|
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
06-16-2008, 10:17 AM | #1 | ||||
|
مواجهة كروية بعد مرور 70 عاما على "الأنشلوس
النمسا تحلم بتكرار معجزة كوردوبا يحلم المنتخب النمساوي عندما يلاقي جاره الالماني الاثنين في فيينا في قمة حاسمة ضمن الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الثانية لنهائيات كأس اوروبا لكرة القدم التي تستضيفها وسويسرا حتى 29 حزيران/يونيو الحالي، في تكرار "معجزة كوردوبا" عام 1978 في مونديال الارجنتين بتحقيق فوز يضمن لها التأهل الى الدور ربع النهائي. فقبل 30 عاما وتحديدا في 21 حزيران/يونيو 1978 ضمن الدور الثاني للمونديال الارجنتيني نجح المنتخب النمساوي الملقب ب"ناشيونالتيم" في تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل بالفوز على غريمه التقليدي المانيا بطلة العالم وقتها 3-2 ليسجل اول فوز له على الالمان منذ 47 عاما علما بان النمسا كانت فقدت امالها في بلوغ الدور نصف النهائي. ولا تزال مجريات تلك المباراة المشهودة في ذاكرة ومخيلة جميع النمساويين. تقدمت المانيا بهدف لكارل هاينتس رومينغه في الدقيقة 19، وادركت النمسا التعادل في الدقيقة 52 عندما سجل بيرتي فوغتس هدفا بالخطأ في مرمى منتخب بلاده. ومنح هانز كرانكل التقدم للنمسا في الدقيقة 66، وعادل بيرند هولتسنباين النتيجة بعد دقيقتين لالمانيا الغربية وقتها، لكن كرانكل فعلها مجددا قبل دقيقتين من نهاية المباراة وسجل هدف الفوز للنمسويين. وكلفت الخسارة الالمان عدم التأهل الى الدور نصف النهائي بعدما انهوا الدور الثاني في المركز الثالث خلف هولندا المتصدرة وايطاليا الثانية. و"معجزة كوردبا" اصبحت منتوجا تسويقيا في بطولة اوروبا 2008 في النمسا، كما ان صرخة فرح معلق الاذاعة النمسوية وقتها ايدي فيغر "هدف - هدف - هدف! لقد اصبحت مجنونا!" باتت اسطورية. وكان مدرب النمسا الحالي جوزيف هيكرسبرغر ضمن تشكيلة منتخب بلاده التي تغلبت على المانيا في كوردوبا عام 1978، وهو حرص بواقعيته على تهدئة النفوس قبل المواجهة الحاسمة غدا الاثنين. وقال هيكرسبرغر "الاحداث التي حصلت قبل 30 عاما لا تعتبر حجة الان. فوز كوردوبا يعود الى الماضي"، مذكرا بان النمسا دفعت غاليا ثمن ذلك الانجاز لانها استندت عليه كثيرا. ولم يستبعد هيكرسبرغر اول من امس الجمعة حصول "معجزة فيينا" ليتخطى في حجمه انجاز كوردوبا على الرغم من ان تصنيف النمسا حاليا 92 عالميا، وقال "نحن لا نفوز على المانيا الا مرات قليلة في كل قرن. هذه المرة امامنا فرصة تاريخية. نحن غير مرشحين في هذه البطولة لكن بدعم الجمهور تبقى امالنا قائمة". وفي حال نجحت النمسا في تكرار "معجزة كوردوبا" اي بالفوز على المانيا فانها ستبلغ ربع النهائي، في حين يخرج الالمان خاليي الوفاض من البطولة. وسبق للنمسا ان تغلبت على المانيا 4-1 عام 1986 في مباراة ودية بمناسبة تدشين ملعب "براتر" الذي اصبح اسمه الان "ارنست هابل" والذي سيحتضن مباراة الغد، وذلك بفضل ثنائيتين لطوني بولستر ورينهارد كيناست الذي من المحتمل ان يكون ابن شقيقه رومان كيناست ضمن التشكيلة الاساسية للمنتخب النمسوي غدا. بيد ان مباراة كوردوبا تبقى "المرجع" الى درجة ان اداء هانز كرانكل في تلك المباراة تم اخراجه من طرف فنان سويسري هو ماسيمو فورلان. ففي 16 ايار/مايو الماضي لعب بمفرده في الملعب وعلى فترتين من 45 دقيقة ادى خلالها لمحاته الفنية مصحوبة بتعليق مذيع المباراة وقتذاك ايدي فيغر. وتابع اكثر من 3 الاف متفرج العرض من المدرجات. وقتها اعادت النمسا "معجزة كوردوبا". مواجهة كروية بعد مرور 70 عاما على "الأنشلوس" سيكون للقاء النمسا والمانيا ضمن الجولة الثالثة الاخيرة من تصفيات المجموعة الثانية في كاس اوروبا 2008، طعم خاص يذكر بحقبة تاريخية رئيسة منذ 70 عاما اثمرت دخول القوات العسكرية للفوهرر الالماني هتلر الى الجمهورية "الالبية" في اذار/مارس 1938 لتسيطر على جميع مرافقها بما فيها الرياضية. انذاك، كان ال"فوندر تيم" او المنتخب النمسوي السحري من الابرز على الساحة الاوروبية حيث لم يتعرض لاي خسارة في 14 مباراة بين نيسان/ابريل 1931 وتشرين الاول/اكتوبر 1932، وتوج بلقب كأس اوروبا الوسطى 1932، واحرز الميدالية الفضية في العاب ميونيخ الاولمبية 1936، قبل ان ينحل منتخبها مع بزوغ الفورة النازية 1938. ضمت النمسا الى المانيا، فاختفت هوية المنتخب النمسوي، المعزز بنجوم كبار مثل المراوغ الماهر ماتياس سينديلار، جراء السيطرتين العسكرية والمعنوية للالمان، فتوحد المنتخبان اللدودان في فريق واحد. كان بالامكان ان ينجب دمج المنتخبين الالماني والنمسوي، ثالث ورابع بطولة العالم 1934 على التوالي، منتخبا ناريا لا يقهر، غير ان حسابات السلطة النازية التي تعتمد على الانجازات الرياضية لتعزيز البروباغندا الحزبية لم تطابق حسابات الملعب، فتعرض المنتخب الالماني لنكسة كبيرة في مونديال 1938 في فرنسا اثر خسارته المخيبة في الدور الاول امام جارته سويسرا 2-4. صراعات وطنية عجز المدرب الالماني سيب هيربرغر، الذي احرز بطولة العالم لاحقا في ايام السلم تحت اسم المانيا الغربية عام 1954، عن الاستفادة من طريقة اللعب النمسوية "شايبرلسبيل" التي تعتمد على التمريرات القصيرة والمراوغات الفردية، فلم يكن مزيج الجارتين متكاملا على المستطيل الاخضر، من هنا يوضح ماتياس مارشيك مؤرخ الكرة النمسوية ابان الحقبة النازية: "لم تكن الروح موجودة داخل المنتخب المندمج نظرا للصراعات الوطنية الحادة بين افراده". أجهز ال"انشلوس" او عملية ضم النمسا الى المانيا الكبرى على الدوري النمسوي لكرة القدم، فالحقت الاندية المحلية في المسابقات الالمانية، ورغم الهيمنة النازية تمكن نادي رابيد فيينا من احراز لقب الدوري الالماني عام 1941 على حساب شالكه في العاصمة برلين، بعد ان احرز مسابقة الكأس عام 1938 امام فرانكفورت، في حين نال نادي اف سي فيينا نصيبه من الالقاب اذ احرز الكاس عام 1943 على حساب هامبورغ. مع القرب من انتهاء الحقبة النازية، ظهرت مساحات الحرية في الكرة النمسوية، وشهدت الملاعب مواجهات بين الجمهورين الالماني والنمسوي، حتى دخلت القوات الروسية الى فيينا، فانحل الاتحاد المحلي عام 1941 لينطلق الدوري النمسوي بحلته الجديدة عام 1946. المواجهة المرتقبة لن تكون مواجهة النمسا والمانيا عادية في السادس عشر من حزيران/يونيو الحالي عادية، اذ سيشهد ملعب ارنست هابل في العاصمة فيينا موقعة كروية بين المانيا التي ورثت صيت الفوندر تيم وأضحت قوة عالمية لا تقهر بعد احرازها كاس العالم 3 مرات ومثلها كاس اوروبا مسجلة رقما قياسيا لم يهزم حتى الان، في حين تراجعت النمسا كثيرا لتحتل المركز ال92 في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وهي لم تتأهل الى العرس القاري الحالي الا لانها مضيفة المسابقة مشاركة مع جارتها سويسرا. |
||||
|
|