|
الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل |
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-08-2009, 12:34 AM | #1 | ||||||||||||
|
ليتنا ماكبـــرنا والله !
مـــدخل من أخبركم أن الولاده لا تكون إلا مره والموت لا يقع إلا مره أنا أعرف إمرأة ولدت ألف مره وأعرف إمرأة أخرى تموت في اليوم ألف مره الحياة تحقق لنا الولادة المتجدده والذاكره تصارعنا بسكرات الألم ..!! قرأت ذات مره عن إمرأه إستنشقت جوريه فماتت وقرأت عن طفل ضحك من فرط الفرح فمات وقرأت عن رجل ظن أنه شجاع في هذا الزمن فمات طيشاً وقرأت عن فتاة أحسنت واستحسنت وتحسنت فدقتها الأعين حتى ماتت كل شئ فينا صار ضيق القلوب والأعين والذاكره نعيش داخل أقفاص تدقنا حتى الأنا فينا ....! فنسأل أنفسنا -ماالذي تغير يعني نحن نحن وهم هم ..! وش صار يعني ؟ * لازالت خيوط البياض التي تخاصر ذاكرتي منذ أمد ! طفلة كنت أتوسد حرائر التوت وأغزل بمغزل الفرح ضحكاتي تنعكس في أرواح العصافير تستبشر بي في صباحها فتغني سنفونيتها لم يدرك العالم بعد أن العصافير تغرد لي وهاهي توقفت عن التغريد منذ زمن رجاء لاتسألوني السبب !! قرية صغيره أحتضنت طفولتي المبكره جدي الشيخ الكبير فيها ينادى بإسم أمير وأنا حفيدته هــــه ! تلك القريه وبيت الأماره والأماره والدكان في آخر الشارع والحضيره بما تجمع من بهائم بقر غنم ماعز وخيل السياره-الددسن- الحمراء المتعطله ركوبنا فيها ولعبنا لساعات المقود المعقود عليه جلد أحمر وأسود المقاعد الجلد المهترئه وخلف صندوق السياره شبك كبير متقوس خلخلناه حتى سقط بفعل الصدأ قلبناه على الأرض على شكل قوس نجلس على حوافه نتأرجح ألعابنا البسيطه من الحجاره والمطاط ومعاليق الثياب نصنع منها -نبيطه- البقره التي أكلت ملابس أختي والخروف الذي يصلخه العم عثمان كل أربعاء ونحن نشاهده فيعطينا في صحن الكبد والكلاوي والقلب نذهب بسرعه إلى البيت ونحن نصرخ -مقلقل مقلقل - يووووه ذالك البيت بسلمه الطويل وصالته الكبيره وسجاده الأحمر السجاد قطع مرصوصه بجوار بعض والحجرات المحيطة بالصاله من اليمين غرفة جدتي وهذي غرفة خوالي العزاب وهذي غرفة خالاتي إذا جو من الرياض وفي أقصى الصاله غرفه لزوجه جدي الجديده ! وخلف البيت المكون من طابق واحد هناك المطبخ الكبير القدور التي تواسينا في الطول أو تزيد هناك ابو موسى الذي يطهو الولائم وهناك العتويه التي تخدمنا تلك المرأه الضخمه التي تقلب عينيها فلا يظهر لنا سواء البياض مخيفه بشكل رهيب مع صوتها الجهوري وضحتها المجلجه . أغانينا البسيطه التي نغنيها ابن ........ تعمر عمر الله زمانك ابن ......... تجمل خل ربي حلالك ابن ......... تعمر عمر الله زمانك ابن ......... تجمل خل ربي حلالك حلالك ربي يحفظه حلالك ربي زيده جدي والبسمه على محياه آمين آمين . الصباح يعني الفجر مباشره اسيقاظنا مع الشمس مع أول خيوطها خروجنا من تلك الغرفه التي ننام على مطارحها الشالكي والبطانيات الصوف بخطوطه المتضاربه جدتي وابريق الحليب الكبير تنتظرنا في الصاله - إللي مايشرب حليب هو ............ الحليب الذي تسكبه بمهاره ترفع الدله وتصف الكاسات وتبدأ بسكب الحليب عن بعد وذلك الصوت الذي يصدر ورغوة الحليب التي تتكوم في أعلى الكأس -يمه هذا حليب وشو -حليب بقر -يعني أنا الحين اصير بنت البقره إذا شربته ! -لا ليه ؟ -لأنه العنود شربت منك حليب وصارت بنتك أمس أمي تقول لي كذا -ايه هذا بس فينا حنا لكن حنا ما نصير عيال البقر -طيب ليه؟ -كذا يمه لأن البقره ماتصير ام -إلا تصير ام نسيتي يوم تولد ذيك المره وتتعب وبعدين أنت جبتي لها بطانية خالي وغطيتيها -ايه البقره تصير ام لبقره زيها لكن ماتصير ام لنا أحنا وحنا نصير امهات لكم لكن مانصير امهات للبقر يقاطعنا خالي! -خلاص لاتكثرين اسئله على امك يالله افطروا الفطور كان طبق بيض كبير بيض نجمعه كل صبح من حضيرت الدجاج كل شئ كان حاضر الجبن واللبن والزبادي واشياء كثيره والزبده والسمن كلها تعد اعداد منزلي .. بعد الفطور إنطلاقتنا للخارج اللعب بلا كلل ولا ملل إنتظارنا لسيارة الفليت حتى تمر على المزرعه ونركض خلفها تحشرنا رآئحه الفليت ونحن نركض ونركض السريع هو الذي يخترق غمامة الدخان . الدكان بأسعاره الزهيده علبة الكولا او البيبسي القديمه بربع ريال المسدسات المائيه الملونه النظاره التي تحوي انف وشارب كلاب الصيد التي أحضرها خالي للبيت منوه وجلاد كما يسميهم الرعب الذي سكنني منهم لأنهم يلحقون بي كلما ركضت .. * في تلك القريه الناس بسطاء كرماء على الجميع في تلك القريه الأموال قليله والسعادة كبير في تلك القريه الصبح ضاحك والمساء ساكن بقرارة النوم الهانئ في تلك القريه نحن أحفاد أمير وماعلمنا أنه مجرد محافظ على قريه لا تشاهد على قوقل ايرث ! في تلك القريه الجميع يد واحده روح واحد المنازل مفتوحه للجميع والمساعده من الجميع المكان مكاننا جميعا وكل بيت هو بيتنا. * إفتقدنا النقاء وكثيرا كثيرا من الطهر هناك المدينة صاخبه قلقه رغم أنها وسيعه إلا أنها ضيقه البيت صغير مقارنه ببيت الأماره الأثاث تغير تماما ماعاد السجاد الأحمر موجود ولم نجد تلك الوسائد الخضراء والحمراء بنقش سيفين ونخله صار هناك موكيت وسجاد يناسبه وجلسه أرضيه وكراسي وكنبات صار لدينا مجلس رجال ومجلس نساء يخالف بيت الأماره مجالس الرجالس بعيده نسميها ديوانية الأماره . صار لدينا منزل بطابقين لوحة مكتب الأماره مكتب الأمير/ .......... حفظه الله صارت معلقه على جدار المجلس لا حائط الأماره ! لم نعد نرى البقر ولا نركض خلف الماعز وماعاد ذلك الخروف الضخم جواد لي ألعابنا صارت محصوره في الركض خلف بعضنا في الإستخباء بين كراكيب المستودع وخلف البيت صرنا نتعارك كثيرا ونبكي كثيراً ضاق البيت بنا ذرعا وأهلنا أيضا -يوه صجيتونا أطلعوا ألعبوا في الشارع هناك لم يكن الشارع مرعبا لم يكن هناك خطف ولا شئ في الشارع تعرفنا من خلاله على الجيران لعبنا معهم (خالد و وليد وفهد وعبدالعزيز) في الشارع لعبنا الكوره وشاهدنا الخيًال بالخيل متجهين إلى النادي كل يوم نقف ننتظرهم نودعهم ذاهبين ونستقبلهم في المساء عائدين الخياط وبجواره البقاله والبوفيه التي تبع صحن البطاطس المقلي بريال تضعه في كيس ورقي تسكب فوقه الصلصه الحمراء-الكاتشب- فيترطب الكيس بها وتذوي البطاطس وتنفغص ونحن بكل تلذذ نتناولها ولا نفكر بكميه الوسخ الذي بين أيدينا . حديقة الحيوان القريبه جدا من المنزل التي تغلق بعد صلاة المغرب ذهبنا لها كل اسبوع وهي المتنفس لنا الذي يذكرنا بحياتنا هناك ! رغم صخب المدينه غير أننا كنا مازلنا صغار نحتضن البسمة والفرحه المتعه اللعب لا يقف عند حد بالنسبه لنا وصولنا إلى بيت مهجور ولعبنا فيه لساعات طويله تحذير أهلنا من الدخول فيه ولكننا لم نسمع لهم حتى إختلقوا قصة الجماجم الموجوده في خزان البيت المهجور وصنابير الماء التي تسكب دم في الليل مرعبه تلك الحكايه نسجوها الكبار لنا حت نخاف البيت ولا ندخله فكان ماكان ولكني صرت أتخيل أشباح تمر من النافذه في الليل تعسعس حتى ترى الأطفال فإذا وجدت طفلا مستيقظا إختطفته بقولها أنا العناز العنازيه راسي حديد وعيوني جبيليه أبغى بنيه وإلا وليد ...... فأتصنع النوم خوفا منها .... الجديد كان له قيمه شارع المتنبي وأسواقه والعطايف وأشياء كثيره كثيره كانت هناك تسعدنا الحذاء الجديد الذي نسعد به نرتديه ونحن نقفز بكل فرحه بكل سعاده كان البياض يحط بنا كنا نعيش بشفافية بلوريه نرى الكون جميلا لأن الداخل كان نقي أبيض بعيد عن التعب عن الوجع عن الألم وعن الحقد كنا نعيش مع العالم المحيط بنا نرى فيه الخير احب لأخيك ما تحب لنفسك ... آآآآآه منشقة والله ! * كبرنا وكبرت الأحلام الطفوليه إلى أحلام كبيره كبرنا وماعدنا نبتسم في الصباح كبرنا وماعدنا نسمع صوت العصافير كبرنا وكبرت النفوس معنا تغير العالم أم نحن الذين تغيرنا ! الناس تكنفوا كثيرا من السواد ماعادت النفوس رحبه وماعاد القلب نقيا .. صرنا نخاف من الشارع نخشى البسمه التي كانت صدقه يظللنا السؤال بظلل غمام أسود كبرت منازلنا وتغير أثاثنا وضاق المحيط في نفوسنا !! * كنت أحاول أن أصنع قلبا من جديد قلبا يحمل قفلاً للعالم أجمع ! كنت أحاول أن أسمع الصوت حنينا من جنة الماضي كنت أحاول أن أجعل الندم رفيقي على مافات وأن لا أفرح بما هو آت ! كنت أحاول أن أبحث عن بقعة ضوء في ظل العتمة التي أجدها تحيط بي ..! كنت أحاول أن أطرح سؤالا جريئا هل أنا خطأ أم ماذا؟؟! فعلا العالم كذا يعني صار ..؟! وبس ! (هذه المدينة كانت رائعة . لم تبق منها إلا هذه الآصداء التي تملآ احزان المعابر القديمة. بدأ الحقد يحفر ملامح الناس و يعرش كأغصان الخروب. كثر الوسخ والجريمة. ضاقت الشوارع والابواب والنوافذ والمجاري والنفوس وعقول الناس.العصافير التي كانت تملاْ الساحات العامة، غادرت مواقعها ولم تترك إلا خيوط التليفونات والكهرباء مجردة من كل حياة.)* مخــــرج بإختصار كبرنا وماعاد الجديد يسعدنا فليتنا ماكنا ولا كان ولا ذاك الطريق الذي إلتقينا به ولا شئ منهم ولا منًا ليتنا والله يا أمي ماكبـــرنا ! * تعايشت تفاصيلها اعجبتني ولامست احساسي وراقت لي فنقلتها
|
||||||||||||
03-08-2009, 01:56 AM | #2 | ||||
|
ما اروع ذاك الزمان وما اروع حكاياه
ما اجمل تلك الطيبة وما احلى تلك البراءه نعم كل يوم ننولد من جديد وكل يوم هو بالنسبة لنا اشراقه جديدة نصصح ما اخطانا بالأمس ونضئ ما اظلمنا في ذلك اليوم ونرفع ما سقط منا وإن شاء الله كل يوم ونحن الى الله اقرب اخيتي شاكرة لك تلك السطور الرائعة والمقال الأروع بارك الله فيك |
||||
|
|