة ..
وقد حصرتُ حديثي فيما سبق في العاداتِ الرمضانيَّة الطيبة ،
وفي هذه الليلة سأتحدث عن العادات الطيبة لأهـلنا مع بعضهم البعض ومع الناس الآخرين من خلال تعايشـهم اليومي في رمضان وغيره .

كان الناس في بلدتنا - كما ذكرت لكم سابقاً - في أُلفةٍ وتعاونٍ ومحبةٍ وتراحمٍ رَغم تعدد الأسر واختلاف الإنتماءات القبلية ،
وقـلما تجـد هذه الصفات والعادات عند غير أهل هذه البلدة أو تكاد تنعـدم ..
فهم لا يرضون لبعضهم الإهانة إذ يحاول كبارهم وعقلاؤهم السعي للإصلاح وحل مشكلاتهم وخلافاتهم في حينها .

أما إذا جاءت الإهانة أو الخـطأ من الناس الآخرين فـتراهم يتعاونون لأخذ حـق صاحبهم سواء منهم أو رفيقهم ،
وخاصة إذا كانوا خارج بلدتهم وصادفهم اعتداء على أحدهم فهم يتفانون لنصرة بعضهم ..

أما الضيف فـلعـل شهادتي مجروحة - كما يقول المثل - عندما أتحدث عن هذا الجانب ،
وسواء كان الضيف قاصداً أحداً من أهل البلد بعينه أو لم يقصـد ، وسواء كان معروفاً من أحدهم أو غير معروف ..
فتراهم يتنازعون في ضيافته كلٌ يريد أن يكون الضيف من نصيبه .

يقول أحد شعرائهم :

قـــالوا: كــــرامٌ والكــــرامُ قــلائـلُ /// لم يُـثـنـِـهِـم عِــوَزٌ و لا فـقـــرٌ .. نـــزل
==
والضـيف ترمقـه العـيــون بدارهـم /// وبشـأنه في الســـاح يشـــتد الجـــدل
==
كـلٌ يُـــــراوِدُهُ النـــــــزولَ بـبـيـتــهِ /// بــين التــرجّـي والتـعـصّـــب ِ والقــُـبَـل
==
حتى يفـوزَ به السعـيدُ ويحـتـفي /// في دارِهِ بــين الأحــــــبـةِ والأهـــَــــل
==
والجــارُ يمسي بـيـنـهم بأمـانِهم /// لا يـرتضــــون لـه البــــوائــقَ والــــــزلل
==
والمستجـيرُ يُجارُ من ضـيم العـدا /// والمـسـتـغـيثُ يُـغـــاثُ إنْ قــلّ البـــلل

****

ويقول فيهم أحد الشعراء الشعبيين عندما زارهم وأكرموه :

مِنْ الحَـسَا .. غرَّبت وشرَّقت لـ ( داس ) /// والعـين كَم شـافـت من الطَّـيبيني
واهـل البلاد أجـناسـهم غـير الأجـناس /// عند الغَـريب ايلا .. لِفى والخـديني
لـَ جـيت لـ بـيـبـانهم تمـْـرس امــراس /// ما تعـرف الداخـل من الخارجـيني
أهَــــل دِلالٍ مـتـعـــبات ٍ ومحـمــــاس /// واهَـل نجـــور ٍ تـقـعــِّد النـايمـيني

****

ومن عاداتهم في وقت الرطـب أن الفلاح يخرف ( يجمع ) الرطب في قفة صغيرة أو متوسـطة وتسمى مخـْرَف ..
أو في قفص وهو مستطيل الشكل يصنع من سـعـف النخيل بأعواد صغيرة ودقيقة لا يتعـدى طولها (40سم ) أو (50سم ) ..
وكلما مـرّ على مجموعة من الرجال الجالسين وضع وعاء الرطب وقال : اقـدعوا ..
فتناول كل واحدٍ رطبة أو اثنتين وهكذا حتى يصل إلى بيته وكأنه يطبق بعمله هذا قول الله المنعم (( وأما بنعمة ربك فحـدث ))
ولم يطرق جنانه أن الوعاء سـينقص منه شـيئاً لإحساس الرجل بالبركة .

وعندما يقوم الجار ببناء حائطَ بيته أو بعض الغرف أو بيته كله ، أو يقوم بحفر بئر للماء في مزرعته ..
فتجـد الجيران والأصدقاء يتعاونون معه في ذلك
حتى يكتمل البناء فالرجال يتعاونون في العمل والنساء يتعاون في تهيئة الطعام وجلب الماء للشرب وللزوم البناء وغيره ..

أما الحرائق فشأنها كبير عندهم .. فتجـد الأهـل قـد هـبّوا عن بكرة أبيهم رجالاً ونساء وصغاراً لإنقاذ أهل البيت وإطفاء النيران ،
ثم يواسونهم بكل ما يستطيعون .. من إيوائهم ثم إعادة بناء البيت ومؤانسـتهم ، والتمريض ، والمعالجة ، وجلب الزاد وغير ذلك
حتى ينقـشع ما سـببه الحريق من آثار ..

أي نعم يا أبنائي هكذا كانوا رحمهم الله وجزاهم خير الجزاء الأموات منهم والأحياء .

أما تبادل المأكول والمشروب كاللبن خاصة فحـدث ولا حرج .

ثم رفعت سامرة يدها وقالت بعد الأسئذان : قلت يا أبي أنهم يتبادلون اللبن مع بعضهم .. فهل كلهم عندهم غنم وبقر ؟؟ .
قال الأب : أحسـنت يا سامرة ، ولقد كنت بسؤالك هذا باهرة وماهرة .

كانت عندهم عادة طيبة في امتلاك البقرة وهي : أن الرجل يأتي إلى صاحبِهِ أو جاره ويطلب منه أن يتقاسم معه ( العجـلة )
وهي بنت البقرة حيث يقوم بتربيتها وإعلافها وإذا كبرت ولقّحت بالحمل فـله ما تأتي به البقرة وترجع البقرة الأم إلى صاحبها ،
أو أن يكون هناك شروط بينهما غير ما ذكرت .. المهم هو التعاون وتبادل المصلحة .
ويكون مثل ذلك في الماعز ..

قال أحد الأبناء : يا أبي حدثنا عن طريق صنع اللبن من الماعز والبقر ..

ابتسـم الأب ثم قال : اسمع يا ولدي .. يؤخذ من الماعز وتسمى العـنز ..
يؤخذ منها الحليب وكانت الأمهات تقدمه حاراً مغلياً بالسكر لأهل البيت وللأبناء قبل الذهاب للعمل أو المدرسة ،
وتأخذ الأم شيئاً يسمى ( اللبو ) بعد ولادة العـنز ، يؤكل مع التمر وهو لذيذ ومغـذ ٍ .

أما البقرة فتحـلبها الأم ثم تجعل الحليب في سـقاء ويسمى ( شـكوة ) وتخضه خضاً مسـتديماً ,
حيث تقوم بتعليق الشـكوة على أعمدة ثلاثة مجموعة ومربوطة من الأعلى ومنفرجة من الأسـفل تسـمى ( سـبّاج ) .
تسـتمر الأم في الخضّ إلى أن تطمـئن بتكوّن الزبدة داخل السـقاء ،
فتقوم بغسـل يدها اليمنى وتدخلها من فم السـقاء إلى باطنه وتسـحب الزبدة المتكونة والطافية إلى الخارج
حيث الإناء الذي وضعته لحفظ الزبدة فيه ..
ويقدم اللبن للشرب ، ومع وجبتي الغداء والعشاء ، وفي الليل وفي الصباح مع التمر أو بدونه .
أما الزبدة فـلها عدة اسـتخدامات لا تخفى عليكم .

وهناك موسم الخُوص وما أدراكم مالخُوص !! ..

ثم إنه سـكت هنيهة كأنما الذكريات رجعت به خمسين سـنة ثم رفع رأسـه وقال :
يذهب الناس في مجموعاتٍ على حمير - أعزكم الله - وينتخـبون لهم عَريفاً يأتمرون بأمره لكي لا تتفرق آراؤهم -
إلى أماكن في الصحراء تنبت فيها النخيل مجتمعة وتسمى (الحيش) ، ومتفردة ..

وهناك يمكثون اسـبوع أو أقل حيث يجذ السـعف ثم يسـحت منه الخوص ثم ينشر تحث حرارة الشمس ليجـف وييبس
ثم يجمع بطريقة معينة ويربط بحزامين أو ثلاثة من الخـوص نفسه أو من عـذق النخـلة
أو من سـعـفة النخل بعد نزع الخـوص منها ويسمى هذا الحزام ( المسـيْر )
ويسمى مجـموعة الخوص المربوطة ( لملوم ) وبعـد ذلك يحمل على الحمير ثم يرجعون ويقـصدون ساحة معروفة في وسـط البلد ..
فيحطـون تلك الأحمال هناك .. ثم يتقطر الناس في تلك الساحة
وأغلبهم الصغار بتوصيةٍ من أمهاتهم لجمع ما يتناثر من الخوص وياتي به ..
توزع الأحمال ( اللماليم - جمع لملوم ) إلى مجموعاتٍ صغيرة على عـدد المشتركين في جلب الخوص
ويقوم أهل الخوص بعمل دائرة حول اللماليم خوفاً من عبث الصبيان ..
وخوفاً من أن يغـبن أحدهم في صغر اللملوم أو نوعية الخوص أو غير ذلك من وسوسة النفس ..

فيطلب عريف الرحلة من أحـدهم أن يقف بحيث تكون الناس واللماليم خلفه ولا يلتفت أو يَهُـمُّ بذلك ،
ثـم يؤشـر العريف بيده أو بعصاً عنده على مجموعة معينة من اللماليم ويقول :

لمن هذه المجموعة ؟؟
فيقول الرجل الواقف : هي لفلان ويسـمي اسـمه
ثم يقوم هذا الذي ذكر اسـمه ويأخـذ تلك المجموعة وقلبه راضٍ ومطمئن ،
ثم يشير العريف إلى المجموعة الأخرى ويذكر اسم الرجل ويأخذ حقه ... وهكذا .

وبعد الإنتهاء يأتي الصبيان والصبايا لجمع الخوص المتساقط من اللماليم كل منهم بحـسب همته ونشاطه
ويعطي ما جمعه لأمه التي حثته على ذلك فتجمع ما تحصل عليه في عدة مرات ثم تسـفه ثم تبيعه أو تهديه ..

قال أحد الأبناء : لكن لماذا يا أبي يجلبون الخوص من مكان بعيد وعندهم أعداد كثيرة من النخيل ؟؟ ،
ثم ماذا يصنعون به وكيف ؟؟ .

قال الأب : اسـمع يا ولدي :
صحيح أن أعداد النخيل كثيرة ولكن يصعب جَـذّ سعفها لأخذ الخوص منها
لكي لا يؤثر على إنتاجها أو يشـوه منظرها لمكانتها عـنده .
فعندما يقرب وقت صرام التمر يذهبون ليأتوا بالخوص من الصحراء كما قلنا لكي يصنعوا منه أوعية التمر المختلفة
اسـتعداداً لموسـم الصرام ومن ذلك :
الجالوج ، القـلة .. وهناك أوعية من الجلد كالجراب والقربة ، وأوعية أخرى من الحديد الرقيق كالـتـنـكة


بعد وصــول الخــوص إلى البـيـت تجـلس الأم في أول الليل وعـيالها وجـيرانها ويقـومـــون بعـمـلية
( التقـشـيم ) وهي نزع الزاوية الحادة من الخوصة وجعل الخوصة الواحدة خوصتين ،
فإذا اجتمع ملء اليد أو أكثر يربط برباط من ذلك القـشـم الذي نـُقـع في الماء بعـد نزعه ويسـمى ذلك ( شـلو )
وهكذا حتى الإنتهاء من الخوص المجلوب .
ثم تنقع مجموعة من ( الشـلو ) في الماء لعملية سـفه حيث يتعاون النساء الجارات والقريبات على ذلك ،
وعندما تصل السـفة إلى طول معـيّن تطـوى وتسـمى حـينئذ ٍ ( فردة ) .

ثم تبدأعملية خياطة الفردة المذكورة على شـكل دائري من الأسفل إلى الأعلى بقياس معين بآلة تسـمى ( مسـلّة )
وهي على شـكل إبرة لكنها أكبر وأسـمك منها بطول قـلم الرصاص أو أقل ،
وبعد إكمال الخياطة للقياس المطلوب يسـمى ( جالوج - والجمع جواليج ) .
ويكون جاهزاً للإسـتعمال .

وفي موسـم صرام التمر يأخذ الفقراء والمحتاجون نصيبهم من أهل النخيل كرماً منهم .

ومن العادات السابقة جلب الحـطب : وهو على ثلاث طرق :
-أما الشراء من البدو الجالبين له .
-أو الذهاب إلى الصحاري القريبة لجلبه .
-أو تجـلبه النسـاء من الصحراء القريبة وخاصة حطب العرفج قبل حلول شهر رمضان لاسـتعماله في عمل خبز الرقاق ..
حيث يخرجن في مجموعات ويحتطبن ويأتين به على ظهورهن .

وهناك جلب الماء من العيون القريبة حيث تقوم النسوة من الصباح الباكر في مجموعات
ويملأن القِـرَب من منابع العيون ويأتين بها إلى بيوتهم .

يقول شاعر البلدة :
تجيب الماي أمي مِنْ مَحَـلَّه /// تروي جـودها ويّـا ..السّـطُولي
تـشـِيلَه فوقـَها لو زاد ثـِقــلَه /// ولا تَبــطي عـلينا بالــوصُـولي ..

ثم سـكت الأب سـكوتاً متعمداً أطال فيه فقال أحدهم أكمل ..
قال : ألا ترون أننا أطـلنا الحديث هذه الليلة .. قال أكثرهم بلى ..
قال : إذن يكفينا ما ذكرت لكم الليلة .

ثم انهالوا عـليه كعادتهم تقبيلاً لرأسِهِ ويديهِ .. وما انتهوا من ذلك إلا وقـد جُـهِّزت المائدةَ فنادتهم الأمُّ إليها ..


وَ أدرَكَ شَهرَزَادَ الصَّباح , فَسَـكَـتـَتْ عَـن الكَلام ِ المُباح .








.

عَبقْ غير متصل   رد مع اقتباس