|
الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل |
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
09-17-2006, 02:35 PM | #1 | ||||
|
ماذا لو فرّجَ الله هَمّكَ .. ماذا أنت صانع ؟؟
ماذا لو فرّجَ الله هَمّكَ .. ماذا أنت صانع ؟؟
-------------------------------------------------------------------------------- بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته لطائفُ اللهِ و إن طالَ المـدىكلمحةِ الطَّرفِ إذا الطَّرفُ سجى كم فَرَجٍ بَعْدَ إيـاسٍ قـد أتـىو كمْ سرورٍ قد أتى بَعْد الأسى خَلقَ اللهُ الناسَ و اقتضتْ حكمته أن يبتليهم . و هذا الأمر قدّره الله عز و جل في سورة الإنسان { إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ } و الناس يتفاوت صبرهم على بلواهم و مصائبهم .. عجيبٌ أمرُهُ ذلك المُبتلى ! كانت حياته عادية ، يمشي فيها يطلب رِزقه .. و يجري كثيراً خلف شهواته .. أغرته الحياة ، و أغراه تقلّبه في النِعم . ثم يشاء الله - و هو الحكيم – أن يُريَ هذا الإنسان حالاً أخرى و أن ينبهه من غفلته .. فيبتليه الله و تحلُّ بعبده مصائبٌ بعلمه و مشيئته سبحانه . فأصبحَ العبدُ في حالٍ آخر .. يدعو الله ليلَ نهار أن يكشف الغُمــّـة و أن يُنير الظـُــلمة . ذلَّ و خَــضــَعَ لخالقه انكسرَ عند بابهِ - سبحانه - ، و انطرح بين يديه لا ينتظرُ وقت إجابةَ الدعوات حتى يدعو .. بل كان دعاؤه في كل الأوقات ، في الاجتماع و أوقات الخلوات . كم طالت سجدتـــُـه و سالتْ عبرتــُـه و هو يدعو الله كم ليلٍ سهره و فرحةٍ فقدَها و هو يتقلّب في ساعات هذا الابتلاء إنها أيّامٌ عصيبة و أوقاتٌ مريرة فالقلبُ يكاد يُخلعْ ، و النفسُ تجزعْ . و مع هلعه يعطيه الله صبراً و يقينا ، و يُنزلُ عليه السكينة فيرى الحقَّ مبينا يُعللُ نفسه بــ ( لعلّ و عسى ) عسى فرَجٌ يكونُ عسىنعلل النفـسَ بعسـى فلا تجزع إن حُمّلـتَهَمّـاً يقطـع النفسـا فأقربُ ما يكونُ المرءُمِـن فـرَجٍ إذا يئسـا و قبل هذا يستحضرُ آياتِ النصرْ ، و البشائر بعد الصبرْ { إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } { سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا } و يظل يتذكر حديثَ الرسول عليه الصلاة و السلام [ و ما أُعطي عبدٌ عطاءً أوسعُ من الصبر ] تمرُّ به الأيامُ و هو يقول " عسى فـَـرَجٌ يكون عسى " فحيناً يصبر و حيناً يتصبّر . يعيشُ المُبتلى ساعاتِ الابتلاء و كأنها دهور !! طويلٌ ليلكَ أيها المُبتلى .. و كئيبٌ هو نهاركَ أيها المُبتلى . كان للسعادةِ عنده طعمٌ لكنه فقده .. و كان له للفرَحِ طريقٌ لكنه ما وجده .. عاش هذا المُبتلى سنواتٍ و هو في بلائه و محنته . يدعو الله و لا يفترُ لسانهِ عن الدعاء ، و لا تتعب مقلتيه من البكاء . و كل يومٍ يقول : هي الأيامُ و الغِيـرُو أمـرُ الله يُنتظـرُ أتيأسُ أن ترى فرَجاًفأيـنَ الله و القَـدَرُ و كل لحظةٍ و هو يتفاءل ما بينِ غمضةِ عَيْنٍ و انتباهتهايُغيّرُ اللهُ من حالٍ إلـى حـالِ و يمضي يومٌ و يعقبه آخر ، و تمضي الشهور ثم السنوات و هو لا يَكلُّ و لا يَملُّ من التضرع و الدعاء و نفسه لا تعرف اليأس و الجَزعْ . ثم يشاء الله سبحانه و تقتضي حكمته أن تنقشع الغمامةَ السوداء ، و تنير الليالي الظلماء و يأذنَ الله بالفرَج . فتتنزلُ عليه رحمة الله و يُذهبُ الله عناء سنينَ ذاقَ فيها المــُـرَّ بكل أنواعه . فتبتهجُ نفسه و تقرُّ عينه . فماذا هو صانعٌ بعد سنين العناء ؟؟ و كيف يستقبلُ تلك النعمة ؟؟ أهو من الذين قال الله فيهم { وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } يونس أم من الذين قال الله فيهم { فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } آل عمران سنواتٌ مضتْ و هو يدعو و يتضرّع .. أراد الله أن يذيقه طعْمَ المرارةِ ليُحسَّ بالحلاوة . فماذا أنت صانعٌ أيها المُبتلى ؟؟ تخيّل أنَّ الله فرّج همّك و نفّس كَربك .. تخيّل أن الرحمن الرحيم الذي وسعتْ رحمته السموات و الأرض ؛ قدّر و أذِنَ بالفرَج .. فماذا أنت صانع ؟؟ أتتوقف تضرعاتك ، و تمضي ؟؟ أم ستتحول تلك التضرعات إلى شُكرٍ و حَمْدٍ لخالق الأرضِ و السموات . و تلك الدموعُ المسكوبة من عينيكَ المُرهـَـقتين .. دموعُ الحزن و الرجاء .. هل ستتوقف ؟! أترى عيناك تفقدُ ماءها ؟؟ أم ستكون دموعُ خشيةٍ له و شُكرٍ و فَرَح ؟؟ أيها المُبتلى .. إن ابتلاكَ الله فهو رحيمٌ بكَ عالمٌ بحالك .. و إن رفَعَ الله البلاءَ فهو متفضّلٌ عليك متمنن . فاحذر أن تنسى فضْلَ الله و تنسى أياماً عِشتــَـها كاد الكبِدُ فيه يُفتُّ و العينُ تفقدُ نورها . و تذكّر قوله تعالى { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } سبأ و أخيراً اشتدي أزمةُ تنفرجي قد آذنَ ليلُكِ بالبَلـجِ أسأل الله الإخلاصَ فيما كتبتُ و أن ينفع بكلماتي و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته منقول |
||||
09-17-2006, 05:05 PM | #2 | ||||
|
اهلا وسهلا بك يا ابو مرحب في ملتقى مدينة العيون
ستتحول تلك التضرعات إلى شُكرٍ و حَمْدٍ لخالق الأرضِ و السموات . ولا ننسى ان الله اذا حب عبداً ابتلاه وجزاك الله خير على نقلك ومنقولك التعديل الأخير تم بواسطة العــ روح ــيون ; 09-17-2006 الساعة 05:13 PM |
||||
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العــــــــــــيد | مياس | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 4 | 10-09-2007 12:52 AM |
العــــــــــــيد | مياس | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 0 | 10-18-2006 04:57 PM |
أذكــار المســلم في اليــوم و الليــلة الشـــاملة | العــ روح ــيون | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 7 | 10-01-2006 05:42 AM |
البرنامج اليومي للصائمين ، لربة المنزل ، للحائض في رمضان | أبومرحب | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 1 | 09-17-2006 02:39 PM |
امنيات الموتى..اتمنى ان يقرأها الجميع لما فيها من خير كثير | @@وحيدالدرب@@ | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 2 | 06-03-2006 04:24 AM |