|
الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل |
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-04-2006, 06:19 PM | #1 | ||||
|
بكر الشدي «أعطني مسرحا أعطك شعبا مثقفا» "مات فمات المسرح السعودي " ج الشرق الأوسط
الشرق الأوسط
مقتطفـات مـن صفحة الـوتـر السـادس بكر الشدي .. كان شعاره «أعطني مسرحا أعطك شعبا مثقفا» الكاتبه حليمة مظفر الحلمُ في كأس فارغة من الماء، حمله الفنان الراحل بكر الشدي بيده وهو يمشي على رمال صحراء قاحلة تمتد أمامه أمواج وأمواج من كثبانها التي لا تبالي بحرارة ملكة الضوء، ولا حتى بهذا الشاب الذي يحاول عبورها. كانت معادلة صعبة وغريبة في نوعها لم يؤمن بها أفلاطون بقدر إيمان أرسطو، لكنه قبلَ التحدي بقضيته. وبين الحلم والأمل صعدت طموحاته التي ولدت مع ضوء خافت في مدينة صغيرة في شرق السعودية تسمى «بقيق» عام 1959م. كان ميلاده مبشرا بالأمل الذي ظل المسرح ينتظره وهو يحبو، وهو يتعلم خطاه حتى صار صبيا صغيرا يلعب بين أزقة وحارات مدينة النخيل «الأحساء» التي درس بها مراحله التعليمية الابتدائية وحتى الثانوية، لكن شيئا ما كان يداعب أجفان بكر الصغير، إنه حلمه وهو يشهد مسرحا كبيرا جدا بحجم السماء التي تعلو رأسه الصغير، بعد أن عرفه بداية عبر مشاهدة التلفاز. وبكر كان يعلم أن الهواية لا تبني حلما قويا، لذلك حاول صقلها بالممارسة مع أصدقائه ومن آمنوا بموهبته على مسرح الجامعة، وكان قد قدم أول مشاركة مسرحية له في عمل مسرحي بعنوان «قطار الحظ» عام 1980م لنص كتبه إبراهيم الحمدان على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالرياض، وبجوار هوايته كان قد تخرج من جامعة الملك سعود بالرياض متخصصا باللغة الإنجليزية، اللغة التي مكنته من القراءة بعمق لشكسبير وكورني ومارلو وتيد وراسين وموليير وغيرهم ممن رفعوا راية المسرح في ظل مجتمعات لم تؤمن بهم في زمنهم. ألا يكون موليير آخر؟ كان هذا حلمه كي يصنع من الضحك علاجا يحتاجه مجتمعه. وأدرك بكر أن حلمه الذي يحمله في قبضته داخل كأس فارغة ما يزال يحتاج منه الكثير.. فكان قراره في التحليق بمعانقة سحبها التي كان يرسمها بأنامله الصغيرة حينما كان ينظر إليها من على أرض مدينة النخيل، فعزم الرحيل إلى أميركا ليكمل الماجستير ويحصل عليه من جامعة أوهايو، وهذه الفرصة التي حظي بها في الدراسة جعلته على وعي كبير بتلك التجارب المسرحية الأميركية التي شاهدها وحرص عليها وعلى قواعدها، وأراد أن يوطن أهم مبادئ المسرح التراجيكوميدي على أرضه. لكنه لم يكتف بذلك بل حول بوصلة دراسته من أميركا إلى ديار شكسبير ليلم بالتجربة المسرحية الأوربية أيضا من ديارها ويضيفها إلى تجربته المسرحية السابقة، فكان أن حصل على الدكتوراه في الأدب المسرحي من جامعة درم البريطانية عام 1988م بتقدير امتياز بعد ابتعاثه من قبل الأمير فيصل بن فهد رحمه الله الذي آمن بحلمه وصدق طموحه، فكان بها أول مسرحي سعودي يحصل على أعلى شهادة في المسرح. وعاد الفنان أبو فيصل بدراسة خصبة في المسرح والأدب الدرامي، الأمر الذي مكنه من أن يبدأ بصوته الدرامي ليلفت الانتباه بأعماله المسرحية التي قدمها ومنها «الكرمانية»، و«النص والإنتاج»، و«صفعة في المرآة»، و«الجراد»، و«لكع بن لكع»، ولأنه يدرك أن المسرح السعودي يعيش مأزق الصحراء، وأن قليلين هم من يدركون عبارة «أعطني مسرحا أعطك شعبا مثقفا» اتجه للتلفاز بمسلسلات درامية مزج فيها الجد بالهزل، فمن منا لا يذكر ذلك الطبق الرمضاني الذي قدمه عبر القناة الأولى للسعوديين «لكم مع التحية»، أو حتى ذلك المسلسل الذي سبقه زمنا وقدمه في رمضان ليشاهده السعوديون وهم يتناولون طعام السحور«سحور على مائدة أشعب»، أو حتى برنامجه الشهير الذي قدمه في قناة art المسمى بـ«المقهى العربي»؟ وفي موجة ضوء كبيرة استحقها الفنان الشاب بكر وهو في الـ46 من عمره وصل بها إلى عالم الشهرة والنجومية وقد بدأت الدراما السعودية تمد عضلاتها به وبأصدقائه، وكان قد اعتقد أن الكأس الذي طالما حمل حلمه فيها قد امتلأت بخبراته إلا من كيفية الإجابة عن سؤال أرهق رأسه وفكره «كيف يمكن للمسرح أن يعيش ويتطور في الصحراء؟». هذا السؤال المتعب الذي يغمض جفنيه عليه ويصحو به أتعبه كثيرا حتى أصابه المرض الشرس (السرطان) وتمكن منه، ليلتهم عبقريته الإبداعية شيئا فشيئا لتنطفئ تعبا، وتضاءل جسده وبدأ الحلم (المسرح) يظمأ مرة أخرى في كأس بجوار سرير المرض، والعتمة تزور عينيه شيئا فشيئا ليخفت حلمه القديم معه، وحينها تعالت صرخات أصدقائه المخلصين في تكريم الرائد الذي يعاني مرضا عضالا، وأن يطلق اسمه على أحد مسارح جمعية الثقافة والفنون، ولكن «كل يغني على ليلاه»، وكما قال أحد أصدقائه «أتذكر الآن بكر.. ونحن نمشي في ردهة صغيرة داخل جمعية الثقافة والفنون متجهين لمسرح صغير ليقوم بإجراء بروفة لإحدى مسرحياته، الآن أفكر هل كنا نمشي بين ابتسامات زائفة!». وتناسوا تلك العبقرية التي كرمت في دولة خليجية جارة هي الإمارات العربية المتحدة خلال مهرجان الفرق الأهلية المسرحية لدول مجلس التعاون الخليجي بأبوظبي، كأحد رواد الحركة المسرحية بدول الخليج عام 2003م، الأمر الذي أسعد بكر وأشعره بالحياة رغم الموت الذي غزا جسده وينتظر الوصول إلى أنفاسه كي يقبض عليها والذي لم يمكنه حتى من السفر لتسلم جائزة التكريم التي تسلمها ولده البكر فيصل نيابة عنه. وفقد المبدع الشاب بسبب الورم الدماغي حركة جسده الذي طالما ملأ المسرح بنشاطه، وأسعد جمهوره به، حتى توقف عن الكلام وبدت قواه تخور، ليعلن الموت أجراسا وضجيجا للقدوم أمام حلمه القديم وحاراته العتيقة وذاكرة ملئت بالأسفار والقراءات والمسرحيات والأماني، وأفقده المرض كل شيء، وكما قالت زوجته حينها أم فيصل في إحدى الصحف «إنه عانى من ورم دماغي أقعده عن الحركة والكلام مدة سنتين متواصلتين تحسنت حالته خلالها وساءت أحيانا». لم يمهله جبروت المرض كثيرا، وهدأ ذلك الرأس الذي طالما تأمل حضارة ينتظرها المجتمع من خلال المسرح، وغادر ذلك الصبي الصغير الذي سكنت أحلامه داخله وقد تمدد على إحدى بساتين النخيل في مدينته الصغيرة يتأمل السماء التي تعلو رأسه بعينيه، وغادر رائحة الدنيا عام 2003م، بعد أن نطق آخر كلمات سمعتها زوجته منه متمثلة في «الشهادتين»، وابتسم ابتسامة رقيقة لها ولمن حضر لوداعه الأخير، وكما قالت زوجته حينها «بعدها رأيت بكر يعود إلى فراشه نائما وعلى محياه ابتسامة رقيقة». هكذا غادر بكر وقد ترك المسرح السعودي باكيا عليه بعد أن كان متفائلا بوجوده وبأنه سينهض على يد متخصص كزكي طليمات الذي سخره الله للمسرح الكويتي.. غادر بكر تاركا تركة كبيرة من الأعمال الدرامية المسرحية والتلفزيونية قدمها على مدى 25 عاما، بجوار تاريخ طويل من إنسانيته، وكما كتب عنه محمد الرشيدي في إحدى مقالاته «ترك لنا الأحزان وذكراه الرائعة بروعة أخلاقياته وحب الجميع له، لقد رحل بعد أن كنا نترقب إطلالته علينا»، وكان حلمه داخل كأس فارغة من الماء طوال حياته يحاول أن يروي ظمأه، لكنه تركه لولده البكر فيصل صاحب الـ13 ربيعا الذي قال وهو يتسلم جائزة تكريم والده خارج موطنه «سأمشي على خطى والدي ولن أتخلى عنه». __________________________________________________ ____________________ للمعاينه الأصليه مع الصوره ألمرسومه باليد طالع الشرق الأوسط في العدد والتاريخ المذكور ين أعلاه * هناك تنويه للمقال في ألصفحه الولى من ألشرق الأوسط * مقال الزميله الكاتبه ألمتأنقه دائمآ في ملحق الوتر الحساس تحياتي ابراهيم الشدي الصفحة الرئيســية English حصاد الأسبوع الاولـــــى اخبــــــار أولــــــى 2 اقتصــــاد الـوتـر السـادس عـرب وعـجـم الــــــرأي بريـد القــراء محليات (سعودية) يوميات الشرق كـاركـاتيــر الادارة والتحرير Mail Address العنوان البريدي Articles المقالات Webmaster أمين الموقع Editorial التحريــر The Editor رئيس التحريــر Advertising الإعــــــلان Distribution التــوزيــــع Subscriptions الاشتراكات Enquiries الاسـتفسـار Copyright: 1978 - 2006© H. H. Saudi Research & Publishing Company (SRPC) |
||||
01-05-2006, 11:36 PM | #3 | ||||
|
شكرآ أخي ألفضي 99 على ألتعليق الرائع
لاشك أنك لاحظت بعض ألأخطاء في سرد ألأخت ألرائعه والزميله ألمجتهده ألكاتبه حليمه مطر وهذه ألأخطاء هي من صميم حياة ألكتور بكر الشدي و أنا الآن في موقع لابد من ألتصحيح وقد بدأت أكتب تعقيبي الهادف البناء على ألأخت ألكاتبه وبما عشته و أعرفه جيدآ وهذا ليس انتقاصآ من ألكاتبه العظيمه بقدر ما سيسرها ألتنويه بما هو ألصح بل سيسعدها ذلك وستقرأ عن قريب ردي على المقال في الشرق الأوسط في ألقريب العاجل بل في الواقع رحبت بالرد وأنا هنا لا ألومها مطلقآ فهي لا تعرف ألخلفيات الأوليه من حياة الدكتور واكتفت ببعض من لم يتعرف على بكر الا متأخرآ أي بعد تخرجه من الكليه وعسى الله ان يوفقنا في ذلك على فكره لدي بعض الحلقات ألتي كتبتها عن ألدكتور بكر ونشرت بشكل أسبوعي في جريدة الرياضي بعد وفاته وسأقوم بنشر أثنين او ثلاثه هنا ونحن نعمل على تأليف كتاب عن الدكتور ولكنه ليس بالهين وسيأخذ وقت طويل تحياتي لك وسنقرأ ما نعرفه وعاشه معنا بكر في العيون من محافظة ألأحساء وكانت دراسته في ثانوية الهفوف وكان دائمآ يفخر بتلك الفتره ولازال يفخر ويحب العيون وأهلها بدليل انه قضى أجمل أيام عمره وألأسبوعين الآخرين من حياته أي قبل عودته للرياض وتوفي يرحمه الله والعيون هي آخر محطه له وكانت المحطه الأولى التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم الشدي ; 01-05-2006 الساعة 11:41 PM |
||||
01-06-2006, 09:49 PM | #6 | ||||
|
الأخ الزميل ألعزيز أبو طلال
السلام عليكم الموضوع كتبته الزميله حليمه مظفر وما عملت ألا النقل للمشاركه معكم به ويشرفنا ذلك تحياتي لك وعلى شعورك الطيب والموقف النبيل النابع من صدق المشاعر تجاه ابنائنا ورجالنا المبدعين و نحن هنا في حديث عن المسرح مع احترامنا لجميع الفنون الأخرى, وسنقتصر في طرحنا عليه, وفي حلقاتي التي سوف أحاول ابحث عنها في الأنترنت أن وجدت للرياضي موقع, سأزف ببعضها, أو سيزفها , أحد ألزملاء هنا في المنتدى, فقد سبق أن طلب منا ذلك وغيره عن بكر الشدي يرحمه الله, وألا دفعتها بوسيله وتقنيه أما تقليديه أو حديثه ولا زلت عند وعدي معه, و أن ناصفته ما لدينا, وسيحدث ذلك في القريب أنشاءالله . و تحياتي لك مره أخرى وأشكرك على الأهتمام التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم الشدي ; 01-06-2006 الساعة 09:57 PM |
||||
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تعرف على ضيف العيون الشيخ العلامة الجهبذعبدالله بن عقيل | عطارد | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 3 | 07-29-2006 01:26 AM |