|
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-02-2007, 04:41 PM | #1 | ||||
|
قل نار جنهم اشد حرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد أما بعد ،،، أخي الغالي : إن في حوادث الدهر لعبرا ، وفي تغير الأزمان وتقلب الزمان لمدكرا ، وفي اختلاف الأجواء للآية ..إن في ذلك لآية ولكن أكثر الناس لا يتفكرون . إننا نواجه في مثل هذه الأيام آية من آيات الله ،وعبرة من عبره ،وحدثا من أحداثه لا يعقلها إلا العالمون ..إن ما نواجه اليوم إنما هو بسبب تقدم شكوى من أحد مخلوقات الله العظام إلى الملك العلام ما تواجهه وتعانيه ،فجعل الله لها متنفسين حلا لقضيتها ، وعلاجا لمشكلتها ..إنها النار ولهيبها ..النار وزمهريرها روى البخاري في صحيحه عن أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ ) إذن ما نواجه في مثل هذه الأيام من شدة الحر التي لا تطاق ، إنما هي بسبب هذه الشكوى ..وإذا كان هذا الحر الذي نعانيه ونقاسيه إنما هو أنفاس من أنفاس جهنم ومن فيحها فكيف بجهنم نفسها ؟!! إذا كنا نعاني وهج الشمس وحرها وهي تبعد عن هذه الأرض ملايين الأميال فكيف إذا كانت على مقدار ميل ؟! روى مسلم في صحيحه عن الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بِالْمِيلِ أَمَسَافَةَ الْأَرْضِ أَمِ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ قَالَ فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا قَالَ وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ ) وإذا كان حال الواحد منا لا يطيق نفسه وما عليه ، وقد بلغ به الجهد كل مبلغ ، فكيف يكون الحال إذن لمن هو في قعر النار ودركاتها ؟!! استمع يا رعاك الله إلى أهون أهل النار عذابا قال r : ( إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ ) وإنه لمن العزيز جدا في مثل هذه الأيام أن يمشي الإنسان في وسط النهار حافي القدمين !!إذا كان هذا من وهج الشمس وحرها فكيف بنار جهنم التي قال النبي r فيها ( نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ !! قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً ، قَالَ : فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا ) إذا كان الإنسان لربما سقط مغشياً عليه من حر الشمس فكيف يكون حاله في نار قال فيها المصطفى r ( أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ ) أخي الكريم : لقد رأينا أرباب الأسر يفرون بأسرهم وبأنفسهم من حر الشمس ووهجها إلى المصائف الخلابة ، وإلى الأجواء المعتدلة الممطرة لينعموا هناك بتلك الأجواء الممتعة ويستمتعوا بتلك الخضرة الباهرة ، والسؤال الذي يطرح نفسه بنفسه مسائلا أولئك الذين شعروا بالمسؤولية تجاه أسرهم وراحوا يقدمون لهم ما يُسعدهم ، أليس من الأولى والأجدر بل من الواجب أن يفعلوا الأسباب التي تقيهم من حر جهنم التي نحن الآن نعايش أنفاسها ، وأنفاسها فحسب ؟! تُنفق من أجل سعادة الأسرة الجهد والمال ..أليس من الحكمة أن تنفق ولو يسيرا من الجهد والمال من أجل حمايتهم من النار!؟ تذهب بأسرتك بعيدا عن حر الشمس رحمة بهم وإشفاقاً عليهم ..أليس من الرحمة أن توفر لهم أسباب رحمة الله ومغفرته وتبعدهم عما يسخطه ويغضبه.. ألم يقل الله لك } يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة { فهل استجبت لنداء الله لك ؟ قال عليه الصلاة والسلام : (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ..فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) أخي العزيز : إنها دعوة للفرار إلى الله تعالى ،نعم الفرار إليه واللجوء إلى جنابه ، والركون عند بابه فنعم المولى ونعم النصير . إنها دعوة لمن أطلق لأنفسه العنان يستمتع بما يشاء ، ويفعل ما يرد ، بلا ضوابط شرعية ولا حدود مرعية ، أن يتأمل في حاله ؛ إنك تفر من حر الدنيا ولم تستطيع أن تطيقها ، فكيف بحر جهنم ؟ كيف بسلاسلها وزقومها وعذابها الدائم ؟ } فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور{ ألا إنها دعوة لمن تكاسل عن صلاة الجماعة وخاصة صلاة الفجر أن يتقي الله ،فإذا كان جسمك لا يطيق وهج الشمس فكيف لها أن تطيق نارا عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .. ألا إنها دعوة لمن يستمتع بمشاهدة تلك الأطباق السوداء أن يتقي الجبار جل جلاله، فهذا الحر الذي لا يطاق آية له وعبرة والسعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ به غيره . ألا إنها دعوة للجميع بلا استثناء أن نتقي الله تعالى في جميع تصرفاتنا وأعمالنا وأقوالنا ، فلا نجاة لنا والله إلا بهذا الدين ، ولا سلامة من وهج النار وسمومها إلا بالتمسك بما كان عليه أسلافنا الأوائل ، ولنعلم أننا موقوفون بين يدي الله ليس بيننا وبينه ترجمان فأعدوا لهذا اليوم عدة وجهزوا له جهازه والسعيد والله من استلم كتابه بيمنه والشقي من أعطي كتابه وراء ظهره وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم |
||||
09-02-2007, 10:36 PM | #2 | ||||
|
نسأل الله العفو والعافيه فهذه دعوى للتوبة أخي الفاضل إذا كنت لاتتحمل وهج الشمس فكيف تتحمل نار جهنم
جزاك الله خير جزاء الفجر البعيد ووفقك لكل خير أسأل الله بحوله وقوته أن يقينا عذاب جهنم يارب العالمين |
||||
|
|