|
الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل |
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-18-2006, 01:48 PM | #1 | ||||
|
العري كوسيلة احتجاج
العري كوسيلة احتجاج
-------------------------------------------------------------------------------- من خلال متابعتي للصحافة الالكترونية العربية أستطيع ان أرجح ان الناس لم يسبق ان انقسموا بهذا الشكل الفاقع حول أمر من الأمور كما انقسموا حول الخبر الذي نشرته قناة العربية على موقعها الالكتروني حول تعري الفنانة التشكيلية هالة الفيصل في ساحة «واشنطن سكوير بارك» وقد كتبت على ظهرها باللون الاحمر عبارات تطالب بإيقاف الحرب في العراق وفلسطين. فقد زادت التعليقات المكتوبة على الخبر عن الألف تعليق، وهذا رقم قياسي بالنسبة لصحافتنا الإلكترونية. قبل كل شيء اود ان اقول: ان التعري كنوع من الاحتجاج ليس بالامر الجديد في التاريخ، ولعل ألطف قصة بهذا الشأن هي قصة السيدة جودايفا زوجة امير منطقة ميرسيا في بريطانيا، فعندما قرر زوجها الامير زيادة الضريبة بشكل فاحش على رعاياه استنجدوا بزوجته السيدة جودايفا، وتلبية لرجاء الأهالي طلبت السيدة جودايفا من زوجها برجاء ان يلغي الزيادة في الضريبة لكنه رفض بعناد. فما كان من السيدة جودايفا الا ان ركبت حصانها عارية تماماً وراحت تجوب به شوارع مدينة كوفنتري. ولم تترجل إلا بعد ان تراجع زوجها عن قراره بزيادة الضريبة. اعترافاً من أهالي كوفنتري بفضل السيدة جودايفا صنعوا لها تمثالاً لا يزال قائماً حتى الآن يجسدها عارية على حصانها. لم يكن غائباً عن ذهن الفنانة هالة الفيصل أن ما قامت به مثير للشقاق لذا قالت: «آمل الا يساء فهمي وبشكل خاص من قبل الناس المتدينين، فالله ضد الحرب واي شيء نقوم به للتعبير عن رأينا سيكون ضد الظلم، وما تفعله اميركا لا يعبر عن الشعب وخاصة في نيويورك لانهم ضد الحرب لذلك ايدني اهالي نيويورك ووقفوا معي». لكن هذا الكلام لم يشفع لهالة ولم يحل دون تعرضها لهجمة واسعة لم يتعرض لها مثقف منذ زمن بعيد. صحيح ان احد المعلقين على خبر تعري هالة قال : إن «... السيدة هالة الفيصل رسمت بجسدها عري العرب والغرب وتستحق منا ان تكون جودايفا العرب.» لكن الغالبية الساحقة من اصحاب التعليقات لم يتفقوا مع هذا الرأي ذلك لأن مئات التعليقات ظلت تدور في حلقة «اللي اختشوا ماتوا» و «يا ناس يا عالم كفاية فضايح الله يخليكم!» بعض اصحاب التعليقات لم يعربوا عن استهجانهم لما فعلته الفنانة وحسب بل شتموها ورشقوها بشتى الاتهامات، شخص يدعى عبد العزيز قال: انها «تشوه الصورة العربية». آخر سمى نفسه امير البصرى اتهم الفنانة بأن كل ما أرادته هو «إظهار مفاتنها أمام الاميركان ليس إلا». شخص سمى نفسه مروان. ق. اتهم الفنانة بالمجون واعتبر ما قامت به: «فتنة ضد الاسلام والمسلمين». شخص وقع باسم إقبال رأى ان: «وقوف امرأة عارية في مكان عام هو الإرهاب بذاته». شخص وقع باسم فهد شتم الفنانة واتهمها بانها «من دعاة الرذيلة والأمة منها بريئة». شخص وقع باسم الدكتور خيري: «هذه المرأة تستحق الرجم لانها أجبرت الرجال حولها على الزنا بالعين». شخص وقع باسم جاسم .ع زار موقع الفنانة على الانترنت جزم قائلاً: «حبها للتعري اكثر من حبها للعراق وفلسطين» شخص وقع باسم أشرف: «ياريتها احرقت نفسها وريحتنا». سيدة وقعت باسم كوثر: «إنهم يريدوننا عرايا وقد فعلت ما يريدون»! صحيح ان انصار هالة عددهم اقل بين اصحاب التعليقات لكن آراءهم اكثر هدوءاً. صبحي السوري يرى ان ما فعلته هالة: «لا ينفع مع من هو عار في العقل». عبد الرحمن اعتبر ما قامت به هالة دليلاً على «قلة الرجال او عدم وجودهم» . شخص وقع باسم مواطن عارٍ اعرب عن تضامنه مع الفنانة هالة: «أمام هذه الهجمة الشرسة من فرسان الكيبورد الذين يقولون ولا يفعلون..». شخص وقع باسم نصير من العراق: «انني انحني برأسي امام جسدك الطاهر الصادق.. انك اشرف واطهر ممن ينتقدونك.» شخص وقع باسم مجدي شلبي من الدقهلية بمصر: «لا تلوموها بل لوموا انفسكم ايها المنافقون!» شخص وقع باسم جهاد: «احييك وادعم موقفك وحريتك انت مثال مشرق للفتاة العربية وصرخة جريئة في فضاءات التخلف العربي اتشرف ان أدعوك أختي». شاب وقع باسم محبط: «يقول الشاعر في قصة مقتل الوزير بزر جمهر: ما كانت الحسناء ترفع سترها لو ان في هذي الجموع رجالا». نضال من تكساس حيا شجاعة الفنانة وطالب منتقديها ان يخرجوا من بيوتهم وان يفعلوا شيئاً او ان يخرسوا! آراء كثيرة قيلت ضد الفنانة هالة الفيصل ومعها، لكن الشيء الأكيد هو انها قد حققت هدفها، لان خبر تعريها في ساحة «واشنطن سكوير بارك» تناقلته كل الصفحات والشاشات! حسن م. يوسف - صحيفة تشرين طبعا التنويه عن المصدر واضح للذلك لا يحق لكم الحذف وعذرا إن أخطأت 9/1/2006 __________________ الحياة ليست بدعابة فلنعشها بجد |
||||
|
|