طَهِّر قلبك ،وانسى ما مضى
ونحن في هذا الشهر الفضيل الذي تُضاعف فيه الحسنات ، فرصة ذهبية لمراجعة علاقاتنا مع كل من حولنا .
نعم مع الجميع نطَهِّرْ قلوبنا من الحقد والحسد إن كان لا زال فيها شيء من ذلك ، لنبحث جيداً .
وحتى يُصفِّي المرء قلبه من مثل هذه النجاسات عليه أن ينسى كل موقف حدث له مع
من يحادثهم ، والله إنه لا يليق بالمسلم أن يضحك ويُمازح إخوانه ، وقلبه لازالت رواسب
الكُره مُتربعة في أعلاه
ويتذكر أجمل المواقف المُشرفة التي حصلت مع أي شخص ، ويُثني عليه ، ولا أقصد
أنه يُثني عليه في وجهه ، ولكن في غيبته ، لأن مثل ذلك يرسخ المحبة ويجعلها في أعلى
مراتبها .
فكم من شخص تتحدث معه بحسن نية ــ وهذ طبيعتي التي تطبعت عليها ــ وأنا سعيد بكونها
من طبائعي ، وإن كان الآخرون يجعلونها ضعفاً . وقلوبهم ــ الله أعلم بما في داخلها .
هل هذا دليل على نهاية العالم .
ويُعجبني الشخص البشوش صاحب الابتسامة البريئة الذي يبادلك الحديث ، وهو مرتاح لكلامك
مطمئناً بما تقوله له ، مرتاحاً لك ولحديثك . مثل هذه النوعية تتمنى أن تطول جلستك معه ، لأنك شعرت
بصدق مشاعره . وبالعكس النوعية الأخرى الذي تتمنى أن يُشغلك أي شيء آخر لتنصرف عنه ، كاتصالٍ مثلاً . أو حتى تؤقت في جوالك موعداً ضرورياً .
ما الذي يجعلني أصنع هذه الحيل وأذهب عنه ؟ أتعرف لماذا ؟
إذا فكرت ملياً ستعذرني على ذلك . ألا وهو إحساسك بأن من يُخاطبك إما ثقيلاً أو غثيثاً أو مادحاً لنفسه
في كل تصرفاته ذاماً للآخرين . لا تجده يمتدح شخصاً إطلاقاً . كأن جميع من يتحدث معهم مقصرون ، وهو
الشخص الكامل الذي ينبغي أن يُشار له بالبنان .
هذه النوعية من البشر أتحاشى الجلوس معهم ، ولو أخذ مجهراً ووضعه في أعلى رأسه لوجود عيوباً
لا يستطيع من هو بارع في الرياضيات بعدها ولا إحصائها .
وأحمد ربي بأن الذنوب والمعاصي ليست لها رائحة ، لو كانت كذلك ، لما وجدت شخصاً بجوار غيره من قوة وشدة الرائحة الكريهة التي تنبعث من الجميع من كثرة ذنوبنا ومعاصينا ــ اللهمَّ تجاوزْ عن خطايانا وزلاتنا ـ
أكتب هذه الكلمات ، وأن كانت تجربتي في الحياة ليست بكافية للحكم على الآخرين ، لكن الذي أراه
أمامي يجعلني أقول ذلك .
أتمنى أن يكون استنتاجي خاطئا ، وأن ما قلته وكتبته بهذه الصفحة غير صحيح .
واعذروني على الإطالة وكثرة الكلام ، لكن أحببت أن أقرأ منكم ما يطمئن قلبي وأن الحياة لا زال فيها
أصدقاء أوفياء إذا ائتمنتهم على أسرارك تجده كالبئر العميق يحافظ عليه أكثر من محافظته على أشيائه
وحاجاته الخاصة .
نعم كنت أسمع عن حياة آبائنا السابقين ــ مع بساطة معيشتهم ــ لكن قلوبهم صافية كالماء .
متى يعود صفاء القلب وحُسْن الظن لنا لنهنأ بحياتنا ، وتجلس مع كل شخص ، ويكون حديثه خلفك كحديثه أمامك . |
التعديل الأخير تم بواسطة ملك الغابة ; 09-08-2008 الساعة 08:22 AM
سبب آخر: خطأ إملائي
|