هل رأيت أوفي من هذين الصديقين

[الفضي99]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عزيزي القارئ .. كن معي أكن معك .. حروفي تزاحمت بين أناملي كلها تود الولوج لعينيك أولا .. فالألف والباء في سباق وعناء .. والواو والياء في سرعة ومضاء .. والسابق سابق واللاحق لاحق .

قالوا قديما بأن خير الجلساء الكتاب ولقد صدقوا .. غير أن جليسا ثانيا دخل المضمار بقوة وهاهو ينافس على الصدارة وهو القلم ..

وما أحلاهما من صديقين حميمين صادقين لمن يصدق معهما ..

ففي المساء حين تبتسم النجوم مرحبة بالقمر .. أبتسم للكتاب فيبتسم لي فيحلو لي معه السمر ..

وعندما يتنفس الصباح وتبتسم للشمس الروابي والبطاح أغمز القلم فيتراقص أمامي فيروقني ذلك الصبوح ..

في المساء كنت والكتاب وكان ثالثنا القمر .. وفي الصباح كنت والقلم وثالثنا شمس السماء .. والثلاثة ركب .

ألا إنه من رام سفرا بلا نصب فليرحل إلى أعماق الكتاب ماشيا .. أو فليحلق في أجواء القلم عاليا..

صديقي الكتاب يكفيك شرفا .. أن مستهل الوحي كان أمرا برعايتك (( اقرأبا سم ربك الذي خلق ))

عزيزي القلم .. يكفيك فخرا أن مالك الملك سبحانه أقسم بك .. ومن المقرر أن الله جل جلاله لا يقسم إلا بعظيم
(( ن والقلم وما يسطرون ))

جليسي الكتاب .. لقد صدق الأول إذ قال :

أعز مكان في الدنا سرج سابح = وخير جليس في الزمان كتاب

حبيبي القلم .. لقد أعجبني أبو تمام حين وصفك فقال :

فصيح إذا استنطقته وهو راكب = وأعجم إن خاطبته وهو راجل
إذا ماامتطى الخمس اللطاف وأفرغت =عليه شعاب الفكر وهي حوافل
أطاعته أطراف القنا وتقـــــوضت = لنجواه تقويض الخيام الجحافل
إذا استعزر الذهن الذكي وأقبلت = أعاليه في القرطاس وهي أسافل
وقد رفدته الخنصران وســـــددت = ثلاث نواحيه الثلاث الأنامل
رأيت جليلا شأنه وهو مـــــرهف = ضنى وسمينا خطبه وهو ناحل

لن أطيل عليكم أيها السادة ... ولكنها همسة على عجالة مفادها أن الإبداع والتألق والإنتاج والتميز كلها تولد بين القلم والكتاب فأحسن صحبتهما تفلح فإما أن يحذيانك بعبق المعرفة وإما أن تبتاع منهما أطايب الكلام وإما أن تجد منهما ريحا طيبة .. أعجبني ونقلته لكم