|
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-09-2020, 09:43 PM | #1 | ||||||||||||
|
قلباً مخروقاً ..
في يوم من الأيام يقول صاحبي صليت صلاة الظهر في المسجد وتأخر شيخ كبير بالسن وفاتته ركعة واحدة وكان في آخر الصف الذي صليت فيه .. فسمعته يدعو وهو ساجد ( اللهم ارزقني قلباً مخروقا ) فاستغربت هذه الدعوة ، فقلت لعلي سمعت الكلمة بالخطأ فركّزت في الكلمة الأخيرة ( مخروقاً) لعلها كلمة غير ما سمعت وإذا هي بالأحرف م، خ ر، و، قاً وبهذا تأكدت جيداً من نطقها فقلت : لعل الشيخ طاعن بالسن ولا يعي ما يقوله .. وإلا من يجرؤ على نفسه ليدعو بهذا الدعاء .. فكدت ان انصرف من المسجد ، ولكن جائني الفضول بأن اسأله عن هذه الدعوة .. بالفعل انتظرت خارج المسجد فلم خرج استقبلته بإبتسامة وقبلت رأسه وقلت : ياعم سمعتك تدعو بدعوة غريبة .. وأنت ساجد .. تقول اللهم ارزقني قلباً ... قال بالحال : مخروقا قلت : وهل هذا دعاء ؟ قال : نعم ياولدي .. أنا ابلغ من العمر ثمانين سنة .. وتراني بصحة وعافية ، وأصلي في المسجد وامشي سير على الاقدام بالرغم أن بيتي ليس قريباً من المسجد - القلب المخروق ياولدي هو: القلب الذي لا يحمل المواقف السيئة ، والعبارات المؤذية ، والكلمات الجارحة ، والمشاهد الحزينة ، والذكريات المبكية ، ومسارح الإهانة ، ومنصات الجرح ... هو معدوم الذاكرة ولا يحمل للماضي شيء مؤلم القلب المخروق لا يحتفظ بلحظات ضعفي ، وهنات معصيتي ، وجرح الآخرين لي ، لأني لو احتفظت بأسماء من يكرهوني ، وبالمواقف التي خذلني فيها أقرب الناس لي ، ولو حفظت من تبدلت محبتهم بحقد ، ومعروفي لهم بأذى ، وإحساني لهم بجحود لما رأيتني بهذه الحال من صحة في ديني وبدني لوكنت أحمل قلباً ليس مخروقا لأصابني مرض السكري من الثلاثين ، ومرض الضغط من الأربعين ، والجلطة في الخمسين ... لا تحمل في قلبك ياولدي في سوى المعروف ، والإحسان ، والحب للجميع احمل هم الدين ، وهم الوطن ، وهم رضا رب العالمين ، ولا تشغل نفسك بتوافه الأمور ومن ثم اخذت على نفسي عهد من سن الأربعين بأن لا أغضب بتاتا ولا أدخل بنوايا الآخرين ، عطلت جهاز قراءة النفسيات والنوايا وأوكلتها لرب العالمين فلو مكث أقرب الناس قاطعا لي ما سألته ، ولم أشره عليه ، ولا أحمله فوق طاقته ، يأتي عزيز ويذهب عزيز فلا زال يتحدث ذلك الشيخ بلهجته العامية التي تزيدك أيمانا وحيوية وإيجابية فقبلت رأسه وقلت تسمح ياعم بأن اذكر هذا الموقف لأحد اصدقائي ليكتبه مقالا دون ذكر إسمي واسمك قال : لك ما شئت .. |
||||||||||||
|
|