|
الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل |
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-15-2008, 07:04 AM | #1 | ||||
|
مطلوب ضمير نصف حي } .. للبيع !!!
قررت أن أتجول داخل نفسي لأبحث عن ضميري ... وجدت الكثير من الوديان والقفار ... أحترت في أيهم أبدأ البحث .. سلكت الوادي الاول . .. فوجدت أمامي وادياً متصدع الجدران .. تكاد تتهاوى صخوره من كل مكان .. أموراً متضادة واناس يختصمون فيما بينهم ... واختلافات لم أستطع حلها أو فهمها .. هربت من هذا الوادي المقبل على الدمار .. اتجهت الى وادياً آخر .. رأيت امامي وادياً مخيفاً مهيباً ذكرني بالقصور المهجورة في الروايات القديمه وجدت في نهايته محاكم منصوبه وشهود ومحلفين ... وسياط ضميرية ... خفت من هذا الطريق فالقضاة لا يرحمون .. غافلتهم وذهبت الى وادٍ جانبي صغير إسمه ..( كل الناس كذا .. لست لوحدك ) اعجبني هذا الوادي جداً ... وجدت فيه تحررٍ من نوع غريب .. لا احد يحاسبك .. تعمل ما بدا لك بدون أن تخاف أحد .. أسترحت في هذا الوادي الصغير للحظاتٍ وتركت التفكير في عناء عُقَدٍ كثيره وسياط ضميرية ... هذا الوادي وعلى الرغم من صغره .. اسافر فيه بعيداً في ملكوت : من راقب الناس مات هماً , وخذ راحتك , دعني وشأني .. وما عليك في أحد , وانبسط ولايهمك احد ... خرجت من هذا الوادي وانا مندهش من وجود كل تلك الأودية داخل نفسي .. فإذا بي أجد ضميري تائهاً بين تلك الدروب .. لا يدري أن يدخل وأين يتجه ... يسير خطوة ويسقط أخرى .. أمسكت به لأساعده على النهوض قائلاً له : أين كنت ؟؟ لقد جئت لأبحث عنك ؟؟ فقال لي وهو ينظر الي غاضبا متهالكاً : أنت السبب فيما حدث لي .. تركتني ضائعاً تائها بين هذه الوديان ... حتى افقدتني قوتي على التصرف والسير في الطريق الصحيح قلت له : بل أنت السبب لما حدث لك .. وسأحاكمك على ذلك .. قررت بعدها أن أنشئ محكمةً لضميري .. لم أسمح لأحدٍ أن يدخل بيننا ... هي قضيتي لوحدي .. وحيث أنني كنت أنا القاضي والجلاد والمدعي العام ... بل والشهود أيضاً .. فقد قلت لضميري : إفعل ما يحلو لك .. فلم أعد أهتم بك مثل الأول ... وهاجمته وسببته في قاعة المحكمه أمام القضاة الحضور ... اتهمته بأنه قد سرق نصف عمري ,, بسبب هذا الضمير النصف حي أحسست بأن العالم يسير الى الأمام وأنا أسير الى الخلف ... إتهمته بأنه ضيعني معه ... فلم يكن بالمستيقظ تماماً ولا هو بالنائم تماما أيضا ... وبدأت أكيل عليه الشتائم من كل حدبٍ وصوب ... والغريب في الأمر أن القاضي ترك القضية برمتها واتجه فقط نحو السباب والشتائم .... وطلب تسجيل التهمة علي ورفعها الى المفتش العام لإتخاذ اللازم ضدي ... سألت القاضي : هل تعرف ضميري ؟؟ قال : لا .. قلت له إذن دعني وشأني .. هو ضميري وأنا حرٌ في طرية التعامل معه .. وإن شئت أن أذبحه أو أنفيه من حياتي فهذا الشيئ يرجع الي شخصياً .. تدخل النائب العام قائلاً : وهل تعتقد أن الامور تسير هكذا وعلى مزاجك الشخصي ؟؟؟ الضمائر وجدت لتكون كالفزاعات تطرد الشرور من نفوس الناس وقلوبهم ... ولو لم نحافظ على ضمائرنا لضاع الخير وانتشر الشر بين العالم نظرت اليه مندهشاً وقلت له .. ومالي أرى الشرور قد زادت في العالم أكثر من الخير ؟؟؟ فقال : هؤلاء مثلك باعو ضمائرهم للشر .. فقلت له : هل هي ضمائر مزيفه ؟؟ ام ضمائر صناعتها تقليديه وليست أصليه ؟؟ صرخ النائب العام في وجهي قائلاً : أتستهزئ بكلامنا ؟؟ أئتوني بالأصفاد .. فقلت له .... الاصفاد لي أم لضميري ؟؟ فقال .. الأصفاد لك .. وأما ضميرك سنرسله لدورة تأهيليه لعلنا نصلح ما افسدته في هذا الضمير المسكين .. طالبت بالإستئناف ورفضت الحكم الصادر بحقي شكلاً ومضموناً .. وحاولت أن أبحث عن محامي يترافع عني في قضيتي البائسه .. ولكن للأسف .. كل المحامين الذين ذهبت اليهم .. رفضوا الترافع في قضيتي مبررين رفضهم بقولهم : نحن لا نترافع عن ضمائر مشكوكٌ في مدة صلاحيتها .. سألتهم وماذا عن ضمائركم أما زالت سارية الصلاحية ؟؟ فقالو .. الحمد لله نحن لا نمتلك أية ضمائر .. سواء منتهية الصلاحية أم ميته .. فقد قمنا بتأجيرها وبيعها لنشتري بها راحة عقولنا ولو كانت راحة مؤقته ... أدركت حينها أنني لم أحسن التعامل مع ضميري جيداً . ولم أرعاه حق رعايته .. أدركت الآن انني قد قسوت عليه .. أدركت أنني قد وضعته على طريقٍ لم يكن طريقه الصحيح .. تركته ضائعاً تائهاً بين الاوديه .. كنت أبحث عن ما يرضيني متجاهل واجبه السامي الذي خلقه الله من أجله لو أنني لم أهمله وحافظت عليه منذ البداية بما شرعه الله لي وسرت به على كتاب الله وسنة رسوله .. لم أكن لأصل الى ما أنا عليه الآن .. وأبحث عن ضمير أخر بعد أن أضعتُ ضميري بيدي ... وهأنذا .. أوجه ندائي للجميع .. من عنده ضمير نصف حي للبيع ... فقد استطيع أن أعيد الحياة لنصفه الآخر ... |
||||
06-15-2008, 07:20 AM | #2 | ||||||||
|
الضمير
هو ذلك الصديق ال1ي أعتز به لإن كان ( صاحيا ) وهو ذلك العدو إن كان ( نائم ) صديق إن حاسبني على أي فعل غير حميد فهو يرشدني ، ويبلغني مقصدي دون أي مساءلات منه وهو يمنعني من إرتكاب الحماقات وهو مءشر صادق في تتبع خطوات الفضيلة ودرع بينك والرذيلة أما إن كان ضميري غير صاحي ، فعلى الأخلاق السلام الفارسة مشاركة صباحية رائعة أحببتها فعلا |
||||||||
06-16-2008, 12:59 PM | #4 | |
|
اقتباس:
النقل المميز والرائع |
|
06-16-2008, 10:59 PM | #5 | ||||
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
ما أجمل ذلك الضمير الحي الذي نرى في مجتمعنا تلك السمات الرفيعة: الإيثار والمحبة والمودة والإخاء ولن نراها إلا بإيقاظ هذه الضمائر الميِّتة ولا سبيل إلى إيقاظها من سُباتها العميق إلا بعودتنا الحقيقية إلى ديننا الحنيف والتخلق بأخلاقه والتحلي بآدابه وأقصر طريق يوصلنا إلى ذلك هو مراقبة الله عز وجلَّ... الله يجزاك خير الفارسة على هذا الموضوع الرائع بمضمونه والمميز باسلوبه سلمت يداك ....... |
||||
|
|