تعالوا شوفوا يا بنات الروج بيتصنع من أيه !

[لمعة الماسه]

يصرف عليها سنويا حول العالم حوالي ستة آلاف مليون ريال, أي حوالي مائة وتسعين ريالاً في الثانية الواحدة, ويعادل ذلك حوالي سبعة أصابع حُمرة *في الثانية طوال الأربع والعشرين ساعة يوميا, وبالتالي فهي تستحق مقالة, وبالرغم من اعتبارها إحدى الكماليات, إلا أنها لعبت ولا تزال تلعب أحد الأدوار الأساسية في حياة البشر, وهذه المصاريف الضخمة تعكس أهميتها فهي أقدم من فكرة الفلوس نفسها, يقدر العلماء أنها بدأت على ضفاف نهر النيل خلال الحضارات الفرعونية, وأنها كانت محصورة لكبار الشخصيات, من النساء, ولا مؤاخذة بعض الرجال أيضا, ومن الطرائف أنه على مرّ التاريخ استخدمت توليفات عجيبة لتلوين الشفاه وبعضها كانت من السموم الفتاكة مثل الرصاص والزرنيخ وتسبب ذلك في الموت البطيء لمئات الآلاف من البشر, تخيل المواقف, المدام صارت جميلة, بس يا خسارة فقد توفيت. ومعظم الصبغات التاريخية كانت طبيعية ومصدرها النباتات, ولكن هناك أيضا بعض المصادر العجيبة لمكوناتها وأحدها هو أحد أنواع الحشرات الصحراوية الصغيرة التي تعيش على نبات الصبار (واسمها داكتيولوبس كوكس) وشكلها أظرف من اسمها, ويتم طحن مجموعات ضخمة من إناث هذه الحشرات لاستخراج مادة شديدة الإحمرار اسمها صبغة (الكارمين), وفى الواقع فقد اقترن هذا الاسم باللون الأحمر, وهو يستخدم لتلوين مئات المنتجات من مكياج إلى مواد غذائية, تخيل أن بعض الحلوى واللحوم التي نأكلها تحتوي على تلك الحشرات المفرومة لإضافة اللون الأحمر المميز, ما علينا, وتحتوى الحمرة أيضا على مادة (اللانولين) المستخرجة من وبر (الطليان) وهي من المواد الطبيعية الملطفة التي تحمى وترطب الجلد, وتجدها أيضا في مئات المنتجات ذات العلاقة برعاية الجلد البشري, ومن مكونات الحمرة الطريفة خليط بعض من أنواع الشمع والزيوت الذي يحافظ على صلابة المنتج ويلطف الشفاه في نفس الوقت, وهنا نجد أن أنواع الزيوت المستخدمة تعتمد على نوعية المنتج فبعض النوعيات المرموقة تستخدم أفضل أنواع زيت الزيتون, والقطن, والذرة, ولكن الزيت الأكثر انتشاراً هو زيت الخروع وهو يتميز بتكوين طبقة قوية ولامعة على سطح الشفاه, وتحتوى الحمرة أيضا على كميات ضئيلة جدا من معدن التايتنيوم وهو من المعادن القوية والخفيفة جدا (وللعلم فمكونات نظام عجلات البوينج 747 تحتوي على نسبة كبيرة من هذا المعدن). ويُستخدم كطلاء وهو أيضا من العوامل التي تتحكم في لون الحمرة لتخففها, وبالإضافة إلى العناصر الطبيعية العجيبة المستخدمة في مكونات الحمرة, نجد العديد من المكونات المصنعة وأسماءها العجيبة مثل (تيترابروموفلوريسين) ولست أدرى كيف يستطيع بعض السيدات وضع أشياء بهذه الأسماء المخيفة على شفاههن, المهم في الموضوع أن الحمرة انخفضت شعبيتها في مطلع القرن العشرين بسبب اقترانها ببعض المهن غير ة, ولكن السينما الأمريكية أحيت شعبيتها, ثم جاءت الأفلام الملونة لتنعش عالم التجميل بأكمله, وهي مستمرة إلى اليوم طبعا.
رصاص وزرنيخ, وحشرات وطليان, وكيماويات وألوان, كلها هذا لتأكيد خصائص الفم, وربما الجمال إلى حد ما, ولكن ينقصه طبعا باقي الوجه, بل وتنقصه النواحي الجوهرية الأخرى في الجمال.
أمنية
أتمنى أن تخفف علينا تأثيرات الحُمْرة بجميع أشكالها وألوانها ومقاديرها ولمعانها في حياتنا اليومية, فما أكثر (المكياج) في العديد من الأمور التي ينقصها الجوهر, وما أكثر الأشكال المزينة بالألوان الكاذبة التي لا تمت للحقيقة بأية صلة بالرغم أن الحق هو عين الجمال..
والله من وراء القصد.



* الحُمرة : اسم للروج هنا في السعودية

[ذكريات]

مشكورة اختي لمعة الماسة والظاهر مالنا الا الديرمة اخر المطاف 0000

سلمت يداك على الموضوع الرائع 00

وانتظر جديدك 000

[لمعة الماسه]

تسلمي لي أخت ذكريات على هالطله .. بارك الله فيك