@@@^^^ المرأة المطلقة والنظرة الاجتماعية @@@^^^
[COLOR="DarkRed"]
ليــس ثمة شـيء أسرع نفاذًا في مشاعر المرأة من هذه الكلمة مطلقه، ولكن الشرع الحكيم أخبر وأدرى بما في أنفس الخلق، وبغض النظر عن أن المرأة تدفع ثمن الطلاق البائن من جملة نظرة الناس والمجتمع لها الشيء الكثير، إلا أنها ليست الخاسرة دائمًا على أي حال فليس كل من فرق بينها وبين زوج ظالم لا يخاف الله ولا يأبه لحقوق زوجته تكون هي الخاسرة، وليست من نفد صبرها من ألوان التعذيب الجسدي بالضرب والركل ممن نزع من جوفه الرحمة امرأة معابة بشيء ولا من أعتقت من رجل ممسك بخيل أجوف التشكيل منتقدة على أي حال طالما أن السبب والعيب في الرجل يرجح الطلاق والفراق لصالح الطرفين ولو أن الصبر في بعض صفات الرجال ومثالبهم يكون علاجًا ناجعًا، كما أن من فارق امرأة متسلطة وحادة في طباعها لم يغبن خصوصًا إذا تضاءلت فرص التعديل إلى الأفضل بيت القصيد أن الطلاق قد يكون في حالات كثيرة رصاصة الرحمة لمعاناة في الحياة الزوجية لم يكن لها مسوغ في ظل مشروعية الطلاق للتخفيف من حدة التصادمات الزوجية المحبطة أحيانًا والمدمرة للأسر والبيوت كما أنه لا يعيب المرأة طلاقها والزوج انفصاله وإن اعتصر القلب لحال الأطفال وهم يهيمون دون أب أو أم بالرغم من أنهما أحياء ولكنهما أموات في نظر صغارهم، حتى لو تجاوزوا مراحل عمرية فلا غنى للأولاد من الجنسين عن الأب أو الأم. ولكن الأمر الذي يتطلب التوقف عنده هو مراعاة مشاعر النساء المنفصلات عن أزواجهن بعدم العبث بسمعتهن لمجرد الانفصال وتحجيم التهويل من الطلاق وكأنه قاضية ليس بعدها قائمة، خصوصًا إذا كانت الزوجة قد انتقص من حقها وظلمت، أو لم يكن جل الأسباب منها عطفًا على ما سوف ينتابها من حال ومصير أطفالها بعد الانفصال في حال من لها أولاد صغار. هذا كله لأن سلاح الطلاق قد يكون في يد من لا يحسن تأمين طلقاته ولا تأمين هذه الكلمة التي قد تؤدي في لحظة إلى بيوت محطمة وأسر منهارة[/color
ليس من الحق في شيء أخذ الأمور على ظواهرها دائمًا، حتى لو كان الحكم للناس من خلال ظاهر الأمور، ولا أدل على ذلك مما يشاهد ويحصل في بعض الأحايين بأن تنفصل امرأة عن زوجها بسبب عدم التوفيق في الإنجاب، أوبسبب عدم التوافق العاطفي، أوبسبب عدم التكافؤ في المكانة أو الوجاهة فيحصل أن تتزوج هي من شخص آخر فيحصل لها التوفيق والحياة التي كانت تأنس لها، في حين كانت فيما سبق محل انتقاد وشجب، وقد يجد الرجل من هي أخبر به من غيرها فيمضي معها، إن المحافظة على شعور الآخرين من الذوق العام المستحب والمندوب، ومن الاخلاقيات العالية في سموها التي تحمد دائمًا ويصيب فاعلها سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى شبكة العلاقات الاجتماعية، أو على مستوى أعلى، فكيف بالمحافظة على شعور من ظلمت ولم تشتكي وقد لاتكون مهيئة نفسيًا للجدال والجدل، وكيف بمن يتعمد التجريح والغمز في حقهن دون وازع أوخوف، هذا التشكيك والطعن قد يزيـدان في عزلة من كانت يومًا ماشعلة في اللقاء، وباهية في محياها ويعتد بوجودها وحسها وفُجَاءة يجتمع عليها حزنها وعدم توفيقها وظلمها من غيرها، بقي أن لا يفوت من الذكر بأن الحياة على أي حال تمضي وتسير بالزواج وبدونه فالسعادة ليست حكرًا على من يعيشون تحت سقف واحد في منزل واحد فقط، فقد تجتمع الأجساد وتتفارق العواطف
وقفه
والمرأة ليست ملزمة بتحمل تبعات الآخرين حتى لو نالت الصبر صفة دائمة في طبيعتها أو اكتسبتها أو تكفلت بها مع حجم من تواجه في حياتها، من أهلها تارة ومن زوجها تارة، وأولادها تارة فلكل صبر منطقه الذي يتحاكم إليه، وإن زاد فيتحمل من أنفذه عواقبه، وبعد أن ينتهي زمن الألم والجراح معًا، قد تخرج المرأة من زواجها السابق بعد عدم التوفيق برصيد هائل من الخبرة في التعامل مع أنواع البشر المختلفة، فتصبح في حيطة من أمرها في تعاملها مع الغير وحتى مع نفسها فتعرف ماذا تريد وماذا يراد منها وماذا يريد عقلها
مع أمنية صادقة بزواجات سعيدة وميسرة على نور من التلاقي والصفاءوالاستمرار(منقول)
|