|
الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل |
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-26-2005, 02:33 PM | #11 | ||||
|
مع القيام
كما أن رمضان شهر الصيام، فهو كذلك شهر القيام، وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( يا أيُّها المُزَّمِلُ قُمْ الَّيْلَ إلاّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً وَرَتّلِ القُرْءَان تَرْتِيلاً إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً )[المزمل: 1-5 ]. ويقول سبحانه في صفة عباده المحسنين: ( كَانُوا قَلِيلاً مِنَ الَّيْلِ مَا يَهُجَعُونَ وبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )[الذاريات: 17، 18]. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"(1). وفي سنن الترمذي عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفَلَ(2) الناس إليه، وقيل: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما اسْتَبَنْتُ وجهَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، وكان أول شيء تكلم به أن قال: "يا أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام"(3)، إذن، ففضل قيام الليل – عمومًا- فضل عظيم، بدلالة تلك النصوص. وفي قيام رمضان خاصة يقول النبي صلى الله عليه وسلم ،كما في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ غُفِر له ما تقدم من ذنبه"(4). وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بأصحابه في رمضان، كما في الصحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنها-، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل، فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا؛ فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهّد، ثم قال: " أما بعد، فإنه لم يخفَ عليَّ مكانكم، لكني خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها"(5). وروى أهل السنن بسند صحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: "صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا شيئًا منه، حتى بقي سبع ليال، فقام بنا ليلة السابعة حتى مضى نحو من ثلث الليل، ثم كانت الليلة السادسة التي تليها، فلم يقمها، حتى كانت الخامسة التي تليها، ثم قام بنا حتى مضى نحو من شطر الليل. فقلت: يا رسول الله لو نفلتنا(6) بقية ليلتنا هذه. فقال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف؛ فإنه يعدل قيام ليلة، ثم كانت الرابعة التي تليها، فلم يقمها، حتى كانت الثالثة التي تليها، قال: فجمع نساءه وأهله واجتمع الناس، قال: فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح. قيل: وما الفلاح؟ قال: السحور. قال: ثم لم يقم بنا شيئًا من بقية الشهر"(7). وحول قيام رمضان لنا عدة تنبيهات: — التنبيه الأول: حول عدد صلاة التراويح: فالناس مختلفون اختلافًا كبيرًا في عددها من إحدى عشرة ركعة إلى تسع وأربعين ركعة، وما بين هذين العددين، والذي يعنينا في هذا المقام أمور، منها: أولاً: كم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أصح ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم ما رواه الشيخان عن عائشة - رضي الله عنها- أنها قالت: "ما كان رسول الله r يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة"(8). لكنه صلى الله عليه وسلم كان يطيلها ويحسنها، كما ذكرت عائشة - رضي الله عنها - في هذا الحديث نفسه. — ثانياً: ما الذي فعله الصحابة ؟ لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم زال الخوف أن تفرض صلاة التراويح؛ فأمر عمر رضي الله عنه المسلمين أن يجتمعوا على الصلاة، حيث دخل المسجد فوجدهم أوزاعًا(9): يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرجل والرجلان والرهط..؛ فرأى عمر أن يجمعهم على إمام واحد، فأمر أبي بن كعب وتميم بن أوس الداري رضي الله عنهما أن يصليا بالناس. فكم- يا ترى- صليا بالناس؟ ورد في ذلك روايتان كلتاهما صحيحة، وهما من طريق السائب بن يزيد. الرواية الأولى: أن عمر رضي الله عنه أمرهما أن يصليا بالناس إحدى عشرة ركعة. والرواية الثانية: أن تميم بن أوس الداري وأبي بن كعب -رضي الله عنهما - صليا بالناس إحدى وعشرين، وفي رواية ثلاثًا وعشرين ركعة. أما رواية إحدى عشرة فهي في موطأ مالك(10)، وسندها صحيح. وأما رواية إحدى وعشرين فهي في مصنف عبد الرزاق(11)، وسندها صحيح أيضًا. وأما رواية ثلاث وعشرين فهي في سنن البيهقي(12)، وسندها صحيح كذلك. فما الموقف من ذلك؟ بعض أهل العلم حكموا على رواية إحدى وعشرين وثلاث وعشرين بالشذوذ. ولكن لا داعي للحكم بالشذوذ ما دام الجمع ممكنًا، فنجمع بينها بما جمع به الحافظ ابن حجر - رحمه الله- حيث قال: "إنه يحمل على التنوع والتعدد بحسب الأحوال وحاجة الناس، فأحيانًا كانوا يصلون إحدى عشرة، وأحيانًا إحدى وعشرين، وأحيانًا ثلاثا وعشرين، بحسب نشاط الناس وقوتهم. فإن صلوا إحدى عشرة أطالوا حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام ". وإن صلوا ثلاثًا وعشرين خففوها، بحيث لا يشق ذلك على الناس. وهذا جمع حسن. وانقدح في نفسي جمع آخر لعله يكون معقولاً أيضًا، وهو أن عمر رضي الله عنه أمرهما أن يصليا بالناس إحدى عشرة ركعة - وهذا لم تختلف فيه الروايات-، ولكن أبيًّا وتميمًا - رضي الله عنهما - صليا بالناس إحدى وعشرين أو ثلاثًا وعشرين؛ فالأمر من عمر بإحدى عشرة، والفعل منهما كان بإحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين، وذلك قد يكون بناء على أمر عرض لهما، رَأَيَا فيه أن المصلحة أن يصليا إحدى وعشرين أو ثلاثا وعشرين؛ لحاجة الناس إلى ذلك، كأن يكون الناس يستطيلون القيام والركوع والسجود وغيره حينما يصلون إحدى عشرة ركعة، فرأوا أن تكون الصلاة إحدى وعشرين، أو ثلاثًا وعشرين ركعة، يخففون فيها القيام، والركوع، والسجود؛ ليكون أمكنَ لهم في العبادة. وهذا الجمع ممكن أيضًا، وبذلك تأتلف النصوص. وسواء صلَّى الناس إحدى عشرة، أو إحدى وعشرين، أو ثلاثًا وعشرين؛ فإن الأمر الذي ينبغي التنبيه إليه أن ما ذهب إليه بعض أهل العلم من أنه لا تجوز الزيادة في التراويح على إحدى عشرة ركعة؛ قول ضعيف جدًا، لا ينبغي الالتفات إليه، لسببين: الأول: لأن الأعرابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن صلاة الليل؛ قال له النبي صلى الله عليه وسلم : "مثنى مثنى.."(13) وهذا الأعرابي ما كان يعرف صفة صلاة الليل، فضلاً عن أن يعرف عددها، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم مع ذلك: مثنى مثنى أي: تسلم من كل ركعتين، ولم يحدد له في ذلك عددًا محدودًا؛ بل أطلق الأمر. الثاني: أن النوافل المطلقة جائزة على الإطلاق ليلاً ونهارًا، إلا في أوقات النهي، فلو صلى الإنسان قبل الظهر، أو بعد الظهر، أو بعد المغرب، أو بعد العشاء، أو في الضحى ما تيسر له: ركعتين، أو أربعًا، أو عشرًا، أو عشرين؛ فلا بأس، فهذه نوافل مطلقة، وجماهير الأمة - بما فيهم الأئمة الأربعة- على أنها لا تُحدَّ بعدد لا تجوز الزيادة عليه، وإن كان منهم من يقول: إن هناك عددًا أفضل من عدد آخر. — التنبيه الثاني: أن الصلاة عمومًا - بما في ذلك النافلة- إنما شرعت؛ لتهذيب النفوس، وتصفية القلوب وتطهيرها من الحقد والحسد والبغضاء، وجعلها متآخية متحابة متقاربة، وهذا من أعظم مقاصد العبادات، وهذا أمر ملحوظ؛ فإن العبد إذا أقبل على صلاته رقَّ قلبه، وسمت نفسه، فكيف يجوز أو يسوغ شرعًا أو عقلاً أن يكون هذا الأمر الذي شرع لهذه المقاصد السامية مجالاً للخصام والتنافر والتباغض بين بعض طلبة العلم، حينما يسوِّدون الصفحات الكثيرة خصامًا في صلاة التراويح، وهجومًا على بعض، وردًّا على بعض، وتشهيرًا ببعض؟! كما قد يقع ذلك - أيضًا- من العامة في المساجد إذا دخل رمضان، فهم بين قائل للإمام: صلَّ إحدى عشرة، وقائل: صلَّ عشرين، وقائل: خفف الصلاة، وقائل: أسرع فيها، وقائل: أبطئ.. وهكذا يختلفون على الإمام، وتتحول العبادة التي شرعها الله تعالى لتهذيب الأمة أفرادًا ومجتمعات، ولجمع الكلمة؛ تتحول في هذا الزمان إلى ميدان لأضداد مقاصدها، فنسأل الله أن يرد الأمة إلى الفقه في دينه، والاجتماع عليه. إن جمع الكلمة، وسلامة القلب، وطهارة النفس، من مقاصد الشرع المُجمع عليها عند جميع المسلمين، أما عدد الركعات فمن المختلف فيه، فكيف نقدِّم العناية بالمختلف فيه على العناية بالمجمع عليه؟ — التنبيه الثالث: أن من المهم التوسعة في هذه الأمور على الناس، فإننا نعلم من هدي الإسلام أنه دين يسر وسماحة، ومن نماذج ذلك ما جاء في الحديث المتفق عليه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع، فجعلوا يسألونه، فقال رجل: لم أشعر، فحلقت قبل أن أذبح، قال: "اذبح ولا حرج". فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي، قال: "ارم ولا حرج". فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: "افعل ولا حرج"(14). فكان صلى الله عليه وسلم يحب التوسعة على أمته، وهذا المسلك نجد علماء أهل السنة يسلكونه عبر العصور، وهكذا يجب علينا في هذا العصر أن نبتعد عن المشقة على الناس في صلاة التراويح وفي غيرها، ومن الابتعاد عن المشقة أن يراعي الإمام حال المأمومين، فإن كان يشق عليهم، -مثلاً- أن يصلي بهم عشرين ركعة؛ فليصل بهم عشرًا، وهذا أوفق وأقرب للسنة. وإن كان أكثرهم اعتادوا على عشرين ركعة، وهي أخف عليهم من عشر يطول الوقوف فيها؛ فليصل بهم عشرين ولا حرج، إذ ليس ثمة حدٌّ لصلاة التراويح، وإنما الذي تجب مراعاته أن تكون مَثْنى مَثْنى. فالحاصل أنه ينبغي مراعاة حال الناس في شأن صلاة التراويح كما تبيَّن، وإن كان الأصل أن يكون العامة تبعًا لعلمائهم وأئمتهم، وطلاب العلم منهم، وليس الأصل أن يفرض العامة على الإمام عدد صلاة التراويح، وإنما يراعى حالهـم؛ إزالة للمشـقة، ودفعًا للخلاف بين المصلين. -------------------------------------------------------------------------------- (1) مسلم (1163) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (2) انجفل: أسرع. المعجم الوسيط (1/132). (3)أخرجه الترمذي (2485) من حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال الترمذي: حديث صحيح. (4)البخاري (37)، ومسلم (760) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (5) البخاري (924)، ومسلم (761) من حديث عائشة رضي الله عنها. (6)لو نفلتنا: لو أعطيتنا قيام بقية الليل وزدتنا إياه؛ كان أحسن. (7) أخرجه الدارمي (1777)، الترمذي (806)، وأبو داود (1375)، والنسائي (1364)، وابن ماجه (1327)، قال الترمذي: حديث حسن صحيح. (8) البخاري (2013)، ومسلم (738) من حديث عائشة رضي الله عنها. (9) أوزاع: متفرقون غير مجتمعين على إمام واحد. لسان العرب (8/391)، النهاية (5/180). (10)أخرجه مالك في الموطأ (248)، والفريابي في كتاب الصيام (174)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/293)والبيهقي في السنن الكبرى (4392). (11)مصنف عبد الرزاق (7730) من طريق محمد بن يوسف الكندي عن السائب بن يزيد. (12)سنن البيهقي (3270) من حديث مالك عن يزيد بن رومان. (13)رواه البخاري (472)، ومسلم (749) من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما-. (14)أخرجه البخاري (83)، ومسلم (1306) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص t. وأخرجه البخاري (84)، ومسلم (1307) من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. |
||||
09-26-2005, 02:34 PM | #12 | ||||
|
_ كتب عليكم الصيام
قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا كُتِبَ عَلَيْكُم الصيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلى الذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلكُمْ تَتقون أياماً مَعدُودات فَمًنْ كَانَ مِنْكُمْ مريضًا أوْ عَلَى سَفَرٍ فَعدَّةٌ مِنْ أيامٍٍ أُخَر ) [البقرة:183، 184]. هذه الآية أصل في وجوب صيام رمضان؛ ولذلك أجمع أهل العلم كافة على أنه يجب على كل مسلم أن يصوم شهر رمضان، ومن أنكر وجوبه أو جحده فهو كالمرتد، إلا أن يكون جاهلاً، حديثَ عهد بإسلام، فإنه يُعلَّم – حينئذ-، فإن أصر على الإنكار فهو كافر، يُقْتلُ مرتدًا لأنه جحد أمرًا ثبت وجوبه بنصَّ القرآن ، كما يدل على ذلك قولـه تعالى ( كُتِبَ عَلَيْكُم ) أي: فرض وأوجب عليكم. وفي قوله جلّ وعلا: ( كَمَا كُتِبَ عَلَى الذين مِنْ قَبْلِكُم ) تسلية للمؤمنين، وإشعار لهم بأن الله ( قد فرض هذا الأمر على من كان قبلهم من الأمم الكتابية، وفي ذلك تخفيف على نفوس المؤمنين من وطأة الصوم، فإن المسلم إذا عرف أن هذا درب سلكه قبله الصالحون من الأنبياء وأتباعهم؛ فإنه يفرح بذلك ويخف عليه لا يستثقله. ثم قال تعالى:( لَعَلَكُمْ تَتَقُون )، إيماءً إلى الحكمة في مشروعية الصيام، وهي تحقيق التقوى لله من قِبَل الصائم. ثم قال :( أيّاماً مَعْدُوداتٍ )، فهي أيام قليلة بالقياس إلى أيام السنة، شهر واحد فقط، ليس في صيامه عبء ثقيل على الصائمين. من معاني الصيام للصيام معانٍ ومقاصد عظيمة، لو تأملناها وتفكرنا فيها مليًّا لطال عجبنا منها: — المعنى الأول: أن الصوم مرتبط بالإيمان الحق بالله جل وعلا؛ ولذلك جاء أن الصوم عبادة السر، لأن الإنسان بإمكانه ألاّ يصوم إن شاء، سواء بأن يتناول مأكولاً أو مشروبًا، أو بمجرد فقد النية، وإن أمسك طوال النهار. إذن فالصوم عبادة قلبية سرية بين العبد وربه، فإن امتناع العبد عن المفطرات على الرغم من استطاعته الوصول إليها خفية دليل على استشعاره اليقيني لاطلاع الله تعالى على سرائره وخفاياه، وفي ذلك -بلا ريب- تربية لقوة الإيمان بالله - جل وعلا- وهذا السر الإيماني يجري في سائر العبادات التي يتقرب بها العبد إلى خالقه سبحانه. انظر إلى الوضوء والغسل، اللذينِ يتطهر بهما العبد من الأحداث، فإن فيهما دلالة على إيمان العبد بأن الله تعالى رقيب عليه؛ مما يحمله على أداء تلك الأمانة السرية بينه وبين ربه، ولو أتى إلى الصلاة بدون طهور لما علم الناس بذلك. انظر إلى الصلاة، ألا ترى أن المصلي يقرأ في قيامه الفاتحـة، وفي ركوعه يقول: سبحان ربي العظيم، وفي سجوده يقول: سبحان ربي الأعلى، وفي جلوسه بين السجدتين يقول: رب اغفر لي، وفي التشهد يقول: التحيات لله.. الخ، وكل هذا يقوله سرًا لا يسمعه مجاوره الملتصق به، أتراه لو لم يكن مؤمنًا بعلم الله تعالى بهمسات لسانه، وخواطر ذهنه، ووساوس قلبه، أتراه يدعو ويذكر الله سبحانه وتعالى في صلاته بهذه السرية، التي لا يطّلع عليها إلا ربه –سبحانه-( وَإنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ) [طه: 7]. — المعنى الثاني: أن الصيام يربَّي العبد على التطلع إلى الدار الآخرة، حيث يتخلى عن بعض الأمور الدنيوية؛ تطلعًا إلى ما عند الله تعالى من الأجر والثواب؛ لأن مقياسه الذي يقيس به الربح والخسارة مقياس أخروي، فهو يترك الأكل والشرب والملذات في نهار رمضان؛ انتظارًا للجزاء الحسن يوم القيامة، وفي ذلك توطين لقلب الصائم على الإيمان بالآخرة، والتعلق بها، والترفع عن عاجل الملاذ الدنيوية، التي تقود إلى التثاقل إلى الأرض، والإخلاد إليها. هذا مع ما له في الصـوم من النعيم، والحياة الطيبـة في الدنيـا: من صحـة البدن، وفرح القلب بالطـاعة، والسعادة، وانشراح الصدر بالإيمان. أما أصحاب المقاييس المادية الدنيوية، فإنهم ينظرون إلى الجانب الدنيوي القريب في الصوم؛ فلا يرونه إلا حرماناً من لذة الأكل والشرب والوقاع، التي تحصل بها سعادة للنفس، وتلبية لحاجات الجسد. ولا ينظر هؤلاء إلى الجانب الأخروي، الذي يمثل الجزاء الحقيقي، والخلود الصحيح؛ مما يعدم أو يضعف في قلوبهم التطلع إلى الآخرة وما فيها من النعيم. — المعنى الثالث: أن في الصيام تحقيقًا للاستسلام والعبودية لله جل وعلا؛ إذ الصوم يربي المسلم على العبودية الحقة، فإذا جاء الليل أكل وشرب؛ امتثالاً لقول ربه الكريم ( وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ ) [البقرة: 187]؛ ولهذا كان مستحبًا أن يأكل الصائم عند الإفطار وعند السحور، وكره الوصال، فالأكل - حينئذ- عبادة لله. وإذا طلع الفجر أمسك عن الأكل والشرب، وسائر المفطرات؛ امتثالاً لأمر الله تعالى â ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلى الَّيْلِل [البقرة: 187]. وهكذا يتربى المسلم على كمال العبودية لله، فإذا أمره ربه تعالى بالأكل في وقت معين أكل، وإذا أمره بضد ذلك في وقت آخر امتثل، فالقضية ليست مجرد أذواق وشهوات وأمزجة، وإنما هي طاعة لله تعالى، وتنفيذ لأمره. وإن العبودية لله سبحانه لهي الحرية الحقيقية، وكمال الحرية في كمال العبودية له تعالى، ولذلك قال عياض -رحمه الله-:ومــما زادني شرفــًا وتيهـا وكـدت بأخمصـي أطأ الثريـا دخولي تحت قولك:"يا عبادي " وأن صيَّـرت أحمـد لـي نبيـا ويقول الآخر:أطعتُ مطامعي؛ فاستعبدتْــني ولو أني قنعـتُ لكنـت حـرَّا — وهذا المعنى متحقق في الصلاة والحج وغيرهما، فالعبد في صلاته حينًا يقف، وحينًا يركع، وحينًا يسجد، وحينًا يقعد؛ لأن هذا هو أمر الله ومراده، فيحقق المصلي العبودية بامتثاله. وفي حجه لا ينهى عن الأكل والشرب، لكنه ينهى عن محظورات أخرى يجب على المحُرِم تجنُّبها: من جماع، ودواعيه، ومن تغطية الرأس، والطيب، وتقليم الأظافر، وقص الشعر.. فيجب عليه تجنبها؛ لأن الله تعالى أراد منه ذلك. ولو امتنع عن شيء لم يمنعه الله منه -كالأكل والشرب-، معتقدًا أن ذلك لأجل الإحرام لكان مبتدعًا، كما أنه لو فعل شيئًا من محظورات الإحرام كان مخطئًا. فإذا انتهى إحرامه كان مطالبًا بأن يحلق رأسه أو يقصره، وأن يغتسل ويتزين ويتطيب ويقلم أظفاره ( ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُم) [الحج: 29]. هكذا يتربى المؤمن على معنى الاستسلام والعبودية لله تعالى، بحيث يأمره بالشيء؛ فيمتثل، ويأمره بضده؛ فيمتثل، سواء أدرك الحكمة أو لم يدركها. — المعنى الرابع: أن الصوم تربية للمجتمع: وذلك أن الصائم حين يرى الناس من حوله صيامًا كلهم؛ فإن الصوم يكون يسيرًا عليه، ويحس بالتلاحم مع المجتمع الذي يربطه به جانب عبادي، يلتقي عليه الجميع. إن الذي يقارن بين صوم النافلة وصوم رمضان يجد أن في صوم النافلة شيئًا من الكلفة، بينما يجد أن صوم رمضان المفروض يسير سهل، لا كلفة فيه، ولا مشقة؛ للسبب الذي سلف ذكره، حيث إن الصائم في رمضان لا يرى حوله إلا صائمين مثله، فإن خرج إلى السوق وجد الناس فيه صيامًا، وإن دخل البيت وجد أهله صيامًا، وإن ذهب إلى دراسته أو عمله وجد الناس صيامًا.. وهكذا، فيشعر بمشاركة الجميع له في إمساكه؛ فيكون ذلك عونًا له، ومنسيًا له ما قد يجده من المشقة؛ ولذلك نجد المسلمين الذين يدركهم رمضان في بلاد كافرة دفعتهم الضرورة للذهاب إليها، إما لمرض أو لغيره، نجدهم يعانون مشقة ظاهرة في صيام رمضان؛ لأن المجتمع من حولهم مفطرون، يأكلون ويشربون، وهم مضطرون لمخالطتهم. إذن ، فشعور الصائم بأن الناس من حوله يشاركونه عبادته، يخفف عليه أمر الصوم، ويعينه على تحمله بيسر وسهولة، وهذا الأمر ملحوظ، حتى في المجتمعات التي لم يبق فيها إلا بقايا قليلة للإسلام، فإنك تجد آثار رمضان ظاهرة على الجميع، حتى الفساق في ذلك المجتمع الذي غلـب عليه الفساد يظهر عليهم أثر هذا الشهر الكريم، وفي ذلك تربية للمجتمع بجملته. ومن هنا كانت عناية الإسلام بإصلاح المجتمعات عناية كبيرة، فالفساد بصفته حوادث فردية، لا مناص من وقوعه في المجتمع، وقد وقع شيء من تلك الحوادث الفردية في مجتمع الصحابة الأطهار، فكان هناك مَن سَرَق، ومَن شرب الخمر، ومَن زنا.. فهذا الأمر لابد من وقوعه، لكن الذي لا يصح أن يقع في المجتمع المسلم هو: أن تعلن المنكرات ويجاهر بها؛ فيتلوث المجتمع العام، ويصبح من العسير على الفرد الذي يريد طريق الخير أن يهتدي؛ لأن المجتمع يضغط عليه، ويثنيه عن غايته. فتربية المجتمع من مقاصد الإسلام، والصوم من وسائل ذلك، وأثره في ذلك المجال واضح، ولعل من مظاهر ذلك- إضافة إلى ما سبق- أنك تجد صغار السن في المجتمع يصومون، وتجد أهل الفسق يستسرون بالعصيان، وترى الكفار لا يعلنون الأكل والشرب. |
||||
09-26-2005, 02:35 PM | #13 | ||||
|
مع فضائل الصيام
للصيام عدة فضائل منها: — أن الصيام جُنة(1) من النار، كما روى الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصوم جنة يستجن بها العبد من النار"(2)، وفي الحديث المتفق عليه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا"(3). فإذا كان صوم يوم واحد يباعد وجه الصائم عن النار سبعين عامًا؛ فما بالك بصوم شهر رمضان كله، أو صوم ثلاثة أيام من كل شهر نافلة، أو غير ذلك من أنواع الصيام المشروع؟! إنه لفضل عظيم.. والصوم جنة من الشهوات، فقد جاء في حديث ابن مسعود -المتفق عليه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء"(4)، فأرشد صلى الله عليه وسلم الشاب الذي لا يستطيـع الزواج أن يستعين بالصوم على إطفاء أجيج الشهوة؛ لأن الصوم يجأ الشهوة ويقطعها. وإن كثيرًا من الشباب اليوم يشتكون من الشهوة، التي يثيرها ما شاع في هذا العصر بخاصة؛ من نساء يتبرجن في الأسواق، ومجلات هابطة في المكتبات والمحلات ، وغير ذلك من الفتن التي تلاحق الشباب في الطائرة، وفي الشارع، وفي المستشفى.. وغيره، والشاب مجبول على ما ركّب الله تعالى فيه من الشهوة الغريزية، التي تتحرك عند وجود ما يثيرها، وبخاصة إذا اجتمع مع ذلك ضعف الوازع الديني.. فإلى هؤلاء الشباب نهدي هذه النصيحة النبوية: "ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء". ولقد ثبت بالتجربة جدوى هذا الطب النبوي، الذي يمثل دواء ناجعًا لما يكابده الشباب من الشبق(5)، ويغني عن غيره من الأدوية المادية. — أن الصوم سبيل إلى الجنة، فقد روى النسائي -بسند صحيح- عن أبي أمامه رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به. قال: "عليك بالصيام؛ فإنه لا مثل له"(6). فبين صلى الله عليه وسلم أنه لا شيء يقرب العبد من الله، ويباعده من عذابه كالصيام. بل أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن في الجنة بابًا خاصًا بالصائمين، كما في الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؛ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد"(7). ونلاحظ أن اسم هذا الباب يتناسب مع صفة الصائم الذي يصيبه العطش من أثر الصيام. — أن الصيام يشفع لصاحبه، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصيـام والقرآن يشفعـان للعبد يوم القيامـة، يقول الصيام: أي ربَّ، منعته الطعـام والشهوات بالنهار؛ فشفَّعني فيه، ويقول القـرآن: منعتـه النـوم بالليل، فشفعـني فيه. قال: فيشفعان"(8). فالصوم يتمثل يوم القيامة شيئًا حسيًا، ينطق ويشفع لصاحبه، سواء كان صوم فرض أو صوم نفل. — أن الصوم كفارة ومغفرة للذنوب، فإن الحسنات تُكَفَّرُ السيئات، قال الله تعالى: âإنَّ الحَسَنات يُذْهِبْنَ السَّيئِاتِ ل [هود: 114]. والصوم فيه من الحسنات الشيء الكثير . وفي تكفير الصوم للذنوب وردت أحاديث عدة، منها حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها: الصلاة والصيام والصدقة"(9)، أي أن كل ما يبدر من العبد من أخطاء في حق أهله؛ بكلمة نابية، أو تقصير، ومن أخطاء في حق جيرانه: كل ذلك وما أشبهه من الصغائر تكفرها الصلاة والصوم والصدقة. وفي الحديث المتفق على صحته، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه"(10)، أي: إيمانا بالله سبحانه وتعالى واحتسابًا للأجر الذي أعدّه الله - تبارك وتعالى- للصائمين. وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتَنَبَ الكبائر"(11)؛ فصوم رمضان سبب لمغفرة الذنوب التي بينه وبين رمضان الذي سبقه، إذا اجتنبت كبائر الذنوب؛ فإن الكبائر لا يكفرها إلا التوبة -كما هو مذهب جمهور علماء السلف-، ولذلك قال الله تعالـى:(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِرْ عَنكُمْ سَيِئَاتِكُم مُدْخَلاً كَرِيمًا)[النساء: 31]. — أن الصوم سبب للسعادة في الدارين، كما في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه"(12). أما فرحته عند فطره فهي نموذج للسعادة واللذة التي يجدها المؤمن في الدنيا؛ بسبب طاعته وتقواه لمولاه سبحانه وتعالى، وهي السعادة الحقيقية. وفرحته عند فطره تأتي من جهتين: الأولى: أن الله تعالى أباح له الأكل والشرب في تلك اللحظة، والنفس- بلا شك- مجبولة على حب الأكل والشرب؛ ولذلك تعبدنا الله - تبارك وتعالى - بالإمساك عنهما. الثانية: سرورًا بما وفقه الله-تعالى - إليه من إتمام صيام ذلك اليوم، وإكمال تلك العبادة، وهذا أسمى وأعلى من فرحه بإباحة الطعام له. — أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، وخلوف فمه هو: الرائحة التي تنبعث من المعدة- عند خلوها من الطعام- عن طريق الفم، وهي رائحة مكروهة عند الخلق، لكنها محبوبة عند الخالق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -في الحديث المتفق عليه-: "والذي نفس محمد بيده؛ لخلوف فم الصائم أطيب عند الله مـن ريـح المسك "(13). وفي هذا دليل على أنه لا بأس من أن يستاك الصائم بعد الزوال؛ بل هو أمر مستحب -على القول الراجح الصحيح- في المواضع التي يستحب فيها السواك في كل حال: عند الصلاة، وعند الوضوء، وعند دخول المنـزل، وعند الاستيقاظ من النوم… إلى غير ذلك من المواضع؛ لأن هذا الخلوف ليس من الفم، وإنما هو من المعدة . وكما أن خلوف فم الصائم المكروه لدى المخلوقين أطيب عند الله – سبحانه- من ريح المسك؛ فكذلك دم الشهيد يوم القيامة له رائحة المسك، مع أن الدم -من حيث هو- مستقذر؛ بل هو نجس عند أكثر الفقهاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" ما مِن مكلوم(14) يُكْلَم في الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يَدمى، اللون لون دم، والريحُ ريح مسك"(15). وهكذا فإن ما قد يكون مكروهًا للبشر يكون محبوباً عند الله؛ لأنه من آثار التقرب إليه؛ ولهذا كان بكاء المذنبين، وانطراحهم بين يدي الله سبحانه وتعالى؛ من أعظم القربات إليه، وربما كان في كثير من الأحيان خيرًا من كثير من العبادات والطاعات التي يدلُّ بها العبد، ويستعظمها في نفسه، وقد يزهى بها، بخلاف المنكسرين الباكين، المحسين بتقصيرهم- وإن كانوا مذنبين-. وليس شيء أعظم من الدعاء؛ لأن الدعاء يتحقق فيه انكسار العبد وذله، وخضوعه بين يدي ربه، ويظهر فيه فقره، وحاجته إلى فضلـه، وبخاصة حـين يكـون العبـد مضطـرًاâ أَمَّن يُجيبُ المُضْطرَّ إذا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ الأَرْضِل [النمل: 62]. -------------------------------------------------------------------------------- (1) الجُنّة: السترة. لسان العرب (13/94). (2)أخرجه أحمد (14840) من حديث جابر رضي الله عنه. وأورده الهيثمي في المجمع (3/180) وقال: إسناده حسن اهـ، وحسنه المنذري في الترغيب والترهيب (1452). (3)أخرجه البخاري (2840)، ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. (4) البخاري (5065)، ومسلم (1400) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. (5) الشَّبقَ: شدة الشهوة. (6)أخرجه عبد الرزاق (7899)، وابن أبي شيبة (8895)، وأحمد (21773)، والنسائي (2221)، وابن خزيمة (1893)، وابن حبان (3425)، والحاكم (1533) والبيهقي (8263)، والطبراني في الكبير (7463)، والبيهقي في شعب الإيمان (3893)من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/181): رجال أحمد رجال الصحيح. اهـ وقد صححه الحاكم. (7) البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه. (8)أخرجه ابن المبارك في الزهد (385)، وأحمد (6589)، والحاكم (2036)، والبيهقي في شعب الإيمان (1994)وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم، وقال الهيثمي في المجمع (10/381): إسناد أحمد حسن على ضعف في ابن لهيعة وقد وثق اهـ. (9)البخاري (525)، ومسلم (144) من حذيفة بن اليمان رضي الله عنه. (10) البخاري (38)، ومسلم (760) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (11) أخرجه مسلم (233) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (12) أخرجه البخاري (1904)، ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (13)أخرجه البخاري (1904) ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (14) المكلوم: الذي فيه جراح، والكَلْم: الجراحة. مختار الصحاح (ص240). (15)رواه البخاري (5533) ومسلم (1876) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. |
||||
09-26-2005, 02:36 PM | #14 | ||||
|
رمضان شهر الجهاد
الجهاد ذروة سنام الإسلام، وفضله جدّ عظيم، كما جاء ذلك في عدة نصوص من الكتاب والسنة، كالحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة مئة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة - أراه - فوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة"(1). ولقد كان شهر رمضان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح هو شهر الجهاد، فإن أعظم معركتين في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كانتا في هذا الشهر الكريم، شهر الجهاد والتضحيات والهمم. أولاهما: معركة بدر الكبرى، التي كانت فرقانًا فرق الله تعالى به بين عهد الذل والاستضعاف وعهد العزة والتمكين للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، ولأنها كانت فرقانًا وفيصلاً ومنعطفًا خطيرًا في مسيرة الدعوة؛ كان النبي صلى الله عليه وسلم في يوم بدر يرفع يديه إلى السماء، ويبتهل إلى الله سبحانه وتعالى حتى سقط رداؤه عن منكبيه وهو يقول: "اللهم نصرَك الذي وعدتني، اللهم نصرك الذي وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد بعد اليوم في الأرض" حتى أشفق أبو بكر على الرسول صلى الله عليه وسلم فالتزمه ووضـع رداءه على منكبيه، وقال: يا رسول الله، كفاك مناشدتَك ربَّك، فإن الله تعالى منجِزٌ لك ما وعد(2). فنصر الله -جل وعلا- رسوله صلى الله عليه وسلم نصرًا مؤزرًا في تلك المعركة الحاسمة: ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ ببَدْرٍ وَأنتُم ْأذِلَّة فَاتَّقُواْ اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [آل عمران: 123]. الثانية: فتح مكة، وهي – أيضًا- من أخطر وأهم المعارك في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن مكة كانت مركز الجزيرة العربية، ومكان الحج والعمرة، ومهوى أفئدة الناس من كل مكان. وكانت الوثنية مسيطرة عليها على مدى ثماني سنوات بعد هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، حتى لقد منع المشركون النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية من دخولها وأداء العمرة، فلما دخلها فاتحًا في السنة الثامنة دانت له الجزيرة كلها؛ ولهذا جاءت الوفود في السنة التالية مباشرة (التاسعة) من أنحاء الجزيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الإسلام. ولذلك يصح أن يقال: إن فتح مكة هو الوقت الذي زالت فيه غربة الإسلام، وأصبح عزيزًا في أرجاء الجزيرة العربية، وسقطت سلطة الوثنية فيها. والتاريخ الإسلامي مليء بالمعارك العظيمة التي كانت في رمضان، منها -مثلاً- معركة (عين جالوت)(3)، التي نصر الله فيها المسلمين، بقيادة المماليك على التتار؛ فانكسرت شوكتهم، وانحسر مدهم، ولم تقم لهم بعدها قائمة. والحديث عن الجهاد في رمضان يحتَّم علينا الوقوف عند أمرين لابد من إبرازهما: الأول: أن كثيرًا من المسلمين اليوم انعكست هذه المفهومات في نفوسهم؛ فلم يعد رمضان عندهم شهر الجهاد والعمل والتضحية، وإنما أصبح شهر الكسل والبطالة وفضول النوم، وهذا - بلا ريب- خطأ كبير، وانتكاس خطير، فالواجب أن يصحح هؤلاء الناس نظرتهم، ويسعوا لإحياء الجهاد في ذلك الشهر خاصة، وفي سائر الأوقات عامة. والجهاد باب واسع يدخل تحته أعمال كثيرة: فهو يكون بالسلاح، ويكون بالمال، ويكون باللسان: أمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر، وتعليمًا للخير، ونشرًا للدعوة… إلى غير ذلك من سبل الجهاد. الثاني: أننا نعلم أن كثيرًا من المسلمين الآن يحملون السلاح، مدافعين عن الحوزة(4)، ومنافحين عن الملة، يحدث هذا في فلسطين، وكشمير، وبلاد إسـلامية أخرى. وفي جميع هذه البلاد التي ذكرت توجد طوائف من أهل السنة والجماعة المشهود لهم بسلامة المعتقد، وبالورع والصلاح والتقوى، يقاتلون عدوًا كافرًا خاسرًا، يهوديًا أو نصرانيًا أو شيوعيًا، أو غير ذلك. وهؤلاء المجاهدون في أمسِّ الحاجة إلى أن يكون إخوانهم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها معهم بالدعاء، وبالنصرة بالمال، وبغيره من الوسائل التي يملكونها قبل أن يحل بغيرهم ما حل بهم، والله المستعان. -------------------------------------------------------------------------------- (1)البخاري (2790) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (2)أخرجه مسلم (1763) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (3) مكان بالشام وقعت فيه المعركة المشهورة بين الملك المظفر سيف الدين قطز والتتار في رمضان عام 658هـ. انظر البداية والنهاية (13-218-225). (4) الحوزة: الناحية: لسان العرب (5/342). صحيح. (4)البخار |
||||
09-26-2005, 02:37 PM | #15 | ||||
|
رمضان شهر الإنفاق
النفقة – عمومًا- من أسباب القرب إلى الله تعالى ودخول الجنة، وهي لا تُنْقِص مال المنفق، بل تزيده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - فيما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه-: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه "(1). وإنها لفرصة ثمينة أن ينال العبد الأجر العظيم، بصدقة لا تنقص ماله، بل تزيده. — وفي شأن الصدقة والإنفاق وردت أحاديث صحيحة كثيرة، يتبين بها أنها من أعظم أبواب دخول الجنة، وإليك شيئًا منها: عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ثلاثة أُقسم عليهن وأحدثكم حديثًا فاحفظوه، قال: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزًا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر- أو كلمة نحوها-. وأحدثكم حديثًا فاحفظوه، قال: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلمًا، فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقًا؛ فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيته؛ فأجرهما سواء. وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علمًا، فهو يخبط في ماله بغير علم ، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقا؛ فهذا بأخبث المنازل.وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علمًا فهو يقول: لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته؛ فوِزْرهما سواء"(2). وفي ذلك دلالة على أن نية المؤمن الصادقة أن ينفق في سبيل الله، أو يعمل أي عمل من الصالحات؛ تبلغه منازل العاملين، ولكن بشرط أن تكون نية صادقة، لا أمنية كاذبة، كما هو حال بعض الأشقياء الذين يتمنون أن يرزقهم الله، ولو رزقهم لكفروا:( وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَاتنَا مِنْ فَضْلِهِِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِيَن ، فَلَمَّا ءَاتَاهُم مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَهُمْ مُعْرَضُونَ ، فَأعْقَبَهُمْ نِفَاقاً في قُلُوِبِهِمْ إلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ ) [التوبة: 75-77]. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينا رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتًا في سحابة: اسق حديقة فلان. فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حرة(3)، فإذا شرجة(4) من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله. فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته(5) فقال له: يا عبدالله، ما اسمك؟ قال: فلان. للاسم الذي سمع في السحابة. فقال له: يا عبد الله، لم تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان -لاسمك-، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثًا، وأردّ فيها ثلثه"(6). هكذا بارك الله لهذا الرجل، ووسع عليه رزقه، وكفاه مؤونة زرعه، حتى وكل ملكًا بالسحابة يقول لها: اسقي حديقة فلان.. اسقي حديقة فلان. يخصها دون غيرها. وفي الحديث المتفق عليه عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه. فاتقوا النار ولو بشق تمرة"(7). وفي الحديث الآخر المتفق عليه -أيضًا- أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في أضحى أو فطر إلى المصلى، ثم انصرف فوعظ الناس وأمرهم بالصدقة فقال: "أيها الناس تصدقوا" . فمر على النساء فقال: "يا معشر النساء تصدقن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار"(8). فبين صلى الله عليه وسلم أن الصدقة من أعظم أسباب الوقاية من النار، ولو كانت باليسير. والصدقة دليل على صدق إيمان العبد؛ ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم -في حديث الحارث الأشعري الذي رواه مسلم-: "والصدقة برهان "(9)؛ لأن النفس مجبولة على حب المال، فإذا تغلب العبد على نفسه وأنفق المال في سبيل الله؛ كان ذلك برهانًا على أنه يقدم مرضاة الله ومحبوباته على محبوبات نفسه. (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر: 9، والتغابن:160]. والأحاديث الواردة في الصدقة كثيرة جدًا. لكن ثمة أمرًا ينبغي أن يحرص المتصدق عليه، وهو أن تكون صدقته سرًّا بقدر الإمكان، فقد جاء في الحديث الذي رواه الطبراني بسند حسن -كما يقول الدمياطي في (المتجر الرابح)- عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر"(10). وإن من الخطأ أن يتصدق الرجل بمئة ألف ريال أو خمس مئة ألف ريال، أو مليون ريال؛ من أجل أن يكتب اسمه في الجريدة، أو يكتب في دفتر التبرعات، أو يذكر عنه أنه المحسن الكبير فلان. اللهم إلا أن يكون قصده من ذلك حث الناس، وتشجيعهم على الصدقة والبذل؛ فإن هذا مقصد حسن . أما الذي يقصد الرياء والسمعة فصدقته خسارة في الدنيا، ووبال في الآخرة -والعياذ بالله-. إذن، فالحاصل أن فضل الصدقة عظيم، وثوابها عند الله جزيل، فينبغي للمؤمن أن يحرص على الإكثار منها دائمًا، وفي رمضان خاصةً ينبغي أن يضاعف العبد إنفاقه في وجوه الخير؛ اقتداءً بنبي الهدى صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان. - وإنما كان جوده صلى الله عليه وسلم في رمضان خاصة مضاعفًا؛ لأسباب ثلاثة: الأول: لمناسبة رمضان، فإنه شهر تضاعف فيه الحسنات، وترفع الدرجات، فيتقرب العباد إلى مولاهم بكثرة الأعمال الصالحات. الثاني: لكثرة قراءته صلى الله عليه وسلم للقرآن في رمضان، والقرآن فيه آيات كثيرة تحثُّ على الإنفاق في سبيل الله، والتقلل من الدنيا، والزهد فيها، والإقبال على الآخرة، فيكون في ذلك تحريك لقلب القارئ نحو الإنفاق في سبيل الله تعالى. وحريٌّ بكل من يقرأ القرآن أن يكثر من الصدقة في سبيل الله. الثالث: لأنه صلى الله عليه وسلم كان يلقى جبريل في كل ليلة من رمضان، ولقاؤه إياه هو من مجالسة الصالحين، ومجالسة الصالحين تزيد في الإيمان، وتحث الإنسان على الطاعات، فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصدقة في رمضان. - والحديث عن جوده صلى الله عليه وسلم يطول، فهو -حقًا- أجود الناس، وأنواع جوده لا تنحصر؛ فإنه صلى الله عليه وسلم لا يرد سائلاً إِلاّ أَلاّ يجد، حتى إنه ربما سأله رجل ثوبه الذي عليه؛ فيدخل بيته ويخرج وقد خلع الثوب، فيعطيه السائل(11). ويعطي صلى الله عليه وسلم عطاءَ من لا يخشى الفقر، فقد حدث أن أعطى غنمًا بين جبلين(12). وربما اشترى الشيء، ودفع ثمنه، ثم رده على بائعه وأبقى عنده الثمن (13)، وربما اشترى فأعطى الثمن وزيادة . وربما اقترض شيئًا فرده بأحسن منه. وكان يقبل الهدية ويثيب عليها أكثر منها(14). وكان - عليه صلوات الله وسلامه - يفرح بأن يعطي أكثر من فرح الآخذ بما يأخذ، حتى إنه ليصدق عليه - وحده - قول الأول:تـراه إذا ما جئتَـه متهلِّـلاً كأنك تُعطيه الذي أنتَ سائله( ) هذا غيض من فيض من فنون جوده صلى الله عليه وسلم، التي تتأبى على الحصر والإحصاء. والكلام عن الصدقة والإنفاق يجرنا إلى إلقاء الأضواء على مصارف مهمة لها: أحدها: المجاهدون في سبيل الله، قال تعالى:( إِنَّمَا الصَّدقَاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعَامِلينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرّقَابِ والْغَارِمِينَ وَفِي سَبَيلِ اللِه) [التوبة: 60]. فالمجاهدون في سبيل الله من الأصناف الثمانية الذين تدفع لهم الزكاة. ولا ريب أن هذا المصرف من أعظم مصارف الزكاة في هذا العصر خاصة. الثاني: الفقراء والمحتاجون، وبخاصة الشباب وطلاب العلم، ممن قد يكون فقيرًا، أو معسرًا، أو يريد الزواج ولا يجد ما يكفي لتحقيقه، وفي الزواج من الإعفاف، وإحصان الفرج، والإعانة على طلب العلم، وإكمال شطر الدين، وسائر المصالح ما لا يخفى. الثالث: جمعيات البر الخيرية الموثوقة؛ لأن هذه الجمعيات تتحرى وتبحث عن المحتاجين، وتفتح ملفات للأسر الفقيرة، وتجري لها رواتب شهرية، فلا بأس أن يوكلهم المرء على إنفاق صدقته على المستحقين ما دام القائمون عليها من الموثوق بدينهم وأماناتهم. إن إعانة الفقراء والمحتاجين والضعفاء، والبحث عنهم في البيوت القديمة والأحياء الشعبية، وأحيانًا في الأكواخ والعشش؛ من أجلِّ الأعمال وأفضلها عند الله، وأعظمها في القربى والزلفى لديه. وإنه لعمل كبير أن يقوم تاجر أو محسن بتفقد أهل حارته، والبحث عن المحتاجين منهم، ومدهم بما يستطيع دون منّ ولا أذى، ولا رياء ولا سمعة. ثم إذا أعطى الغني محتاجًا فليغنه بعطائه، يعطيه ما يكفيه وولده وأسرته لفترة كافية، أو يستطيع أن يؤمن به حاجاته الضرورية التي لا غنى للإنسان عنها. âوَمَا تُقَدِّمُوا لأنفُسِكُم مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيراً وَأعظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ل [المزمل: 20]. -------------------------------------------------------------------------------- (1)أخرجه مسلم (2588) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (2) أخرجه أحمد (2325)، الترمذي (2325)، وابن ماجه (4228)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. (3)حرة: أرض ذات حجارة سود كأنها أحرقت. المعجم الوسيط (1/172). (4) شرجة: مسيل الماء من الهضاب ونحوها إلى السهل والجمع (شِرَاج). المعجم الوسيط (1/496). (5) المِسْحَاة: المِجْرَفة من الحديد، وهي من السحو وهو: الكشف والإزالة. لسان العرب (2/598). (6) أخرجه مسلم (2984) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (7) أخرجه البخاري (7512)، ومسلم (1016) من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه. (8)البخاري (1462)، ومسلم (80) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. (9)أخرجه مسلم (223) من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه. (10) أخرجه الطبراني في الكبير (8014) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/115) وقال: إسناده حسن. أخرجه البخاري (2093) من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه. (11)أخرجه مسلم (2312) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. (12) كما في قصة جمل جابر المشهورة التي أخرجها البخاري (2861)، ومسلم (715) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه. (13) أخرجه البخاري (2585) من حديث عائشة رضي الله عنها. (14) البيت لزهير بن أبي سلمى خزانة الأدب (1/423)، وبعضهم عزاه لأسماء بن خارجة في مدح عبد الله بن الزبير لما أطلق سراح أم الحكم. انظر الأغاني (14/221). |
||||
09-26-2005, 02:40 PM | #16 | ||||
|
الحقنة في العضل لا تبطل الصوم إذا كانت للتداوي وليست للتغذية
رقم الفتوى : 857 عنوان الفتوى : الحقنة في العضل لا تبطل الصوم إذا كانت للتداوي وليست للتغذية تاريخ الفتوى : 16 صفر 1420 السؤال هل الحقنة في العضل تبطل الصيام ؟ الفتوى الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فالحقنة في العضل أو غيره إذا كانت في معنى الطعام أوالشراب فإنها تفسد الصوم وتبطله، وهي المغذية ، وتؤخذ في الغالب عن طريق الوريد ، أما إذا كانت للتداوي لا للتغذية فالأظهر أنها لاتفسد الصيام ، لأنها لاتخل بقصد الشارع ، ولاينطبق عليها حد مايفطر به الصائم . والله أعلم . المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه ********************************************** استعمال التحاميل لا يفطر رقم الفتوى : 2365 عنوان الفتوى : استعمال التحاميل لا يفطر تاريخ الفتوى : 16 صفر 1420 السؤال ما حكم الدين في أخذ الصائم لبوسا (تحميلة) وهل يفطر بذلك أم لا؟ الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فاستعمال اللبوس (التحاميل) لا يفسد الصوم، لأنه ليس أكلاً ولا شرباً، ولا في معناهما، فهو لا يصل إلى المعدة ولا يغذي، والأصل صحة الصوم حتى يحصل ما ينافيه. والله أعلم. المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه ******************************************** الإبر التي لا تحصل بها التغذية لاتفسد الصوم رقم الفتوى : 3337 عنوان الفتوى : الإبر التي لا تحصل بها التغذية لاتفسد الصوم تاريخ الفتوى : 16 صفر 1420 السؤال عملت فحص أشعة باستخدام سائل نووي وهرمون شحمي لفحص الكبد والمرارة وكنت صائما لكني علمت أن الهرمون والسائل يصلان إلى المعدة عبر الدم فهل أكمل الصوم أم أصبحت مفطرا أفتونا جزاكم الله خيرا. الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فما يأخذه الصائم من إبر علاجية، أو محاليل وسوائل يدخلها إلى جسده نوعان: الأول: ما يحصل به التغذية وبناء الجسم، وهذا مفطر. لأنه في معنى الأكل والشرب. والثاني: ما لا يحصل به التغذية، وهذا لا يفطر الصائم، سواء وصل إلى المعدة أو لا، لأنه ليس أكلا ولا شرباً ولا في معنى الأكل والشرب. والسائل النووي الذي يستخدم في الأشعة من هذا النوع ، وكذا الهرمون المذكور، إلا إذا ثبت أن له تأثيراً في بناء الجسم، وهذا يعرف بإفادة الطبيب المختص. والأحوط تأخير ذلك كله إلى ما بعد الإفطار. والله أعلم. المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه ******************************************** التقطير في العين لا يفطر رقم الفتوى : 6248 عنوان الفتوى : التقطير في العين لا يفطر تاريخ الفتوى : 06 شوال 1421 السؤال هل قطرات العين (الطبية) تبطل الصيام؟ الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فقد اختلف العلماء في كون القطرة في العين مفسدة للصوم أو لا، على قولين: 1- فذهب المالكية، والحنابلة إلى أن التقطير في العين مفسد للصوم إذا وصل إلى الحلق، لأن العين منفذ وإن لم يكن معتاداً. 2- وذهب الحنفية في الأصح عندهم وجماعة من العلماء إلى أن التقطير لا يفسد الصوم لأنه لا ينافيه وإن وجد طعمه في حلقه. وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة من العلماء المعاصرين. والراجح ـ والله أعلم ـ أن التقطير في العين لا يُفسد الصوم ، لكن الأولى تأخير ذلك إلى الليل خروجاً من الخلاف، فإن احتاج إليه المريض ووجد طعمه في حلقه يتفله ويمجه. والله أعلم. المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه ********************************************* |
||||
09-26-2005, 02:42 PM | #17 | ||||
|
الصيام / مسائل متنوعة
المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 734 )) العنوان / ينامون عن الصلاة في رمضان فما حكمهم؟ ملخص الفتوى/ يجب على من نام عن صلاة أن يصليها بعد أن يستيقظ من نومه مباشرة كما يجب عليه أن يتخذ من الأسباب ما يعينه على الاستيقاظ للصلاة في وقتها، ولا يجوز له التساهل في ذلك. وأما الصيام فلا يؤثر عليه النوم من جهة الصحة فصيام من نام في نهار رمضان صحيح. *************************** المفتي--- / أحمد بن تيمية العنوان / حكم من جامع زوجته بعد الفجر ظانًا بقاء الليل الرقم (( 935 )) ملخص الفتوى/ قيل: عليه القضاء والكفارة، وقيل: عليه القضاء فقط، وأصحّ الأقوال أنه لا قضاء عليه ولا كفارة. ***************************** المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء العنوان / صوم بعض الأيام لا يجزئ عن صيام الشهر الرقم (( 2531 )) لا يجوز ذلك ؛ لأن الليل ليس محلاً للصيام ومن فعله يعتبر مخالفاً للشرع وآتياً بما لم يشرعه الله ومفطراً في رمضان بغير عـذر؛ ولأن الله أوجب على المكلفين من المسلمين صوم رمضان كله فلا يجزئ صوم بعضه عنه. ************************ المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء العنوان / قبول خبر الإذاعة والتلفزيون في رؤية هلال رمضان الرقم (( 2532 )) نظراً لما يترتب على معرفة أول شعبان من أهمية بالنسبة لشهر رمضان فتقوم وزارة العدل بتحري ذلك ، وبناء على ذلك تعين الليلة التي يجري فيها تحري رؤية هلال رمضان من أيام الأسبوع، وهي ليلة الثلاثين من شعبان، ويتم في هذه الليلة تحري رؤية هلال رمضان عن طريق القضاة وما يتقدم إليهم من شهود ، وعندما يثبت دخول الشهر يتم تعميم الخبر على القضاة وإبلاغه للمواطنين بواسطة الإذاعة والصحافة والتلفزيون، ويكفي في ثبوت رؤية هلال رمضان أن يشهد بدخوله مسلم عدل لما روى ابن عمر رضي الله عنه قال: (تراءى الناس الهلال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام وأمر الناس بصيامه) ، وأما بالنسبة لخبر المذياع أو البرقيات بثبوت الهلال دخولاً أو خروجاً فنظراً إلى أنهما منسوبان إلى الدولة فلا يظهر مانع يحول دون قبول خبرهما، وإن لم يكن متولي النقل معروفا معرفة تزكية.. وأمّا التليفون فيحتاج إلى مزيد تحقيق وتأكد عن شخص ناقل الخبر. **************************** المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2533 )) العنوان / الطريقة التي يثبت بها أول كل شهر قمري دلت الأحاديث على أن الهلال متى رآه ثقة بعد غروب الشمس في ليلة الثلاثين من شعبان أو ثقات ليلة الثلاثين من رمضان فإن الرؤية تكون معتبرة، ويعرف بها أول الشهر من غير حاجة إلى اعتبار المدة التي يمكثها القمر بعد غروب الشمس . ***************************** المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء العنوان / لا يلزم رؤية الهلال بنفسه لوجوب الصوم وتكفي رؤية الواحد العدل الرقم (( 2535 )) الواجب الصيام إذا ثبتت رؤية الهلال ولو بواحد عدل من المسلمين، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصيام عندما شهد الأعرابي برؤيته الهلال وأما الاستدلال بحديث صوموا لرؤيته على أن كل فرد لايصوم إلا برؤيته بنفسه فغير صحيح؛ لأن الحديث خطاب عام بالصيام عند تحقق الرؤية ولو من واحد عدل من المسلمين. ************************** المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء العنوان / رؤية الهلال تصح بالأجهزة الرقم (( 2536 )) يجب عليه أن يصوم مع الناس ويفطر مع الناس ويصلي العيدين مع المسلمين في بلاده ، والمراد الأمر بالصوم والفطر إذا ثبتت الرؤية بالعين المجردة أو بالوسائل التي تعين العين على الرؤية . *************************** المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء االعنوان / ختلاف مطالع الأهلة الرقم (( 2537 )) عليكم إذا ثبت لديكم بالإذاعة أو غيرها ثبوت الرؤية في غير مطلعكم أن تجعلوا الأمر بالصيام أو عدمه إلى ولي الأمر العام لدولتكم، فإن حكم بالصيام أو عدمه وجبت عليكم طاعته، فإن حكم الحاكم يرفع الخلاف في مثل هذا، وعلى هذا تتفق الكلمة على الصيام أو عدمه تبعاً لحكم رئيس دولتكم وتنحل المشكلة. ********************************** المفتي--- /اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء االعنوان / استعمال المعلومات الفلكية الرقم (( 2538 )) تجوز الاستعانة بآلات الرصد في رؤية الهلال ولا يجوز الاعتماد على العلوم الفلكية في إثبات بدء شهر رمضان أو الفطر؛ لأن الله لم يشرع لنا ذلك، وإنما شرع لنا إثبات بدء شهر رمضان ونهايته برؤية هلال شهر رمضان في بدء الصوم ورؤية هلال شوال في الإفطار ، وعلى ذلك يجب على من لم ير الهلال في مطلعهم في صحو أوغيم أن يتموا العدة ثلاثين إن لم يره غيرهم في مطلع آخر فإن ثبت عندهم رؤية الهلال في غير مطلعهم لزمهم أن يتبعوا ما حكم به ولي الأمر العام المسلم في بلادهم من الصوم أو الإفطار. ************************ المفتي--- /اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء االعنوان / حكم الحاكم يرفع الخلاف في مسألة اختلاف المطالع الرقم ((2539 )) لا حرج على أهل أي بلد إذا لم يروا الهلال ليلة الثلاثين أن يأخذوا برؤيته في غير مطلعهم متى ثبت ذلك لديهم، فإذا اختلفوا فيما بينهم أخذوا بحكم الحاكم في دولتهم؛ إن كان الحاكم مسلماً، فإن حكمه بأحد القولين يرفع الخلاف، ويلزم الأمة العمل به، وإن لم يكن مسلماً أخذوا بحكم مجلس المركز الإسلامي في بلادهم؛ محافظة على الوحدة في صومهم رمضان وصلاتهم العيد في بلادهم. ******************************* المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء االعنوان /إثبات هلال رمضان في البلاد غير الإسلامية الرقم (( 2545 )) المسلمون الموجودون في بلد غير إسلامية يجوز لهم أن يشكلوا لجنة من المسلمين تتولى إثبات هلال رمضان وشوال وذي الحجة. ********************************* المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء االعنوان /الصيام في البلاد التي يطول فيها النهار الرقم (( 2546 )) من شهد رمضان من المكلفين وجب عليه أن يصوم، سواء طال النهار أو قصر، فإن عجز عن إتمام صيام يوم وخاف على نفسه الموت أو المرض جاز له أن يفطر بما يسد رمقه ويدفع عنه الضرر، ثم يمسك بقية يومه وعليه قضاء ما أفطره في أيام أخر يتمكن فيها من الصيام. ***************************** المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم ((2550 )) االعنوان / صام يوم الشك وتبين بعد ذلك أنه من رمضان عليه القضاء؛ لأنه ثبت أنه من رمضان وهو صامه على أنه يوم الشك، وصوم يوم الشك لايجوز ولا يجزئ إذا بان من رمضان. ***************************** المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء االعنوان / خالف المسلمين في بلده وصام لرؤيته الهلال الرقم ((2551 )) من رأى هلال رمضان ليلة الثلاثين من شعبان أو أخبره ثقة بأنه رآه وصام من غده بناءً على هذه الرؤية أجزأه صومه ذلك ولا قضاء عليه. أما من صام بدون رؤية منه أو من ثقة أخبره بأنه رآه وتبين بعد أنه من رمضان فلا يجزئه ذلك وعليه القضاء والتوبة من صومه يوم الشك. *************************** المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء االعنوان / تفسير قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} الرقم ((2552 )) 1.خلاف العلماء في اعتبار اختلاف مطالع الأهلة وعدم اعتباره خلاف قديم بين أئمة الفقهاء.وإذا ثبت هلال شوال يجب فطر يوم العيد ويؤمر الناس بقضاء يوم مكان اليوم الأول الذي أفطروه خطأ؛ لأن الشهر القمري لا يكون ثمانية وعشرين إنما يكون تسعة وعشرين أحياناً وثلاثين أحياناً، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة . 2.تفسير قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}, أمر الله تعالى من كان مقيماً صحيحاً أن يصوم رمضان، أما من كان مريضاً مرضاً يشق معه الصوم أو يضره أو كان مسافراً فليفطر وليصم أياماً أخرى على عدة الأيام التي أفطرها قضاءً عنها؛ تيسيراً من الله على عباده ورحمةً بهم. *********************************** المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2553 )) االعنوان / يفطر مع البلد التي انتقل إليها حكمه في الإفطار والاستمرار حكم البلد الذي انتقل إليه فيفطر معهم إن أفطروا قبل البلد الذي بدأ الصيام به، لكن إن أفطر لأقل من تسعة وعشرين يوماً لزمه أن يقضي يوماً؛ لأن الشهر لاينقص عن تسعة وعشرين يوماً. ******************************* المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2555 )) االعنوان / حكم الإبرة في الوريد للصائم 1. لا بأس في ذلك وليس عليه قضاء؛ لأن حكمه حكم أهل البلد التي أقام فيها . 2. وأما مسألة الإبرة في الوريد ففيها خلاف بين أهل العلم: بعضهم يرى أن الصائم يفطر بتعاطيها؛ لأنها تتصل بعروق الدم، والبعض الآخر لايرى ذلك؛ لأنها لاتعتبر أكلاً ولاشرباً والاحتياط تركها حتى الفطر، وللخروج من خلاف أهل العلم في ذلك، أما إذا اضطر الصائم إلى أخذها نهاراً فلا يظهر لنا بأس في ذلك وصيامه صحيح. ******************************* المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2558 )) االعنوان / العبرة في ابتداء الصيام في البلد التي سافر منه وفي نهايته في البلد التي قدم إليها؟ وجب عليه أن يصوم معهم حتى يفطر بفطرهم يوم العيد ويصلي معهم يوم العيد. ********************************** المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2559 )) االعنوان / صام مع بلده ولما سافر أفطر مع البلد التي سافر إليها فكان مجموع ما صامه 28 يوماً عليه صيام يوم؛ لأن الشهر الهجري لا يكون ثمانية وعشرين يوما إنما يكون على الأقل تسعة وعشرين يوماً . **************************** المفتي--- / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2560 )) االعنوان / وقت العيد في البلاد غير الإسلامية حيث إنهم ينتسبون إلى بلد إسلامي ، وخروجاً من الخلاف في مسألة اختلاف المطالع وأخذاً بالاحتياط في براءة الذمة فينبغي لمن أفطر أن يقضي |
||||
09-26-2005, 02:43 PM | #18 | ||||
|
مسائل متنوعة
المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2561 )) العنوان / العمل على ثبوت الرؤية العمل على ثبوت الرؤية لقوله صلى الله عليه وسلم: ))صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمّي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)). ******************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2562 )) العنوان / ابتداء وقت الصوم ونهايته أما ابتداء وقت الصوم ونهايته لكل يوم فقد بينه الله في قوله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} والآية عامة للمسلمين في كل مكان وكل بلد لهم حكمهم في ليلهم ونهارهم . *************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2563 )) العنوان / راكب الطائرة متى يفطر إذا كان الصائم في الطائرة واطلع بواسطة الساعة والتليفون عن إفطار البلد القريبة منه وهو يرى الشمس بسبب ارتفاع الطائرة فليس له أن يفطر؛ لأن الله تعالى قال: {ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصّيَامَ إِلَى ٱلَّيْلِ} , وهذه الغاية لم تتحقق في حقه ما دام يرى الشمس. وأما إذا أفطر بالبلد بعد انتهاء النهار في حقه فأقلعت الطائرة ثم رأى الشمس فإنه يستمر مفطراً؛ لأن حكمه حكم البلد التي أقلع منها وقد انتهى النهار وهو فيها . ******************************* المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم ((2675 )) العنوان / ترك الصلاة بعد رمضان الذين يصومون رمضان ويصلون في رمضان فقط فهذا مخادعةً لله، فبئس القوم الذين لايعرفون الله إلا في رمضان، فلا يصح لهم صيام مع تركهم الصلاة في غير رمضان، بل هم كفار بذلك كفراً أكبر، وإن لم يجحدوا وجوب الصلاة في أصح قولي العلماء. ********************************* المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم ((2676 )) العنوان / ا لإفطار في رمضان بلا عذر لا شك أنها قد ارتكبت إثماً عظيماً وذنباً كبيراً بانتهاكها حرمة رمضان، وعليها أن تصوم ثلاثة أيام قضاءً عن الأيام التي أفطرتها، وإن وقع منها جماع في نهار تلك الأيام التي أفطرت فيها فعليها الكفارة, وعليها أن تستغفر الله وتتوب إليه وتؤدي الصوم الذي فرض عليها والعزم الصادق على ألا تفطر في رمضان مرة أخرى وعليها إطعام مسكين عن كل يوم من الأيام الثلاثة لتأخيرها القضاء إلى مابعد رمضان آخر. ***************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم ((2678 )) العنوان / ترك الصوم كسلاً لا يبطل الصلاة من ترك صوم رمضان جحداً كفر ولاتصح صلاته، ومن تركه عمداً وتساهلاً فلا يكفر في الأصح وتصح صلاته، ومن ترك الزكاة جحداً كفر ولاتصح صلاته، ومن تركها عمداً تساهلاً وبخلاً فلا يكفر وتصح صلاته، وهكذا الحج من تركه جحداً كفر أما من تركه مع الاستطاعة تساهلاً لم يكفر وتصح صلاته. ********************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم ((2679 )) العنوان / الأعذار الشرعية المبيحة للإفطار لا يجوز الإفطار في رمضان إلا لعذر شرعي كالمرض والسفر ، وعلى من أفطر القضاء قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر} ولايجوز الإطعام عن الصيام إلا للمريض أوكبير السن العاجز عن الصوم. ************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2682 )) العنوان / الصوم على المكلف هذه الفتاة إذا كانت قد توفرت فيها شروط التكليف (الإسلام والعقل والبلوغ ) فالصيام واجب عليها ويجب عليها قضاء ما تركته من الصيام في وقت تكليفها، وإذا اختل شرط من الشروط فليست بمكلفة ولا شيء عليها. ********************************* المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2683 )) العنوان / من يجب عليه الصوم يؤمر الصبي بالصلاة إذا بلغ سبعاً ويضرب عليها إذا بلغ عشراً وتجب عليه إذا بلغ والبلوغ يحصل: بإنزال المني عن شهوة، وبإنبات الشعر الخشن حول القبل، وبالاحتلام إذا أنزل المني، أو بلوغ خمس عشرة سنة. والأنثى مثله في ذلك وتزيد أمراً رابعاً وهو الحيض. والأصل في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع)). ********************************* المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2684 )) العنوان / استعمال المرأة دواء لمنع الحيض في رمضان يجوز أن تستعمل المرأة أدوية في رمضان لمنع الحيض إذا قرر أهل الخبرة من الأطباء أن ذلك لايضرها، وخير لها أن تكف عن ذلك، وقد جعل الله لها رخصة في الفطر إذا جاءها الحيض في رمضان، وشرع لها قضاء الأيام التي أفطرتها . ******************************* المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم ((2685 )) العنوان / ترك الحائض قضاء الصوم جهلاً عليها التوبة إلى الله من ذلك لأنها لم تسأل أهل العلم وعليها مع ذلك القضاء فتقضي ما تركته من الصيام حسب غلبة ظنها في عدد الأيام وتكفر عن كل يوم تركته إذا استطاعت الإطعام فإن كانت لا تستطيع الإطعام سقط عنها وكفاها قضاء الصوم. ******************************* المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم ((2689 )) العنوان / صامت فجاءها الحيض قبل الغروب بفترة قصيرة إذا كان الحيض أتاها قبل الغروب بطل الصيام وتقضيه، وإن كان بعد الغروب فالصيام صحيح ولا قضاء عليها. ************************************* المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم ((2690 )) العنوان / صيام المريض أولاً: إذا كان لا يستطيع الصيام لكبره أو لمرض لا يرجى برؤه فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من بر أو تمر أو أرز ونحوها . ثانياً: إذا كان لا يقدر على الوضوء بنفسه أو بمن يعينه فإنه يتيمم بتراب طاهر. ثالثاً: إذا كان البول لا يستمسك معه أو كان لا يستطيع أن يغير ملابسه النجسة فإنه يصلي حسب الاستطاعة، ويعفى عما أصابه من النجاسة، ويتيمم لكل صلاة. *********************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم ((2691 )) العنوان / إدخال الأصبع في الفرج لايفطر إذا حصل ما ذكر فلا يجب غسل جنابة ولا يفسد به الصوم . ****************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم ((2704 )) العنوان / أحوال يجب فيها الفطر في رمضان لا حرج عليه في عدم الصيام، وقد يكون الفطر واجباً عليه؛ لشدة المرض ، وعليه إذا شفاه الله وقوي على الصيام أن يقضي الأيام التي أفطرها, فإن استمر به المرض، أو شفي واستمر به الضعف وعدم القدرة على القضاء فيطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من بر أو تمر أو أرز أو غيره من الأطعمة التي يطعمها أهله. ****************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم ((2705 )) العنوان / غسيل الكلى يفسد الصيام نعم , هو يفسد الصوم ********************************* المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم ((2706 )) العنوان / يفطر المريض الذي يحتاج إلى الطعام يجوز له الإفطار في شهر رمضان، وعليه قضاء ما أفطره من أيامه إذا شفاه الله وقوي على الصيام. وكذا إذا لم تتمكن من صيام رمضان الآتي أو بعضه فإنه يفطر ويقضي إذا شفاه الله . *********************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم ((2719 )) العنوان / السفر بالطائرة مسافة القصر الفطر في السفر من باب الرخص تيسيراً من الله جل وعلا لعباده، ودافعاً لما يشق عليهم . وإذا سافر الإنسان إلى القاهرة مثلاً في رمضان فله أن يفطر، وإن صام فصيامه صحيح. *************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2725 )) العنوان / السنة في حق من سافر إلى العمرة في شهر رمضان أن يفطر أولاً: السنة في حق من سافر إلى العمرة في شهر رمضان أن يفطر؛ لأن الله رخص له في ذلك والله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته، فإن صام فلا حرج. ثانياً: لا شك أن الإقامة بمكة للصلاة فيها أفضل لمن تيسر له ذلك؛ لأن الصلاة في المسجد الحرام تضاعف بمائة ألف صلاة وإن سافر بعد فراغه من العمرة فلا حرج في ذلك. ****************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2726)) العنوان / جواز الفطر والقصر لمن أقام في البلد المسافر إليها نعم يجوز له الفطر في السفر وحال الإقامة في بلد إقامة لا تقطع حكم السفر، وهي إقامة أربعة أيام أو أقل، فإن أقام أكثر من ذلك بنية الإقامة أتم الصلاة ووجب عليه الصوم عند أكثر أهل العلم. |
||||
09-26-2005, 02:44 PM | #19 | ||||
|
مسائل متنوعة
المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى ((2728 )) الموضوع / استمرار الصائم غالب النهار نائماً تفريط منه صيامه صحيح ولكن استمرار الصائم غالب النهار نائماً تفريط منه، لا سيما وشهر رمضان زمن شريف ينبغي أن يستفيد منه المسلم فيما ينفعه من كثرة قراءة القرآن وطلب الرزق وتعلم العلم. ******************************* المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى ((2730 )) الموضوع / اختيار يوم الرابع عشر والسابع والعشرين من ليالي رمضان كعيدين أما اليوم الرابع عشر فلا نعلم له أصلاً من جهة تخصيصه دون بقية ليالي رمضان، وأما ليلة سبع وعشرين فمن اجتهد فيها متحريا ليلة القدر فلا ينكر عليه، ولكن المسلم يتحراها في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان، فإن لها فضلاً. أما تخصيصهما بالدراسة فلا نعلم له أصلاً، وكذلك اتخاذ الليلة الرابعة عشرة والسابعة والعشرين عيداً لا أصل له، بل هو بدعة. ************************************ المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى ((2731 )) الموضوع / إحياء ليالي رمضان مقابل أجر ما اعتاده بعض المسلمين من السهر في ليالي رمضان في غير بيوتهم لتلاوة القرآن بأجرة فهو بدعة سواء قصدوا بذلك حصول البركة لهذه البيوت ولأهلها أو قصدوا هبة ثواب ما قرأوا لأهلها أحياء وأمواتاً، فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله؛ فكان بدعة محدثة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد)) ، وعلى هذا فلا أجر لمن فعله، ولا لمن ساعد عليه، بل عليه وزر لابتداعه وإحداثه في الدين ما ليس منه. ************************************** المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى ((2748 )) الموضوع / نزول الماء من الحامل لا يبطل الصوم صيامها صحيح ولا قضاء عليها. ************************************* المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى (( 2751 )) الموضوع / صيام الحامل التي سقط جنينها إذا كان الجنين الذي وضعته فيه خلق إنسان فإنها تجلس مدة النفاس حتى تطهر أو تكمل أربعين يوماً ثم تغتسل وتصلي وتقضي اليوم الذي وضعت فيه وما بعده من أيام الصيام الواجبة عليها، ولا إطعام عليها إن قضت الصيام قبل دخول رمضان الآخر، فإن طهرت قبل تمام الأربعين اغتسلت وصلت وصامت لزوال المانع من ذلك. فإن لم يكن فيه شيء من خلق الإنسان فإن صومها صحيح، ويعتبر الدم دم فساد تصلي وتصوم معه وتتوضأ لكل صلاة حتى تأتيها العادة المعروفة. *********************************** المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى (( 2753 )) الموضوع / نزول النزيف من الحامل لايؤثر على الصوم صيامها وهي حامل ومعها نزيف لا يؤثر على الصيام كالاستحاضة والصيام صحيح. ****************************** المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى (( 2757 )) الموضوع / الإفطار في رمضان من أجل حصد الزرع المزارع ملك لأصحابها، وبإمكان أصحابها أن يتصرفوا في وقت عملهم في مزارعهم فيحصدونها في وقت البراد في الليل أو يستأجروا لحصدها من لا يضره الصوم في حدود أجرة المثل، أو يؤخروا حصدها إذا كان ذلك لا يضر. ****************************** المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى (( 2762 )) الموضوع / كونه يخبز في نهار رمضان ليس عذراً للفطر لا يجوز له أن يفطر بل الواجب عليه الصيام، وكونه يخبز في نهار رمضان ليس عذراً للفطر، وعليه أن يعمل حسب استطاعته. *************************** المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى (( 2763 )) الموضوع / الإفطار في أيام الامتحان لا يجوز ، بل يحرم ذلك؛ لعدم دخوله في الأعذار التي تبيح الإفطار في رمضان. ***************************** المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى ( (2764 )) الموضوع / الامتحان ليس عذراً يبيح الإفطار في رمضان الامتحان المدرسي ونحوه لا يعتبر عذراً مبيحاً للإفطار في نهار رمضان، ولا يجوز طاعة الوالدين في الإفطار للامتحان؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ************************ المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى (( 2767 )) الموضوع / كيفية النية في شهر رمضان تكون النية بالعزم على الصيام، ولا بد من تبييت نية صيام رمضان ليلاً كل ليلة. ******************************* المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى (( 2769 )) الموضوع / قبول توبة من أفطر عامداً في رمضان نعم تقبل توبته إذا استوفت الشروط؛ وهي الندم على ما فعل، والإقلاع عن الذنب، والعزم الصادق ألا يعود فيه، وهناك شرط رابع يتعلق بحق الإنسان وهو استحلاله أو إعطاؤه حقه من قصاص أو غيره.. ***************************** المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى ((2770 )) الموضوع / لا حرج في تناول الإبر في نهار رمضان لا حرج عليه في تناول تلك الإبر ، ولا يلزمه القضاء ، وفي مثل هذا مستقبلاً يستحسن أن يجعل ضرب الإبر ليلاً إن تيسر ذلك فهو أحوط. ************************************* المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى ((2773 )) الموضوع / لا حرج في تناول الإبر في نهار رمضان لا حرج في أخذ الإبرة المذكورة نهاراً للعلاج، ولا قضاء على من يتناولها وإن تيسر أخذها ليلاً بدون مشقة فهو أولى. ******************************* المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى (( 2781 )) الموضوع / حلق الشعر وقص الأظفار في نهار الصيام لا يفسده حلق الشعر وقص الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة، كل ذلك لا يفطر الصائم. ******************************** المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى (( 2786 )) الموضوع / الاستمناء من أجل التحليل في نهار رمضان يجب عليه قضاء يوم بدل اليوم الذي استمنى فيه، ولا كفارة عليه . ******************************** المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى (( 2788 )) الموضوع / لا فطر بفصد بمشرط إذا قام الصائم بفصد عرق مريض بمشرط ونحوه فلا أثر لفعله على صحة صيامه؛ حيث إن فعله لا يشبه عمل الحاجم الذي يقوم بامتصاص الدم ممن يقوم بحجامته. **************************** المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى (( 2790 )) الموضوع / خروج الدم اليسير من الصائم ليس في ذلك جرح لصيامك إن شاء الله؛ لأن الأصل الصيام وليس في عملك هذا ما يفسده. ******************************************* المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى (( 2791 )) الموضوع / الرعاف لا يفطر الصائم صيامه صحيح . ************************************* المفتى / اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم الفتوى ((2792 )) الموضوع / الدم الذي يخرج من اللثة لا يضر بالصوم صيامه صحيح . مسائل متنوعة المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم ((2793 )) العنوان / النزيف في الحلق لا يفسد الصوم ؟ ج / لا , ولكن صيامه صحيح , ولا قضاء عليه . ****************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2794 )) العنوان / خروج الدم من الأنف والفم فجأة لا يبطل الصوم؟ ج / لا , ولكن صيامه صحيح , ولا قضاء عليه . ************************* المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2795 )) العنوان / الدم الذي يخرج من بين الأسنان خطأ لا يفطر ج / الدم الذي يخرج من بين الأسنان لا يفطر، سواء خرج بنفسه أو بضربة إنسان له. ****************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2796 )) العنوان / نزف دماً وهو صائم ج / إذا نزف من الشخص دم بغير اختياره وهو صائم فإن صيامه صحيح. ***************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2797 )) العنوان / خروج الدم بالرعاف لا يفطر الصائم ج / خروج الدم بالرعاف لا يفطر الصائم؛ لأنه بغير اختياره، لكن إن ابتلع الدم باختياره فعليه القضاء إذاابتلعه بعد وصوله إلى فيه ذاكراً صومه. ************************************ المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2798 )) العنوان / من أفطر ناسياً في نهار رمضان وهو صائم فلا إثم عليه ج / من أفطر ناسياً في نهار رمضان وهو صائم فلا إثم عليه، وعليه أن يتم صوم يومه، ولا قضاء . ***************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2800 )) العنوان / الروائح مطلقاً عطرية وغير عطرية لا تفسد الصوم ج / الروائح مطلقاً عطرية وغير عطرية لا تفسد الصوم في رمضان وغيره فرضاً أو نفلاً. ************************************* المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2802 )) العنوان / تذكير الصائم بكونه صائماً ج / أساءت في مناولة زوجها الماء وهو صائم ليشرب، وكان ينبغي لها تذكيره الصيام عند طلب الماء، وأما فهو صحيح مادام أنه شرب ناسياً. ********************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2804 )) العنوان / الخروج إلى الشارع لقضاء المصالح والاصطدام بمناظر العرى في نهار رمضان ج / ليس مبطلاً للصيام، وعليه أن يغض بصره قدر استطاعته. ************************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2806 )) العنوان / دخول الماء في الجوف أثناء المضمضة للوضوء لا يبطل الصوم ج / من اغتسل أو تمضمض أو استنشق فدخل الماء حلقه من غير اختياره لم يفسد صومه. ************************************ المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2809 )) العنوان / استعمل السواك وهو صائم فظن أن هذا العمل مفطر، فأكل بعد ذلك عمداً ج / يجب على من أفطر في نهار رمضان بالأكل أو الشرب ظناً منه أن السواك يفطر القضاء والتوبة والاستغفار . ********************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2811 )) العنوان / نزول المني بدون احتلام ولا استمناء لا يفسد الصوم ج / نزول المني بدون لذة في نهار رمضان لا يؤثر على الصيام وليس عليه القضاء. ************************************* المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2812 )) العنوان / خروج الودي لا يفسد الصيام ج / خروج الودي لا يفسد الصيام ولا يوجب الغسل وإنما الواجب منه الاستنجاء والوضوء . ****************************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2813 )) العنوان / إذا حلم في رمضان وهو صائم بأنه يعمل أعمالاً شريرة و قبيحة فلا يؤثر ذلك على صومه ج / لا تأثير لهذه الرؤيا على الصيام ولا ينقص أجره، ولكن يشرع له إذا استيقظ أن ينفث على يساره ثلاثاً ويستعيد بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات، ثم ينقلب على جنبه الآخر ولا يخبر بها أحداً فإنها لا تضره. ************************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2814 )) العنوان / تجوز السباحة في رمضان ج / أ - تجوز السباحة في نهار رمضان، ولكن ينبغي للسابح أن يتحفظ من دخول الماء إلى جوفه. ب - إذا جرح الصائم في يده أو قدمه وخرج منه دم فإنه لا يفطر بذلك. ج - إذا طيب الصائم جسمه أو ثوبه بطيب فإنه لا يفطر بذلك لكن لو استعطه في أنفه فإنه يفطر. د - لا يجوز الشتم أو السب لا من الصائم ولا من غيره ولكن يتأكد تحريمه بالنسبة للصائم وإذا وقع منه وهو صائم فإنه لا يفطر ولكنه يأثم. هـ - ينبغي للصائم أن يصون نفسه عن اللهو واللعب وأن يتقرب إلى الله بفعل أوامره واجتناب مناهيه ويتجنب كل ما من شأنه أن يبعده عن الله وعن عبادته سواء كان غاية أو وسيلة. *****************************************8 المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2831 )) العنوان / إفطار المسافر قبل مجاوزة حدود البلدة جهلا بالحكم ج / يأثم لفطره إذا لم يبرح المدينة، وقد كان الواجب عليه أن يسأل أهل العلم عن الحكم قبل الفطر، وعليه قضاء اليوم الذي أفطره وهو في المدينة ولا كفارة عليه إلا إذا كان فطره بجماع. ************************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2840 )) العنوان / ليس على المرأة المكرهة على الجماع كفارة ج / أما المرأة فليس عليها كفارة؛ لأنها مكرهة وأما الزوج فعليه الكفارة مع وجوب القضاء. ***************************************8 المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2845 )) العنوان / جماع المسافر المفطر في رمضان لزوجته ج / لا يجب عليه ولا على زوجته إلا قضاء ذلك اليوم فقط. ********************************** المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2850 )) العنوان / من أفطر في قضاء رمضان بجماع ج / يجب على من أفطر في غير رمضان بجماع أن يقضي بدل ذلك اليوم الذي أفسده بالجماع، ولا كفارة عليه؛ لأن جماعه لم يقع في رمضان. ************************************ المفتي/ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرقم (( 2858 )) العنوان / الحائض إذا طهرت قبل الفجر هل تصوم ؟ ج / تصوم ذلك اليوم وتغتسل ولو بعد طلوع الفجر، وتأخير الاغتسال إلى بعد طلوع الفجر لا يؤثر على الصيام . |
||||
|
|