[frame="11 98"] [SIZE="3"][COLOR="Black"][COLOR="Black"]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الإنسان من طين, وهادي المضلين,وراحم المذنبين,وقابل توبة التائبين,والصلاة والسلام على حبيبنا وقدوتنا محمد الذي أرسله الله رحمة للعالمين, وبعد:-
اتقوا الله عباد الله واعلموا أن العُجب آفـــة خطيرة تصيب كثيرا من الــناس, فتصرفهم عن شـــــكـــر
الخالق إلى شكر أنفسهم, وعن الثناء على الله تعالى على أنفسهم بما لا يستحقون, والعجب هو الزهو
بالنفس واستعظام الأعمال وإضافتها إلى النفس مع نسيان إضافتها إلى المنعم سبحانه, وكذلك للعجب
مساوئ إلى درجة أنه يحبط الأعمال الصالحة, ويخفي المحاسن, ويكسب المذامّ, وقال النووي:" اعلم
أن الإخلاص قد يعرض له آفة العجب, فمن أعجب بعمله حبط عمله" والعُجب يا عباد الله محرم لأنه
نوع من الشرك, وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "وكثيرا ما يقرن الرياء بالعجب, فالرياء من
من باب الإشراك بالخلق, والعجب من باب الإشراك بالنفس, وهذا حال المستكبر, فالمرائي لا يحقـق
قوله(إياك نعبُُُدُ) والمعجب لا يحقق قوله(وإياك نستعين) فمن حقق قوله (إياك نعبُدُ) خرج عن الرياء
ومن حقق قوله(وإياك نستعين) خرج عن الإعجاب" واعلموا يا عباد الله أن العجب مذموم في كتاب
الله وسنة رسوله قال تعالى (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا) ومـــن الســـنة,
قول النبي "بينما رجل يمشي في حلةًٍَ تعجبه نفسه, مرجّـلٌ جُمَّـته, إذ خسف الله بـــه فهو يتجلل
إلى يوم القيامة" وأما أقوال السلف في ذم العُجب فكثيرة, منها قول ابن مسعود: الهلاك في اثنتين:
القنوط والعجب. وقال مطرف:لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إليّ من أن أبيت قائما وأصبح معجبا
وقيل لعائشة رضي الله عنها: متى يكون الرجل مسيئا؟ قالت: إذا ظن أنه محسن. وربما طــغت آفـــة
العجب على المرء حتى وصل به الحدّ إلى الكفر والخروج من ملة الإسلام, كما هو الحال مع إبلـيس
اللعيـن, حيث أعجب بأصله وعبادته, حتى وصل به الأمر إلى الكبر وعصيان أمر الربِّ تعالى حين
أمره بالسجود لآدم , وقال الأحنف بن قيس: عجبتُ لمن جرى فــي مجرى البـول مرتيــن كيف
يتكبر؟ وعن الماوردي أنه قال: ولو تصور المعجب والمتكبر ما فـُطرعليه من جِِِبِلّة, وبُلي به من مَهْنة
لخفض جناح نفسه واستبدل لينا ًمن عـُتوة وسكونا ً من نفوره. وأخيرا يا عباد الله العلاج من ذلك هو
أن يكون صاحب الرأي متـَّهما لرأيه أبدا ً لا يغترُّ به إلا أن يشهد له قاطع من كــتاب أو سنة أو دليل
عقلي صحيح جامع لشروط الأدلة, فإن خاض في الأهواء والبدع والتعصب في العقائد هلك من حيث لا يشعر
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم[/COLOR][/COLOR]. [/frame]
[/SIZE]