|
الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل |
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | |||||||
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تذكر ياأخي...تذكري أختاه و أنت تجرجر خطواتِك بكسلٍ نحْو الحمّام في الصّباح لكي تغسِل أسنانك تاركاً للمياه أن تنهمِر من الصُّنبور ، تذكّر أنّ غيرَك يخرُج منذ الفجر و يسير لساعاتٍ طويلة لكي يقِف في صفّ طويل أمام الآبار و السّواقي بانتظار دوره للحصُول على قطرة ماء . و أنت تُدير مفتاحك في قفل باب فيلتك الحديديّ المصفَّح ، تذكّر أنّ غيرَك ما زالَ بلا بيت ، و ما زال يسند بابَ كوخِه بالمكنسة . و أنْتَ تملؤ حوض السِّباحة في إقامتِك الفارهة تحسُّبا لضيوف مفاجئين ، تذكّر أنّ غيرَك يملؤ الأَسْطُلَ و أواني الغسيل تحسُّباً لعطشٍ مفاجيء . و أنت تدخّن سيجاركَ الكوبيّ الفاخر ، تذكر أنّ غيرَك يحاول توفير ثمن ما تدخِّنُه لكي يستطيع اقتناء أنبوب " الفونطولين " لأطفالِه المُصابين بالرّبو . و عندما تختنِق أنت بسبب الضّحك و أنت تسمع نكتةً سخيفة و تغرورق عيناك من القهقهة في سهراتِك الليلية ، تذكّر أنّ غيرك يختنقُ في سهره الليلي بسببِ السّعال ، و تغرورق عيناه بالدّموع عندما لا يجِد ما يخفّف به عن فلذات كبده المحترقة . و أنت تشتري الخبزَ الفرنسي المُستورَد من مخبزة " شي بول " الأنيقة ، تذكّر أنّ غيرَك يسخّن خبز الأمس اليابِس . و أنت ترمي بقايا الأكل في القمامة ، تذكّر أنّ غيرك مازال عندما يعثُر على كسرة خبز مرمية في الطّريق ، يحمِلها بين راحتيهِ و يقبّلها ثمّ يدّسها في ثقبٍ على الجِدار و يمضي مُرتاح البال . و أنت تستعدّ للنّوم تذكّر أنّ غيرَك يستعدّ للأرَق . و أنت تفتَح عيْنيك في الصّباح تذكّر أنّ غيرَك تبقى عيناه مُغلقاتان إلى الأبد . و أنْتَ تستجمِع قواكَ و تنهض من الفِراش ، تذكّر أنّ غيرك ليْسَت له قوى يجمَعها و يبقى رهين فراشه لبقيّة العُمر . و أنت تقرأ هذه الكلمات، تذكرّ أن كثيرين غيرك لا يستطيعُون القراءة ، لأنّهم عوض أن يتعلموا حروف الهِجاء تعلموا فقط حروف البؤس .. والشقاء ! وتذكر .. قول الله تعالى : { وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } منقول من مجلة للكاتب/ رشيد نيني / بتصرّف غفر الله له وجز الله المجلة كل خير |
|||||||
![]() |
![]() |
|
|