قصة قاضي المارستان وعقد اللؤلؤ

[أبو طلال]

كان محمد بن عبدالباقي من طلبة العلم الذين يتنقلون من مدينة إلى أخرى سعيا وراء العلم الشرعي

دش مكة عشان يدرس فيها الفقه
بس الرجال كان فقير وماكان معاه أي شي
لافلوس ولا أكل ولا هو قادر يشتغل عشان يكتسب مال
دخل أحد المساجد يرتاح فيه
لكن من شدة الجوع طلع من المسجد في عز الظهر
مامشى واجد إلا ويلقى ذاك الكيس فتحه ولقى فيه عقد لولو ماعمره شاف مثله

رجع للمسجد وجلس يطالع فيه
وجاه الشيطان يوسوس له ويغريه أنه يبيعه ويستغل فلوسه في تنقلاته العلمية
لكن الرجال تعوذ من إبليس وأول ماتعوذ سمع واحد ينادي في الشارع
ياجماعة الخير من لقى كيس ويجيبه بأعطيه خمسمية دينار
طلع له وقال تعال قول لي عن الكيس
وش لونه والخيط المربوط فيه وش شكله وش داخل الكيس
وطلب منه يعلمه عن شكل العقد وعدد اللولو
قال له كلشي
عطاه العقد والشايب مد الخمسمية للرجال
عاد الرجال جوعان وماكل من يومين مع هذا ماقبل ياخذ منه شي
حاول الشايب لكن الرجال رافض
تفرقوا وبعدها بيومين طلع الرجال من مكة وراح جدة وركب سفينه وفي وسط البحر
غرقت السفينة وتعلق هو بخشب
وصار الموج يوديه ويجيبه
لين رماه عند الشاطئ بعد أيام في وسط البحر
مشى ولقى مسجد
دخل فيه ونام لين الفجر جاء المؤذن وأذن
جلس الرجال وتوضأ ويوم شافوه غريب سألوه
أنت حافظ قران ؟
قال ايه حافظ
طلبوا منه يصلي بهم
صلى وكانت قرايته خوش قرايه
بعد الصلاة قالوا له خلاص خلك هنا وبنخليك إمام مسجدنا وبنعطيك راتب
وإذا وافقت تعلمنا قران بنعطيك راتب ثاني
وافق ولما جات صلاة الظهر شافوه يقرأ بعض أوراق المصحف
قالوا له أنت تعرف تكتب وتقرأ
قاله ايه
قالوا لك راتب ثالث إذا علمتنا
فصارت عنه فلوس واجدة
وعاش معاهم شهرين
جاوا عنده مره وقالوا له
تعال ترى أهل القرية أتفقوا على أنك لازم تتزوج
وعندنا لك خوش بنت
بعد ما لحوا عليه وافق ودزوا له العروس
لما دخل عليها وقرب منها
شاف على صدرها عقد لولو
صار يطالع فيه ويتمقله
حتى أنه ماطالع البنت اللي قامت لأهلها
وتقول لهم هالرجال دخل وما إلتفت لي على طول مبحلق عيونه على العقد
دخلوا عليه وقالوا له شفيك الله يهديك
كسرت بخاطر البنت تراك
قال ترى السالفة كذا وكذا وكذا
وبعد ماقال لهم سالفته مع العقد والشايب
كبروا بصوت عالي وقالوا له
الشايب ذاك تراه أبو البنت اللي مات قبل ماتجي بيومين
وكان جاي من مكة ويسولف عن رجال
ويقول أنه ماعمره شاف رجال بطيبته وأمانته
وكان الشايب دايم يدعو الله أنه يقابل الرجال عشان يزوجه بنته
لكن الشايب مات والله إستجاب لدعواته وهذا أنت تزوجت بنته
ويوم دش على زوجته قالت له :
أنت سلمت العقد لصاحبه على مافيك من جوع وفقر
وجازاك الله بالعقد وصاحبته وكل اللي ورثته من أبوها