إداريا جانب الحكمة في تقدير مديره العام"عمود صحفي اليوم"

[ابراهيم الشدي]

إبراهيم بن صالح الشدي

إداريا جانب الحكمة في تقدير مديره العام

********************************************

تلقيت دعوة من احد المسئولين لحضور احد الاحتفالات التي كثيرا ما تنظمها هذه الاداره الحيوية وذات الآنشطه المتعددة, إما في مبنى الإدارة أوفي احد المواقع التابعة لهذه الإدارة, لكن هذه المرة كان الحفل ضخما بما يتناسب مع أهمية المناسبة, ولهذا السبب أقيم الحفل في احد قاعات مبنى الإدارة الأنيق والذي دائما ما يكون على راس المنظمين للحفل المدير العام بنفسه. وكان الحفل بحد ذاته رائع من حيث استقبال الضيوف والتنظيم الجيد لجميع فقرات الحفل منذ بدايته وحتى نهايته.

فعندما بدأ الضيوف بالمغادرة, وفي بهو المبنى الضخم, سألت احد المدعوين وأن كان من المدراء الفرعيين,هكذا عرفت لاحقاً عن المدير العام, وقلت: أخي الكريم أين أستطيع مقابلة المدير ؟ وأين مكتبه ؟ فقال:ماذا تريد منه ؟ قلت: أرغب في تقديم الشكر والثناء لسعادته على نجاح هذا الحفل, وعلى كلمته التي ألقاها لحضور الحفل .

ففوجئت برد غريب من هذا الرجل المتوسط في السن وبلباسه المرتب وذلك " البشت " الأسود الخفيف , حتى من أول نظره ظننت انه احد الوزراء " هكذا مظهره , أما باطنه فمن الدقة القديمة " .

فقال: المدير! فقلت: نعم, قال: هيهات, انه في مكتبه في الدور الثاني, ولكن من يقدر أن يدخل عليه أو مخاطبته من دون سابق موعد, وربما حتى إن طلبت, فلن يسمح لك, فقال متباهيا: " وينك أو وين هذا فلان بن فلان " مدير الإدارة, كيف ترغب مقابلته ونحن المدراء الفرعيين لا نستطيع محاكاته إلا بعد أسبوع " مبالغة " من حجز الموعد معه. فقلت فقط أرشدني إلى مكتبه واترك الباقي علي. فقال : من أين أنت ؟ إلا تفهم ؟ , لن يقبل بمقابلتك بل سيوقفك السكرتير الأول والثاني والثالث والرابع فكيف سيتم لك عبور هذه المكاتب ، الأفضل أن تغادر إلى منزلك وأن لا تضيع وقتك في محاولة يائسة لن يتم لها النجاح مطلقاً , فربما يتم طردك من هذا المكان نهائياً .

فقلت: هل هذا أسلوبه في التعامل مع من يريد مقابلته؟ قال هذا ما اسمع، ولكن لم أقم بهذه التجربة، فأنا دائماً ما أخاطبه عبر الهاتف,ولكن وثقتي التي رسمتها عن هذا المدير، حين استقبلني عند بوابة الدخول والتي كانت تعبر عن ذلك المدير المتواضع والناجح في عمله، زادني إصراراً لمقابلته مهما كلفت النتيجة 0 فودعت الرجل، ثم توجهت إلى الدور الثاني من المبنى حتى وصلت إلى مكتب المدير، فطرقت الباب، فلم يجبني أحداً، وظللت واقفاً أمام الباب حتى جاء مساعد المدير وقال لن يسمعك فمكتبه بعد ثلاثة مكاتب من هنا، تفضل معي فدخلنا ولم نجد في أحداً في المكاتب، وفي ساعة متأخرة من الليل، أحداً الذين تحدث عنهم ذلك الرجل، وعندما وصلنا لمكتب المدير، طرق الباب مساعده، وفوراً سمعنا إجابة من الداخل، يقول فيها: استريحوا في المكتب المجاور، فقط خمس دقائق وسأكون بينكم " وفعلاًًً، خرج الرجل مبتسماً، واعتذر لنا عن التأخير، مع أن معرفتي به سطحيه وعن طريق الصحف 0 وقبل أن أتوجه بسؤالي، هو فاجأني بسؤاله، فقال كيف رأيتم الاحتفال ؟

فقلت:عمل جيد ومنظم، ويكفي استقبلكم الحار للمدعوين " ثم قال: وما عن كلمتي: فقلت: كفيت و وفيت وأعطيت كل ذي حق حقه وأردف قائلاً: أنا اقصد كيف تقيمون طريقة إلقائي للكلمة ؟ فقلت: أسلوب فني جميل والوقفة ونظرات العيون كانت متواصلة مع جميع الحضور , ويكفي انك ألقيتها بثقة المدير العارف والخير في مجال عمله , وهناك القدرة الفائقة في إيصال الكلمة ثم سكت قليلاً وقال كيف حال الدكتور بكر الشدي ؟ قلت في صحة جيدة ثم قال: أدعو من الله عز وجل أن يعجل بشفائه، فهو موسوعة ثقافية وأدبية نحن في حاجه لمثلها في هذا الزمن " فقلت هذا من طيبك وذوقك الرفيع في تقيم الناس "

فقال سوف أقوم بزيارته في أسرع وقت ممكن قلت: هذا لطفك وحرصك على أبناء هذا الوطن المتميزين " ثم قال: بلغه تحياتي ودعواتي له بشفاء "

وبعد لحظات من السكوت وجدت لنفسي فرصة في توجيه السؤال الذي جأت من اجله0

فقلت " يا سعادة 000 أين انتم من القادمة،خرى في محافظتكم، لم أشاهد فهم أحدا في حفل التكريم ؟ فقالتلعثم،ون نصيبهم في الأعوام القادمة، إن شاء الله، ولكن هؤلاء المكرمين تم اختيارهم عن طريق لجنة خاصة لادخل لنا فيها، فأخذنا بنتاجهم، ولكن الأعوام القادمة سنضع بعض المعايير والمقايس التي ربما تكون اخف بعض الشيء ليشمل التكريم اكبر عدد ممكن من العاملين والمواطنين والإداريين فشكرته ثم وجهت له دعوه بزيارة مدينة العيون ومحافظة بقيق فوافق عند وجود الفرصة المناسبة 0 ثم هممت بالمغادرة، فرافقني إلى بهو المبنى وهناك شاهدت ذلك الرجل، فنظرت إليه، ثم أدار برأسه للجهة الأخرى ولكني لم اتركه يخرج بانطباعه الذي أخذه عن هذا المدير المتواضع، فدعوته: يا أستاذ ! ثم تلعثم ، وكاد إن يسقط من الخجل ، فقال له المدير : أين أنت ؟ لم أرك منذ زمن بعيد ؟ فقال " لا ارغب في إزعامعي،ا طوباستغراب، ورد المدير باستغراب، إزعاج ! كيف وأنت احد العاملين معي ، فانا دائم السؤال عنك ، رغم انك ترفع طلباتك وتقاريرك عبر الهاتف ، فتركتك تواصل مخاطبتي على الهاتف ، ظناً مني أنها الطريقة التي ترتاح إليها فلم ارغب في الضغط عليك بالحضور شخصياً إلى مكتبتي " فسكت الرجل والحمرة ملأت وجهه وتصبب العرق من جبينه ، وعندها عرف انه على خطأ في تقيمه لمديره لأنه لم يجرب بنفسه بل اكتفى با لاستماع لكلام الواشين والحاقدين ، فأطلقوه الطريق 0 كنت أتمنى أن أتي بذكر اسمه وشخصيته ولكني لم استأذنه في ذلك ، علاوةً على انه وعدني بلقاء خاص عن هموم الإدارة والمواطنين والعلاقات العامة والاقتصاد العام في هذا البلد ونظرته الخاصة عن الاقتصاد العالي بشكل عام فأثرت أن اذكر شخصيته عند ذلك اللقاء الذي ، إن شاء المولى عز وجل سيتم في القريب العاجل فالحكمة هنا , أن لا ينبغي علينا بناء فكرة سيئة أو جيدة عن أي شخص وخصوصاً المسئولين , فور سماعنا من شخص أو شخصين أو أقل أو أكثر , فقد يكونوا من السذج , و إن كانوا على بعض من العلم , وقد يكونوا من الحاقدين والحاسدين ومحبين تلفيق الكلام وتزوير القول وتشويه صور الشخصيات بسبب أو بآخر .

بل الواجب علينا , الاحتكاك مع هذا المسئول أو ذاك والاقتراب منه ومحاكاته ومخاطبته ومناقشته في أمور عمله , ومن خلال تبادل الأفكار والمشاركة في الحديث , وإشباع النقص الذي كان ملازماً لهم , وأنهم غير مصدقين بأنهم مسئولين ,فهؤلاء مرضى , ونتمنى من المولى عز وجل لهم بالشفاء .

أما الغالبية العظمى , فهم عكس ذلك تماماً ويجب الاعتراف بذلك , ولهم منا الشكر والثناء في تأدية عملهم بصورة جيدة ومشرفة تعكس الوجه الحضاري لهذا الوطن , وهؤلاء هم المدراء الناجحين , فلهم منا أجمل وأرق تحية وسلام .



إبراهيم بن صالح الشدي – كاتب ومحرر صحفي

[الفضي99]

هناك كثير من العاملين من لم يلتقوا بمديرهم لفترات طويلة ولا يعرفون كيف يصلون إليهم فهؤلاء يمكن أن يصدقوا أي شيء يمكن أن يقال لهم عن مديرهم لأنهم لم يحتكوا معه مباشرة بعكس من أقترب أكثر من المسؤول وتعامل معه بشفافية .

يعطيك العافيه أخي ابراهيم على هذا الموضوع .

[ابراهيم الشدي]

أشكرك أخي ألفضي وهنا تكمن المشكله