إذا فيه مشاكل في دخول الملتقى راسلوا الإدارة من خلال قسم مجلس الزوار

العودة   ملتقى مدينة العيون > قسم الملتقيات العامة > ~ نـــفــحــــَآتٌ إِيــم ــَــآنــيــة
التسجيل التعليمات التقويم مشاركات اليوم البحث

للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي

الإهداءات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 03-10-2009, 12:30 AM   #1

.. غ ــرور ..
عيوني متألق
 
الصورة الرمزية .. غ ــرور ..

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 5908
التسِجيلٌ : Mar 2009
مشَارَڪاتْي : 448
 نُقآطِيْ » .. غ ــرور .. is on a distinguished road
افتراضي لا تقتل نفسك بالهم

لا تقتل نفسك بالهم
بقلم: د. محمد العريفي

كان أحد طلابي في الجامعة ..

غاب أسبوعاً كاملاً .. ثم لقيته فسألته : سلامات .. سعد ..؟

قال : لا شيء .. كنت مشغولاً قليلاً .. كان الحزن واضحاً عليه ..

قلت : ما الخبر ؟

قال : كان ولدي مريضاً .. عنده تليف في الكبد .. وأصابه قبل أيام تسمم في الدم .. وتفاجأت أمس أن التسمم تسلل إلى الدماغ ..

قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله .. اصبر .. وأسأل الله أن يشفيه .. وإن قضى الله عليه بشيء .. فأسأل الله أن يجعله شافعاً لك يوم القيامة ..

قال : شافع ؟ يا شيخ .. الولد ليس صغيراً ..

قلت : كم عمره ؟

قال : سبع عشرة سنة .

قلت : الله يشفيه .. ويبارك لك في إخوانه ..

فخفض رأسه وقال : يا شيخ .. ليس له إخوان .. لم أُرْزق بغير هذا الولد .. وقد أصابه ما ترى ..

قلت له : سعد .. بكل اختصار .. لا تقتل نفسك بالهم .. لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .. ثم خففت عنه مصابه وذهبت ..

نعم لا تقتل نفسك بالهم .. فالهم لا يخفف المصيبة ..

أذكر أني قبل فترة .. ذهبت إلى المدينة النبوية ..
التقيت بخالد .. قال لي : ما رأيك أن نزور الدكتور : عبد الله ..

قلت : لماذا .. ما الخبر ؟

قال : نعزيه ..

قلت : نعزيه ؟!!

قال : نعم .. ذهب ولده الكبير بالعائلة كلها لحضور حفل عرس في مدينة مجاورة .. وبقي هو في المدينة لارتباطه بالجامعة ..

وفي أثناء عودتهم وقع لهم حادث مروع .. فماتوا جميعاً .. أحدى عشر نفساً !!

كان الدكتور رجلاً صالحاً قد جاوز الخمسين .. لكنه على كل حال .. بشر .. له مشاعر وأحاسيس ..
في صدره قلب .. وله عينان تبكيان .. ونفس تفرح وتحزن ..

تلقى الخبر المفزع .. صلى عليهم .. ثم وسدهم في التراب بيديه .. إحدى عشر نفساً ..

صار يطوف في بيته حيران .. يمر بألعاب متناثرة .. قد مضى عليها أيام لم تحرك .. لأن خلود وسارة اللتان كانتا تلعبان بها .. ماتتا .

يأوي إلى فراشه .. لم يرتب .. لأن أم صالح .. ماتت ..

يمر بدراجة ياسر .. لم تتحرك .. لأن الذي كان يقودها .. مااات ..

يدخل غرف ابنته الكبرى .. يرى حقائب عرسها مصفوفة .. وملابسها مفروشة على سريرها .. ماتت .. وهي ترتب ألوانها وتنسقها ..

سبحان من صبّره .. وثبت قلبه ..

كان الضيوف يأتون .. معهم قهوتهم .. لأنه لا أحد عنده يخدم أو يُعين ..

العجيب أنك إذا رأيت الرجل في العزاء .. حسبت أنه أحد المعزين .. وأن المصاب غيره ..
كان يردد .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. لله ما أخذ وله ما أعطى .. وكل شيء عنده بأجل مسمى ..

وهذا هو قمة العقل .. فلو لم يفعل ذلك .. لمات هماً ..

أفنيت يا مسكين عمرك بالتأوه والحزن
وظللت مكتوف اليدين تقول حاربني الزمن
إن لم تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن


عش حياتك بما بين يدك من معطيات .. لتسعد
:)

التعديل الأخير تم بواسطة .. غ ــرور .. ; 03-10-2009 الساعة 12:41 AM
.. غ ــرور .. غير متصل   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

ملتقى مدينة العيون

الساعة الآن 09:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

new notificatio by 9adq_ala7sas
ملتقى مدينة العيون

Security team