إذا فيه مشاكل في دخول الملتقى راسلوا الإدارة من خلال قسم مجلس الزوار

العودة   ملتقى مدينة العيون > قسم الملتقيات العامة > الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام
التسجيل التعليمات التقويم مشاركات اليوم البحث

الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل

للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي

الإهداءات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 06-04-2006, 08:59 PM   #1

أبو محمد
عيوني ماسي
 
الصورة الرمزية أبو محمد

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 601
التسِجيلٌ : Sep 2005
مشَارَڪاتْي : 4,138
 نُقآطِيْ » أبو محمد has a reputation beyond reputeأبو محمد has a reputation beyond reputeأبو محمد has a reputation beyond reputeأبو محمد has a reputation beyond reputeأبو محمد has a reputation beyond reputeأبو محمد has a reputation beyond reputeأبو محمد has a reputation beyond reputeأبو محمد has a reputation beyond reputeأبو محمد has a reputation beyond reputeأبو محمد has a reputation beyond reputeأبو محمد has a reputation beyond repute
افتراضي خطبة التلاعب بمصطلحات الشريعة لفضيلة الشيخ (( محمد المنجد )

~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة
التلاعب بمصطلحات الشريعة لفضيلة الشيخ (( محمد المنجد )
21 / 11 / 1426هـ

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد،، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله، إن الله سبحانه وتعالى ذكر لنا في كتابه العزيز كثيراً من الحقائق، وسماها سبحانه بأسماء معينة، وبين التوحيد، والشرك، والكفر، والإيمان، بين الإسلام والملل الأخرى، { هو سماكم المسلمين }، وذكر لنا في المقابل أهل الكتاب { والذين أشركوا }، { والذين كفروا }، {واليهود والنصارى والصابئين }، وهو عزوجل قد ذكر لنا { الميتة ولحم الخنزير }، وذكر لنا الحلال الطيب، سمى لنا الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وغير ذلك من شعائره سبحانه وتعالى، سمى لنا النبي صلى الله عليه وسلم أسماء في الشريعة، فمنها مثلاً أسماء الصلوات، والأوقات، ورفض عليه الصلاة والسلام أن يغلبنا الأعراب على أسم صلاة العشاء، فهم يقولون: العتمة، وكذلك سمى لنا الأضحية ونحوها، من أنواع الذبائح لله رب العالمين، وتغيير الأسماء الشرعية وإبدالها هو تحريف وأمر خطير جداً، لأن الأسماء التي سماها الله ورسوله يجب أن تبقى، فهي من دلالات الشرع، ومن ظلم الكلمات تغيير ألفاظها وتغيير دلالاتها، وظلم الكلمات بتغيير معانيها أو تغيير ألفاظها، الكلمات الشرعية أعظم خطراً من ظلم الأحياء بتشويه خلقتهم، فإن تشويه خلقة إنسان يقتصر ضرره عليه بينما تغيير الألفاظ الشرعية أو معانيها يؤثر على فئام من الناس فيضلهم، ولذلك فلم تغني عن الكفار أسماء آلهتهم شيئاً، فسموا العزى من العزيز، ومناة من المنان، عندما اشتقوا من أسماء الله عزوجل أسماء لآلهتهم لم يغني ذلك من شيء، ورفضت تلك الآلهة وأسماؤها، والنبي صلى الله عليه وسلم طعن فيها وهدمها، وأرسل من يحرقها، وهناك مصطلحات شرعية قد جاءت الشريعة بها فإذا غيرت المصطلحات الشرعية فسدت الديانات، وتبدلت الشرائع والأحكام، وأضمحل الإسلام، والتلاعب بالمصطلحات الشرعية من أعظم ما يسعى إليه أعداء الدين، فمما يتعين الاعتناء به معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله، وعندما يحرم علينا الربا فنحن نسميه باسمه الربا، وعندما يحرم علينا الخمر فنحن نسميه باسمه الشرعي الخمر، وعندما يحرم علينا الزنا فنحن نسميه كذلك،، ولو أن الناس بدلوا هذه الأسماء فسموا الربا بأسم آخر، وسموا الخمر بأسم آخر، وسموا الزنا بأسم آخر، يأتي أجيال يفعلون هذه الأشياء ولا يجيدون رابطاً بينها وبين الأدلة الشرعية، لأن الأدلة الشرعية فيه أسماء معينة، فعندما تغير الأسماء تنقطع الروابط بين أحكام هذه الأشياء المسماة من الله ورسوله، وبين الأدلة المنصوص فيها على أحكام هذه الأشياء فهذه لعبة خطيرة، يقوم بها أعداء الدين، والقصد واضح إنه تحريف الدين، إنه التغيير فيه والتبديل، إنه التمويه والزخرفة، فأحياناً يجملون العبارات بألفاظ فيها تمويه، فيها جمال في الظاهر، ولكن الحقيقة أنها في دين الله تعالى محرمة، فلما سمى الكفار اللات مؤنث الله بزعمهم تعالى الله عن قولهم، والعزى من العزيز، ومناة من المنان، أرادوا أن يكسبوا آلهتهم أسماء شرعية فاشتقوا من أسماء شرعية أسماء لآلهتهم، فماذا كان جزاؤها؟ أن حرقت وكسرت، وهكذا حصل من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن واجبات المسلمين صيانة الحقائق الدينية، وعدم التلاعب بها، أو السماح بالتلاعب بها، وعندما يقال عن الصلاة رياضة، وعن الحج مؤتمر، ونحو ذلك،، بدون أن تستعمل الألفاظ الشرعية فهذا فيه خطورة أيضاً، وتأتي الشريعة بأسماء لأمور كانت في الجاهلية فيبدل الاسم القديم ويحل محله أسم جديد، فكان يوم الجمعة في الجاهلية يسمى يوم العروبة فجاء الله عزوجل بهذا الاسم { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله }، وهكذا جاءت النصوص بتسميته فنسخ ذلك الاسم حتى كأنه لم يعد شيئاً مذكوراً.
عباد الله، كان أسم مدينة النبي عليه الصلاة والسلام يثرب، فسماها طيبة، وسماها المدينة، فلا يجوز أن نغير هذا الاسم بعد أن سماها به، فصار ذلك الاسم القديم أمراً من التاريخ القديم، شيئاً قديماً، وأما أسمها الشرعي هذا هو، وهكذا من الأمور الكثيرة التي تتفاوت أهميتها ولكن المبدأ واحد تسمية ما جاء في الكتاب والسنة بذات الاسم والأمر في قضايا العقيدة خطير أخطر من تسمية المدن والبلدان، والأمور التاريخية، مع أن الكل بالنسبة للمسلم مبدأ واحد لكنه يتفاوت في خطورته، في خطورة أفراده، وأنواعه.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: ( أعلم أن مسائل التكفير والتفسيق من مسائل الأسماء والأحكام التي يتعلق بها الوعد والوعيد في الدار الآخرة، وتتعلق بها المولاة والمعاداة، والقتل والعصمة، وغير ذلك في الدار الدنيا، فإن الله سبحانه وتعالى أوجب الجنة للمؤمنين، وحرم الجنة على الكافرين، وهذا من الأحكام الكلية في كل وقت ومكان ).
إذن في قضايا العقيدة يجب الاحتفاظ بالأسماء الشرعية كما هي لأنه تتعلق بها مصائر في الآخرة وأحكام في الدنيا، فإذا قلنا مثلاً المشرك والكافر يتعلق بذلك في أحكام الآخرة من جهة خلودهما في النار الخلود الأبدي، { وما هم منها بمخرجين }، ومن جهة الدنيا فإن عداوة الكفار باقية إلى قيام الساعة، كما قال الله عزوجل: { إن الكافرين كانوا لكم عدواً مبيناً }، ولا تجوز موالاتهم ولا نصرتهم، لأن الله حرم ذلك، { وإبراهيم والذين معه قالوا لقومهم }، المشركين {إنا برآ منكم ومما تعبدون من دون الله }، فمن الأحكام العقدية هنا وجوب التبري من الكفار، والكافرين، والشرك، والمشركين، وما عليه هؤلاء من الانحرافات، وعندما يكون الكافر مقاتلاً له أحكام محارباً، وعندما يكون معاهداً له أحكام، وعندما يكون ذمياً له أحكام، وعندما يكون مستأمناً له أحكام، ولذلك لا بد من الاحتفاظ بالأحكام، بالأسماء الشرعية لتترتب عليه الأحكام الشرعية، فإذا ضيعت الأسماء ضيعت الأحكام، وهذا ما يريده أعداء الله اليوم من التغييرات في مصطلحات المسلمين لأنهم يعرفون أن هذه الأسماء تترتب عليها عند المسلمين قضايا كبيرة، والله سبحانه وتعالى فرق بين الفرقاء ووضح الفرق بين المسلم والكافر، والبر والفاجر، { قل لا يستوي الخبيث والطيب }، وقال سبحانه وتعالى: { وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير }، وقال عزوجل: { وما يستوي الأعمى والبصير والذين أمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء }، لا يستوي المؤمنون والمسيئون، وقال سبحانه وتعالى: { أم حسب الذين أجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون }، وقال عزوجل: { أم نجعل الذين أمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار }، ولذلك لو سوا الناس بين المؤمن والكافر، والبر والفاجر، سووا بين أهل الطاعة وأهل الفسق والعصيان والفجور، فعند الله لا يستوون.
لقد وردت كلمة الكفر بمشتقاتها من الكفر والكافرين والكفار والذين كفروا في القرآن الكريم أكثر من أربعمائة مرة، ووردت لفظت الشرك بمشتقاتها المشركين والذين أشركوا في القرآن أكثر من مائتين مرة، ووردت لفظت النفاق ومشتقاتها المنافقين والذين نافقوا في القرآن أكثر من خمسين مرة، ووردت كلمة اليهود سبع مرات، والنصارى ثماني مرات، ولفظت الكفار أربعة عشر مرة، والكافرين خمساً وخمسين مرة، وكذلك الذين كفروا مائة وأثنين وخمسين مرة، وهكذا بهذه الألفاظ، فيسمع المؤمن كلمة كفر وكافر وكفار وكافرين بمجرد السماع قلبه ينطق بالكراهية لهؤلاء، لأنهم كفروا بالله، أشركوا به، سبوا الله، اعتقدوا بالله عزوجل عقيدة ضالة منحرفة، وهكذا ينبني أحكام، تنبني أحكام ومواقف.
عباد الله، بين لنا سبحانه وتعالى أن الكفار يريدون منا أن نكفر مثلهم، فقال: { ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء }، وبين أنهم ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله: { إن الذين كفروا ينفقوا أموالهم ليصدوا عن سبيل الله }، بين عداوتهم لنا فقال: { ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم }، بين لنا أنهم يحسدوننا على ما آتانا الله، وكان الحوار مع هؤلاء في القرآن شديداً { يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون }، { يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون }، { وقال طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون }، وقد بين تعالى أن طاعتهم خسارة عظيمة، { يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم }، وحذرنا من اتخاذهم أولياء فقال: { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين }، فسماهم باسمهم الشرعي الكافرين، وبنى حكماً على هذه التسمية فقال: { لا يتخذوا المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين }، وهدد من يفعل ذلك فقال: { ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاه ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير }، وحذرنا من موالاة هؤلاء اليهود والنصارى فسماهم بهذه الأسماء، { يا أيها الذين لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم }، وبين لنا أن كل هؤلاء في النار يوم القيامة فقال: { إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية }.
عباد الله، إن الله سبحانه وتعالى قد حرم علينا أن نغير هذه الأسماء الشرعية فنسميها بأسماء أخرى، لألى تضيع الحقائق، أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيأتي قوم يسمون الخمر بغير أسمها، لماذا؟ يريدون تضييع الحكم، لأن الخمر في القرآن الكريم حكمها واضح جداً { فهل أنتم منتهون }، أخبرنا أنها سبيل الشيطان، يريد أن يفرق بيننا بها، { يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر }، يريد أن يصدنا بالخمر عن سبيل الله وذكره، { ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة }، فيكره المؤمن الخمر لما ورد في الأحاديث في النصوص الشرعية من الآيات والأحاديث بشأنها، النبي عليه الصلاة والسلام لعن الخمر، ولعن شاربها، وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، وحاملها، والمحمول إليه، وآكل ثمنها، فالمؤمن ينفر من كلمة الخمر نفوراً شديداً، لأن المسألة فيها لعنة وغضب، وفيها السحت في الأثمان المترتبة عليها، والتفسيق لشاربها، والحد الذي ورد في السكران، فعندما تغير الأسماء ماذا سيترتب على ذلك في الأجيال؟ وكذلك الربا،، وعندما تصبح كلمة الفائدة هي البديل، كما تصبح المشروبات الروحية هي البديل، وكما يغير الناس أو كما يريد أن يغير أعداء الله أسم الجهاد للإرهاب، وأسم الشورى الشرعي إلى الديمقراطية، ونحو ذلك،، كل هذا تسمية باطلة فيريدون من وراء التسمية أحياناً التنفير من المصطلح الشرعي، كتسمية التمسك بالدين تطرفاً، وأحياناً يريدون التسوية تسوية حقنا بباطلهم، ويروج هذا فيسمي بعض الناس الشورى وهي الاسم الشرعي بالديمقراطية، وشتان شتان بين هذا وهذا الديمقراطية التي يحكموا بها الناس أنفسهم بأهوائهم فحسب، رأي الأغلبية يكون القانون، { وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله }، ويتخذون قوانين منحرفة عما أراده الله، فأحياناً يريدون بتغيير التسمية يريدون تشويه المعنى الشرعي للقضية، أو تارة يريدون تسوية الحق بالباطل، وتارة يريدون التخفيف من مواقف المسلمين تجاه ما هم عليه هم من الباطل بحيث يكون الباطل عند المسلمين سائغا فيتقبله.
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهل الحق يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، أحيينا مسلمين وتوفنا مؤمنين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين.

أقول قولي هذا،، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله، أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، اللهم صل وسلم وبارك على محمد، عبدك ونبيك ورسولك الذي بعثته خاتماً للنبيين، وجعلته إماماً للغر المحجلين، والشافع المشفع يوم الدين، وصاحب لواء الحمد والمقام المحمود، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى ذريته الطيبين، وأزواجه وخلفائه الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله، ومن حرب المصطلحات التي يشنها أعداء الإسلام علينا أيضاً،، جعل معنى لكلمة شرعية غير المعنى الشرعي، فكلمة الوسط مثلاً وما يشتقون منها من الوسطية، كلمة الوسط كلمة شرعية، { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً }، أي عدولاً خياراً، جعل الله هذه الأمة وسطاً في كل الأمور، وسطاً بين غلو النصارى وجفاء اليهود، وسطاً في الشريعة لا فيه تشديدات اليهود ولا تهاون النصارى، جعلهم سبحانه وتعالى، جعل عباده المؤمنين وسطاً بين الأمم في المطاعم، والمشارب، والملابس، والمناكح، وهكذا،، جعلهم كاملين معتدلين، وجعلهم شهداء على الناس، فيأتي أعداء الدين ليغيروا معنى كلمة الوسط لتكون طرفاً في الحقيقة لا وسطاً، وهكذا يأتون بكلمات أحياناً، وهذا من الحرب أيضاً،، ومن جوانبها بكلمات لها معانٍ في السمع جميلة، ككلمة التجديد، والتحديث، والتطوير، والتنوير، والتقدم، ونحو ذلك من الكلمات لكي يسموا بها الأشياء الباطلة التي يريدونها، هم يسمون مبادئ باطلة مخالفة للإسلام تطوراً وتقدماً وتنويراً وتجديداً وتحديثاً، ومن حرب المصطلحات أيضاً،، جعل الأمور الشرعية والأحكام الشرعية توصف بأسماء هي في الحس والسمع قبيحة، كالرجعية، والتخلف، والجمود، والتحجر، والتقوقع، والظلامية، والسلبية، والتعصب، وعلى سبيل المثال أن يسمى الحجاب الكامل الذي فيه ستر المرأة لبدنها كله وهذا ما اقتضته الأدلة الشرعية أن يسمى هذا رجعية، تخلف، تحجر، تقوقع، ونحو ذلك،، حرب المصطلحات إنها حرب شرسة، إنها قضية خطيرة، فتسمى الأمور الشرعية التي يريدها الله ورسوله بأسماء قبيحة مثل هذه رجعية، تخلف، جمود، تحجر، ظلامية، سلبية، تعصب، وحشية، فمن الأمثلة على ذلك تسمية الحدود الشرعية، أو إطلاق لفظت الوحشية أو الظلامية على الحدود الشرعية، قطع يد السارق، جلد الزاني غير المحصن، رجم الزاني المحصن، جلد السكران، ونحو ذلك،، يقال هذه رجعية وحشية، وهكذا،، { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم }، كل هذا أيها الإخوة كل هذا من أجل أن يحرفوا المسلمين عن دينهم ويلبسوا عليهم دينهم.
فأعجب لمن قد غـدا مـنا يواليـها
سياسة الغصب سموها مشاركـة
حينا من الدهر دون النـاس تبنـيها
ألست تعجب دارا قد عكفـت لها
مثل الجبال التـي قـرت رواسيـها
لما أقمت لها الجدران وانتصبت
يصيح في القوم إنـي مـن أهاليـها
حل الدخيل بها غصبا ليسكـنها
وأنـت زراعـها حبـا وسـاقـيها
ألست تعجب أرضا أنت حـارثها
وعندما حصد الـزرع الـذي فيـها
لما أزدها بعد بين الزرع سنبلـها
جاءها هذا النصاب أو جاء هذا السارق يفتك بها.
من أجل ساعات كـد أنـت تفنيـها
ألست تعجب أجرا أنت صاحبـه
مـن أجـل آلام أوجـاع يقاسيـها
وأصبح الجسم منهوكـا برمـته
إليك كالـرعـد تحـذيـرا وتنبيـها
إذا بصوت على من غاصب لهم
لرغم أنفـك يا مـأجـور تعطيـها
نصف الدراهم مما أجـرك بـه
عباد الله، تسمية المنكر بغير أسمه، كلما ظهرت المنكرات، وكثر أربابها، وشاعت الرذيلة، وأميتت الفضيلة، كان ذلك من أسباب تضييع الشريعة، ومن هذا تضييع هذه الأسماء الشرعية، " ليشربنا أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير أسمها "، وفي رواية ابن ماجة " لا تنتهي الليالي والأيام حتى تشرب طائفة من أمتي الخمر ويسمونها بغير أسمها "، وهكذا يريدون أن يبدلوا كلام الله، وعندما تنظر اليوم في وضع الربا لتجدن من الأسماء العجيبة الكثيرة جداً المتنوعة ما يريدون به طمس الحقائق، وحرف الناس عن دينهم، فوائد، عوائد استثمارية، كلفة القرض، بيع السندات، جدولة الديون، إعادة جدولة الديون، شهادات الاستثمار، القيمة الزمنية للقرض، شهادات الخزينة، ضريبة التأخير، إلى آخر ذلك من القائمة الطويلة،، كل شيء إلا الربا، لماذا؟ لأن الله لما قال في القرآن: { يمحق الله الربا }، { اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا }، { فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله }، لما كانت الآيات شديدة كان لا بد من تمييع القضية بتسمية الربا بأسم آخر، لما قال: { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً }، { الزاني والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة }، يأتي من يقول واحد غلط مع وحدة.
عباد الله، تسمى اليوم القضية صداقة، عشيقة، صديقة، يقال عن الردة وفيها حد بقطع العنق: حرية الرأي، حرية الفكر، يقال عن الميسر والقمار الذي حرمه الله ورسوله ومن سبيل الشيطان: يانصيب خيري!!، أنظر إلى الخبث في التسمية إنه ليس فقط يسمى بأسم آخر مضلل، ولكن أسم فيه لفظة تجتذب النفوس، خيري، يانصيب خيري، وهكذا،، وهكذا من الأشياء .
عباد الله، مهما أطلقنا على الخنزير من الأسماء، ولو أن خنزير كتب عليه خروف بالخط الثلث، أو الرقعة، أو الفارسي، أو الكوفي، أو لغة أخرى، فإن العبرة بالحقيقة وليس بهذا الاسم.
قال ابن القيم رحمه الله: " في خطورة التغيير " ( فتغيير صور المحرمات وأسمائها مع بقاء مقاصدها وحقائقها، زيادة في المفسدة التي حرمت لأجلها، مع تضمنه لمخادعة الله تعالى ورسوله، ونسبة المكر، والخداع، والغش، والنفاق إلى شرعه ودينه )، ولهذا قال أيوب:
( يخادعون الله كأنما يخادعون الصبيان، لو أتوا الأمر على وجهه لكان أهون )، وقال: ( إنما أوتي هؤلاء من حيث استحلوا المحرمات بما ظنوه من انتفاء الاسم ولم يلتفتوا إلى وجود المعنى المحرم وثبوته، وهذا بعينه هو شبهة اليهود في استحلال بيع الشحم بعد إذابته، واستحلال أخذ الحيتان يوم الأحد بما أوقعوها به يوم السبت في الحفائر والشباك ).
بغير أسمها ستر لها في العـوالم
وكم من ظلامات تسـمى لديهـم
لدينـا قتـال أو جريمـة جـارم
تقولـون هـذه دفعـة ثـم هـذه
وتلك إذا حققـت أقبـح مـأثـم
وذي فرقة فاعلم بها أو معـونـة
تروج على فهم أمراء غير فاهـم
وهذه مكوص كلـها غيـر أنـها
جهلت ولكن فوق جـهل البهـائم
فيا منكر المعروف من دين أحمد
عباد الله، هل سمعتم بشيء أسمه الاغتصاب الزوجي، عجيب،، تسميات عجيبة، وهكذا قام الإعلان العالمي للمرأة، ومؤتمر بكين ونحو ذلك من المؤتمرات، يتكلمون عن قضية اغتصاب الزوجة، الحرية للمرأة، وإذا دعاها كاره فهذا اغتصاب، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: " تجبه ولو كانت على التنور "، الخبز يحترق، الله سبحانه وتعالى أعلم بما في النفوس، ويعلم ما يصلح عباده عزوجل.
أيها المسلمون، إن هذه قضية جديرة بالاهتمام والله، إنها مسألة في غاية الخطورة، فإذا لم ينتبه المسلمون إليها يضيع كثير من الدين.
اللهم إنا نسألك أن تثبت قلوبنا بالإيمان واليقين، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم ثبت قلوبنا على دينك، اللهم ثبت قلوبنا على دينك، اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فقبضنا إليك غير مفتونين، اللهم أنصر من نصر الدين، وأخذل من خذل المسلمين، اللهم أجعلنا في بلادنا آمنين، اللهم أجعلها عامرة بذكرك وشرعك، اللهم من أراد بنا وبالإسلام والمسلمين سوءا فأمكر به، وأجعل كيده في نحره، آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، وأغفر لنا يا عزيز يا غفور.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~
أبو محمد غير متصل   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الغيبة + فضل القران خطبة صوتية لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله العــ روح ــيون الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام 0 09-20-2006 03:02 PM
تعليم الأحساء يصدر حركة نقل المديرين و الوكلاء بالأحساء عاشق الجنان گن عآلمآ أو مٌتِعلمآ 3 09-06-2006 12:22 PM
ترشيح (303) معلمة في بعض إدارات التربية والتعليم من المتقدمات للمفاضلة عيوني العيون گن عآلمآ أو مٌتِعلمآ 2 08-07-2006 11:52 PM
تعرف على ضيف العيون الشيخ العلامة الجهبذعبدالله بن عقيل عطارد الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام 3 07-29-2006 01:26 AM

ملتقى مدينة العيون

الساعة الآن 06:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

new notificatio by 9adq_ala7sas
ملتقى مدينة العيون

Security team