|
الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل |
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-22-2006, 07:51 AM | #1 | ||||
|
السمروات وعقدة المجتمع
اصطحبت احدى الامهات طفلتيها الى حفل زفاف لدى اقاربها فكانت احدى الطفلتين شقراء والاخرى سمراء ، اقتربت احدى المدعوات من الام وابنتيها واخذت تربت على كتف الطفلة الشقراء وتداعب شعرها الذهبي وهي تثني على جمالها وحسنها واعجابها بالطفلة ،
وبالمقابل لم تلق بالا الى شقيقتها السمراء الجالسة بجانبها ، بل قالت للأم : وكأن الأمر بيد الام : انك ام غير عادلة ، لماذا لم تنجبي ابنتك السمراء بجمال شقيقتها ؟ هذا المشهد او ما شابهه كثيرا ما يحدث في مجالس مجتمعنا، فمثلا عندما تلد الام بنتا قبل ان يسأل المحيطون بالعائلة من اقرباء واصدقاء عن صحة الطفلة وسلامتها يكون السؤال الاول هل هي بيضاء ام سمراء؟! هذا ان دل على شيء فإنما يدل على عدم الوعي الكافي بالمفاهيم الدينية والتربوية والذوقية لدى الكثيرين. فلو اخذنا اولا الناحية الدينية : فلا يجوز لاي مسلم ان يعيب او يسخر او يلمز بخلق الله، واللمز معناه العيب في الوجه ، حتى ولو كان في سبيل المزاح، ولا بد اننا نذكر قصة السيدة عائشة رضي الله عنها عندما وصفت صفية زوجة الرسول & بأنها قصيرة القامة ، نهاها الرسول ، وقال : »لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته« فما بال الناس اليوم يسخرون ويعيبون ويلمزون ، دون مراعاة حرمة ذلك وقد انزل الله في محكم تنزيله }... لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم...{ وكذلك الحديث : »لا فضل لأحمر على اسود ولا اسود على احمر الا بالتقوى ، ان اكرمكم عند الله اتقاكم«. فالآيات والاحاديث التي ذكرت في هذا الباب كثيرة جدا، فما علينا الا ان نلجم السنتنا بلجام الشرع في اقوالنا وافعالنا. اما لو اخذنا من الناحية التربوية : فأنه يعتبر من الاخطاء التربوية التي يقترفها الجاهلون ، وهذا ينم عن ضيق افق واستهتار بمشاعر الآخرين ، خاصة الاطفال فطبيعتهم اللطيفة ومشاعرهم الرقيقة لا تحتمل ، فعلى سبيل المثال ان ما قيل في المشهد الذي ذكر سابقا ، قد يولد لدى الطفلة السمراء الاحساس بالنقص ، وربما عقدا نفسية تؤثر عليها حتى على المدى البعيد ، ناهيك عن الغيرة من شقيقتها التي تكون وليدة لجهل في اقوال وتصرفات الآخرين. اخيرا : الناحية الذوقية التي تبين مدى تفضيل الشقراوات على السمراوات ، ما هي الا عقدة اجتماعية كبلت الاذواق وجعلتها تنهزم امام المقاييس الغربية والمستوردة للجمال بحيث اصبحت الشعوب السامية والعربية التي تغلب السمرة على لون بشرتها ، تنسلخ عن جذورها وترغب فيما لدى الغرب وتعتبرهم الافضل والاجمل في كل شيء حتى لونهم وشكلهم وملامحهم، فلو رجع العرب الى زمن تمسكهم بعروبتهم لوجدوا ان مقاييس الجمال العربية لم تكن تلك المستوردة ، فكم من شاعر عربي نظم قصائده الغزلية التي تثني على جمال السمراوات وسمرة الشفاه، والعيون السمراء، والشعر الاسود. قال بشار بن بردة يصف امرأة سمراء : وغادة سوداء براقة كالماء في الطيب وفي لين كأنها صيغت لمن نالها من عنبر بالمسك معجون اما الشاعر قلاقس يصف امرأة سوداء فيقول فيها : ******** رب سوداء وهي بيضاء معنى نافس المسك عندها الكافور مثل حب العيون يحسبه الناس سوادا وانما هو نور ********************* واما الشاعر جمال الدين بن مطروح يصف المرأة السمراء والبيضاء اعشق البيض ولكن خاطري بالسمر اعلق ان في البيض لمعنى غير ان السمر ارشق ومن بين النساء اللاتي قيل فيهن اكبر قدر من شعر الغزل ، ليلى العامرية، وعزة، وبثينة وغيرهن، فهؤلاء كن من السمراوات فلو وجدن الآن بيننا لاعتبرن في عداد القبيحات ، اما اليوم بعد الانبهار والانهزام امام الجمال الغربي ، عندما يختار فلان من الناس شريكة حياته وينوي الخطبة ، يكون السؤال الاول الذي يتربع على سلم الاولويات في مواصفات العروس، هل هي بيضاء ام سمراء، اما اذا كانت بيضاء وشقراء، فيا لها من سعادة تعتري ام العريس التي لا تمل من المدح والثناء والتفاخر والمباهاة امام الجارات والقريبات، واما اذا كانت سمراء فتتوارى وتقولها على استحياء المهم العلم والاخلاق. هذه مشكلة حقيقية تواجه المجتمع العربي، وكثيرا ما تسبب في زيادة العنوسة بين الفتيات اللواتي لا ينقصهن من الاخلاق والعلم والدين شيئا، فيحرمن من نعمة الزواج لا لشيء الا لأن الله خلقهن سمراوات!! فلا ادري متى سنفيق من غفلتنا ونصحح الخلل الذوقي لدينا، ونفك عقدة الشقراء والبيضاء والحمراء. فكم من سمراء اتصفت بخفة الظل، وكم من شقراء كانت ثقيلة الظل ، لكن هيهات هيهات ان يعترف ويقتنع المجتمع بذلك، مع ان في حقيقة الامر ان الجمال ليس جمال الجسم واللون ، انما الجمال هو جمال الخلق والادب »ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم«. أخيكم : نصير جمال العلم والخلق والأدب . . . . |
||||
06-22-2006, 12:39 PM | #2 | ||||
|
هذه الطرح مهم جداً ..
فالتفرقة في الشكل والون هي دخيلة على مجتمعنا المسلم .. ولانسلاخ البعض عن المفاهيم التربوية الإسلامية .. تجد باالمقابل أمثال هذه التصرفات الغير مقبولة والتي .. يكون لها تبعت نفسية مستقبلية . الفكر الشبابي اليوم وللأسف قد نهج نهج الشكل في الاختيار وابتعد عن المضمون الأهم للشخصية التي أمامه . فالمظاهر هي التي تحكم الفكر الشبابي هذه الأيام بغض النظر عن ماخلف هذا المظهر . فأشبه هذا الأختيار كمثل ( الحُلي المذهب ) فمن الخارج شكل الذهب ومضمونه حديد .. فهذه القاعدة تنطبق على الكثير إلا ما رحم الله . والجانب الديني لو سيطر على تفكير شبابنا لكن هذا الأمر أمراً عادياً فهو تقدير إلهي ومقبول لدينا عن طيب خاطر . ولكن لماذا هذه الزاوية الحادة والانتكاسة في التفكير . بارك الله فيك أخي الحبيب ( السندباد ) ونفع بك |
||||
06-22-2006, 09:47 PM | #3 | ||||
|
سبحان الله وهل يصدر من شخص عاقل أن يفرق بين شخصين لإختلاف اللون فهذه العادة دخيلة على الإسلام ومجتمعنا وبعيده كل البعد عن التربية الإسلامية .
يعطيك العافيه السندباد على نقل هذا الطرح الرائع بارك الله فيك . |
||||
06-24-2006, 02:20 AM | #5 | ||||
|
لا شك أن مثل هذه التفرقة نجدها في مجتمعاتنا . وهي استجابة غريزية وليست عقلية ، فإنك تجد الأم نفسها عندما تخطب لابنها فانها تبحث عن البيضاء او الشقراء او الحلوة وما اشبه من العبارات .
والسبب يعود الى مقولات متكررة أن الانسان يحب ان يتصبح بوجه جميل !! وأن :الحلو حلو ولو قام من النوم . اخي النورس يسلمك ربي والف شكر عالمرور والرأي الطيب .. |
||||
06-24-2006, 02:38 AM | #6 | ||||
|
لو لجأنا الى حكم العقل فإن التوجه يصبح مختلفا ، كذلك لو تركنا الامر للميل المصاحب للحكم العقلي . فالاصل هو شخصية الانسان ، والمفاهيم والافكار التي يعتنقها ، وطريقة تعامله مع الآخرين . ثم تأتي الاشياء الاخرى مكلمة للموضوع وليست الاساس . فكم من رجل تزوج امراة لا تملك مقومات الجمال ولكنها لها شخصيتها ولها تدبيرها وسارت الامور على خير ما يرام ، وعاشوا في اسرة سعيدة .
الفضي99 الشكر موصول لك عالتواجد وابداء الرأي ولا خلا ولا عدم |
||||
|
|