|
الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل |
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-13-2006, 11:16 PM | #1 | ||||
|
أين أنتن من هؤلاء - لفضيلة الشيخ / خالد الراشد ( محاضرة مفرغة )
أين أنتن من هؤلاء
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده فلا هادي له و أشهد إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقا تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون } يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم من نفسا واحدة و خلق منها زوجها و بثا منهما رجلا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تسألون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يغفر لكم من ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما } أما بعد .. فإن أصدق الحديث كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله غليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ظلاله و كل ظلاله في النار .. معاشر الأحبة رجالا و نساء .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. حيا الله الجميع و أسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعنا و إياكم في دار كرامته , و أن يحفظنا و إياكم بحفظه , و أن يستر علينا و إياكم بستره , أساله سبحانه أن يجعلنا هداة مهتدين لا ضالين و لا مضلين , حديث الليلة خاص إليكِ أنتِ .. فأنتِ مدار الحديث كله .. بصلاح المرأة صلاح المجتمع كله , و إذا قامت المرأة بدورها العظيم فإن النصر و التمكين يكون قريباَ بإذن الله .. أهلا بكِ في لقاء بعنوان ( أين أنتن من هؤلاء؟ ) قبل أن أبدا أود أن أقول ما الدافع إلى هذا الموضوع ؟؟ أولا .. حاجة المرأة إلى القدرة , حاجة المسلمات اليوم إلى القدوة في زمن ضاعت فيه القدوات من الدوافع أيضا.. رفع الهمم في زمن أيضا ضعفت فيه همم كثيرات ثم الواقع الذي نعيشه اليوم رغبة الناس في الدنيا و عزوفهم عن الآخرة فكا لابد من التذكير .. تذكير النفس و تذكير الآخرين و الأخريات بإن ما أعد الله للمؤمنين و المؤمنات خير من الدنيا و ما فيها ثم من الدوافع .. أنه من أراد الوصول فعليه بالوصول و من سارت على الدرب و صلت بإذن الله إننا أيتها الغالية .. في أمس الحاجة للنظر في سيرة أولئك الرجال و لنا النساء.. أننا أخيه في أمس الحاجة لدراسة سيرة أولئك الرجال و النساء .. أننا في أمس الحاجة أن نتسنى بأولئك الرجال و النساء .. قال أبن مسعود رضي الله عنه : ( من كان متأسيا فليتأسنى بمن مات فإن الحي يخشى عليه من الفتنة ) أيتها الغالية .. إننا حقيقة نحتاج إلى أن نصحح المسار و نتخذ من حياة أولئك الرجال و النساء مثالا لنا إننا بحاجة إلى القدوة في زمن قلة فيه القدوات .. إننا بحاجة أن نتعلم منهم العزة في زمن قل فيه المعتزون و المعتزات .. إننا بحاجة إلى أن نتعلم منهم الثبات في زمن قل فيه الثابتون و الثابتات .. أما تلاحظون أن المفاهيم قد تغيرت حتى أصبح الممثلون و الممثلات و المغنين و المغنيات هم القدوات .. كم تصرف الأوقات و الأموال و القراءة و متابعة أولئك الغافلين و الغافلات.. أكرر نحن بحاجة إلى أن نصحح المسار و أن نعرف من هم القدوات . سيتكون الموضوع بعد المقدمة التي ذكرناها من صورة من العزة و الثبات ثم المحبة و معناها ثم صورة من حب الله و رسوله ثم صانعة الأبطال ثم المؤمنة و الحياء ثم نختم بإذن الله .. أيتها الغالية .. هل سمعتي عن تلك التي قالت لقومها أي و الله أني على دينه ؟! ما شأنها ؟ و ما قصتها ؟ و ما خبرها ؟ إنها أم شريك .. إنها غزية بنت جابر ابن الحكيم القرشية العامرية .. التي كانت من أوائل من أسلم هي زوجها تحكي رضي الله عنها قصة حياتها .. حياة الثبات و الصبر على دينها رغم التعذيب القاسي .. تقول: جاءني أهل زوجي فقالوا لي: لعلكِ على دين محمد قلت: أي و الله – تأملي نبرة العزة قلت: أي و الله إني لعلا دينه قالوا: لا جرم و الله لنعذبنكِ عذاباَ شديداَ ثم ارتحلوا بي على جمل هو شر ركابهم و أغلظ يطعمونني الخبر و العسل و يمنعون عني الماء حتى إذا انتصف النهار و سخنت الشمس نزلوا فضربوا أخبيتهم و تركوني في الشمس قائمة و فعلوا بي ذلك ثلاثة أيام حتى ذهب عقلي و سمعي وبصري قالوا لي اليوم الثالث : اتركي دين محمد و ما أنتي عليه تقول : قلت في نفسي ليتهم رجعوا إلى أنفسهم بعدما عاينوا صبري و قد ذهب عقلي و سمعي و بصري لعلهم يرجعون عن غيهم و فعلتهم هذه و يدخلوا في دين الله عز و جل الدين الذي تذوقت حلاوته , نعم أيها الغالية.. إنها امرأة لا تملك من حطام الدين شيئاَ لتفتدي بها نفسها من ذلك العذاب الشديد لكنها تمتلك الأيمان .. تمتلك الأيمان الذي خالطت بشاشة القلوب فأمتلات بحب علام الغيوب .. نعم إن الأيمان هو المحرك الرئيسي لهذا الإنسان .. تقول غزية: و ما دريت و الله ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة كنت أَشير بإصبعي إلى السماء - علامة على ثباتها على معرفة الله الواحد الأحد – تقول : فوالله إني لعلى ذلك و قد بلغ مني الجهد و لكن شاء الله عز و جل أن يلطف بي بعد ذلك البلاء المبين أما قال سبحانه و تعالى : { و لنبلونكم حتى نعلم المجاهدين و نعلم منكم و الصابرين و نبلوا أخباركم } .. أما قال سبحانه : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لم يعلم الله المجاهدين منكم و يعلم الصابرين } تقول و بين أنا على تلك الحال إذ وجدت برد دلو على صدري فأخذته فشريت منه جرعة واحدة ثم أنتزع فنظرت- و هي التي فقدت بصرها – فإذا معلق بين السماء و الأرض فلم أقدر عليه ثم تدلى ثانية فشربت منه جرعة ثم تدلى ثالثة فشربت حتى رويت و أرقت على وجهي و ثيابي خرجوا أهل زوجي و نظروا إلي على تلك الحال و قالوا : من أين لكِ هذه يا عدوة الله فقلت بكل عزة و ثبات : إن عدو الله غيري إنه من خالف دين الله و عصى أوامره ثم قلت : أما هذا الذي تتسألون عنه فهو من عند الله عز و جل رزق رزقنيه الله .. الله الذي يجيب المضطر إذا دعاه .. الله الذي قال : { و إذا سألك عبادي عني فإني قريب } .. قريب أسمع وأجيب .. , أعطي القريب و البعيد .. و أرزق العدو و الحبيب .. قريب أغيث اللهفان .. و أشبع الجوعان .. و أسقي الظمآن .. أتابع الإحسان .. قريب عطائي ممنوح .. و خيري يغدو و يروح .. و بابي مفتوح .. و أنا حليم كريم صفوح .. قريب .. يدعوني الغريق في البحار .. و الضال في القفار .. و المحبوس خلف الأسوار .. كما دعاني عبدي في الغار .. قريب فرجي في لمحة البصر .. و غوثي في لفتة النظر .. المغلوب إذا دعاني أنتصر .. سبحانه أطلع فستر .. و علم فغفر .. و عيد فشكر .. و أوذي فصبر .. سبحانه لا إله إلا هو .. قلت : أما هذا الذي تتسألون عنه فهو من عند الله عز و جل رزق رزقنيه الله .. الله الذي يجيب المضطر إذا دعاه , هنا أنطلق أهل زوجي سراعاَ إلى قربهم المملؤة بالماء و إلى أوعيتهم الأخرى يستجلون الخبر فعند القرب و الأوعية الخبر اليقين وجدوها موكئاه لم تحل فعادوا إليها و قالوا : نشهد بان ربك هو ربنا و إن الذي رزقك في هذا الموضع و هذا المكان بعد أن فعلنا بكِ ما فعلناه هو الذي شرع هذا الدين العظيم .. هو الإله الحق ..فأسلموا و هاجروا جميعا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بثباتها و عزتها و موقفها الشديد أسلم أهل زوجها القوم و ظهر لهم الحق .. أنه درس على الثبات .. إنه الإيمان الذي جعل المؤمن كالجبال الراسيات .. فلا تعذيب و لا تهديد يجعلهن يقدمن أي تنازلات .. بل إباء و شموخ و ثبات .. أما قال بلال الذي ذاق أمر العذاب لما سئل : كيف تحملت كل هذا العذاب قال : مزجت حلاوة الإيمان بمرارة العذاب فطغت حلاوة الإيمان .. كرر علي حديثهم يا حادي *** فحديثهم يجلي الفؤاد الصادي في الصحيح عن أبن أنس بن قال : ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان - و في رواية : ذاق حلاوة الإيمان – أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما , و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله , و أن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) أخيه .. إن الإيمان ليس بالتمني .. و لا بالتحلي .. و لكن ما وقر في القلب و صدقه اللسان و عملت به الجوارح و الأركان يزيد بالطاعة و ينقص بالعصيان , أيتها الغالية .. إن الإله هو الذي يأله العباد يناله العباد حبا و ذلا و خوفا و رجاء و تعظيما و طاعة له بمعنى مألوه : و هو الذي تألهه القلوب أي تحبه و تذل له . أيتها الغالية : إن العقول تحكم بوجوب تقديم محبة الله على محبة النفس و الأهل و المال و الولد و كل سواه و كل من لم تحكم عقلها بهذا فلا تأبه لعقلها فإن العقل و الفطرة و النظر تدعو كلها إلى محبته سبحانه بل إلى توحيده في المحبة و إنما جاءت الرسل بقريب ما في الفطر و العقول كما قيل .. هب الرسل لم تأتي من عنده و لا أخبرت عن جمال الحبيبٍ أليس من الواجب المستحق محبته في اللقاء و المغيبٍ ممن لم يكن عقله أمرا بذا ماله في الحجاء من نصيبٍ و إن العقول لتدعوا إلى محبة فاطرها من قريبٍ أليست على ذاك مجبولة و مفطورة لا بكسب غريبٍ أليس الجمال حبيب القلوب بذات الجمال و ذات القلوبٍ فيا منكرا ذاك و الله أنت عين الطريد و عين المريبٍ حظين و خابوا فلا تبتئس بكيد العدو و هجر الرقيبٍ أسمعي أمة الله .. أسمعي أماه .. أسمعي أختاه .. عن المحبات الصادقات و تسألي و قولي: أين نحن من هؤلاء ؟؟ في الصحيحين عن عائشة رضي الله عناه أن الرسول صلى الله عليه و سلم يشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه و لا نصب و عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أتاني جبريل فقال : يا رسول الله هذه خديجة أتتك و مها إناء فيه طعام و شراب فإذا أتتك أقرى عليها من ربك السلام و مني ) الله أكبر .. ربها يقرأها السلام .. نزلت عليه صلى الله عليه و سلم آيات سورة المزمل يأمر نبيه بقيام الليل فقام بأبي هو و أمي و قانت معه خديجة و قام الصحابة اثنا عشر شهراٍ حتى انتفخت أرجلهم ثم نزل التخفيف لما رأى صدقهم فقال سبحانه : { إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل و نصفه و ثلثه و طائفة من الذين معك و الله يقدر الليل و النهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن } أما قال عنها صلى الله عليه و سلم ( أمنت بي و كفر بي الناس , و آوتني يوم طردني الناس , و صدقتني يوم كذبني الناس , و أعطتني مالها يوم حرمني الناس ) فلا عجب أن يقرأها ربها السلام , هاهي الصديقة بنت الصديق , المبرأة من فوق سبع سماوات , يقول القاسم : ( كانت عائشة تصوم الدهر ) و قال : كنت إذا غدوت – يعني إذا أصبحت – أبدأ بعائشة فأسلم عليها فغدوت يوماً إذا هي قائمة تسبح و تقرأ { فمن الله علينا فوقانا عذاب السموم آنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم } تدعو و تبكي و ترددها فانتظرت حتى مللت الانتظار فذهبت إلى السوق لحاجتي ثم رجعت فإذا هي في مكانها قائمة تصلي و تبكي و تردد { فمن الله علينا فوقانا عذاب السموم آنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم فذكر فما أنت بنعمة ربكِ بكاهن و لا مجنون } تأملي يا رعاكِ الله .. إذا كان هذا نهارها ! فكيف تكون إذا جن عليها الليل ؟!! فإن كان الرسول صلى الله عليه و سلم سيد العابدين الصديقة العالمة بليلة و قيامه و وتره سيدة المتهجدات { فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله }. أما بنت الفاروق حفصة فقال أنس قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال جبريل : راجع حفصة فإنها صوامه قوامه و قال نافع : ماتت حفصة حتى ما تفطر, أخيه من علمت و أيقنت أن أخر العمر إلى اللحد , لم تنشغل بتزيين المهد , سؤال و نحن قي هذا المكان : كيف تكون أول ليلة في الزفاف و العرس ؟ أسمعي و قولي : { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } لما أهديت معاذه العدوية إلى زوجها صلاة بن الاشيم أدخله أبن أخيه الحمام , ثم أدخله بيت مطيباً فيه العروس , فقام يصلي حتى أصبح , و قامت معاذه خلفة فلما أصبح عاتبة أبن أخيه على فعله فقال له : أدخلتني بيتاً اذكرتني به النار , ثم أدخلتني على تلك العروس فتذكرت الجنة , فمازالت فكرتي فيها حتى أصبحت , لله درهم كم علت بهم هممهم .. و أي كلام يترجم أفعالهم .. و أي امرأة تحيي الليلة كلها ليلة بنائها .. فما بال النسوة في زماننا ؟!! .. بل ما بال الرجال في هذا الزمان ؟!! .. أما الخيام فإنها كخيامهم و أرى نساء الحي غير نسائها .. كانت رحمها الله إذا جاء النهار قالت : هذا يومي الذي أموت فيه فما تنام حتى تمسي , فإذا جاء الليل قالت : هذه ليلتي التي أموت فيها , فلا تنام حتى تصبح .. أسمعي ما قاله ثابت البنان عن خبرها يوما أن بلغها نبأ استشهاد زوجها و أبنها .. إنها مصيبة عظيمة لكن على المؤمنات أبدا ما تكون .. فأتت النساء يواسينها في مصابها , فقالت : مرحبا بكن إن كنتنا جئتنا لتهنئني فمرحبا بكن , و إن كنتنا جئتنا لغير ذلك فأرجعنا من حيث أتيتن .. الله أكبر و لله درها .. أي صنف من النساء هذه التقية النقية ..لا عجب فهي تلميذة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .. جئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع .. يقول الحسن : لما مات زوجها شهيدا لم توسد فراشا بعده .. قالت لابنتها من الرضاعة : و الله يا بنية ما محبتي للبقاء في الدنيا للذيذ عيشا, و لا لروح نسيماً , و الله أحب البقاء لأتقرب ربي عز و جل بالوسائل .. لعله يجمع بيني و بين أبي الصهباء في الجنة.. تقول عنها عفيره العابدة : لما أحتضرها الموت بكت ثم ضحكت ,فقيل لها : ضحكتي ثم بكيتي, فمما البكاء ؟ و مما الضحك ؟ قالت : أما البكاء الذي رأيتم فإني ذكرت مفارقة الصيام, و الصلاة, و الذكر, فكان البكاء لذلك , و أما الذي رأيتم من تبسمي و ضحكي فإني قد نظرت إلى أبي الصهباء قد أقبل في صحن الدار عليه حلتان خظراوتان في نفرا و الله ما رأيت لهم في الدنيا شبها فضحكت إليه و ضحك إلي و لا أراني أدرك بعد ذلك فرضا معكم , قالت : فماتت قبل أن يدخل عليها وقت الصلاة التالية .. سبحان الله بكت لكن على ماذا بكت؟؟! بكت على فراق الصيام , و الصلاة , و الذكر , و أنتِ أيتها الغالية .. على ماذا تبكين ؟؟ .. ما هي همومك ؟؟.. و فيما أحزانكِ ؟؟.. على ماذا تلك الدامعات الغالية ؟؟.. من أجل من تذرفينها ؟؟.. قوما مضوا كانت الأيام بهم نزهٍ *** و العيد كالعيد و الأوقات أوقاتاٌ ماتوا و عشنا فهم عاشوا بموتهمٌ *** و نحن في صور الأحياء أمواتٌ أخيه .. إن أول علامات الإيمان .. هو حب الله جلا و علا , و حب رسوله صلى الله عليه و سلم , و لما كثر المدعون للمحبة , طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوة , قال سبحانه : { قل إن كنتم تحبوا الله فأتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم } فتأخر الخلق كلهم .. و ثبت أتباع الحبيب في أفعاله , و أقوله , و أخلاقه , أسمعي يا رعاكِ الله .. ماذا قالوا عن المحبة التي هي من مقتضى و شروط لا إله إلا الله ؟؟ قال عبد الله القرشي : (المحبة هي أن تهب كلك لمن أحببت , فلا يبقى لك منك شي ) معنى كلامه أن تهبي أرادتكِ , و عزمكِ , و أفعالكِ , و نفسكِ , و مالكِ , و وقتكِ لمن تحبينه , و تجعلينها حبسا و وقفاً في مرضاته و محابه , فلا تأخذي لنفسكِ منها إلا ما أعطاكِ هو , فتأخذيه منه و من أجله , قالوا : ( المحبة الميل الدائم , بالقلب الهائم ) و قالوا : ( المحبة إيثار المحبوب على جميع المصحوب ) و من أجمل ما قيل ما ذكره أبو بكر الكتاني جرة مسألة بالمحبة في مكة - أعزها الله تعالى – أيام الموسم , فتكلم الشيوخ في المحبة , و كان الجنية أصغرهم سناً , فقالوا : هات ما عندك يا عراقي , فأطرق رأسه , و دمعت عيناه , ثم قال : المحب عبداٌ ذاهب عن نفسه , متصل بذكر ربه , قائماٌ بأداء حقوقه , ناظر إليه بقلبه , فإن تكلم فبالله , و إن نطق فعن الله , و إن تحرك فبأمر الله , و إن سكن فمع الله , فهو بالله , و لله , و مع الله .. فبك الشيوخ و قالوا : ما على هذا مزيد ) .. المحب الصادق إذا تكلم فمن أجل الله , و إذا سكت فمن أجل الله , و إذا أعطى فمن أجل الله , و إذا منع فمن أجل الله , فهو بالله .. و لله .. و مع الله .. فبكى الشيوخ و قالوا : ما على هذا مزيد .. ذكر أبن القيم رحمة الله عشرة أمور توصل إلى محبة الله تبارك و تعالى .. أولها: قرأة القران , و التدبر , و التفهم لمعانيه , و ما أريد به . ثانياً : التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض . ثالثاً : دوام ذكره على كل حال بالقلب , و اللسان . رابعاً : إيثار محابه على محابكِ . خامساً : مطالعة القلب لأسمائه , و صفاته . سادساً : مشاهدة بره , و آلائه , و إحسانه , و نعمه الظاهرة و الباطنة . و السابع : - و هو أعجبها كما قال – انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى . ثامنها : الخلوة به وقت النزول الإلهي , لمناجاته , و تلاوته كتابه , و الوقوف بالقلب , و التأدب بأدب العبودية بينا يديه . تاسعاً : مجالسة المحبين الصادقين , و التقاط أطايب ثمارات كلامهم , كما تنتقى أطايب الثمرات . عاشراً : مباعدته كل سبب يحول بين القلب و بين الله عز و جل . و إليكِ المزيد من أخبارهم .. و قولي و كرري .. أين نحن من هؤلاء ؟.. أيتها الغالية أما كنتِ , أو أختاً .. على ماذا نربي أبنائنا اليوم ؟؟ .. ما هي الأمنيات التي نتمناها لهم ؟؟.. أما قال سبحانه : { يوصيكم الله في أولادكم } فوصى الآباء بالأبناء , قبل أن يوصي الآباء بالأبناء .. انظري حولكِ في واقع الأبناء في هذه الأيام .. تعرفي مقدار المأساة .. أما أولئك كيف ربوا أبنائهم ؟؟.. و ماذا علموهم ؟؟.. و ماذا أعدوهم له ؟؟.. أسمعي و افتحي القلب قيل أن تفتحي الأذنين .. جاء في السير أنها كان في البصرة نساء عابدات , و كانت منهن أم إبراهيم الهاشمية , أغار العدو على ثغر من ثغور المسلمين , فأنتدب الناس للجهاد , فقام عبد الواحد أبن زيد البصري خطيباً , فحضهم على الجهاد , و كانت أم إبراهيم هذه حاضرة في مجلسه ,و تمادى عبد الواحد في كلامه , ثم و صف الحور العين , و ذكر ما قيل فيهن و أنشد بحوراء .. غادة ذات دلال و مرح *** يجد النعاس فيها ما أقترح خلقت من كل شيئا حسناً *** طيباً فليت فيها مطرح زانها الله بوجهه جمعت *** فيه أوصاف غريبات الملح و بعينا كحلها من غنجها *** و بخد مسكه فيه رشح ناعم تجري على صفحته *** نظرة الملك و لألأ الفرح فهاج المجلس .. و ماجا الناس بعضهم ببعض ..و اضطربوا .. فوثبت أم إبراهيم من وسط الناس و قالت لعبد الواحد : يا أبا عبيد ألست تعرف ولدي إبراهيم ؟؟ و روساء أهل البلد يخطبونه على بناته و أنا أظن به عليهم ,فلقد و الله أعجبتني هذه الجارية ,و أنا أرضاها عروس لولدي ,فكرر ما ذكرت من حسنها و جمالها , فأخذ عبد الواحد في وصف الحوراء فأنشد .. تولد نور النور من نور وجهها *** فمازج طيب الطيب من خالص العطرٍ فلو وطئت بالنعل منها على الحصى *** لأعشبت الأقطار من غير ما قطري و لو شئت عقد الخصر منها عقدته *** كغصن من الريحان دورا بالخضري و لو تفلت في البحر شهد رطابها *** لا طاب لأهل البر شرب من البحر فأضطرب الناس أكثر مما اضطربوا , فوثبت أم إبراهيم و قالت لعبد الواحد : يا أبا عبيد قد و الله أعجبتني هذه الجارية و أنا أرضاها عروس لولدي , فهل لك أن تزوجه منها , و تأخذ مني مهرها عشرة آلاف دينار و يخرج معك إبراهيم في هذه الغزوة , فلعل الله يرزقه الشهادة و يكون شفيعا لي و لأبيه يوم القيامة , فقال لها عبد الواحد: لئن فعلتي و الله لتفوزنا أنتِ, و ولدكِ , و أبو ولدكِ , و الله لتفوزنا فوزا عظيما , فنادت ولدها يا إبراهيم , فوثبا من بين الناس فقالا : لبيكِ يا أماه , قالت : أي بني أرضيت بهذه الجارية زوجة لك ببذل مهجتك في سبيل الله و ترك العودة للذنوب فقال الفتى : أي و الله يا أماه رضيت أي رضا فقالت : اللهم إني أشهدك أنى زوجة ولدي هذا من هذه الجارية – الثمن – ببذل مهجته في سبيلك و ترك العودة للذنوب فأقبله هدية مني لك يا أرحم الراحمين , ثم انصرفت , ثم رجعت فجاءت بعشرة آلاف دينار و قالت : يا أبا عبيد هذا مهر الجارية تجهز به و جهز به الغزاة في سبيل الله , ثم انصرفت و اشترت لولدها فرسا و سلاحا جيدا , فلما خرج عبد الواحد خرجا إبراهيم رغما صغر سنه ,يعدو و القراء حوله يقراون { إن الله أشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بان لهم الجنة } فلما أرادت أم إبراهيم فراق ولدها دفعت إليه كفنا , و حنوطا , و قالت له : أي بني إذا أردت لقاء العدو فتكفن بهذا الكفن , و تحنط بهذا الحنوط , و إياك ثم إياك أن يراك الله مقصرا في سبيله , ثم ضمته إلى صدرها , و قبلته بين عينيه , و قالت : يا بني لا جمع الله بيني و بينك إلا بين يديه في عرصات يوم القيامة , قال عبد الواحد : فلما بلغنا بلاد العدو و برز الناس للقتال , برزا إبراهيم في المقدمة , فصال و جال , و كرا و فر , تارة في الميمنة , و تارة في الميسرة , فقتل من العدو خلفا عظيما , ثم اجتمعوا عليه فقتلوه , فلما أردنا الرجوع إلى البصرة قلت لأصحابي : لا تخبروا أم إبراهيم بخبر ولدها حتى ألقاها بحسن العزاء , لان لا تجزعا فيذهب أجرها قال : فلما وصلنا البصرة خرج الناس يتلقوننا , و خرجت أم إبراهيم مع من خرجوا فلما أبصرتني قالت : يا أبا عبيد هل قبلت مني هديتي فأهنأ , أم ردت علي فأعزى , فقلت لها : قد قلبت و الله هديتك إن إبراهيم حي يرزق مع الشهداء إن شاء الله , فخرت ساجدة لله شكرا و قالت:الحمد لله الذي لم يخيب ظني و تقبل نسكي ثم انصرفت , فلما كان من الغد أتت إلى المسجد فقالت : السلام عليكِ يا أبا عبيد بشراك .. بشراك .. فقلت : لازلتِ مبشرة بالخير فقالت له : رأيت البارحة ولدي إبراهيم رأيته في روضة حسنا و عليه قبة خضراء و هو على سرير من اللؤلؤ و على رأسه تاج و إكليل و هو يقول لي : ابشري أماه فقد قبل المهر , و زفت العروس . انظري تأملي أيتها الغالية .. كيف تساهم المرأة المسلمة في إعداد الأبطال ؟؟.. انظري إلى هم المرأة المسلمة و هو نصرة الإسلام مهما كان الثمن ؟؟.. انظري إلى الدور العظيم الذي تستطيع أن تقوم به المرأة المسلمة ؟؟.. إن هي صلحت أولا .. إن الآمة اليوم في أمس الحاجة إلى مثل هؤلاء الأمهات. آلائي يرضعن أبنائهن مع اللبن حب الإسلام و التضحية في سبيله .. فهل تكونين تلك المرأة .. و من يتهيب صعود الجبال *** يعيش أبد الدهر بين الحفر كثيرات يدعين المحبة و لمن شتان بين الصادقين و الصادقات .. و بين الكاذبين و الكاذبات .. في المصائب في الآلام .. في المواقف في الشدائد .. تظهر معادن الرجال و النساء .. بعد معركة أحد أشيع بين الناس إن النبي صلى الله عليه و سلم قد قتل .. فخرج الناس يتلقون الجيش العائد من أرض المعركة .. و الكل يسأل عن أخبار ذلك اليوم العظيم خرجت امرأة من الأنصار .. خرجت لتستقبل الجيش .. خرجت لتطمئن على الحبيب صلى الله عليه و سلم .. قيل لها : مات أبوكِ فاسترجعت و قالت : آنا لله و آنا إليه راجعون .. ماذا صنع النبي صلى الله علية و سلم فقيل لها : مات زوجكِ فاسترجعت و قالت : آنا لله و آنا إليه راجعون .. ماذا صنع النبي صلى الله علية و سلم فقيل لها : مات أخوكِ فاسترجعت و قالت : آنا لله و آنا إليه راجعون .. ماذا صنع النبي صلى الله علية و سلم فقالوا لها : هو بخير قالت : و الله لا يهدى لي بال , و لا يقر لي قرار حتى أراها بأم عيني , فلما رأته بكت, و ضحكت , و تبسمت , و قالت : كل مصيبة بعك جلل يا رسول الله .. كل فقد غير فقد يهون يا رسول الله.. هل شاهدتي مثل هذا الحب؟!.. آريتي كيف هان عندها فقد الأب , و الزوج , و الأخ ؟!.. إنه الحب الصادق لله و لرسوله .. كيف لا تحبه و هو الذي أنقدها الله به من الظلمة إلى النور ؟.. و من الكفر إلى الإيمان .. و من الجهل إلى العلم .. و من الظلالة إلى الهدى .. و من الشقاء إلى السعادة .. و من النار إلى الجنة .. أنا أعرف أنكِ تحبينه و لكن ما هو الدليل .. هل أتبعتي سنته ؟.. هل آخذتي بهديه ؟.. كم تذكرين أسمه و تصلين عليه في اليوم و الليلة .. كم تحفظين من أحاديثه ؟ ماذا تعرفين عن سيرته ؟ أين أنتِ عن أوامره التي أمر بها ؟.. و أين أنتِ عن نواهيه التي نهى عنها ؟.. ماذا فعلتي ؟.. كم بذلتي لنصرة هذا الدين و الدعوة إلى دعوته ؟.. قال صلى الله عليه و سلم : ( لا يومن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده , و والده , و الناس أجمعين ) .. نسينا في ودادكم كل غالي *** فأنتم اليوم أغلى ما لدينا تسلى الناس بالدنيا و آنا *** لعمر الله بعدكم ما سلينا و لما نلقكم و لكن شوقا *** يذكرنا فكيف إذا التقينا نلام على محبتكم و يكفينا *** شرفا نلام و علينا إن كانا عز في الدنيا اللقاء *** في مواقف الحشر نلقاكم و يكفينا أخير .. إليكِ هذا الخبر الذي يحمل صفة و خصلة لو حملتيها و لبستيها .. لصلحت لكِ جميع الأمور .. عن عمران أبن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( الحياء لا يأتي إلا بخير ) رواه البخاري و مسلم . و فيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد حياء من العذراء في خدرها , فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه ) , و في الصحيح عنه صلى الله عليه و سلم : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى , إذا لم تستحي فأصنع ما شئت ) قال الجنية رحمة الله : ( الحياء روية الآلاء و روية التقصير فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء , و حقيقته خلق يبعث على ترك القبائح و يمنع من التفريط في حق صاحب الحق , و قال السري السقطى : إن الحياء و الأنس يطرقان القلب فإن وجدا فيه الزهد و الورع و إلا رحلا , و آخر قال : و الله إني لاستحي أن ينظر الله في قلبي و فيه أحدا سواه , و قال الفضيل أبن عياض : خمسا من علامات الشقوة : قسوة القلب .. و جمود العين .. و قلة الحياء .. و الرغبة في الدنيا .. و طول الأمل .. و قال يحي أبن معاذ : من أستحي من الله مطيعا أستحي الله منه و هو مذنب .. و قال أبن القيم : من لا حياء فيه فليس معه من الإنسانية إلا اللحم و الدم و صورتهما الظاهرة .. كما أنه ليس معه من الخير شي .. و قال أبن مسعود : من لا يستحي من الناس .. لا يستحي من الله .. قيلا لابن عبد العزيز عمر : إذا ذهب الحياء ذهبا نصف الدين .. قال : لا إذا ذهب الحياء ذهب الدين كله .. إن كان الحياء أخيه جميل في الرجال فهو في النساء أجمل .. و أزين .. و والله إذا فقدت المرأة حيائها لباطن الأرض خير لها من ظاهرها .. قال الشاعر .. إذا لم تخشى عاقبة الليالي *** و لم تستحي فأصنع ما تشاءٌ فلا و الله ما في العيش خيرٌ *** و لا الدنيا إذا ذهب الحياء ٌ يعي المرء ما أستحي بخير *** و يبقى العود ما بقي اللحاءٌ أسمعي كيف تضرب سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم مثلا للعفاف و الحياء كما ينبغي أن يكون .. أسمعيها و هي تقول و تحاور أسماء بنت عميس : يا أسماء إني لاستحى أن أخرج غدا على الرجال من خلال هذا النعش جسمي .. كانت النعوش عبارة عن خشبه مصفحة يوضع عليها الميت ثم يطرح عليه الثوب فيصف حجم الجسم .. خشيت فاطمة رضي الله عنها إذا هي ماتت أن تحمل على مثل هذه النعوش .. فيكون ذلك خدشا لحيائها و حشمتها .. قالت أسماء : أولاء نصنع لكِ شيئا رأيته في الحبشة .. فصنعت لها النعش المغطى من جوانبه بما يشبه الصندوق ثم طرحت عليه ثوبا فكان لا يصف الجسم .. فلما رأته فاطمة فرحت به و قالت لأسماء: ما أحسنا هذا و أجمله .. ستركِ الله كما سترتني قال أبن عبد البر : هي أول من غطيا نعشها في الإسلام على تلك الصفة .. أريتِ و سمعتي أيتها الغالية .. كيف تحمل المؤمنة هم حيائها .. و عفافها .. و حجابها .. حتى بعد مماتها .. تريد أن تعيش عفيفة .. و تموت عفيفة .. و تحشر إلى الله و هي عفيفة .. إن الحياء و الحجاب عند المؤمنة قضية لا تحتمل النقاش .. و هم لا يقبل المساومة .. إنه طاعة لله .. و استجابة لأوامر الله .. و انقياد لحكمة الله .. إنه الثغر الذي تتحصن به المسلمة .. فلا تتسرب من خلاله رذيلة .. و فاحشة إلى المجتمع .. و لا تستباح محرمات .. و لا تدنس أعراض .. إنه عنوان صلاح المرأة .. و دليل اعتزازها بدينها .. و شعارها الذي ترفعه في وجه أعدائها .. و كل من يخالفها .. أسمعي إلى التي قالت : لست الحلي سباقا *** فكنوزي قلائد القرآن و حجاب الإسلام فوق جبيني *** هو عندي أبهى من التيجانٍ لست أبغي من الحياة قصورا *** فقصوري في خالدات الجنانٍ انظري إلى الواقع من حولكِ أخيه .. كيف تتفلت النساء من حيائهن و حجابهن ؟..كيف يقلنا أن الحياء و الحجاب تخلف و رجعية .. و تقيد للحرية ؟.. و لكن صدق الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم حين قال : ( بدأ الدين غريباً , و سيعود غريباً , فطوبى للغرباء ) قال سبحانه { يأيها النبي قل لأزواجك و بناتكِ و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } .. أيتها الغالية هذه أخبار من أخبارهن .. و قصص من قصصهن .. كما أستطعنهن أنتِ أيضا تستطيعين .. فلو كان النساء كما ذكرنا *** لفضلت النساء على الرجالٍ وما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ *** و ما التذكير فخرٌ للهلال أسمعي هذه البشارة من رب العالمين .. { إن المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات و القانتين و القانتات و الصادقين و الصادقات و الصابرين و الصابرات و الخاشعين و الخاشعات و المتصدقين و المتصدقات والصائمين و الصائمات و الحافظين فروجهم و الحافظات و الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة و أجراً عظيماً } أسمعي هذه البشارة من رسول رب العالمين .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : { إذا صلت المرأة خمسها , و صامت شهرها , و حصنت فرجها , و أطاعت زوجها قيل لها أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ ) رواة الخمسة و أبن تحبان .. إن كن قد كما أستطعنهن فأنتِ أيضا تستطيعين .. المنبع واحد, و المصدر واحد , و الطريق واحد , إنما يختلف الناس باختلاف الهمم .. أرجل في الثراء و رؤوس في الثريا .. أقرئي التاريخ فإن في التاريخ عبر .. ظلا قوما لم يعرفوا الخبر .. استعيني بالصبر و الصلاة .. لا تحزني بقلة السالكين .. و لا تغتري بكثرة الهالكين .. أما قال ربكِ { و قليل من عبادي الشكور } أما قال ربكِ جلا في علاه : { و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين } و قال سبحانه { و إن تطع أكثر من في الأرض يظلوك عن سبيل الله } أما قال : { قل لا يستوي الخبيث و الطيب و لو أعجبك كثرة الخبيث } فليكن شعاركِ التعاون على البر و التقوى .. و التناهي على الآثم و العدوان .. سدد الله خطاكِ .. و حفظكِ في دينكِ و دنياكِ .. وجعلكِ ذخرا و حصنا للإسلام و المسلمين .. اللهم فرج هم المهمومين .. و أكشف كرب المكروبين ..و أقضي الدين عن المدينين .. و دل الحيارى و أهدي الضالين .. و أغفر للأحياء و الميتين .. اللهم أجمع شملنا ..و وحد صفنا و أصلح ذات بيننا .. و انصرنا يا قوي يا عزيز على القوم الكافرين .. أستغفر الله العظيم و صلى الله على محمد .. و على آله و صحبه أجمعين .. --------------------------------------------- سأله تقول : أعاني من مشكلة في حياتي و هي التحدث في مع زميلاتي في المدرسة عن غيرنا و أعني هنا الغيبة و يصيبني الندم الشديد بعد الانتهاء من الحديث .. ما نصيحتك لي جزاك الله خيرا ؟؟ أقول الحمد لله قضية التكلم في الناس , و في أعراض الناس , و في خصائص الناس ذنب عظيم , و كبيرة من الكبائر, أنتِ قيسيها على نفسكِ .. أترضين أن يتكلم عنكِ بما لا تحبين؟.. أتحبين أن تذكري في غيابكِ بأشياء أنتِ لا تحبين أن تقال عنكِ ؟.. فكما أنتِ لا تحبينه لنفسكِ فالناس أيضا لا يرضونه لأنفسهم .. النبي صلى الله عليه و سلم بين أن لا يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم .. كم كلمة تتهاونين فيها؟!!.. كم كلمة تقولينها؟!!.. أقول بارك الله فيكِ اللسان إذا لم يشغل بذكر الله .. أنشغل في غير ذلك .. الاجتماعات التي تجتمعينها مع هؤلاء البنيات إن لم تكن في طاعة .. فستكون في معصية الله .. أترضين أن تقومي بمجلسكِ ذاك بسخط من الله .. أما تريدين أن تقومي يقال قومي مغفورا لكِ بدله سيئاتك حسنات .. أقول إن كان هؤلاء الفتيات هذا ديدنهن .. أقول و لله الحمد فهناك كثيرات يجتمعن على ذكر الله .. و على طاعة الله .. غيري المجلس بدلي الصديقات .. ارتبطي الذين يذكرون الله و لا تفتر ألسنتهم و لا قلوبهم عن ذكر الله جلا في علاه .. سبحان الله أننا نندم طيب لكن أيش بعد الندم .. لا بد من إقلاع إن كنتِ صادقة في توبتكِ .. تريدين أن تقبل هذه التوبة اعزمي أن لا ترجعي إلى هذا الفعل .. اصدقي مع الله جلا في علاه كوني جازمة .. اتركي الذنب .. و اندمي .. فإن لم تفعلي فأنتِ تضحكين على نفسكِ .. تكررين الخطأ مرات و مرات .. و والله ما كان شي أصعب على الإنسان من حفظ لسانه .. أصعب شي أعي الأولين .. و أعي الآخرين حفظ هذا اللسان عن التكلم في الآخرين .. لذلك هذا اللسان يستطيع أن يرقى بكِ في أعلى الجنان .. و هذا اللسان يهوي بكِ في دركات النيران .. إن أحسنتِ استعماله في ذكر .. و تسبيح .. و تهليل رقيتِ في أعلي الجنان .. و إن أنشغلتي به في لهو .. و ضياع .. و غيبة .. و نميمة .. و سب .. و شتم .. و لعان.. كبكِ على وجهكِ في النيران .. أتقي الله أمة الله .. أتقى الله لا تستهينين بالكلمة تقولينها في عرض فلانة .. أو فلان زوجة من زوجات النبي عائشة قالت كلمة تظنها هينة قال قالت زينب قصيرة تظنينها بسيطة.. فقال النبي صلى الله عليه و سلم .. و الله إنكِ قلتِ كلمة لو مزجت بماء البحر لغيرت طعمه.. فلا تتهاوني بمثل هذه الكلمات .. و أعلمي أنه { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }.. فإذا صلح اللسان صلحت أمور كثيرة.. و إذا فسد هذا اللسان أيش قيمة العبادات و القربات التي نتقرب بها إلى الله.. إن لم يستقيم هذا اللسان.. فأتقي الله أمة الله في الكلمة التي تقولينها . ---------------- فضيلة الشيخ : هل من كلمة لمن يلبسنا اللثام ؟ الآن أيش المقصد من الحجاب و العباءة أنتِ تريدينها تتخذينها زينه تتزينين بها.. أما أنتِ تتحجبين بها.. إن كانت زينه فليس هذا المقصد من الحجاب .. المقصد من الحجاب و من العباءة أن تتستري أن تعفي نفسكِ.. و تحفظي نفسكِ أن لا تكوني سببا في فتنة الآخرين .. اليوم العباءات أجمل من ما تحت العباءات ... اليوم العباءات يغرين – المعلقة على الأكتاف – و الغطوات التي توضع على الرؤوس بمناظر عجيبة.. سبحان الله أصبحت العباءات منظر و زينه ننظر إليها.. و الله أنها تغري أكثر مما تغري الملابس التي تحت العباءة.. فأيش المقصد أصلا من وضع العباءة و وضع الحجاب لا إلا أن تصوني نفسكِ ..و تحفظي نفسكِ ..و لكِ و الله في تلك التي ضربت مثل عظيم عجيب في حجابها دكتورة و طبيبة من الطبيبات -أحسبها و الله حسيبها- تقية نقية خرجت مع زوجها لمؤتمر في بلاد الكفار .. سبحان الله حظرت بكامل حجابها لا يرى منها شي إلا السواد من رأسها حتى أخمص قدميها.. سبحان الله فكانت محط أنظار الجميع هناك ..قالوا فيما بينهن البين – النساء التي ألتقين في ذلك المؤتمر – قالوا لو كانت جميلة لما تغطت.. ما غطاها زوجها.. إلا أنها قبيحة غطى القبح الذي يختفي وراء هذا السواد.. فكلمنها بعد ما انتهت نقاط المؤتمر.. قفالوا لها : ليش تضعين السواد .. و .. و .. إلى آخره ليش يجبركِ زوجكِ على مثل هذه الأمور.. فقالت لهم أخذتهم إلى مكان بعيد عن الرجال ثم كشفت عن وجه كفلقة القمر.. قالت و الله ما تغطية طاعة له ..إنما تغطية طاعة لله و لرسوله.. و الله ما وضعت هذا السواد طاعة لزوجي.. و الله لو قال لي هذا الزوج انزعي الحجاب و الله ما بقيت معه ساعة واحدة.. فبدأت تحدثهم عن الإسلام و لماذا تتحجب المرأة و.. لماذا تصون المرأة نفسها.. يقول من كتب هذه القصة و الله الذي لا إله إلا هو ما قامت من مكانها إلا أسلم سبعة من النساء.. بأيش أيتها الغالية بحجابها.. بعزتها.. بتمسكها بدينها.. بالسواد الذي يراه البعض تخلف و رجعيه ..كان السواد هذا سبب في إسلام الأخريات.. و أنتِ اليوم مفتاح خير.. وإلا مفتاح شر ..أنتِ اليوم لماذا تلبسين العباءة؟.. و لماذا الحجاب ؟..حتى يكون منظركِ جميل.. حتى تفتني الآخرين ..ما سمعنا و الله عن العباءات المزركشة ..و لا الغطوات المزركشة إلا في هذا الوقت .. وقت الفضائيات ..و القنوات ..و الشاشات ..أما في السابق فسواد لا يرى منه شي.. و ما ضر المرأة التي تتجمل بالسواد.. و تختفي خلف السواد ما ضرها قال فلان.. أو قال فلان ..هي ترضي من ترضي ربها.. فكوني مثلها بارك الله فيكِ ..سبحان الله حتى الشباب تلك التي تضع الغطاء – اللثام – و تضع العباءة على كتفها عندهم جرة عليها.. جربتها إحدى الفتيات.. تقول كنت في مجمع من المجمعات مع مجموعة من صويحباتي.. تقول: سبحان الله ابتليت أنا بالعباءة التي على الأكتاف ,لم يبقى نوع ,و لا صنف, و لا جديد من هذه العباءات إلا لبستها.. سبحان الله مرة في سوق من الأسواق.. و أنا في كامل زينتي سبحان الله ..مش في عباءتي ..مش في حجابي.. أنا بكامل زينتي و راحة الطيب تملا المكان.. جاءتني امرأة محتشمة متزينة بزينة الإيمان.. يا أمة الله أتقي الله.. لا تفتني نفسكِ ..و تفتني الآخرين ..أتركِ هذه العباءة.. و تحجبي بحجاب الإسلام.. تقول :أخذتني العزة بالإثم .. قلت لها: إذا تريديني ألبس الحجاب و البس العباءة على الكتف عندي شرط واحد .. تقول : أردت إضحاك صويحباتي.. و أنا أدري أن كلامها صح .. قلت لها : ما أتحجب إلا إذا قبلتي يدي فقالت العفيفة الطاهرة : أقبل يدكِ و أقبل رأسكِ إن كنتِ ستتحجبين و تلبسين الحجاب الذي يرضي الله .. و قبلت يد و قبلت رأسي .. ثم انصرفت و هي تدعو لي .. أم أنا فجلست مع نفسي جلسة ثم أخذت أبكي على حالي .. سبحان الله من حينها قررت أن أترك هذا كله .. و أن ألتزم بالحجاب الشرعي.. سبحان الله حاربوني صويحباتي.. متخلفة .. رجعية .. إلى أخر كلامهن .. لكن و الله العظيم وجدت في نفسي راحة .. و طمئنيه .. سبحان الله رأيت الأثر كنت أخرج بتلك الأسواق بتلك الزينة .. كم كان يتجرأ على الباعة؟؟.. كم كان يتجرأ على الشباب ؟؟.. أما الآن فما أحد يستطيع أن يتطاول على بكلمة واحدة.. السبب .. أنها تزينت بزينة الحجاب.. فأقول : أتقي الله أمة الله .. أنتِ تتعبدين الله بالحجاب .. أنتِ تتعبدين الله طاعة لله .. و لرسوله .. أسال الله أن يحفظكِ من الفتن .. ما ظهر منها و ما بطن . المصدر / قافلة الداعيات |
||||
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصه حب بمنتهى الروعه وطبعا قصه خياليه | الخــــيالــــي | ~ نـــفــحــــَآتٌ إِيــم ــَــآنــيــة | 56 | 11-13-2006 04:41 AM |
تعرف على ضيف العيون الشيخ العلامة الجهبذعبدالله بن عقيل | عطارد | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 3 | 07-29-2006 01:26 AM |