ماذا فعلت لميس أجيبوني

[احمد السبيعي]

((ماذا فعلت لميس .. ؟!))

لا يخفى على الكثيرين منا الضجة الإعلامية والهيلمانية التي دوتها أعيرت المسلسلين التركيين «سنوات الضياع و نور» وليت هذه الأعيرة ضلت طريقها في الهواء ولم تصب لكنها وللأسف كانت مراميها صائبة جدا بنسبة 100% فأصابت قلوبا وأبهرت عقولا وكشفت مستورا وأباحت مكنونا وأثارت دهشة في المجتمع الخليجي إن لم يكن في المجتمع العربي ..!
أيعقل أن فتيات الخليج لم يشاهدن في حياتهن جمالا يوازي جمال «مهند» بطل مسلسل نور ورفاقه وكذلك لم يشاهدن حسنا يضاهي حسن يحيي ورفاقه في المسلسلين وأصبحن شغوفات بهم لدرجة الهوس والهذيان والاستعداد ببذل الغالي والنفيس من أجل الظفر بهم لمجرد لقاء أو مكالمة .. !
هذان المسلسلان كشفا مستور البيوت الخليجية وطريقة عيش الزوجين إذ لو كانت البيوت الخليجية مبنية في تعاملها على الصدق والوفاء والمحبة والرومانسية الحقيقية لما تلهفت نساء الخليج وأصررن بكل قوة على متابعة مثل هذه الدراما وتلك الأجواء الكلاسيكية بين أبطال المسلسلين سابقي الذكر.
فالمرأة تعشق بالسمع وتستجيب بالكلام وتلين بالعبارات الرومانسية وكلمات الحب والغرام والهيام وتنجذب لمن يسمعها الكلام الطيب؛ وتميل للأسلوب المشوق وهذان أهم عنصرين جذبا فتيات الخليج في هذين المسلسلين فهما عبرا عن مكنون داخلي وعن كبت مزمن عمره عقود وتزيد؛ فوجدن متنفسا لهن وملن ميلاً عظيم..!
لعل الدراما التركية كشفت فجوات كبيرة في الدراما الخليجية والعربية فالناس قد ملت من تكرار القصص المؤلمة التي يرسمها ممثلو الخليج والوطن العربي وأصبحت تصيب بالدوار وتجذب الهم والغم وتذكر بالمآسي وتصيب بالأمراض المزمنة لكثرة الصراخ والبكاء وتصنع الأدوار وفرض الذات على المتلقي وإجباره على مشاهدة الممثل والممثلة لظهورهما في أكثر من عمل بفن هابط وأسلوب ركيك لا لشيء فقط من أجل الشهرة والكسب السريع..!
فالجماهير على شتى ميولها الدرامية «الكوميدية والتراجيدية والمسرحية وأفلام الأكشن وأفلام الرعب وأفلام الرومانس» صبت في مجرى هذين المسلسلين وأشادوا بهما لأنهما لمسا جرح كل مشاهد ووجد كل مشاهد ضالته في هذين المسلسلين لتنوع الأحداث وتطورها بشكل سلس ومقنع.
فالنساء انجذبن نحوهما بصورة كبيرة ورحن يقلدن كل ما يشاهدن من فساتين وكوافير وموديلات وحتى في أسلوب الكلام والمعاملة لدرجة أن بعضهن طلبن من أزواجهن التشبه بأبطال المسلسلين مثل « مهند، ويحيي وآخرين».
وسبب هذا الانجراف الفقر العاطفي الذي تعيشه الفتاة الخليجية وهذا الفقر يكاد يكون منذ الصغر واستمر إلى سن ما بعد الزواج والإنجاب ؛ وهذا ما دفع كثيرا منهن للانجذاب والإصغاء والعيش في أحلام اليقظة والأحلام الرومانــسية الدافئة مع أجواء وأحداث ومشاهد كل مسلسل من هذين المسلسلين ..!
وفي الجانب الآخر تجد الرجال والشباب هم كذلك انجذبوا خلف ذاك الجمال الساحر وأبهرتهم تلك الحسناوات في المسلسلين آنفي الذكر انجذبوا خلف الخصر النحيل والقوام الممشوق الذي يمتلكنه تلك الناعمات الفاتنات الغانيات ..!
في حين لم يجذبهم الشد والنفخ والعري الذي يشاهدونه وبصورة مكثفة في المسلسلات الخليجية والعربية ..!
فلميس ونور ورفاقهما جلبوا لتركيا أسهما كبيرة وحظوظا عظيمة في الخليج والوطن العربي فزادت الرحلات لتركيا بنسبة كبيرة مما أنعش السياحة والاقتصاد وأصبح الإقبال واضحا على كل شيء يحمل طابع تركيا من ملابس وأحذية وشنط وماكياج وإكسسوارات وكذلك الإقبال شمل المطاعم والمأكولات التركية بأصنافها بنسبة خيالية كل هذا من أجل خاطر عيون لميس ونور ومهند ويحيي ورفاقهم..!
أيعقل أن مسلسلين دراميين يحققون لوطنهم مليارات الدولارات ومليارات من الأرباح والسياح؛ ما سـر هذا السحر الذي فعله هذان المسلسلان أنه لسحر عجيب..!
فإذا كان الأمر كذلك؛ أين المؤلفون الخليجيون والعرب وصناع الدراما ومخرجو الأفلام والمسرحيات والمسلسلات الخليجية والعربية عن مثل هذه الأرقام وعن مثل هذا الفن الذي حقق لبلاده المليارات من الدولارات والجماهير والسياح..؟!
لو عملنا معادلة بسيطة توضح الخلل والسر الحقيقي لنجاح هذين المسلسلين في الخليج وما سر هذا الإقبال عليهما لوجدنا أن :
-فتيات الخليج في فقر للكلام المعسول والأجواء الرومانسية والجمال المصحوب بعفة وحسن معاملة ..!
- شباب الخليج في فقر للجمال الطبيعي دون المساحيق وفي فقر للقوام الممشوق المصحوب بلين وأنوثة .. !
الشاب الخليجي لتكون مهند أو يحيي بهندامه الأنيق وسمته وحسن معاملته وكلامه الرومانسي وحبه اللامحدود وفي شتى الظروف وسوف تلقى زوجتك كلميس وكنور في جمالها وستحترمك وتبادلك الأحاسيس وستعيش في رومانسية وفي أجواء خيالية كليالي ألف ليلة وليلة فقط لنجرب ولنقهر لميس.. !