12-19-2015, 10:48 PM
|
#1
|
رقَمْ آلع’َـضويـہ:
4403 |
التسِجيلٌ :
Aug 2008 |
مشَارَڪاتْي :
33 |
♣
نُقآطِيْ
»
|
|
الانتظار
لا أحد يجادل في قسوة الانتظار وصعوبته على النفوس، الا انك تتعجب حين تعرف ان معنى الانتظار معنى يخضع للنسبية، فالانتظار في هذا العصر الذي تميز بالسرعة لا يقارن مثلا بزمن مضى، ولك ان تتصور ان تسافر على ظهر جمل قاس يهزك نصف يوم لتسقط بعدها من الاعياء نائما نصف اليوم الاخر لتستكمل رحلة مدتها شهر، يحترق فيها جسمك بلهيب النهار ويبهر عينيك سطوع شمسها وتنظر من حولك فلا ترى الا مناظر متكررة لرمال متموجة واحجار متراكمة واشجار نادرة، ويزيد الامر رعبا انك سوف ترجع قافلا مع هذا الطريق بعد اداء مهمتك، ليضيع من عمرك شهران اثنان من الانتظار..
عقلي لا يكاد يستوعب هذه المعاناة رغم انها كانت الى قبل مئة عام مضى، مقارنة برحلة جوية مكيفة في مقعد مريح تأكل فيه وتشرب وتقرأ وتشاهد وتتحدث مع من حولك ساعة واحدة من نهار، ولو تأخر الاقلاع عشر دقائق فسوف تشعر بالظلم، ولو زاد التأخر عشر دقائق اخرى ستدخل في دائرة الاكتئاب وسوف يتآمر معهم ضدك عداد الثواني ليتحرك ببطأ شديد ..!!
***
قسوة الانتظار على النفس شديدة، ولابد ان نواجه هذه القسوة ونستعد لها ونصبر انفسنا ونحاول التعايش قدر المستطاع، لا بد ان نعرف اننا أسرفنا كثيرا في استخدام المسطرة والمثلث والفرجار وفي استخدام ساعات تعد اللحظات والثواني، اسرفنا كثيرا في التباهي بالانجاز السريع لأي مهمة نختبرها، كم مرة تباهينا باننا قطعنا الطريق او السفر في وقت قصير؟ وكم مرة تشدقنا بقدرتنا على انجاز اكثر من مهمة في يوم واحد، لماذا نضع على انفسنا ضغوطا لسنا حملا لها، ولماذا لا نعود انفسنا واطفالنا على ثقافة الانتظار، واحترام الدور والاصطفاف في الطابور، لماذا هذه النفسيات القلقة والعيون المترقبة التي تحس بها في صالات الانتظار في المستشفيات والصالونات والاسواق؟
بيدنا ان نهدأ وان نتعايش مع الانتظار فبعد اليوم الزمن يضيق والمكان يزدحم، والكثافة السكانية تجبرنا على التعايش والصبر والمصابرة.
وعلى دروب الخير نلتقي.
|
|
|