|
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-13-2007, 06:23 PM | #1 | ||||||||||||
|
همسات نورانية :
همسات نورانية : همسات متكامله أعجبتني فنقلتها لكم .. عباره عن خمس همسات ستكون على شكل حلقات كل يوم حلقه ... ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِين وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) تقدم الآيات ( 10/11 ) من سورة التحريم نموذجين متقابلين من النساء: 1/ نساء غير صالحات في بيوت الأنبياء، فنوح ولوط عليهما السلام كانا نبيين يدعوان ليلا ونهارا إلى الصلاح و التقوى، و زوجتاهما لم تكونا صالحتين. أما عبارة (فخانتاهما) التي قد يفهم منها الزنا فإن المفسرين وضحوا بأن الخيانة هي غير الفاحشة، فزوجات الأنبياء معصومات من الوقوع في الفاحشة. يقول ابن كثير في تفسيره: فخانتاهما أي لم توافقاهما على الإيمان، ولا صدقتاهما على الرسالة. ثم قال : وذكر سفيان الثوري عن موسى ابن أبي عائشة عن سليمان بن قرم قال : سمعت ابن عباس يقول: فخانتاهما قال ما زنتا، فخيانة امرأة نوح أنها كانت تخبر عنه أنه مجنون، وخيانة امرأة لوط أنها كانت تدل قومها على أضياف لوط. وقال العوفي عن ابن عباس أيضا أنه قال: فخانتاهما أي أنهما كانتا على غير دينهما، فكانت امرأة نوح تطلع على سر نوح فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح. و أما امرأة لوط فكانت إذا أضاف لوط أحداً أخبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء. وقال الضحاك عن ابن عباس: ما بغت امرأة نبي قط إنما كانت خيانتهما في الدين. 2/ امرأة صالحة في بيت غير صالح، كما هي حالة آسية بنت مزاحم التي كانت زوجة لفرعون. فهي رغم كونها زوجة فرعون الذي كان يدعي الربوبية، فإنها كانت مؤمنة بربها بدليل أنها طلبت من ربها أن يبني لها قصرا في الجنة، وهل تطلب ذلك لو لم تكن مؤمنة بالله وبالجنة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لَعَنَ الله آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهَ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة. الثروات و الطيبات ملك لله تعالى وضعها بين أيدي عباده، ليتصرّفوا فيها وفق منهجه وحسب شريعته، فقد نهى عزّ وجل عن إساءة استغلال هذه المنافع، وانحراف الإنسان عن سبل الكسب الشريف، إلى الجشع والسيطرة المادية، باللجوء إلى الأساليب غير المشروعة كالربا، الذي يعد من أشدها فحشا، وأبشعها صورة. يقول الله تعالى في سورة البقرة (الآيات 273 و275 ) : ( الَّذين يأكلونَ الرِّبا لا يقومونَ إلاَّ كما يقومُ الَّذي يتَخبَّطُهُ الشَّيطانُ من المَسِّ ذلك بأنَّهم قالوا إنَّما البيعُ مثلُ الرِّبا وأحلَّ الله البيعَ وحرَّمَ الرِّبا فمن جاءهُ مَوعظةٌ من ربِّهِ فانتهى فلهُ ما سَلَفَ وأمرُهُ إلى الله ومن عادَ فأولئكَ أصحابُ النَّارِ هم فيها خالدونَ يَمحَقُ الله الرِّبا ويُربي الصَّدقاتِ والله لا يُحبُّ كلَّ كَفَّارٍ أثيم ) لقد حرم الله الربا رأفة بعباده، وتحصينا لهم من الاستغلال وفساد المعاملات، لما يترتب عليه من أضرار عامة، تكون سببا في قيام نظام يستغل الناس لمصلحة حفنة من المرابين، الذين يتملكهم حب الذات والأنانية، فلا يخدمون إلا أنفسهم، ومصالحهم، بعيدا عن قيم التضحية والإيثار، مستسلمين لسلطان البخل والشح، مما يخلق لدى المدين إحساسا بالعجز والقهر، فتنتفي بذلك قيم الخير بين الأفراد والجماعات. إن قوله الله تعالى : ( يَا أََيُّهَا الذينِ آمنوا اتقوا الله وذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُم مُؤْمِنين ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ الله وَرَسُولِهِ ) (سورة البقرة الآية 277 ) لدال على عظم فعل الربا و شناعته عند الله عز وجل . إن مساوئ الربا و ما تسببه من إفلاس وكساد وعجز عن تسديد الديون وشلل في الاقتصاد العام بتركيز الثروات في يد فئة قليلة من الناس لكاف ليعلن الله الحرب على المتعاملين بالربا من المرابين، كما حرص النبي صلى الله عليه وسلم على بيان قبحها فيما جاء عن عبد الله بن مسعود مرفوعا: ( الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم . إلا أن باب التوبة إلى الله مفتوح دائما، إذ يقول: ( وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تظلمون ولا تظلمون ) والربا لغة: هو الزيادة، وفي الشرع الربا نوعان: 1 ـ ربا النسيئة: وهو الزيادة المشروطة الَتي يأخذها الدائن من المدين نظير التأجيل، وهو من أبشع أنواع الاستغلال والإيذاء، لما فيه من استغلال حاجة الناس إلى المال، وهو كسب لا يقابله جهد ولا عمل. 2 ـ ربا الفضل: وهو بيع النقود بالنقود، أو الطعام بالطعام مع الزيادة. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( الذهب بالذهب والفضَّة بالفضَّة، والبُرُّ بالبُرِّ، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مِثْلاً بِمِثْل، يداً بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى، الآخذ والمُعطي فيه سواء ) رواه الخمسة. لقد مر تحريم الربا في الإسلام بمراحل، كما يقتضي ذلك يسر التشريع الإسلامي في معالجة الآفات الاجتماعية المتوارثة في الجاهلية، حيث يعتمد التدرج في سن الكثير من الأحكام، التي يصعب تَركها مرة واحدة. 1/ نزل قوله تعالى: ( وما آتيْتُم من رِباً ليَرْبُوَا في أموالِ النَّاسِ فلا يَرْبوا عندَ الله وما آتَيْتُم من زكاةٍ تُريدون وجهَ الله فأولئك همُ المُضْعِفُون ) (الروم آية 38) لقد نزلت هذه الآية بمكة، دون الإشارة إلى تحريم الربا، وإنما فيها إشارة إلى أنه لا ثواب عليها عند الله. ثم ذكر الله الزكاة الخالصة لوجه الله تعالى، و ذكر ثوابها المضاعف أضعافا كثيرة. 2/ نزل قوله تعالى : ( فبظُلْمٍ منَ الَّذين هادُوْا حرَّمنا عليهِم طيِّباتٍ أُحِلَّت لهم وبِصدِّهم عن سبيلِ الله كثيرا وأخذِهِمُ الرِّبا وقد نُهُوا عنه ) (النساء آية 160) يأتي التحريم في هذه الآية تلميحا لا تصريحا، لأنها وردت بشأن اليهود، وليس فيها ما يدل دلالة قطعية على أن الربا محرم عند المسلمين. 3/ نزل قوله تعالى: (يا أيُّها الَّذين آمنوا لا تأكلوا الرِّبا أضعافاً مُضاعفة) (آل عمران آية 131) في هذه الآية و هي مدنية تحريم صريح للربا، لكنه تحريم جزئي وليس كليا، لأنها تحرم نوعا من الربا هو الربا الفاحش، حيث يطلب الدائن من المدين عند حلول أجل الدين أدائه أو أن يربي عليه، فإن لم يؤد إليه دينه، ضاعف عليه مبلغ الدين. 4/ نزل التحريم الكلي القاطع بقوله تعالى ( يا أيُّها الَّذين آمنوا اتَّقوا الله وذَرُوا ما بَقيَ منَ الرِّبا إنْ كُنْتُمْ مُؤمِنِين) (2 البقرة آية 277) يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه) (رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي)، وهي المرحلة النهائية في تحريم الربا. لقد حرم الإسلام الربا و أحل الصدقة التي يزيدها الله أضعافا مضاعفة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما من عبد مسلم يتصدق بصدقة من كسبٍ طيِّب - ولا يقبل الله إلا طيبا- إلا كان الله آخذها بيمينه فيربيها كما يربي أحدكم فصيله حتى تبلغ التمرة مثل أحد) رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه. سمية بنت خياط ( أول شهيدة في الإسلام ) سمية بنت خياط أم عمار بن ياسر وكانت مولاة أبي حذيفة المغيرة أعتقها سيدها، وكان ياسر حليفا لأبي حذيفة فتزوجها فولدت عمارا فأعتقه. وكان ياسر وولده عمار وزوجته سمية ممن سبق إلى الإسلام. وكانت سمية سابعة سبعة في الإسلام، وكان أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية بنت خياط. وكان آل ياسر يعذبون في الله ليفتنوا عن دينهم ولكنهم لم يرجعوا للكفر وكان أبو حذيفة بن المغيرة يسقيهم الهول والعذاب وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يمر عليهم فيقول لهم: (صبراً آل ياسر إن موعدكم الجنة). وأعطيت سمية لأبي جهل أعطاها له عمه أبو حذيفة ليعذبها فقال لها أبو جهل: كيف تتركين آلهة آبائك وتتبعين إله محمد؟ فقال لسمية: أريني إلهك هذا؟ فقالت سمية: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير). فقال أبو جهل : لقد سحرك محمد. قالت: بل هداني إلى النور. فأمر أبو جهل بسمية رضي الله عنها فطعنها بحربة، فماتت وذلك قبل الهجرة. يوم بدر قتل أبو جهل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر: (قتل الله قاتل أمك) يعني أبو جهل. رحم الله السابقة إلى الإسلام وأول شهيدة في الإسلام. إذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب باطنك. كان النبيّ (صلى اللّه عليه وسلم) يدعو ويقول: رَبّ أعِنِّي وَلا تُعِنْ عَليَّ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لي وَلا تَمْكُرْ عَليَّ، وَيَسِّرْ هُدَايَ وَانْصُرْنِي على مَنْ بَغَى عَليَّ. رَبّ اجْعَلْنِي لَكَ شاكِراً، لَكَ ذَاكِراً، لَكَ رَاهِباً، لَكَ مِطْوَاعاً، إِلَيْكَ مُجِيباً مُنيباً، تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدّدْ لِساني، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي... .................................................. ............ |
||||||||||||
12-14-2007, 10:18 PM | #3 | ||||||||||||
|
لنلتمس جميعا قبسا من نور لنسمو بأنفسنا في ملكوت الحي القيوم، فنرتقي بها عاليا في حضرة النور الشافي لعذبات الروح و ظلماتها. و حتى لا أطيل عليكم أكثر أبدأ و أنتم معي على بركة الله الهمسة الثانية من سلسلة همسات نورانية. ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) سورة الأحقاف الآية 15 وصية ربانية نورانية لكافة جنس البشر، جوهرها شرط إنسانيته، بدون زيادة أية صفة أخرى على كونه إنسانا، هي وصية بالإحسان المطلق التام دون قيد أو شرط، وهي وصية حكيمة منبعها خالق الإنسان، و هي متكررة في القرآن الكريم وفي أحاديث رسول الله، و لبها الأساس الإحسان إلى الوالدين، أما وصية الوالدين بالأولاد فهي لا ترد إلا نادرا، ذلك أن الفطرة توجه الوالدين إلى العناية بالأولاد عناية تلقائية هي غاية الآباء لذاتها، فلا تحتاج إلى محفز خارجي يحثها على البدل و العطاء. أما الأولاد فقلما يلتفتون إلى أبائهم رمز التضحية و الإيثار المجاني غير المشروط، لأنهم مندفعون بكل جموح إلى الأمام و في سرعة متلاحقة نحو التقدم بغض النظر عمن يحيطون بهم من ذوي الفضل. يقدم القرآن الكريم القرآن صورة شفافة للتضحية النبيلة الكريمة الواهبة التي تجود بها الأم في سخاء منقطع النظير، والتي لا يكافئها أبدا إحسان من الأولاد مهما التزموا بوصية الله في الوالدين، و حرصوا جاهدين على تمثلها في صفاتهم و تعاملاتهم مع الأم، فكيف تكون مكافأتها و هي رمز البدل و العطاء. ( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ) إنها لوحة معبرة ترسم صورة الحمل وخاصة في أواخر أيامه، و صورة المخاض وطلقه و شدة ألمه، فيأتي علم الأجنة فإذا به يرفع النقاب عن خفايا عملية الحمل، و ما تجسده من عظم التضحية ونبلها في صورة إنسانية مؤثرة، لتنتهي الآية الكريمة من هذه الوقفة العظيمة أمام تضحية الوالدين، و شحذ الضمائر للتفاعل بشكل واع و إيجابي مع التضحية النبيلة ممثلة في الأم، إلى مرحلة النضج، مع سلامة الفطرة، و توازن القلب، وهي مرحلة بلوغ الرشد، و التي تكون عادة بين الثلاثين والأربعين سنة. والأربعون هي منتهى النضج و غايته، ففي هذه السن تستكين الفطرة المستقيمة السليمة، و تهتدي إلى التأمل في ما بعد الحياة، وتتدبر في المصير والمآل ( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ ) دعوة قلبية خالصة المشاعر تسمو بذكر نعمة الله، هي دعوة القلب المستعظم المستكثر لهذه النعم التي تغمره وتغمر والديه قبله فهي قديمة العهد به، فيدعو ربه أن يعينه و يهديه ليقوم بواجب الشكر و الثناء غير المنقطع الصلة لكافة النعم الربانية التي ينعم بها و والداه. ثم دعوة أخرى يطلب من خلالها عون الله للتوفيق إلى العمل الصالح الخير، الذي يبلغه كمال الإحسان و تمامه، الذي يرتضيه ربه في الدنيا و الآخرة، فرضا الله هو الغاية، و المقصد الذي تتطلع إليه النفوس المؤمنة التي لا ترى في غيره بديلا. ( وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَتِي ) دعوة ثالثة، وهي غاية القلب المؤمن في أن يمتد عمله الصالح في ذريته، والذرية الصالحة مطمح العبد الصالح، والدعاء ينتقل ببركة الوالدين إلى الذرية ليجمع الأجيال المتعاقبة على طاعة الله، و شفاعته المنتظرة و هي نعمة التوبة والإسلام عن عبد الله بنِ عمرو قال: ( لَعَنَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الرّاشِيَ وَالمُرْتَشِيَ ) رواه أبو داود. تقديم الرشوة للقاضي أو الحاكم بين الناس، لإفساد حق أو الانتصار لباطل جريمة أخلاقية، لأنها تكون سببا في تدمير أخلاق المجتمع وفقدان الثقة بين أبنائه، وانتشار الأخلاقيات السيئة كالتسيب والظلم، وفقدان الشعور بالولاء والانتماء، و التطاول على الحقوق بغير وجه حق، فقد قال الله تعالى في سورة البقرة 188: ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون)، لقد اقتحمت الرشوة الكثير من الجوانب في المجتمعات المختلفة حتى لم يكد يسلم منها مجال من المجالات، خاصة فيما يعرف بدول العالم الثالث، فهناك الرشوة في مجال القضاء، فيقضي الحاكم لمن لا يستحق أو يمنع من يستحق أو يقدم من ليس من حقه أن يتقدم ويؤخر الجدير بالتقدير والتقديم، أو ينتصر في حكمه لقرابة أو جاه أو رشوة، كما تكون الرشوة مصدرا سهلا للغني اليسير حيث أصبحت موردا مهما يفوق عائدات المرتبات عند بعض الموظفين ، بل صارت بندا أساسيا في تعاملات كثير من الشركات و المؤسسات الاقتصادية، وصارت كثير من المعاملات لا تبدأ ولا تنجز إلا بها، مما أضر بالفقراء تضررا عظيما من عواقبها الوخيمة، ففسدت الكثير من الذمم بسببها، و سال لعاب الكثير من ضعاف النفوس لسلطانها، فلا تقدم الخدمة الجيدة إلا لمن يدفع أكثر، ومن تمنعه أخلاقه و نزاهته و أحيانا فقره، فله الخدمة الرديئة و التأخير و الإهمال في الإنجاز، لهذه الآثار السلبية وغيرها فلا غرابة أن ينتفض النبي صلى الله عليه وسلم لمناهضة الرشوة والمشاركين فيها ممن سولت لهم أنفسهم المشاركة في هذه الجريمة، فيلعنهم الرسول صلى الله عليه و سلم ويطردهم الله من رحمته. أسماء بنت يزيد (خطيبة النساء) هي أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرؤ القيس بن عبد الأشهل بن الحارث، الأنصارية، الأوسية، الأشهلية، وقد اختلف بعض المؤرخين والرواة حول اسمها فبعضهم قال: (أسماء بنت عبيد الأنصاري)، وكانت كنيتها أم سلمة و (أم عامر الأوسية). وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى للهجرة فبايعته وسمعت حديثه، تعد من المحدثات الفاضلات وهي مجاهدة جليلة كانت من ذوات العقل والدين والخطابة حتى لقبوها خطيبة النساء. كانت رضي الله عنها تتقدم النساء وتتزعمهن فيذهبن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وتقول له: (أنا وافدة النساء إليك إن الله عز وجل بعثك إلى الرجل والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم و مقضى شهواتكم و حاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجُمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم أفلا نشارككم في هذا الأجر؟ فما انتهت أسماء من حديثها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه ثم قال: (هل سمعتم بمقالة امرأة أحسن من سائلة في أمر دينها من هذه؟). فقالوا: بلى يا رسول الله، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (انصرفي يا أسماء، وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعّل إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته، وإتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال). فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما أسلم ابن عمها معاذ بن جبل- رضي الله عنه سألته عن الإسلام وما يدعو إليه فتلا عليها آيات من الذكر الحكيم و أخبرها أنه عليه الصلاة والسلام يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، و نبذ عبادة الأصنام ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فأتت أم عامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وبايعت وكانت أول من بايع من النساء. وكان عليها سواران من ذهب فبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيصهما فقال عليه الصلاة والسلام: (ألقي السوارين يا أسماء أما تخافين أن يسورك الله بأساور من نار؟)، فما كان منها إلا أن سارعت فنزعتهما وألقتهما أمامه، وشهدت أسماء بنت يزيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض المشاهد وكانت تخدم رسول الله تقول: (إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله إذ نزلت سورة المائدة كلها فكادت تدق عنق الناقة ). وقد امتد العمر بأسماء- رضي الله عنها- فقد شهدت (موقعة اليرموك سنة 15هـ) وشاركت فيها فكانت مجاهدة جليلة وتذكر الروايات أنها قتلت تسعة من جنود الروم بعمود خيمتها وعاشت بعد ذلك دهراً رضي الله عنها. قال بعض الملوك لحكيم من حكمائه: عِظْني بعِظَة، تنفي عني الْخُيَلاء، وتزهّدني في الدنيا. قال : فكَر في خَلْقك، واذْكُر مبدأك ومصيرك، فإذا فعلت ذلك صَغُرَتْ عندك نفسُك، وعَظُم بصغرها عندك عَقْلُك، فإن العقلَ أنفعهُما لك عِظَماً، والنفس أَزْينهُما لك صِغَراً، قال الملك: فإن كان شيء يُعِينُ على الأخلاق المحمودة فصفتك هذه، قال: صفتي دليل، وفَهْمُك محجَّة، والعلم عليّة، والعمل مَطيّة، والإخلاص زمامها، فخُذْ لعقلك بما يزيّنه من العلم، وللعلم بما يَصُونُه من العمل، وللعمل بما يحقّقه من الإخلاص، وأنت أنت! قال: صدقت. هو دعاء مبارك قال عنه أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا دعاء الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن ) وهو أن يصلي المسلم صلاة الاستخارة وهي ركعتان في غير المكتوبة وأفضل أوقاتها قبل الفجر ثم يدعو بالدعاء الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه للصحابة رضوان الله عليهم ، ومعلوم أنه دعاء خاص ومعين على اختيار أمر من أمور يحار المسلم في اختيار الصالح منها وخاصة في الاختيارات الهامة في حياته ؛ يدعو به متيقنا على الاستجابة. اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فانك تقدر ولا اقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إن كان في هذا الأمر - وتسميه - خير لي في ديني ودنياي وفي عاجل أمري و آجله فاكتبه لي ويسره لي، وإن كان فيه شر لي في ديني ودنياي وفي عاجل أمري و آجله فاصرفه عني واصرفني عنه واكتب لي الخير حيث كان ثم رضني به. |
||||||||||||
12-15-2007, 06:04 AM | #4 | ||||||||||||
|
كثيرا ما نقبع مختفين من أنفسنا في دهاليز الضياع مذبذبين بين ظلام اليأس وظلم الإحباط العقيم، كثيرا من يقيدنا إحساس موجع بالتراجع إلى الوراء، إحساس بالتمزق بين ألاف الجزيئات من الأماني و علقم خيانة واقع مرير يقتل باكرا طموحنا الغض، و في ارتداد طرف يرن في أعمق نقطة في روحنا هاتف سماوي، يزورنا في أوقات لا نتوقعها، يداهمنا فيها، يلهم في لحظات تأملنا وأحلامنا، وينسينا قسوة الحاجة، يدغدغ العقل، فتقودنا اللهفة وراءه، وراء النور السماوي العادل الذي لا تثنيه الظلمات، ولا تعيقه الحواجز، فهو يرتفع عاليا فوق كل الحواجز، إنه نور الله يحرسنا جميعا بصدق و إخلاص، نور لا يخذلنا، و لا يخون أبدا مشاعرنا، هو النور الدائم الأزلي، يمسح صدأ القلوب، و كدر العيش، و ضياع الرغبات، نور يجلو غبار اليأس المستكين بين الضلوع ينخر الإحساس بالقناعة و الرضا، نور رباني ينصفنا حين تخذلنا خفافيش الظلام، فيا ربي هب لنا سبيلا نلتمس فيه نورك الذي لا يضيع معه شيء في السماوات و لا في الأرض. ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأحقاف 13 – 14 الجنة جزاء المحسنين، لكن الاكتفاء بالقول ( ربنا الله ) ليس وحده مفتاحا للجنة فلا تقال الكلمة لمجرد القول، إنما ترسخ في الذهن و يصدقها القلب و تتمثلها الروح بالعمل المستقيم، فالجنة شرطها العمل الصالح ( ثم استقاموا ) أي أن العقيدة ليست مجردة في الضمير، بل هي منهج كامل للحياة، تشمل أدق تفاصيلها و مختلف مناحيها. والاستقامة المقصودة في الآية يدعمها القول المحكم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الإسلام، ففي صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، ( قال: قل آمنت بالله ثم استقم )، فالاستقامة دستور حياة المؤمن فهي تستند على بند أساسي هو الإيمان بالله ( قل آمنت بالله )، وهي فضيلة يسمو على نورها سلوك المؤمن، و تتبدل مطامحه ، و تتركز أهدافه فلا تزيغ أبدا، و هي شفاء القلب، ففي ظلالها يحيى ولادة روحانية مستكينة، ولادة تجعله طيعا خاضعا لأحكام الله، فترنو نفسه لطاعته، و تمج نواهيه، فتبتعد عن سبلها، و الذين اصطفاهم الله للمعرفة الربانية و الاستقامة الثابتة هم الصفوة من عباده ممن ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )، فكيف يخافون الخوف وفيم حزنهم و هم ( أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون ) عن الحسن بن علي قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة) رواه الترمذي. ( دع ما يريبك ) أي تنحى عن ما يبعث في نفسك الشك فتحتار في كونه حسناً أو قبيحاً، حلالاً أو حراماً (إلى ما لا يريبك) أي اعدل عنه إلى وجد في نفسك القبول الحسن، و يقصد ما لا شك فيه مما أيقنت من حسنه وحلاله (فإن الصدق طمأنينة) أي أن الصدق يطمئن إليه القلب وتسكن له الروح (وإن الكذب ريبة) أي يبعث على القلق، فيضطرب القلب، و يعلوه الكدر، إن المتأمل لهذا الحديث في أبعاده الروحية و الوجدانية، يهتدي تفكيره إلى المفاتيح الواضحة المعالم، و التي تسطر منهج التعامل مع ما يثير في النفس الريبة و الشك و التوجس، فالأمر هنا ( دع ) هو في الأصل بغرض التوجيه السليم للفطرة الإنسانية. ففطرة المؤمن السليمة تجنح إلى الصدق و تنفر من الكذب، فارتياب السريرة النقية من الشيء مؤشر على مطية للباطل، فتحذره النفس و تعافه، و طمأنينتها للشيء دليل على حقيقته الصرفة فتتمسك به، والصدق والكذب مستهلكان في الأقوال والأفعال، و حسن الاعتقاد و سلامته مخصوص به ذوو النفوس الطاهرة المتعالية دنس الرذائل و وسخ الشبهات. فالصدق إذا يملئ من المؤمن قلبه فيمتزج نور الصدق بنور الإيمان فتطمئن النفس، و يخبو قنديل الكذب فالكذب ظلمة والظلمة تذوب بقوة النور. الخنساء بنت عمرو ( أم الشهداء ) أم عمرو تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السليمية الملقبة بالخنساء، من أشهر شاعرات العرب، وقد أجمع علماء الشعر على أنه لم تكن هناك امرأة أشعر منها، وشعرها كله في رثاء أخويها معاوية وصخر، فقد اشتهر رثاؤها في أخويها وعظم مصابها. وأنشدت الخنساء في سوق عكاظ بين يدي النابغة الذبياني وحسان بن ثابت فقال لها النابغة ( اذهبي فأنت أشعر من كل ذات ثديين. ولولا أن هذا الأعمى -يقصد الأعشى - أنشدني قبلك لفضلتك على شعراء هذا الموسم). قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم، وأعلنت إسلامها وإيمانها لعقيدة التوحيد، وحسن إسلامها حتى أصبحت رمزا متألقا من رموز البسالة، وعزة النفس، وعنوانا للأمومة المسلمة المشرفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنشدها ويعجبه شعرها، وكانت تنشده وهو يقول: ( هيه يا خناس ويومئ بيده ) . وعندما أخذ المسلمون يحشدون جندهم ويعدون عدتهم زحفا إلى القادسية، كل قبيلة تزحف تحت علمها مسارعة إلى تلبية الجهاد كانت الخنساء مع أبنائها الأربعة تزحف مع الزاحفين للقاء الفرس وفي خيمة من آلاف الخيام، جمعت الخنساء بنيها الأربعة لتلقي إليهم بوصيتها فقالت: يا بني أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجّنت حسبكم ولا غيرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعده الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) . فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم متبصرين بالله على أعدائه منتصرين. فلما أشرق الصبح واصطفت الكتائب وتلاقى الفريقان أخذت تتلقى أخبار بنيها وأخبار المجاهدين، لقد جاءها النبأ بالاستشهاد فقالت : ( الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته ). وتوفيت الخنساء بالبادية في أول خلافة عثمان بن عفان- رضي الله عنه- سنة 24 هـ. ولدتك أمك يا ابن ادم باكيا والناس حولك يضحكون سرورا فأحفظ لنفسك إن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكا مسرورا قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير. اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادى واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر. |
||||||||||||
|
|