نحن هذه الأيام نعيش ساعات ثمينة ، لذلك ينبغي أن نحرص على كل دقيقة منها .
نعم ، قبل ذلك نحمد الله تعالى أن نمد في عمرنا ، وأدركنا هذا الشهر ، فكم من
شخص وافته المنية قبل دخول رمضان بأيام قليلة ، وهو في صحته وعنفوان
شبابه . لا يغتر أحد بصحته وقوته ويحسب أن الموت بعيد عنه . الموت لا يعرف
صغيراً ولا كبيراُ ، قوياً ولا ضعيفاً ، غنياً وفقيراً ، شريفاً ولا وضيعاً .
لذلك إذا دخلت المسجد تجد الصفوف متراصة الغني بجوار الفقير ، والكبير
يقف ملاصقاً للصغير في صفٍّ واحد ! يا سبحان الله ! !
فلنعمل لأنفسنا ، ولا نجعل للكسل طريقاً .
نلاحظ في أول أيام رمضان الهمَّة والحرص على أداء صلاة التراويح
في حين أن هذه الهمة تفتر يوماً بعد يوم . فالمسجد الذي نراه في بداية
الشهر تجده قد وصل إلى خمسة صفوف ، في حين يتناقص عدد المصلين بالذات
في صلاة التراويح إلى صفين وهكذا في تناقص .
صحيح أن صلاة التراويح ليست فريضة ، لكن المسلم ينبغي عليه أن
يتزوَّد بالأعمال الصالحة التي يُثقِّل بها موازين أعماله .
والله كلنا محتاجون لمثل هذه الأعمال ، وسيأتي ذلك اليوم
الذي يتمنى المرء أن يعود للدنيا ليسجد لله سجدة واحدة .
وأيضاً يلاحظ أن هناك من المصلين يذهبون إلى المساجد التي ينتهي
فيها الإمام مبكراً ــ كأنه مجبور على صلاته يتمنى الخلاص منها ــ وما هو الفرق بين هذا الإمام
والآخر سوى دقائق لاتزيد عن خمس .
وأيضاً بعض أولياء الأمور يصطحب معه ابنه ــ وهو صغير السن ــ لا يتجاوز الثالثة من عمره
فيشغل المصلين ويشوش على الإمام ، ويُذهب خشوعهم .
إذا كان هذا الطفل هادئاً لاتحدث منه فوضى ولا إزعاج فلا إشكال في إصطحابه .
لكن الحديث عن ذلك المزعج ، وبعض الأولياء يقيم المكان ويقعده إذا نصحه شخص بأن
ابنه صغير فكونه في البيت أفضل له ولجميع المصلين .
وفقنا الله وإياكم على طاعته ، وتقبل منا ومنكم صيامنا وقيامنا ، ورحم الله جميع أمواتنا .
الصدر منشرح لتقبل جميع الردود سواءً سلبية أو إيجابية .
محدثكم / أصـــ( البحر )ــداف