|
الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل |
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-20-2011, 04:53 PM | #1 | |||||||||
|
واقعة هزت المدينة وأدمت القلوب
واقعة هزت المدينة وأدمت القلوب
طفل يقتل شقيقته ببندقية والده في سطيف 2011.01.18 تحقيق: سمير مخربش لحظة واحدة غيّرت حياة عائلة بكاملها..طفل يضغط على زناد بندقية والده فيقتل أخته في مشهد مروّع هز سكان بلدية بوطالب، 83 كلم جنوب ولاية سطيف، حيث تنقلت "الشروق" لتقف على حيثيات المأساة. وصلت "الشروق" إلى مسرح الحادثة بمنطقة قنيفة التابعة لبلدية بوطالب وشاءت الصدف أن يكون الطفل المتهم أول من التقيناه..كان يداعب الكرة بقدميه ولما رآنا هرع إلينا ورحب بنا كأنه يعرفنا. فكان قمة في الأدب، وعلى الفور خرج الوالد بلباس الحرس البلدي مرفوقا بالعم بينما الطفل المتهم كان يروح ويجيء علينا بفناجين القهوة. البندقية في متناول الأطفال والرصاصة جاهزة للإطلاق الأسرة مكونة من الأب والأم وستة أولاد سابعتهم الضحية سعاد التي تتوسط إخوتها رفقة شقيقها المتهم صالح، المتربص بمركز التكوين المهني، وتعيش هذه الأسرة في منزل متواضع بني بالطوب بمحاذاة مسكن العم. أما القرية فيتوسطها مسجد ومدرسة تبدو هادئة، يخيّم عليها الصمت الذي كسرته حادثة الطفلين ولولاها ما علم بأمرها أحد. وحتى العائلة لا تكاد تسمع لها همسا، لكن كل هذا الهدوء اندثر ذات صبيحة من مطلع الشهر الحالي. كل شيء كان عاديا، الوالد في عمله والأم غائبة رفقة بقية الأبناء، إلى غاية الساعة السابعة والنصف حين ذهبت سعاد إلى المسجد لأنها توقفت عن الدراسة في السنة الخامسة ابتدائي ولا شغل لها اليوم إلا حفظ القرآن، بينما توجهت الأخت الكبرى إلى الجامعة. في حوالي التاسعة صباحا غادرت سعاد المسجد والغريب أنها لما خرجت من قاعة حفظ القرآن عادت ثانية لأخذ لوحتها وودعت صديقاتها، وقالت لهن بأنها ستتوقف عن الحفظ وبأنها لن تعود مرة أخرى إلى المسجد، وهو التصرف الذي استغربت له الزميلات. وعند العودة ظلت الصبية الصغرى تلهو قرب المنزل، بينما شرعت سعاد في تنظيف الغرف. وبعد حوالي نصف ساعة يدخل صالح إلى المنزل، ويتوّجه مباشرة إلى الغرفة لتحضير أغراضه من أجل الذهاب إلى مركز التكوين المهني، قبل أن ينتبه إلى بندقية والده التي كانت مخبأة تحت السرير فاستخرجها وراح يتفقدها بفضول، وفي الوقت الذي دخلت عليه أخته سعاد خرجت طلقة نارية أصابتها على مستوى القلب فسقطت جثة هامدة. من هول الموقف رمى صالح البندقية وركض خارج المنزل ولما وجد عمه قال له بأن البندقية انفجرت في سعاد فهرع العم إلى الغرفة، فوجد الضحية ملقاة على ظهرها ولا وجود لقطرة دم على الأرض فلم يفهم ماذا حدث، ولما عاد إلى صالح أخبره بأن سعاد أطلقت النار على نفسها. وحسب العم الذي تحدثنا معه فإن الحقيقة كانت غامضة بالنسبة إليه لأنه وصل بعد فوات الأوان واقتنع في البداية أن سعاد تكون ربما قد أصابت نفسها بسلاح والدها. وعند استعادة الأحداث بتمعن وبعيدا عن التحقيق الذي باشرته مصالح الدرك فإن السلاح الناري عبارة عن بندقية صيد لها ماسورة يبلغ طولها 80 سنتمترا، وبتالي فإنه من الصعب بل من المستحيل أن تتمكن طفلة من الضغط على الزناد والبندقية مصوبة نحو صدرها، وهي الحقيقة التي تم بها الضغط على الطفل صالح، وحتى والدته قالت له بالحرف الواحد "قدر الله ماشاء فعل يا بني أخبرنا بالحقيقة ومهما كانت سنتقبلها". هنا تراجع صالح عن أقواله واعترف بأنه كان وراء إطلاق النار. عيد ميلاد في الحبس وأمام "الشروق" أعاد صالح سرد الأحداث بحضور والده وعمه فقال: "لما استخرجت البندقية تفقدت خزانها وعندما صوبتها نحو جهتي اليسرى، حيث كانت تقف أختي فرفعت الضاغط بإصبعي ودون أن أنتبه ضغطت على الزناد فخرجت الطلقة، وأصابت سعاد على مستوى الصدر فصرخت قائلة: "يا ما".. بعدها رميت السلاح واقتربت منها، وظننت أنه أغمي عليها فقط، خاصة وأن الدم لم يخرج من جسمها، لكنني لما رفعت قميصها وتفقدتها لاحظت عدة ثقوب بالقرب من قلبها، وقد تكبد من حولها الدم. ثم حاولت تفقد عنقها وفق ما درست في مادة سلامة وطرق الإنقاذ التي تدخل في برنامجنا الدراسي بمركز التكوين المهني لاحظت أن نبضات القلب بدأت تتثاقل إلى أن توقفت بصفة نهائية فأيقنت بعدها أن أختي فارقت الحياة". كان الوالد يتابع بتمعن كلام ابنه ففاضت عيناه بالدمع فلم يتمالك نفسه وغادر نفهم من كلام صالح أن العلاقة مع أخته كانت عادية جدا، بل أكد لنا بأنه كان يحبها كثيرا خاصة، وأنها كانت تخفي عن والدها بعض تصرفاته الطائشة، كما كانت تساعده دوما في ترتيب أغراضه، ومن دلائل هذه العلاقة الجيدة أنها كانت تنوي إهداءه قارورة عطر بمناسبة عيد ميلاده، لكن القدر شاء أن تكون الطلقة النارية أسبق فلا قارورة عطر، بل أن صالح قضى يوم عيد ميلاده في الحبس بمركز الدرك أين مكث يومين وبعد امتثاله أمام قاضي التحقيق استفاد من الإفراج المؤقت. وبغض النظر عن حيثيات القضية ودون التدخل في عمل مصالح الدرك تبقى النتيجة واحدة، وهي أن سعاد ابنة الـ 14 ربيعا التي كانت تملأ الدنيا مرحا، وكانت تمازح إخوتها وتنشر الحيوية بين صديقاتها في المسجد، لم يعد يسمع لها صوت اليوم، فقد فارقت الحياة بطلقة نارية والمتهم هو شقيقها صالح الذي يكبرها بسنتين. أما بالنسبة لأفراد العائلة فإن قضية السلاح تبقى مسألة جوهرية، ولا يمكن حصرها في إطار الرخصة فقط، لأن الوضع في المداشر والقرى يختلف تماما عما هو عليه في المدن، والأمر يتعلق بحماية الشرف والممتلكات ولسان الواقع يؤكد بأن شريحة واسعة من سكان القرى عبر الوطن تملك أسلحة رفض أصحابها تسليمها للدولة. |
|||||||||
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العيون المدينة الصنآآآعية تهدد بكآآرثة بيئية تطآآآل الأحيآآء السكنية والميآه الزرآعية } ~! | كلمة حق | ملتقى مجتمع العيون | 15 | 08-30-2010 04:46 PM |
♥♥● قلوب المؤمنين بين اليقظة و الغفلة ♥♥● | كلمة حق | ~ نـــفــحــــَآتٌ إِيــم ــَــآنــيــة | 3 | 01-07-2010 01:34 AM |
حصري : بيانات شاملة عن المعلمين المعينين | عاشق الجنان | ملتقى مجتمع العيون | 5 | 10-03-2008 03:52 AM |
وزارة التربية والتعليم تعلن عن نقل 3164 معلماً في الحركة الإلحاقية | عاشق الجنان | گن عآلمآ أو مٌتِعلمآ | 1 | 06-05-2008 03:07 AM |
المدينة الاقتصادية تكسر رقم "ينساب" القياسي وتستقطب 10 ملايين مواطن | حب العيون | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 1 | 08-09-2006 11:09 PM |