عبلان كما عرفته عن قرب

[الجار]

بسم الله الرحمن الرحيم

عبلان كما عرفته عن قرب


في عام 1416هـ تقريباً عرفت عبلان عن قرب ...في تلك الفترة كان مجموعة من الربع يذهبون إلى مكان يقلون انه مخيم عبلان ...(صنادق وعرشان )على الطعوس..فقلت لهم وش مسوي لكم عبلان تروحون في عز القايلة هناك في هالحر والغبار..جلسوا في بيوتكم خير لكم.......

وفي مره ذهبت معهم...وفي اليوم الثاني أوقفت سيارتي عند أحد المزارع القريبة واقطع الطعوس سير على الأقدام حافي في عز الحر للوصول إلى مخيم عبلان...
نعم لم يكن هناك مكيفات ووو كان مجرد حياة بدائية ....جميل أن ترتاح سويعات وسط هذه الرمال الصفراء .
عندها علمت ما الذي يجذب الناس لمخيم عبلان,,,,, انه عبلان نفسه..تلك الابتسامة في ذلك الوجه الطيب...رجل حبوب متواضع يقدر الصغير والكبير يخجلك من تواضعه..وأن غبت سأل عنك وقال(عليك مخالفة) الله يا زمان ..
وصدق الشاعر أحمد عطية الغامدي في قصيدة الرائعة

و الثانـي: وجـه النـدى طيـب النبـا=سنـه ضحـوك و يـكـرم الخـطـار
تلقاه راضي النفس عجلا على القـرى=عند الضيـوف إكبارهم و صـغـار

كان في ذلك المكان يجتمع مع مجموعة طيبه..وكان الذي يجمع الجميع عبلان...أيام صيد الحيات والعقارب وغيرها....زمان (الفلير- المراوح-إنذار سوفيتي-وووو).

رجل بارع في أمور عدة فنان في عمل العرشان والبناء بالحجر والصخور...رجل ساهم ومثل العيون في الجنادرية سنوات عديده.....رجل يحول الخرابة إلى روضة.....رغم المرض والألم الابتسامة لم تفارق ذلك الوجه الطيب.وقلما ان ترى عبلان غير مبتسم..

عبلان أسم نحت في أذهان الناس حتى عرف أبوه يرحمه الله به أبو عبلان واخوانه (ولد أبو عبلان)وأصبحت أسرة عبد الله الحسين يعرفها أسم عبلان..

في يوم الخميس عند مصلى العيد بالديره وبعد الظهر مرت سيارة إسعاف الجمعية يقودها خليل ابو عبلان..بجانبي ولم أعلم أن عبلان فيه، لم أراه بعيني ...لم اضرب البوري(الهرن) وأنا اخرج يدي من النافذة ملوح له وأنا أصيح
عبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلان
عبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلان...
قبل العصر علمت لماذا لم أره لأنه كان مسجى على النعش في الإسعاف...ذهبت للجامع وفور نزولي أرتفع الأذان بصوت خليل أبو عبلان ..صوت رطب ممزوج بالحزن وسيارة الإسعاف تقف أمام الجامع جعل الجو روحاني للغاية...ولا ألوم اخوانه فعبلان كان أب لهم قبل أن يكون أخ...هناك على البعد أشاهد وانيت (ابو جبر) صديقة القديم...

امتلأ الجامع وبعد الصلاة عليه أخذت اقلب نظري في وجوه الحاضرين وجدت الحزن يظهر في وجوه جميع أطياف رجال البلد.

ذهبنا إلى المقبرة والمقبرة وكان فيها خلق كثير.....خرجت من المقبرة ووجه عبلان المبتسم أمامي...
رحل عبلان من الدنيا وترك أسم وذكر طيب ...ترك كلمة ونعم تقال عند ما يرد أسمه أو ذكره...
رحمك الله يا ابو سعد يا عبلان بن عبد الله الحسين..وجعل الجنة مثواك ومثوى جميع موتى المسلمين