رئيس مجلس الإدارة السابق في قناة المجد الفضائية فهد الشميمري يكشف لـ"سبق"

[الفجر الجميل]

الغماس طلب مني ثني الإدارة العليا عن الاستقالة ..لكنهم رفضوا



حوار : تركي العبدالحي (سبق) الرياض:


كشف الأستاذ فهد الشميمري رئيس مجلس الإدارة السابق في قناة المجد الفضائية في حوار مع "سبق" إن الهدف الحقيقي من بيع حصته في القناة للشيخ حمد الغماس هو مصلحة القناة , مشيرا إلى أن رأس مال المجد منه ما هو تجاري ومنه ماهو وقفي وأنه لا يعلم بمشاركة الشيخ سلمان العودة في شراء القناة .

وأكد الشميمري أن المجد هي قناة أسلوب حياة ورؤية اجتماعية وليست قناة إثارة تقدم الجدل والصراع والصراخ. وأوضح أن منع بعض الشخصيات والحلقات من الظهور يرجع لمعايير معينة وواضحة تجاه تقديم البرامج أو الشخصيات وقال " لا نقدم في القناة برامج أو شخصيات كيفما اتفق بلا معايير ولا ضوابط والمركزية في القناة هي مركزية لجان وليست مركزية شخص واحد ". وأقر الشميمري بوجود أزمة رواتب في قناة المجد أدت لتأخرها عدة مرات وأرجع ذلك إلى عدم انتظام الإيرادات.

وفيما يلي نص الحوار :

* في لقائكم الأخير مع الدكتور عبد العزيز قاسم في برنامج (البيان التالي) على قناة (دليل) الفضائية ذكرتم بأن توقيعكم على اتفاقية البيع هو توقيع على (شهادة تخرج) ووصفتم ما يحمله هذا المفهوم من شعور بالسعادة والارتياح ، إلا أن السؤال يبقى حاضراً وهو : لماذا بعتم حصتكم في قناة المجد ؟- هدف بيع الحصة بكل بساطة هو تحقيق مصلحة قناة المجد ، وذلك لإعادة وحدة الملكية ووحدة القرار التي تنهي النزاع والشقاق ، فقد عاشت قنوات المجد فترة طويلة من الاستقرار لأنه كانت لدينا أغلبية مطلقة وفرت للمجد وحدة الملكية ووحدة القرار ، وعندما فقدنا هذه الأغلبية عاشت القناة سنتين من التنازع والشقاق ، ولذلك فقد كانت مبادرة منا للشيخ حمد الغماس أن يبيعنا حصته لكي تعود إلينا الأغلبية المطلقة ، أو أن يشتري منا حصتنا لكي تتوفر له الأغلبية المطلقة ، وقد وافق الشيخ حمد الغماس على شراء حصتنا ، وبذلك تحقق الهدف وهو وحدة الملكية ووحدة القرار ، فحصتنا تبلغ 36.2% أضيفت إلى حصة الشيخ حمد الغماس 19.21% لتكون حصة الشيخ حمد الجديدة 55.41% ، وبذلك يسدل الستار على مرحلة التنازع ويعود الاستقرار - إن شاء الله - لقنوات المجد.



* هل الخلاف الذي حصل بين الأستاذ الشميمري وفريقه الإداري والشيخ الغماس هو خلاف إداري أم خلاف سياسة المطروح على الشاشة ؟

- الخلاف لا ينكر وهو موجود في كل شركات العالم ، وهو متعدد الأسباب والوجوه ، ولكن المشروع الإعلامي أكثر المشاريع حاجة للاستقرار لذلك تم بيع الحصة للشيخ حمد ليحصل على الأغلبية ، وبعد البيع انتهت كل الخلافات كأي شركة تجارية.



* ترددت أنباء عن مشاركة الشيخ الدكتور سلمان العودة في شراء القناة مع الشيخ الغماس هل لديكم علم بهذا ؟

- ليس لدينا علم ، وهذا أمر يخص فضيلته - حفظه الله - وهو لم يعلن شيئاً بهذا الخصوص.



* ترددت معلومات بأن هناك استقالات كثيرة في الإدارة العليا لقنوات المجد احتجاجاً على صفقة البيع وانتقال الملكية فما هي صحة هذه المعلومات ؟

- الاستقالات حدثت ولكنها لم تكن احتجاجاً ، لأن واقع الأمر الذي حدث أن أعضاء الإدارة العليا الذين استقالوا هم الذين قرروا أن نبادر ونعرض على الشيخ حمد الغماس إما أن يبيعنا حصته لتعود لنا الأغلبية ، وإما أن يشتري منا حصتنا ، فليس هناك احتجاج بل قرار صنعوه بأيديهم.



* ولكن استقالات أعضاء الإدارة العليا ستكون مربكة للإدارة الجديدة ؟

- الذين قدموا استقالتهم من أعضاء الإدارة العليا قدموها قبل إتمام صفقة البيع ، وكانت بعلم الشيخ حمد الغماس الذي اجتمع ببعضهم ، ثم اجتمع بي مطولاً لكي أثنيهم عن الاستقالة وألزمهم بالاستمرار في العمل ، ولو لبعضهم على الأقل أو لبعض الوقت ، وقد كان ذلك قبل إتمام صفقة البيع ، وقد اعتذروا جميعاً عن الاستمرار والبقاء ، واعتذرت أنا للشيخ حمد عن إلزامهم بذلك ، وقد تمت صفقة البيع بعد علم الطرفين أن أعضاء الإدارة العليا قد استقالوا ، وأن هناك حاجة لإدارة عليا جديدة.



* من هم المستقيلون في الإدارة العليا وما طبيعة مهامهم وأدوارهم ؟

- أعضاء الإدارة العليا الذين قدموا استقالتهم هم :

أ.د. أحمد بن عبد الرحمن الشميمري:

( نائب المدير العام – عضو مجلس الإدارة )

وهو من مؤسسي القناة ، الذي حمل على عاتقه مهمة إصدار الترخيص الرسمي لهــــا ، في وقت لم تكن هناك مدن إعلامية ، أو تراخيص للقنوات الفضائية في العالم العربي وذلك منذ العام 1420هـ أي قبل عشر سنوات.

ثم قام - حفظه الله - بتأسيس وإدارة مركز البث في دبي لمدة أربع سنوات ، فضلاً عن عشرات المهام الأخرى ، وهو الآن مستشار معالي مدير جامعة الملك سعود للتطوير والجودة ، وعميد التطوير ، والمشرف على مركز ريادة الأعمال.

د. يوسف بن عبد الرحمن الشميمري:

( نائب المدير العام – مدير قنوات المجد للأطفال )

وهو من مؤسسي القناة منذ بدايتها ، وقد انقطع فترة لتحضير الدكتوراه ثم عاد ليتحمل قدراً كبيراً من المهام ، من خلال إدارة تدفقاتها النقدية خلال سنوات ، ثم إشرافه على إدارة قنوات الأطفال.

وهو الآن أستاذ مشارك في كلية التربية بجامعة الملك سعود ، وكيل عمادة التطوير للتطوير الأكاديمي.

الأستاذ عادل بن أحمد الماجد:

( نائب المدير العام للبرامج – نائب رئيس لجنة البرامج )

وهو من مؤسسي القناة ، وأحد الذين قاموا برسم سياساتها الإعلامية ، والإشراف على تنفيذ هذه السياسات طوال سنوات ، فضلاً عن عشرات المهام الأخرى في الجانب البرامجي والمحتوى الإعلامي.

الأستاذ ربيعان بن فهد الربيعان:

( نائب المدير العام للإنتاج – وعضو مجلس الإدارة السابق )

وهو أحد مؤسسي القناة وتحديداً في الجانب الإنتاجي ، حيث تولى طوال سنوات مهمة إدارة الإنتاج في المملكة العربية السعودية في فترة هي الأصعب والأكثر تحدياً ، فضلاً عن عشرات المهام الأخرى ، وهو رجل أعمال ومستثمر في العديد من المجالات.

المهندس همام الدسوقي:

( المدير التنفيذي لمؤسسة علا المجد )

وهو مؤسس ومدير نظام التلفزيون المدفوع ، وأحد الخبراء القلائل في العالم العربي في هذا المجال ، فضلاً عن إنشائه لشبكة التوزيع ، ومسؤولية بناء الاستوديوهات ، وقيامه بالتخطيط والإدارة والتنفيذ لأهم مشروعين وهما مشروع الاستبدال ومشروع التحول للقمر الصناعي عربسات بدر 6 ، وعشرات المهام الأخرى.

الأستاذ أيمن سيد لاشين:

( المدير الإقليمي لقنوات المجد في القاهرة )

وهو مؤسس ومدير الإدارة الإقليمية في القاهرة التي تشمل العديد من قطاعات العمل ، مثل مراكز الإنتاج ، والاستوديوهات ، وأستوديو الصوت ، وأقسام الرسوم المتحركة ، ومركز الأخبار ، ومركز البث ، حيث قام بتأسيسها وإدارتها طوال السنوات الماضية ، حيث كان الموظف رقم واحد في مصر ثم انتهت الإدارة بأكثر من 250 موظفاً.

الأستاذ خالد عبد الفتاح حسين:

( مدير قناة المجد للقرآن الكريم )

وهو مؤسس ومدير القناة منذ بدايتها ، فضلاً عن عشرات الأعمال والمهام الأخرى ، باعتباره مدير مكتب رئيس مجلس الإدارة منذ أربعة عشر عاماً ، أي قبل تأسيس قنوات المجد.

د. حسين بن عبد الرحمن السلمان:

( المدير التنفيذي لروابي مجد الدولية )

وهو رجل المرحلة ومهندس النظام الإداري الرائع في إدارة روابي ، التي تعد إحدى أكبر شركات الإنتاج في العالم العربي ، حيث تنتج أكثر من سبعة آلاف ساعة تلفزيونية سنوياً ، مع ما يمثله ذلك من تحديات على كافة الأصعدة والمستويات ، والدكتور حسين السلمان أستاذ مساعد في كلية علوم الحاسب الآلي في جامعة الملك سعود بالرياض.

* أستاذ فهد اثنان من إخوانك ( أحمد ويوسف ) في مجلس الإدارة والقناة تتهم بأن لديها محاباة للأقارب في التعيين والتوظيف ، هل من تفسير ؟ وما هي آليتكم في التوظيف.. الكفاءة أم القرابة ؟

- بالنسبة للدكتور أحمد الشميمري هو أستاذ دكتور في إدارة الأعمال وقد كان مديراً في الجمعية السعودية للأعمال ورئيس قسم في جامعة القصيم ، والآن مستشار لمعالي مدير جامعة الملك سعود وعميد كلية التطوير وهو من عمل على تأسيس القناة من البداية وأخذ الرخص في وقت لم يكن هناك رخص وإلى الآن أخذ الرخص والتسجيل أمر صعب ، وأسس مركز دبي وعمل عشر سنوات دون أن يتقاضى ريالاً واحداً وهو يعمل للقناة مجاناً.



* عشر سنوات عمل الدكتور أحمد الشميمري مجاناً يا أستاذ فهد ؟

- نعم دون مقابل



* وماذا عن الدكتور يوسف الشميمري ؟

- الدكتور يوسف كان من البداية من المهتمين في أمور الأجهزة ويحضر كثيراً مؤتمرات دولية في هذا الشأن ، وكان ممن أسس في جانب شراء الأجهزة ، وهو الذي نبه للانتقال من مرحلة الأنالوق إلى مرحلة الديجتال نظراً لتخصصه ، وأيضاً الدكتور يوسف الشميمري لم يتقاض أي شيء في تلك الفترة.



* إلى وقت البيع لم يكن يتقاضى أي شيء ؟!

- لا ، بعد أن انتهى من رسالة الدكتوراه في بريطانيا كان هو المسؤول الأول للإدارة المالية ثم هو مدير قنوات المجد وكان يعمل يومياً من ثمان إلى عشر ساعات ومع ذلك كان يأخذ مبلغاً متواضعاً جداً كان بإمكانه أن يأخذ أضعافه لو عمل مستشاراً في شركات أخرى.

وفعلا لو كان الدكتور يوسف الشميمري اسمه اسماً آخر غير الشميمري والدكتور أحمد الشميمري اسمه غير الشميمري لبحثنا عنهما نتيجة ندرة التخصص أو الاهتمام الإعلامي الذي يملكانه.



* يعني أنهما كانا في إدارة القناة لكفاءتهما وليس لأنهما إخوانك ؟

- نعم ومع ذلك الدكتور أحمد كما أخبرتك لم يكلف ريالاً واحداً لعشر سنوات.



* ماذا عن حسابات الربح والخسارة في القناة ؟

- إذا أردت أن تعرف الربح والخسارة يجب أن ترجع إلى رأس المال ، ولذلك فإن رأس المال المدفوع بالتقسيط المريح هو 130 مليون ريال فقط ، بينما قيمة قنوات المجد التي تبلغ 12 قناة فضائية ، مع ما فيها من مكتبة برامجية بعدد يفوق 40 ألف ساعة تلفزيونية ، واستوديوهات ضخمة ومتعددة ، ونظام تلفزيوني مدفوع ، وأكثر من ربع مليون مشـترك ، فكل ذلك قيمته على الأقل 600 مليون ريال.

فإذا اشتريت أرضاً بمبلغ 130 مليون ريال ثم أصبحت قيمتها 600 مليون ريال ، فكم هي نسبة الربح ؟

علماً بأن الملاك لم يأخذوا ريالاً واحداً من قنوات المجد منذ تأسيسها ، بل كانت جميع الإيرادات يعاد صرفها بالكامل على تشغيل القنوات وتطويرها كمياً ونوعياً.



* تقول إن الملاك لم يأخذوا ريالاً واحداً من القناة منذ تأسيسها ؟ ما هي فائدتكم التجارية حينما تؤسسون القناة وتعملون بها زهاء العشر سنوات ثم تخرجون بلا ريال واحد فائدة ؟

- رأس المال منه تجاري ومنه وقفي ، ولكن المشروع يدار بشكل تجاري والفائدة التجارية متحققة فعلاً ، فنماء رأس المال ومضاعفته وازدياد الأصول وتنوع القنوات يعتبر هدفاً تجارياً مهماً ، ولكن لم توزع الأرباح لأنها ضُخت في رأس المال ، والشركات المستقرة وذات البعد الإستراتيجي لا تتعجل في توزيع الأرباح لأنها تسعى لزيادة القيمة السوقية للشركة بنماء الأصول وتعددها.



* يتردد في بعض وسائل الإعلام الإشارة إلى موضوع تأخر صرف الرواتب عن موعدها المعتاد في بداية كل شهر ؟ فما أسباب ذلك ؟

- نعم كانت رواتبنا تتأخر في الصرف على مدى سنوات ، وذلك بسبب عدم انتظام الإيرادات ، حيث يبلغ عدد الموظفين 900 موظف ، ومجموع رواتبهم الشهرية ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف ريال تقريباً ، وبسبب عدم انتظام الإيرادات فإننا كنا نقوم بصرفها بالتدريج خلال فترة الشهر ، حسب الإيرادات داخل وخارج المملكة ، ولم يكن باستطاعتنا الحصول على تسهيلات بنكية لتنظيم التدفق النقدي بسبب عدم انتظام الإيرادات ، والبنوك لها أسبابها الخاصة التي نتفهمها ، إلا أنه كان بإمكاننا إيجاد حلول أخرى مثل تخفيض المصروفات بإلغاء عدد من الوظائف ، كما تفعل القنوات والشركات الأخرى ، وذلك بالاستغناء عن 150 أو 200 موظف ، إلا أننا كنا حريصين على الاحتفاظ بجميع موظفينا والحفاظ على وظائفهم.



* ولكن قناة المجد في قائمة البلاك لست في وزارة العمل نظراً لكثرة الشكاوى من قبل الموظفين عليها ، لماذا وصلت القناة لهذا المستوى من تذمر بعض الموظفين ؟

- قناة المجد مسجلة في دبي والقاهرة وليست في السعودية وليست مرتبطة بوزارة العمل السعودية ، وللقناة في السعودية مكتب تمثيلي فيه أقل من عشرة موظفين وثلاثة منهم فقط متفرغون.

أما الشركات الأخرى في السعودية ( روابي المجد ، وعلا المجد ) فإنها مازلت تأخذ الفيز وتستقدم وأعمالها مستقرة ومستمرة ، أما عن الشكاوى في مكتب العمل فإنه خلال عشر سنوات وبالتعاون مع عشرات المؤسسات ومئات الموظفين لم تتم مخاطبتنا رسمياً إلا في قضيتين كسبتها (روابي المجد) ولله الحمد.



* يملك الأستاذ أيمن لاشين مدير مكتب القاهرة مؤسسة إنتاج تبيع لقناة المجد ، ويرى الكثير من المراقبين انه ينتج ويبيع لنفسه ؟

- الأستاذ أيمن لاشين يدير شركة اسمها (لمسات) في مصر ولكن (لمسات) تملكها المجد ولا يملكها الأستاذ أيمن لاشين كما تقول ، وكانت من ضمن البيع الأخير وكان للمسات دور كبير في تخفيض التكاليف على قناة المجد فقبل لمسات كنا نشتري بعض الأعمال من خارج المجد ولما أنشئت لمسات ساعدتنا في إنتاج الكثير من الأعمال والإدارة الجديدة تمسكت كثيراً بأيمن لاشين لكنه اعتذر لأن لديه ارتباطات أخرى.



* في الفترة الأخيرة من إدارتكم حصلت استقالات كثيرة في بعض الإدارات لعل أبرزها إسماعيل العمري وباسل النيرب وغيرهم ؟

- ليس في الفترة الأخيرة فقط ، منذ أن انطلقت القناة وشركاتها فإنها تشهد موظفين يستقيلون أو يقالون ، مثلها مثل الشركات في العالم كله ولا يوجد شركة على وجه الأرض إلا ويستقيل منها موظفون وتنهى عقود موظفين.

وغالب المستقيلين وجدوا أعمالاً أخرى أو فرصاً أخرى مثل الأخ الكريم إسماعيل وجد فرصة وظيفية مناسبة وقدم استقالته والتحق فيها ، فكثير من موظفينا انتقلوا من قناة المجد إلى قنوات أخرى مثل الجزيرة ، العربية ، والتليفزيون السعودي ، بل إن بعضهم انتقل إلى قنوات عالمية وبعض القنوات قد انتقل عدد من موظفيهم إلينا ، ومازالت علاقتنا بهم قوية ومميزة ، ويكنون للمجد وإدارتها كل احترام وهي تحترمهم وتقدرهم ، أما المعدون ومساعدو الإنتاج والمصورون فهم يتوظفون ويستقيلون من مديري وحداتهم ، وهذا يحدث كثيراً ويتم فصل بعضهم بسبب سلوكه الوظيفي أو ضعف تقييمه السنوي.. وخلال العشر سنوات الماضية مئات الموظفين الذين توظفوا في المجد في الرياض ودبي والقاهرة مازالوا على رأس العمل - ولله الحمد والمنة - .



* كثرة البرامج الإذاعية وبعض البرامج السطحية كبرنامج (كشتات) تغلب على شاشة المجد في إدارتكم ، ما هدف الشميمري من إزاحة الجدل الفكري الثقافي السعودي من برامج القناة ؟

- تعتبر قناة المجد من أكثر القنوات العربية تنوعاً وأكثرها برامج وثائقية وتقريرية ، وهي تسير وفق رؤية ناضجة تعتمد على رأي الجمهور والذي نحترمه كثيراً ، ولعل برنامج (كشتات) بمبدعيه من أكبر البرامج مشاهدة في السعودية ، لذلك يتم دوماً رعايته من المعلنين والرعاة ، وأما الجدل الفكري والثقافي فهو ليس من اختصاص القناة ولم نعمل بها قط ، لأن أهم أهداف القناة هي جمع الأمة على كليات الدين والوطن وعدم الدخول في حروب وصراعات جزئية تعمل على زعزعة الوطن وشحن الناس ضد بعضها البعض ، والقناة هي أسلوب حياة ورؤية اجتماعية وليست قناة إثارة تقدم الجدل والصراع والصراخ.



* ألغيت كثير من البرامج التي كان لها صدى قوياً في القناة ، ومنعت شخصيات من الظهور ، على سبيل المثال حلقات (ساعة حوار) كانت تستضيف الشيخ عوض القرني والدكتور محمد الأحمري؟ هل لديكم معايير معينة لتقييم البرامج والشخصيات ؟

- البرامج تخضع لمعايير إعلامية ولكل برنامج دورة معينة لاسيما برامج الضيف الواحد ، وأما الدكتور عوض القرني والدكتور محمد الأحمري فقد تمت استضافتهما وغيرهما كثير في (ساعة حوار) وقد ألغيت إحدى حلقات (ساعة حوار) مع الدكتور الفاضل عوض القرني لأسباب محددة وواضحة ، وتفهم الدكتور برجاحة عقله وعلو نفسه هذا الاعتذار.

ونقول بكل فخر نعم لنا معايير معينة وواضحة تجاه تقديم البرامج أو الشخصيات ولا نقدم في القناة برامج أو شخصيات كيفما اتفق بلا معايير ولا ضوابط.



* القناة متهمة بالمركزية الشديدة بل وصل الأمر ببعض النقاد بأن وصفوها بالاستبداد الإداري إلى درجة أن كل البرامج والشخصيات لا يمكن أن تظهر في قناة المجد العامة إلا بمرورها عليكم ؟

- المركزية في القناة موجودة لكنها ليست مركزية شخص ولكنها مركزية لجنة أرأسها أنا ونائب الرئيس عادل الماجد وهناك أكثر من 12 عضواً كلهم يقررون لتأكيد وحدة الرؤية الإعلامية.



* هل يعني هذا أنه لا يمكن أن يقر برنامج في القناة العامة إلا بالمرور على هذه اللجنة ؟

- نعم لا يمكن أن يقر برنامج بل ولا ضيف جديد إلا بالمرور على هذه اللجنة والهدف أن تسير المجد وفق هوية ورؤية واضحة ، أيضاً بعض الضيوف قد يتكررون في أكثر من برنامج أو ممكن بعض الموضوعات تتكرر في أكثر من برنامج ولكي نضمن أن هناك عدم التكرار كانت هذه اللجنة.. إنها وحدة قوية جداً تجتمع أحياناً في الأسبوع مرة وأحياناً مرتين لإقرار كل البرامج ، بل أن الأستاذ عادل الماجد يرأس الجلسات في غيابي حيث إن المركزية للجنة وليس لشخص معين وتصدر اللجنة تقريراً بعد كل جلسة وتتأكد أن الأسبوع الماضي مضى بشكل صحيح وتناقش الأخطاء وقبل أن تباع الحصة كانت اللجنة قد أقرت دورة الصيف ودورة رمضان.



* تعاني قناة المجد من ضعف الأعمال الدرامية والمسرحية ولم تسع القناة لتمويل أعمال درامية أو عرض مسرحيات هادفة ، ما السبب ؟

- القنوات لا تنتج الدراما ، ولكنها تشتري الدراما من المنتجين وعندما يتم إنتاج دراما مناسبة تقوم القناة بشرائه ، وقد عرضت علينا عشرات المواد الدرامية وتم رفضها لضعفها ، وأشرفت القناة واشترت عملين حققا المركز الأول لسنتين متتاليتين في استفتاء جريدة الرياض هما (مطبات) و(غبار الهجير).



* يتهم البعض قناة المجد بأنها حكومية أكثر من القناة السعودية الأولى عبر تغطيتها ورسائلها الإعلامية للدوائر والمؤسسات والوزارات الحكومية ، إلى درجة أنها تغطي فعاليات حكومية سعودية لا يغطيها التلفزيون الرسمي. هل قناة المجد موجهة بالدرجة الأولى للمواطن السعودي أم العربي ؟ وما مدى اهتمام قناة المجد بعالمية رسالتها ؟- تفتخر قناة المجد الفضائية خلال السنوات العشر الماضية بانتمائها للسعودية حكومة وشعباً ، وهذه الحكومة وهذا الشعب يستحق أكثر من ذلك ، ولا تنسى أن رأس المال سعودي والملاك سعوديون والإدارة العليا جلها سعوديون وأعضاء اللجنة الشرعية من كبار العلماء في السعودية ، وأغلب برامجنا من وإلى هذه الأرض الطيبة والمباركة ، وقبل انطلاق قناة المجد حددت جمهورها بوضوح بأن برامجها من50 -60% موجهة للسعوديين ، ومن ينظر للفضاء العربي يجد أن أكثر القنوات موجة للسعودية ، وقناة المجد تفتخر وتسعد بأنها سعودية ولكننا لم ننس الجمهور العربي وقدمنا له الكثير من البرامج.



* كيف تعاملتم مع الهجوم المتكرر على قنوات المجد ؟

- قنوات المجد من القنوات القلائل في العالم العربي التي تعاني من هجوم متكرر وعداء واضح من جهات متعددة ، سواءً الجهات التي تعتبرها محرضاً كبيراً على الدولة اليهودية وتتهمها بالتحريض الديني ومعاداة السامية وتكريس الكراهية بحسب تعبيرهم ، أو مثل احدى المجلات التي تصف قناة المجد بأنها قناة ظلامية متطرفة غامضة يديرها حفنة متطرفين جهلاء منعزلين عن أي حضارة ، أو مثل موقع إلكتروني يصف محرره بأن قناة المجد هي الجيب الأصولي الفضائي الوحيد في السعودية .. وقد تكرر منهم عدة مرات الإرجاف بأن قناة المجد ستغلق خلال أيام ، وأعتقد أن هذا جزء من حرب نفسية للأسف الشديد.

وقد كنا نستعين بالله ونتوكل عليه في استمرار مسيرتنا دون الالتفات إلى هذه المعارك الجانبية.



* ما هي أهم نتائج تجربتكم في قناة المجد ؟

- بدايةً .. عندما نتحدث عن النتائج فإننا يجب أن نفرق بين الحقائق الثابتة التي تشهد عليها كما تشهد على هذه الشمس ، وبين التخرصات والظنون والأوهام والمواقف الشخصية والأغراض النفسية ، لذلك يمكن تلخيص أهم خمس نتائج بالآتي :

1- تأسيس مدرسة إعلامية تلفزيونية جديدة ، بمعايير مبتكرة وريادية ، ليس لها نموذج سابق في صناعة التلفزيون.
2- إطلاق ثاني أكبر مجموعة قنوات عربية خاصة مملوكة لجهة واحدة في العالم العربي بعدد 12 قناة فضائية شاملة ومتنوعة.
3- تأسيس بنية تحتية واسعة للإنتاج في دبي والرياض والقاهرة تنتج أكثر من 7 آلاف ساعة تلفزيونية سنوياً.
4- تأسيس نظام للتلفزيون المدفوع هو الرابع من نوعه في العالم العربي بعدد مشتركين يتجاوز ربع مليون مشترك.
5- تحقيق نسبة مشاهدة عالية ضمن القنوات الخمس الأكثر مشاهدة في المملكة العربية السعودية في ظل وجود أكثر من 500 قناة منافسة.



* يتحدث البعض أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة جديدة لقنوات المجد فلماذا يتم الحديث عن مرحلة جديدة ؟

- أعتقد أن هذا الطرح منطقي وليس مستغرباً ، وذلك لعدة أسباب منها ما ذكرته قبل قليل حول تغيّر الإدارة العليا بالكامل ، والسبب الثاني هو منطق الأحداث ، لأن الصراعات والنزاعات التي كانت موجودة في المجد على مدى سنتين كانت بسبب تحفظات شديدة على طريقة ومنهج الإدارة السابقة التي استقالت ، ولذلك فمن الطبيعي أن نشهد تغيرات واسعة تترجم التحفظات والاعتراضات التي استمرت لسنوات.


* ما مشروع فهد الشميمري بعد قنوات المجد ؟

- بعدها كل الخير - إن شاء الله - ، فقد تم أداء المهمة بنجاح ولله الحمد ، وقد انصرف أعضاء الإدارة العليا المؤسسون لقنوات المجد لأعمالهم الخاصة في مجالاتهم المتعددة كما ذكرت ذلك سابقاً ، بينما سأتفرغ ومجموعة التنفيذيين في مجموعة المجد التجارية لمشروعاتنا التجارية الخاصة بعيداً عن الإعلام أو الشأن العام ، ونسأل الله للجميع التوفيق والعون والسداد.

منقول