|
الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل |
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-09-2005, 12:44 AM | #1 | ||||
|
قيم منسية - قيمة التواضع
علي الرغم من أختلاف الناس في أجناسهم وألوانهم وعقائدهم ولغاتهم فإنهم جميعا متساوون في الإعتبار البشري لأنهم ينتسبون جميعا إلي أصل واحد فكلهم أولاد آدم وحواء ومن هنا فليس هناك مبرر معقول لتعالي فرد علي فرد آخر أو جنس علي جنس آخر لأنه لا توجد في الحقيقة فروق جوهرية بين بني الإنسان ولكن هناك بطبيعة الحال فروقا في المستوي الثقافي أو الأجتماعي أو المادي بصفة عامة وهذه أمور لا صلة لها بجوهر الإنسان من حيث هو إنسان والإدراك الواعي لذلك كله أمر له أهمية بالغة في علاقات الناس بعضهم ببعض فكلما كان هذا الإدراك واضحا كلما كان ذلك دافعا للتواضع والتعامل مع كل الناس من كافة المستويات علي أنهم بشر متساوون في القيمة الإنسانية وكلما كان هذا الإدراك غائبا عن الوعي كلما برزت في تعامل الناس بعضهم مع بعض الفروق الثانوية المشار إليها مما يؤدي إلي غياب البعد الإنساني وظهور نبرة التعالي والتكبر والإستعلاء في النظرة إلي الآخر فإذا كان معه قرشا فإنه يساوي قرشا كما يقول المثل المعروف : " أللي معاه قرش يساوي قرش " وهذا يعني أيضا أن من يمتلك الملايين فإنه يساوي ملايين وبنفس المنطق فإن من لا يملك شيئا فإنه لا يساوي شيئا وفي خضم هذا التقييم المادي البحت للبشر تضيع القيمة الإنسانية في التعامل بين الناس والقيمة المقابلة للتكبر والإستعلاء هي التواضع والتواضع ليس قيمة سلبية ولا يعني بأي حال من الأحوال أن يتنازل المرء عن شئ من كرامته وإنما يعني القرب من الناس والتعامل معهم علي أنهم بشر يتفقون في الجوهر ويختلفون في الأمور الأخري الثانوية التي هي بطبيعتها متغيرة ولا تثبت علي حال إن التواضع إذن يعني إحترام آدمية الناس بصرف النظر عن أوضاعهم الأخري غير الجوهرية ومن أجل ذلك دعا الإسلام إلي التواضع والبعد عن التعالي علي الآخرين وفي ذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام : " إن الله أوحي إلي أن تواضعوا حتي لا يفخر أحد علي أحد ولا يبغي أحد علي أحد " رواه أبو داود وابن ماجه أما الأستعلاء والتكبر علي الآخرين فإنه دليل ضعف في الشخصية لأنه يعني الفقر الداخلي لدي الشخص المتكبر وإنعدام ثقته بنفسه ومن أجل ذلك يحاول أن يداري هذا الخلل في شخصيته بالتعالي علي غيره من البشر ممن يري أنهم أدني منه ناظرا إليهم بأستعلاء وربما بإزدراء فهولاء لا يفهمون قيمة الإنسان من حيث هو إنسان إنهم لا يرون الجوهر ويرون القشور والمظاهر فحسب ويبنون حياتهم علي حب الظهور والإستعلاء علي خلق الله وهؤلاء لا مكان لهم في قلوب الناس ولا في صحائف التاريخ إنهم يعيشون علي هامش الحياة منفصلين عن حقيقة الوجود منقول |
||||
12-09-2005, 06:06 AM | #2 | ||||
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته قال الله تعالى (( {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13)) تفسير الأية في " التفسير الميسر " يا أيها الناس إنَّا خلقناكم من أب واحد هو آدم, وأُم واحدة هي حواء، فلا تفاضل بينكم في النسب, وجعلناكم بالتناسل شعوبًا وقبائل متعددة؛ ليعرف بعضكم بعضًا, إن أكرمكم عند الله أشدكم اتقاءً له. إن الله عليم بالمتقين, خبير بهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث فيما معناه (( كلكم لآدم, وأدم من تراب )) منقول موفق يا جميل وإلى الأمام .. [/color] التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد ; 12-09-2005 الساعة 06:10 AM |
||||
12-09-2005, 06:00 PM | #4 | ||||
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز جميل بارك الله فيك على هذا النقل الموفق وهذا الطرح المبارك لهذه الصفة التي بحق منسية في هذا الزمان فالمتواضعُ منكسِر القلب لله، خافضٌ جناحَ الذلّ والرحمة لعباده، لا يرى له عند أحدٍ حقًّا, بل يرى الفضلَ للناس عليه، وهذا خلقٌ إنما يعطيه الله من يحبّه ويقرّبه ويكرمه . |
||||
|
|