11-25-2011, 11:54 AM
|
#1
|
رقَمْ آلع’َـضويـہ:
7663 |
التسِجيلٌ :
Mar 2010 |
مشَارَڪاتْي :
5,871 |
♣
نُقآطِيْ
»
|
|
مسيرة الأمل والألم في حياة البطريق
~البطريــــــــق~
القطب الجنوبي ... أبرد منطقة في العالم ..
يبقى الشتاء هنا ستة أشهر متواصلة
تربية الصغير في بيئة صعبة كهذه تحتاج إلى تضحية كبيرة يصعب تخيلها .
يعيش هنا طائر يعد من أكثر المضحين بين الوالدين في عالمالأحياء....
البطريق
تقوم هذه البطاريق برحلةٍ إلى المكان الذي سيتحقق فيه اللقاء الكبير
وقبل ذلك تكون قد تغذت جيدا وخزنت في حواصلها غذاء يكفي لرحلة مليئة بالعناء والتعب .. في الفترة من شهر يناير إلى مارس تستمر رحلتها أسابيع عديدة .. رحلة تقطعها هذه البطاريق
ووحدااااااانا
لمدة شهرين كاملين تقطع فيها مسافة تتراوح بين 100 إلى 160 كيلومتر
لهذا السبب تقطع المسافة مشيًا أحيانًا وبالتزحلق على بطنها أحيان أخرى
تمشي جميعها إلى المكان نفسه بشكلٍ معجزٍ
وفي نهاية هذه الرحلة
ستلتقي آلاف البطارقة في مكان
معين بشكلٍ محيرٍ
لهذا اللقاء هدف مهم جدًا
المنطقة التي سيتحقق فيه اللقاء الكبير... هي
أيضًا المكان الذي ستولد فيه صغارها
هذه الرحلة الشاقة هي بداية المصاعب التي تواجهها البطاريق والتضحيات التي تقوم بها من أجل صغارها... والصعوبة الأساسية ستبدأ بعد وضع الأنثى بيضها..
لأنه بعد أن تضع الأنثى بيضها بفترة قصيرة ...يهجم الشتاء ويكون ذلك في نهاية شهر مايو ..... الحرارة في أشهر الشتاء تنخفض إلى الخمسين تحت الصفر .... تهب الرياح حاملةً الثلج والبرد بسرعة 120-160كيلو مترًا في الساعة.
تترك الإناث البيض عند الذكور للحضانة لمدة شهري يونيو ويوليو ...
وتعود إلى البحر لأن عملية وضع البيضة تستهلك معظم الطاقة في جسم الأنثى لتجمع الغذاء وتستعيد قوتها.
وتوكل مهمة حضن البيض للذكور المضحية.
تحمل ذكور البطريق البيوض على قدميها لتحميها من البرد...أرياشها الثخينة تحمي
البيوض من البرد. وهذه تضحية زوجية من الذكر للأنثى .. سيتحمل فيها برد الشتاء
القارص .. والإنتظار لمدة أربعة أشهر بدون أكل .. مكلف بحماية وحفظ البيضة بين
قدمية وعدم وقوعها على الأرض الباردة جدا .. فلو وقعت البيضة على الأرض
لتجمدت فورًا... ولهذ ا السبب تقوم ذكور البطريق بسلوكٍ دقيقٍ جدًا :
التضحية التي تقوم بها تجتاز حدود الخيال...
فالبطاريق لا تتغذي أبدًا طوال أربعة أشهر ولا تدع البيوض تصل إلى الأرض لحظة واحدة بل تبقى واقفة لأجلها على الدوام.
فسبحان الخالق الواهب للرحمة في قلوبها !!!
تصطف البطاريق على شكل دوائر لتحتمي من الرياح القارسة
كل ما تستطيع فعله خلال أشهر الشتاء الأربع هو الصبر.
والصبر .. والصبر .. والصبر . .
بعد الأشهر الأربعة الصعبة.. يبدأ الربيع مرة أخرى.
فقست البيوض
وخرجت صغار البطريق ... وقد فتحت أعينها إلى الدنيا حديثًا.
مازالت على أقدام آبائها حتى الآن لعدم تكون الطبقة الدهنية التي تحميها من البرد.
أول غذاء الصغار هو الحليب الذي خبئه الأب لها في حوصلته...
قام البطريق الأب بتضحية لا مثيل لها.. مع بقائه طوال أربعة أشهرٍ جائعًا... خبأ لها الغذاء في حوصلته ولم يأكله
في هذه الفترة بالذات... ترجع الأم من البحر الواسع إلى الشاطئ.
لم تبقى هي أيضًا بلا عمل طوال أربعة أشهر... بل كانت تخزن الغذاء في حواصلها من أجل الصغار بالاصطياد المستمر .
وبمجرد رجوع الإناث تسرع ذكور البطريق التي صبرت على الجوع أربعة أشهر إلى البحر
للاصطياد.
وبمجرد إشباع ذكور البطريق ترجع إلى العش وتتابع تربية الصغار مع البطريق الأم.
وتستمر الذكور في هذه الدورة ذهابا وإيابا.. لتخزين الطعام في حاوصلها وتغذية الصغار .. خلالها تنمو صغار البطريق وتصل إلى حجم تستطيع فيه التنزه مع آبائها المضحية.
تلكم الأباء المضحية التي تعلمها كيف تحتمي من البرد القارس وتكوين مجموعات لتدفئة بعضها
تلكم الأباء المضحية التي عاشت حياة أبنائها لحظة بلحظة ..
تراقبه عن بعد ..
تشاركه وتوجهه..
تشعره بأمان الأسرة
تعلمه أهمية الترابط والصداقة للإستمرار والبقاء
حتى يكبر ذلكم الصغير ويصبح فردا فاعلا في بناء مجتمع .. متماسك مترابط .. يبدأ حياة جديدة تدور فيها الدورة كاملة وأجيال تأتي وأجيال تذهب لتبني من جديد
تلكم هي الأسرة .. أسرة البطريق .. تضحية وحب ووفاء .. وتعاون .. وصبر ..
ورحمــــــــــــــــــــــــــ سبحانك يالله ـــــــــــــــــــــة..
يأكل البطريق الأب طوال أربعة أشهر لأجل صغاره...
يبقى واقفًا باستمرار لكي لا تمس البيوض الأرض لحظة واحدة.
فهناك تضحية مثالية لا شبيه لها ومقدم هذه التضحية واحد من الحيوانات ..
في الوقت الذي يوجد فيه أناس ليس في قلوبهم شئ من الرأفة والرحمة يتركون أولادهم يواجهون المصاعب بل ويضربونهم .. ويحطمونهم أفكارهم .. وقراراتهم .. أو حتى يهملونهم .. ويتركون الأم لوحدها تكابد العناء .. عناء الحمل . . والولادة .. والتربية .. وقد يكون أيضا حتى عناء النفقة ..
بينما نجد البطارقة لا تترك صغارها ولو في أصعب الظروف على وجه الأرض .. تقيم كيان أسرة حقيقي ..
فسبحانك يا رب ..
ما أرحمك ..
ما ألطفك ..
ما أحكمك ..
يا من أنزلت هذه الرحمات في قلوب خلقك ..
وجعلتها تضحي بنفوسها فداءا لأبنائها ..
سبحانك
لا إله إلا أنت
اللهم أجعلنا راحمين ..
مرحومين ..
بارِّين بأبائنا وأمهاتنا ..
حنونين .. رحيمين .. عطوفين على أبنائنا
وزوجاتنا ..
وصلى الله وسلم على خير البرية .. وأزكى البشرية
........ دعوة لأسرة متماسكة ........
|
|
|
|