الرسالة الحادية والعشرون:
البطن
أيها الصائم هناك صيام البطن من لم يصمه فكأن ما صام , فهل من صائم عن الحرام , ورعٍ في الشراب والطعام ليدخل دار السلام .
صح عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه تغذى يوماً من الأيام ثم سأل خادمه من أين هذا الطعام ؟
قال : من كهانة كنت أتكهن بها في الجاهلية , فأدخل أبو بكر يده وانتغر فأخرج ما في بطنه من الطعام , فرضي الله عنه ما أصدقه وأطيبه وأطهره .
اللقمة تبقى في بطن صاحبها ويبقى أثرها مع اللحم والدم وأي جسد نبت من الحرام فالنار أولى به .
كان السلف الصالح يعرفون من أين يأكلون , فصفت أذواقهم وصحت أبدانهم وأشرقت قلوبهم , فلما فسد طعام المتأخرين وشربهم أطمست معالم الهدى في قلوبهم .
يقص ابن الجوزي في صيد الخاطر أنه أكل أكلة من شبهه فتغير قلبه وأظلم علي فترة من الزمن , ولذلك لصفاء قلوبهم أحسوا بالتغير .
أما الكثير اليوم فيأكل ما أراد من الحرم فلا يرى تغير قلبه .
...