عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2012, 06:11 AM   #57

عَبقْ
alkap ~
 
الصورة الرمزية عَبقْ

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 10731
التسِجيلٌ : Aug 2011
مشَارَڪاتْي : 3,667
مُڪإني : مآفِي مَعلوم :/
الُجٍنس :
دًولتّيَ : دولتي Saudi Arabia
مُزَأجِيِ : مزاجي
 نُقآطِيْ » عَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond reputeعَبقْ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» اشجع naser
мч ѕмѕ ~
{ الّلَّهُم اجعَلْ هَمّيِ الآخِرَة }
041









بلغني أيُّها المَلِكُ السَّعِيد , ذو الرّأي السَّديد , والعَقـلِ الرَّشِـيد ,
أنَّه على عادةِ أبوسامِرَة قعد في الصالة بعد صلاة التراويح مع الجماعة في المسجد المجاور ..
كانت الصالة معـدة للتجمع المتفق عليه ،
حيث المدفأة تضرب بسياطها فلول البرد وتطردها من كل زوايا الصالة ، وقد رتبت البسـط والمتكآت .

ثم توافد العيالُ والحفدة إلى مقعـد أبيهم . ثم أخـذ يمازح ويلاطف كعادته ويجيب على بعض الاسئلة عن الصوم ..

وبعـد استكمال عددهم .. قال : هـل واجهت أحداً منكم اليوم مشكلة في صومه أو صلاته .؟
قالت عميرة ذات العشر سنوات :
يا جدي لم أقوَ على مواصلة الصيام إلى المغرب فأكلت لقمة وقليل ماء مما أعدته أمي للفطور ثم توقفت وواصلت ..
فضحك بعضهم ، وابتسم الاب ابتسامة الرضى وقال : لا عليك يابنتي فلك الاجر من ربك على هذا الصوم ..
فأنت لست مكلفة . قالت : فما بال اخواني وأخواتي ؟ .
قال : هؤلاء أكبر منك وقد تجاوزا سن الثالثة عشرة ،
فإذا بلغت هذه السن فصومي وامسكي حتى يؤذن المغرب ..

قالت سامرة : هاااه يا أبت هات ما وعـدتنا به من قصة هـتون . قال أبشري ..

- تذكر بعض القصص في تلك الايام الغابرة أن هناك امرأة يقال لها هـتون تعيش مع ولدها وابنتيها ،
وهي متوسطة الحال في العيش واللباس ، ولا تغشى الناس في بيوتهم كثيراً لكرامة وعزة نفسها ،
لكنها كانت طيبة المجلـس لا يمل حديثها وتأنس بمن يأتيها ، وقد توفي زوجها وترك لهم عدداً من الغنم
ومزرعة صغيرة فيها نخيل وأشـجار ، وكان لها أخ في بلاد بعيدة .

وكانت ترتاد السوق في الحي تبيع ما تجمعه من صوف وما تصنعه من أقط ،
وتبيع التمر ومن ثمار أشجار المزرعة فتعيش على ذلك هي وعيالها ..
لكنها لا تبيع كل ما تجمعه وتصنعه من الغنم ومن نتاج المزرعة ، بل تبيع الثلثين وتبقي الثلث ..

فكسرت سامرة الوجوم الذي خيم على القاعدين ورفعت يدها طالبة الأذن بالسؤال
فـبسط الأب يده بالسماح لها وقبول ما تقول ..
قالت : ماذا تعمل بالثلث هذه المرأة ؟؟ أليس من الافضل بيعه لتنعم على نفسها وعيالها ؟ !.
قال الأب : كان لها ذلك وليس لها من راد .. لكنها امرأة صالحة مؤمنة تعلم أن هذه النعمة هي فضل من الله ..
والله أمر عباده بأن يأكلوا ويشربوا ويلبسوا ويتصدقوا ..

قال الله تعالى : ((وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا
))

وقال سبحانه (( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم ))

وقال جلَّ وعلا ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ )) .

قالت عائشـة : إذاً فهي تعطي في سبيل الله مما أعطاها الله ؟؟ .

قال الأب : هي كذلك لكنها بالخفية ولا تعلن ذلك للناس ,
خوفاً أن يدخل قلبها الرياء أو أن يحس المحتاج بالمنة منها عليه ..

فعاشت حياتها في حيها وأهـله طيبة معززة مكرمة ، وقد سار عيالها على نهجها حتى بعد زواجهم وكذلك أحفادها ،
وهم معها في بيتها ولم يبتغوا النزوح والبعد عنها ،

لكنها اقتطعت من بيتها الواسع نصيباً لكل فرد منهم فأقاموا عليها مساكنهم بجوار أمهم الكريمة الطيبة الرؤوفة العطوفة على الجميع .

قال أحد الأولاد : أخبرنا يا أبانا عن الغنم بعد ذلك .

قال : لقد بارك الله فيها وكثرت فنفع بها الله العائلة في العيش الكريم ، والبذل في أوجه الخير ، وإكرام الضيف .
كل ذلك بسبب شكر النعمة وعدم البخل .

وفي يوم من الأيام طرق بابهم طارق فتسابق الآحفاد الصغارعلى الباب ثم عادوا ليخبروا الجـدة
أن رجلاً ممسكاً بزمام ناقته ومعه أهل .. فقامت الجـدة متوكئة على عصاً تتمايل في مشيتها من الكبر
تقول في نفسها لعله من ذوي الحاجة . فتحت الباب ورحبت بالطارق فلما سمع الرجل صوتها ،
وكان في جانب الباب غير مقابل له قال وهو يتلعثم من البكاء : .. أأنت ِ هـتون ، أختي هـتون ؟؟ !! .

فعرفته فما تمالكت نفسها من البكاء والنحيب ووهـنت رجلاها فقعـدت ،
فانكب عليها أخوها يبادلها الشعور الصادق وكاد يغشى عليهما ،
ثم عضّـدَ لهما من حضر عندهما من الأهل ..

ثم أدخلوا ودخلت امرأة الخال وعيالها وهم يبكون على ما يرون من شدة الوله والشوق بين الأخت وأخيها ..
ثم جاء ابن هـتون وبنتاها وسلموا على خالهم ورحبوا به
وشاركوهم البكاء وأظهروا سرورهم وسعادتهم بعد ذلك بتواجده بينهم .

وفي الليل وبعد العشاء الذي يستأهله أخو هـتون وأهله وأحاديث الذكريات والسمر على بسط المحبة والأنس والسعادة.
سألت المرأة الكريمة هـتون أخاها عن حاله فأجاب بعد أن اعتذر عن قلة المجيء
وانقـطاع مواصلتهم خلال المدة الطويلة الفائتة . اعتذر ببعد المسافة بينهما وضعف الحال ..
وقال الحمد لله على كل ما قـدر، ثم أخبرها عن أيامه وما جرى فيها وما هو عليه اليوم من ضعف حاله ،
وأنه جاء ليطمئن عليها وعلى وضعها ليقدم لها ما يستطبع وأنه قد باع بيته الصغير في بلده ذاك وأتى ،
وأنه عازم أن يسكن بجوارها ليعوض تلك السنين من قطع صلة الرحم .

قالت الأخت الكريمة : يا مرحبا بك يا ولد أمي وأبي ..ثم عاودا البكاء والنشيج وشاركهما جميع الحاضرين ..
ثم أفاقت بعيونٍ حمراء قد تورمت من كثرة البكاء وقالت وهي تومئ بيدين ترجفان من الكبر وقد زاد من ذلك هول الموقف :
لا تهتم يا أخي ولا تكلف نفسك من العناء غير الذي عانيته في مجيئك إلينا ..
عندي لك ولأهلك بيت ومزرعة وغنم فاسـكن وطب نفساً وعيشاً بيننا ..

وفي اليوم التالي أمرت ابنها بكنس البيت المجاور وتجميله وتزويده بما يلزم من الأثاث وكل ما يلزم العيش الكريم ..
فسكن فيه وعائلته حامداً الله على فضله وشاكراً لأخته فعلها هذا ،
ثم أمرت ولدها بإعطاء خاله حائط الزرع ومجموعة من الغنم..

ثم إن المرأة الكريمة هـتون أمرت ابنها أن يعمل وليمة كيبرة تقديراً لخاله ،
ويدعو إليها رجال الحي لكي يعلموا بمجيء الخال عقب غياب طويل ،
وأوعزت لبناتها أن يخبرن نساء الحي أن يلتقين في بيت هـتون الليلة للعشاء والسمر ..
ثم إن رجال الحي الكرماء لبُّوا الدعوة ومن ثم أوْلــَمَ كل واحـد منهم لجارهم وصديقهم القديم.

مضت الأيام تظـللها السعادة والوئام والعيش الرغيد .
فعاش الأخ وأخـته متجاورين في الحي مع عيالهما واحفادهما وتزاوجوا مع بعضهم وتكاثروا
ولم يتركوا عادة أمهم الكريمة (( هـتون )) في العطاء والسخاء والعيش الكريم ..



وَ أدرَكَ شَهرَزَادَ الصَّباح , فَسَـكَـتـَتْ عَـن الكَلام ِ المُباح .








.

عَبقْ غير متصل   رد مع اقتباس