بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال : ما الحكمة من إيجاب الصوم ؟
الجواب : إذا قرأنا قول الله عز وجل : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿183﴾ )) [ سورة البقرة ] .
عرفنا ما هي الحكمة من إيجاب الصوم وهي التقوى والتعبد لله سبحانه وتعالى , والتقوى هي ترك المحارم , وهي عند الإطلاق تشمل فعل المأمور به , وترك المحظور , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه )) [ أخرجه البخاري ] .
وعلى هذا يتأكد على الصائم القيام بالواجبات وكذلك اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال , فلا يغتاب الناس ولا يكذب , ولا ينم بينهم , ولا يبيع بيعاً محرماً , ويجتنب جميع المحرمات , وإذا فعل الإنسان ذلك في شهر كامل فإن نفسه سوف تستقيم بقية العام .
ولكن المؤسف أن كثيراً من الصائمين لا يفرقون بين يوم صومهم ويوم فطرهم , فهم على العادة التي هم عليها من ترك الواجبات , وفعل المحرمات , ولا تشعر أن عليه وقار الصوم وهذه الأفعال لا تبطل الصوم , ولكن تنقص من أجره , وربما عند المعادلة ترجح على أجر الصوم فيضيع ثوابه .
فتاوى أركان الإسلام
الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى .