عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2012, 10:49 PM   #1

درع الجزيرة
عيوني قدير

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 9941
التسِجيلٌ : Mar 2011
مشَارَڪاتْي : 582
 نُقآطِيْ » درع الجزيرة will become famous soon enough
افتراضي هام الرجاء الدخول ياشباب






التفحيط .. لعبة الموت
التفحيط ظاهرة مخيفة يراها بعضهم ( مغامرة) في حين يراها الآخرون لعبة موت ، وهوساً ومقامرة بالحياة ، أما علماء النفس والاجتماع فيرون فيها حالة نفسية أو اجتماعية تثير السلوك وتواصله حتى ينتهي إلى غاية معينة ، ولكنه بلاشك سلوك عدواني يؤدي إلى هلاك الشخص أو الآخرين.
ويعرف الدكتور سليمان بن علي الدويرعات الأستاذ بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في دراسة له بعنوان ( الدوافع الظاهرة التفحيط واقتراح الحلول) يعرّف الظاهرة بأنها (نوع من مخالفات السير المرورية تتمثل في قيام المخالف بانطلاق بسرعة كبيرة وبشكل مفاجئ غير منتظم ، بحيث تحدث إطارات السيارة في أثناء أو بعد الانطلاق أو عند التوقف صوتاً عالياً مزعجاً وتترك أثراً أسود نتيجة للاحتكاك الشديد للإطارات على الطريق الإسفلتي ، كما يطلق التفحيط على أي من أنواع قيادة السيارة بشكل متهور أو خطر من أجل اللعب أو الاستعراض).
أما من يمارسون هذه الهوية القاتلة فيرون أن (التفحيط) نوعاً من (المهارة) أو (الاحتراف) و (حب المغامرة)، يراه آخرون : جسارة ونوعاً من الشجاعة لقدرته على التحكم في السيارة في ظروف صعبة جداً وخطيرة ، مظهراً فن القيادة في تلك الظروف.
أولاً: قتل النفس ،
فالمفحط يقوم بهذه اللعبة، مغامراً بروحه التي يحيا بها ، وحواسه التي يشعر بها ، وأطرافه التي يتحرك بها ، وكم أزهقت لعبة الموت من أرواح ، وكم فجرت من جروح ، إنها مسرحية الانتحار ، فكيف يرضى العاقل أن يقتل نفسه؟ ومن المؤسف أن أول من يتبرأ من المفحط عند وقوع الحادث رفاقه الذين يركبون معه ، أو يشجعونه فيتركونه يصارع الموت ويهربون وقد يعود أحدهم لأخذ جواله ولا يفكر في مساعدة رفيقه المصاب.

في أحد الشوارع الرياض يقوم أحد المفحطين المشهورين بالتفحيط وبعد لحظات تصطدم سيارته بأحد الوايتات المياه ، وفي حادث مؤلم تدخل السيارة تحت ( الوايت) فيموت الشاب في الحال، وينقل الشباب الذين معه إلى العناية المركزة.
ويقول أحد المفحطين : كنت أركب مع أحد المفحطين فحلف علي أحد أصدقائي المقربين أن أنزل ويركب هو معه مع المفحط فقلت: والله ما أنزل فحلف علي ثانية حتى نزلت، ثم ركب مع المفحط، وبعد شوط واحد وقع عليه الحادث فمات، فتأثرت كثيراً لفقد هذا الصديق، وكرهت التفحيط من تلك اللحظة.

وفي المستشفى النقاهة يوجد العديد من الشباب من ضحايا التفحيط منهم من أصيبوا بالشلل النصفي، ففي إحدى الغرف منظر مؤلم على السرير الأيمن شاب عمره يوم دخل المستشفى عشرون عاماً أمضى بعد الحادث أحد عشر عاماً على السرير قد انثنت أطرافه وانحرفت رقبته وشلت حركته فلم يبق له من الحركة سوى نظرة العين لقد تغيرت ملامح وجهه كأنه يريد أن يعبر عن شعوره ولكنه لا يستطيع الكلام إصبعه فقط يرفعها إلى السماء.

وعلى السرير الآخر شاب دخل المستشفى وعمره أربعة عشرون عاماً أمضى بعد الحادث ثماني سنوات ، كان بجواره أحد الممرضين، ومعه سائل، كيف يأكل هذا الشاب؟ يقوم الممرض يرفع السائل بالملعقة فإذا وصلت إلى فم الشاب المسكين حرك شفتيه ليشرب ثم ينتظر الملعقة الأخرى ، هكذا يعيشون بعد أن فقدوا حياتهم إنهم أموات في صور أحياء.

ثانياَ: التعدي على الآخرين بإتلاف أرواحهم وتحطيم أبدانهم وترويعهم في طروقاتهم.
كم من رجال ونساء وأطفال أبرياء تحولوا إلى أشلاء بسبب تهور المفحطين. كل من يركب مع المفحط، أو يتفرج عليه ، أو يسير في الشارع بأمان عرضة لهذا الخطر العظيم.

فأحد الشباب ركب مع المفحطين في أحد شوارع الرياض وبدأ التفحيط وسبب السرعة الرهيبة اختل توازن السيارة فصارت تزحف على جنبها مسافة طويلة ثم اتجهت إلى الرصيف وصعدت إليه ثم ارتطمت بقوة بالعمود، وكانت الضربة من جهة الراكب ففارق الحياة، أما السائق فنزل ولاذ بالفرار مع رفاقه.

ويذكر أحد المفحطين الموقوفين في مرور الرياض عندما سئل عن هذه الحادثة، أنه كان موجودا في الشارع في وقت وقوع الحادث.

ويضيف: عندما وقع الحادث اتجهنا إلى السيارة ، وإذا بالحديد قد التف على الراكب وهو يصرخ ويستنجد بالناس ، أغيثوني أخرجوني ، لكننا لم نستطع إخراجه إلا بصعوبة بسبب قوة الصدمة ، وبعد قليل مات وكان قد رزق ببنت وحيدة قبل أسبوع من الحادث.

وفي حادث آخر في أحد أحياء شرق الرياض شاب يخرج من الامتحان ، من مدرسته المتوسطة ، وبينما هو واقف قرب أحد المساجد أقبل أحد المفحطين وفقد السيطرة على السيارة ، فانحرفت باتجاه الفتى الذي حاول الهرب ، لكن السيارة المسرعة لم تدع له خياراً، وسرعان ما ارتطمت به وسحقته على الجدار ، فتطايرت كتبه في الهواء، وتفجرت من أشلائه الدماء ، وفي المستشفى بترت ساقه بسبب الصدمة ثم مات متأثراً بإصابات قاتلة في رأسه.

ثالثاً: الخسائر المادية في الممتلكات العامة والخاصة بسبب الحوادث الناتجة عن التفحيط.
فهناك أموال طائلة وثروات كثيرة تهدر سنوياً بسبب تهور المفحطين. وحوادث التفحيط الشنيعة وآثارها مضاعفة ، ففي أحد الحوادث تصطدم سيارة المفحط بسيارة أخرى ، فترتطم هذه السيارة بثلاث سيارات أخرى تقف على جانب الطريق ، حتى إن السيارات تزحزحت عن مكانها بسبب قوة الصدمة وكانت النتيجة تلفيات كبيرة بالسيارات الخمس.

رابعاً: إن التفحيط مفتاح لجرائم متعددة ، من سرقات وجرائم وأخلاقيات ومسكرات ومخدرات ، ما إن يدخل الشاب عالم التفحيط ، حتى يتعرف بمجموعات من المنحرفين الذين يفتحون له أبواب الشرور ، ويعترف أحد المفحطين ، فيقول: كان الشباب يدعونني إلى أشياء كثيرة، ويقولون كيف تفحط ولا تدخن معنا؟ كيف تفحط ولا تسكر؟ فكنت أجاملهم ، وأضع السيجارة في يدي وأنا في الواقع لا أدخن ، ويقوم بعض مروجي المخدرات بالتعرف بالمفحطين ، ويعرضون عليهم الأموال في مقابل إيصال المخدرات ، كما أن كثيراً من المفحطين يقومون بالتفحيط بسرعات عالية وهم تحت تأثير المخدرات والمسكرات.

أحد الشباب عمره سبعة عشر عاماً موقوف بدار الملاحظة يقول: كنت في الغالب لا أفحط إلا بعد تناول المخدرات.

خامساً: معاناة أسرة المفحط/

فقد تسبب كثير من المفحطين في معاناة آبائهم وأمهاتهم وأفراد أسرتهم إما بسبب كونه مطلوباً للجهات الأمنية أو بسبب مراقبة المنزل أو بسبب الحوادث المترتبة على قيامه بالتفحيط أو بسبب السمعة السيئة التي تلحق الأسرة بفعله.
أحد المفحطين يقول: أمي مصابة بمرض السكري وارتفاع الضغط وكنت أسبب لها الكثير من المشكلات بسبب التفحيط ، عندما قبض علي وزارتني أغمي عليها لما رأتني بهذه الحالة ، وآخر يعترف فيقول: إن أمي كانت تكبي علي خوفاً ، وإذا سمعت صوت سيارة إسعاف توقعت أنني فيها مصاب ، وإذا عدت آخر الليل وجدتها تنتظرني ، ولم تذق طعماً للنوم خوفاً علي

طرق العلاج

ولعلاج هذه ظاهرة التفحيط
أولاً / لابد من التصدي لها بكل حزم ، والتوعية بخطورة التفحيط وما يجري للمفحطين من حوادث بشعة وبحرمة هذا العمل.

ثانياً / خطورة التفحيط بصفته ظاهرة جماهيرية في الغالب ، فالشباب المتجمهرون المتفرجون ، عليهم جزء من المسؤولية والإثم فيما يحدث من المآسي بسبب التفيحط . فالشاب الذي يحضر هذه التجمهرات يغري المفحط بالاستمرار في التفحيط من جهة ، ويعرض نفسه للتلف من جهة أخرى ، فهذا أحد المفحطين الموقوفين يقول (بعبارته) : أنا إذا رأيت الجمهور أهيج ولا أصبر.

وتحكي أم أصيبت بمأساة مفجعة ، فتقول عن فجيعتها : رجع ولدي عبد الله بعد الامتحان إلى المنزل ثم وضع كتبه وخرج مع زملائه لكني لم أكن مطمئنة في تلك الساعة ، وتوجه عبدالله ورفاقه إلى أحد شوارع التفحيط ، وبينما هم يتفرجون على جانب الطريق انحرفت سيارة أحد المفحطين ، لتسحق الشباب على الأرض وكان عبد الله أول الضحايا.

ثالثا ً/ على الآباء دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة ، وذلك بحسن تربيتهم ، ومراقبتهم لسلوك أبنائهم ، وعدم تمكين الصغار منهم من قيادة السيارة ، فإن كثيراً من الآباء يشتري الموت لأبنائه وهو لا يشعر.

رابعاً / على الجهات الأمنية دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة وبذل المزيد من الجهود وتكثيف الحضور في الساحات والاجتماعات وعدم التساهل أو المجاملة في تطبيق العقوبات ، وهناك جهود مشكورة يقوم بها رجال المرور والدوريات الأمنية والشرطة لضبط المفحطين وتطبيق العقوبة عليهم وهم في الواقع يمرون بمواقف عصيبة بسبب التجمعات والفوضى التي يحدثها الشباب عند التفحيط .

خامساً / دور الإعلام في التعريف بالظاهرة وخطورتها ولابد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية ، وللصحافة أيضاً دور فعال في التصدي لهذا الظاهرة.

سادساً / دور المدارس في التصدي لهذه الظاهرة برفع الوعي بين الطلاب ومتابعة وتقويم السلوكيات التي تصدر ممن يقومون بهذه الظاهرة والتعاون مع الجهات المختصة للقضاء عليها.

سابعاً / ملء أوقات فراغ الشباب وامتصاص طاقاتهم في النشاطات النافعة ، أو البرامج الترفيهية البريئة عبر المراكز والمخيمات والملاعب وغيرها
درع الجزيرة غير متصل