|
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-11-2009, 10:14 PM | #1 | ||||
|
لا تـــحـــــــزن
لا تـــحــــزن
لأن الحزن يزعجك من الماضي ، ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك لا تـــحــــزن لان الحزن يقبض له القلب ، ويعبس له الوجه ، وتنطفي منه الروح ، ويتلاشى معه الأمل لا تـــحــــزن لان الحزن يسرُّ العدو ، ويغيظ الصديق ويُشمت بك الحاسد ، ويغيِّر عليك الحقائق لا تـــحــــزن لأن الحزن مخاصمة للقضاء ، وخروج على الأنس ونقمة على النعمة لا تـــحــــزن لأن الحزن لا يردُّ مفقوداً ، ولا يبعث ميتاً ، ولا يردُّ قدراً ، ولا يجلب نفعاً لا تـــحــــزن فالحزن من الشيطان ، والحزن يأس جاثم وفقر حاضر ، وقنوط دائم وإحباط محقق وفشل ذريع لا تـــحــــزن إن كنت فقيراً فغيرك محبوس في دَيْن ، وإن كنت لا تملك وسيلة نقل فسواك مبتور القدمين ، وإن كنت تشكو من آلام فالآخرون مرقدون على الأسرة البيضاء ، وإن فقدت ولداً فسواك فقد عدداً من الأولاد في حادث واحد لا تـــحــــزن إن اذنبت فتب ، وإن اسأت فاستغفر ، وإن أخطأت فأصلح ، فالرحمة واسعة ، والباب مفتوح ، والتوبة مقبولة لا تـــحــــزن لانك تقلق أعصابك ، وتهزُّ كيانك وتتعب قلبك وتُسهر ليلك ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى *** ذرعاً وعندالله منها المخرَجُ ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فٌرِجَت وكان يظنُّها لا تُفرجُ لا تـــحــــزن لان القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع والاقلام جفت ، والصحف طويت ، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً ولا يؤخر لا تـــحــــزن على ما فاتك ، فإنه عندك نعماً كثيره ، فكِّر في نعم الله الجليلة ، وفي أياديه الجزيلة ، وأشكره على هذه النعم ، قال تعالى: { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } لا تـــحــــزن وأكثر من الاستغفار ، فإن ربك غفّار : { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً } لا تـــحــــزن فإن المرض يزول ، والمصاب يحول ، والذنب يُغفر ، والدَّيْن يُقضى ، والمحبوس يُفك ، والغائب يَقدم ، والعاصي يتوب ، والفقير يَغتني لا تـــحــــزن ولا تراقب تصرفات الناس فإنهم لا يملكون ضراً ولانفعاً ، ولاموتاً ولاحياةً ولانشوراً ولاثواباً ولاعقاباً ، وقديماً قيل: من راقب الناس مات همَّاً لا تـــحــــزن ما دمت تُحسن إلى الناس ، فإنَّ الإحسان إلى الناس طريق السعادة لا تـــحــــزن فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، والسيئة بمثِلها لا تـــحــــزن فأنت على خير في ضرائك وسرائك وغناك وفقرك وشدتك ورخائك " عجباً لأمر المؤمن .. إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سرَّاء فشكر كان خيراً له وإن اصابته ضرَّاء فصبر كان خيراً له. |
||||
|
|