|
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-02-2005, 12:41 AM | #1 | ||||
|
><على قــــــــــارعة الطــريق><
تحت جذع نخلة باسقة جلست تعبث بتربة الأرض تحفر حفرة كبيرة ثم تدفنها .. تارة تجلس في قلب الساقية وهي تقهقه فرحاً وتارة ترمي الصغار بالحصى وقد اشتاط وجهها غضباً .. تارة تراها تمضي بين **اق البيوت .. وقد تراها تقف متسولة ترجو دريهمات إحسان .. هذه فاطمة ابنة السبعة عشر ربيعاً .. المحرومة نعمة العقل والمشوهة وجهاً والقدمين.
تألق القمر بدراً في كبد السماء .. وقد امتلأ قلبه نوراً .. فأرسل إشعاعاته على المنازل النائمة .. بعد يوم استبشر الناس فيه خيراً .. وقد عانقت الأرض العطشى سقاء السماء .. وريح التربة المضمخة بعبير المطر يشجي النفس بزواكيه. أرق السّهاد فاطمة .. وقد نام الجميع .. فخرجت من دارها ومضت حيث تقودها خطاها .. ثم توقفت أمام شباب فمدت يدها إليهم ترجو نوال المحسنين .. فسوّلت لهم أنفسهم شيئاً. تحرّك الجنين في أحشاء فاطمة .. فأدرك الأهل هول المصاب .. ووضعت فاطمة طفلاً .. وهي لا تعي من أمرها شيئاً .. كبر الطفل .. واليوم أصبح له من العمر ست سنوات .. بينما كنت أمضي في الطريق .. رأيت أطفالاً تحلّقوا حول قرين لهم وهم يضربونه وهو يستجير .. اقتربت منهم وأبعدتهم عنه حتى تفرّق شملهم مع تعالي ضحكات بعضهم وصيحاتهم .. ولد المجنونة .. ولد المجنونة. نظرت إليه وقد امتلأت عيناي دمعاً .. وتجسدت المأساة في عمقي وألجمني الألم .. فمضيت بخطىً ثقيلة تائهة .. ومرارة العذاب تلتهم روحي .. لحق بي والعبرات تنحدر من عينيه الصغيرتين .. وشعره معفّر بالتراب وآثار الضرب على وجهه .. ابن من أنا؟ لم أتمالك دموعي التي تدفّقت كالشلال .. بعدما أشحتُ بوجهي .. مسحت على رأسه .. ووهبته شيئاً من حلوى .. مضيت أئن من وطأة العذاب .. وقد شل تفكيري .. وعاد صدى سؤال الصغير يمزّقني .. ابن من أنا؟ تهالكت على أطلال بيت كتب الدّهر عليه حديثه .. ورأيت الصغير وقد تبعني .. وتوقف على بعد خطوات مني وظل يرقبني .. وقد فاض قلبه لوعة وسقماً .. وعلا صوته الشجين .. الكل يعيّرني .. إذ لا أب لي أعرفه .. ابن من أنا؟ تساقطت دموعي على التراب .. وأنا أكتم نحيبي .. وزفرت زفرة أحرقت معها معاني سمو الحياة .. وهمستُ لوعة .. انت ابن انحدار امة منقووووووووووول |
||||
|
|