|
الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل |
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-20-2006, 10:59 AM | #1 | ||||
|
ضَميـرُكَ مازالَ حَـيّا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عِندَما تمُوت ضَمائِر بَعضُ النّاس ، يُؤدي ذَلِك مَعَ مُرور الوقْت إلى توقُّف عقُولهُم عنِ التّفكير السّليم ، حَيث يُصبح جَانب العملُ الإيجَابيّ فيهِم ميِّتا دُون إحْساس وعَدم مُراعاة مَشاعِر الآخرين . حَيث تُصبح أفعالهُم مُتخبِّطَة دُون تَمْييز ودُون أنْ يَحسِبوا حِساباً للنّتائِج التي تَتَرتَّب عَليها ، ويستهينُون بِها ويَعتقِدون أنَّها هِي سَبب ثَرائِهِم وشُهرَتِهِم ، وهُم بِذلِك يَقضونَ تدريجيَّا عَلى أجْمل المَعانيّ الإنْسانِيَّة ، ألا وهِيَ المُعاملة الحسنَة الصَّادِقة ، فَتُؤدِّي بِهم إلى الشّقاء والتَّعاسَة ، حَيث لا يَنفعُ بَعدها نَدمٌ ولا حَسرة ولا يُفيد عُذر وإنْ كانَ مقبولاً لَدَى الغِيرْ . حياتُنا لَيستْ إلا لحَظَاتٌ مَحْسوبَة عَليْنا ، ومُحاسَبونَ عَليها أمَام الله عزّ وجلّ ، ومُحاسَبونَ عَليها مِن الآخَرين ، ولِذلك وُجِد القضاء لِيَقضِيَ بَيْنَ النّاس بالعَدلِ بَينَهُم وإنْصَاف المَظلوم مِن جور الظّالم . لِذا عَلينا أنْ نَستَغِل هَذِه اللحظات ونُعْطيها حَقّها بِمَعنى الكَلِمة لِنَخْطو بِها نَحْوَ حَياةٌ نَاجِحَة وآمِنَة ، حَياةٌ مُنظّمَة تَخضَعُ إلى الرَّقابَة مِنْ دَاخِلُنا ، مِن النَّفس الإنْسانِيَّة ، لِتَكونَ خَالِيةً مِن الخُصومَة تِجاه أنْفُسِنا وتِجاه غَيرِنا ، إلا أنَّ هذِه الخصومة لَم يُفلِتَ مِنها أيٌّ إنْسان فِي هذِه الدُّنيا ، حَتّى الذِينَ تَوفَّرت لَهُم جَميع سُبل الرَّاحَة وأسباب الحَياةُ الهانِئةُ السّعيدة ، مِن أصْحابُ المال والبَنون والصِّحة والحُب ورَاحَةُ البال ، تَجِدَهُم وقَفوا أمَامَها عَاجِزين وحَائِرين عَن حَلِّها وإذا ما تمّ حَلَّها ، سَتجِدَهُم لَمْ يَسْتطيعوا التَّخلُّص مِنْ آثارِها السِّلبيّة . إنْ لَم تكن الخُصومة صَادِرة مِنَّا ، تَكون مِن غَيرُنا وموجّهةٌ ضِدُّنا ، وتَهون عِندما يَكون الطَّرف الآخر عَلى حقّ ، ونَشعُر بالقَهر عِندما نَكُون في مكان ومَوضِع المَظلُوم . هُنا يأتي دَور الإنسان الفَاهِم والمُدرِك الذي يَستَوعِب الأمُور ويَنظُر لَها مِن جَميع الجَوانِب ، نظراً لخِبرتِه وتَجارُبِه في الحَياة ، فَتجِدَه سيِّد الموقِف ، يَستطيع وقتَها التعامُل مَعها ويُكُيفها حَسب النّتائِج السِّلميّة ، لِيَتوصَّل إلى الحُلول الإيجابيّة التي تُنقِذَه مِن الوُقوع ، لِكَي لا تَضيع مِن يَدِه ويُصبح مُتمكناً مِنها . إذا لَم نُدرك خُطورة هَذا الأمر ، وتَعاملنا مَعه على أنَّه أمرٌ عَادي ، أو أنّنا ألِفنا أنَّ غَيرنا يُدبر أمورَنا ، سَيأتي اليَوم الذي لَن نجِده حَولنا ، ونَظلّ حَائِرين في أمرنا وينْقلب ضِدَّنا وضِدّ مَصالِحُنا ، بَعد أن كانَ حَقُّ مِن حُقوقِنا ، فَنحنُ بِذلك نَقتُل السَّعادة بِأيدِينا ، ونَهدِم فِي لَحظَات ما بَنيْناه فِي سِنين . الحَياةُ مَليئَة بالعِبر والمَواعِظ ، والعِبر والمَواعِظ مَليئَة بالمَعانِي ، والمَعاني هِيَ الأشْياءْ وحالاتُها التي تُمَثِّل الجانِب المُضيء والمُشرق فِي حَياتُنا ، حَيْث عَليْنا أنْ نُدرِكُها لِنُحوِّلُها إلى أفْكار نافِذة بِنظرة ثَاقِبَة مُتَحرِّكة ، فهذِه الأفكار تَنْبع مِنّا ، مِنْ عُقولِنا التي تَحتاجُ إلى تَرَوِّي وثِقَة بِالنَّفس قَبْل إتِّخاذ القَرار السَّليم لِتَنفيذَها ، فأي إنْسان يَستَطيع وبِسُهولة أن يَستَنبطْ العَدِيد مِن الأفْكار ، ولكِنْ لَيسَ بِشرط أنْ تَكون صَائِبة ، ومِن السِّهل عَلَيْهِ تَنفيذَها ، ولَكِن مِن الصَّعب أنْ يُصلِح نَتَائِجُها السِّلبيّة لأنّ آثارُها سَتُلاحِقَه ، عِنْدَها سَيُدرِك أنَّهُ لَمْ يَتَعلَّم مِن عِبَر وَمَواعِظْ غَيره . تقبلـوا خالـص تحيـاتي |
||||
|
|