قالَ عَليهِ الَسَلآم : [ "الْكَيّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ، وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ
هَوَاهَا وَتَمنّى عَلَى الله آلأمَآنيْ] .
وقال َعُمَرَ بن الخَطَاب َرضيَ الله عنه : حَاسٍبُوا أنفَسَكم قَبَل أن ْتحَاسبوَا وطاٍَلبوا بالٍصدَق فيٍَ الأعماَل
قٍبَل أنَ تطَالبَوا وزنوٍَا أعماَلكَم قَبَل أن تَوزنوا
فإنهَ أهوَنَ عَليَكم فيْ الحِسَابْ غدٍا وَتزيَنوَا للٍعرضَ الأكبرَ : {
يَومئذ ٍَتعرضوَن لاَ تخفىَ منكم خَافية } .
عن الحسن قال : " أيسر الناس حسابا يوم القيامة الذين حاسبوا أنفسهم
في الدنيا ، فوقفوا عند همومهم وأعمالهم ،
فإن كان الذي هموا لهم مضوا ،
وإن كان عليهم أمسكوا قال : وإنما يثقل الأمر يوم القيامة على الذين جازفوا الأمر في الدنيا ،
أخذوها من غير محاسبة فوجدوا الله قد أحصى عليهم مثاقيل الذر ،
وقرأ { ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها } [ مواعظ ابن الجوزي - ص: 9 ] .
وقال أبو بكر البخاري : من نفر عن الناس قل أصدقاؤه ومن نفر عن ذنوبه طال بكاؤه ومن نفر عن
مطمعه طال جوعه وعناؤه ونقل توبة بن المعلم أنه نظر يوما وكان محاسبا لنفسه فإذا هو ابن ستين إلا عاما
فحسبها أياما فإذا هي إحدى وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم
فصرخ وقال : يا ويلتي ! ألقي المليك بإحدى وعشرون ألف ذنب وخمسمائه ذنب فكيف ولي في كل يوم عشرون ألف ذنب ؟
ثم خر مغشيا عليه فإذا هو ميت فسمعوا هاتفا يقول : يا لها من ركضة إلى الفردوس الأعلى .
إخوآآني المؤمن مع نفسه لا يتوانى عن مجاهدتها وإنما يسعى في سعادتها فاحترز عليها
واغتنم لها منها فإنها إن علمت منك الجد جدت
وإن رأتك مائلا عنها صدت وإن حثها الجد بلحاق الصالحين سعت وقفت وإن تواني في حقها قليلا وقفت وإن طالبها بالجد
لم تلبث أن صفت وأنصفت وإن مال عن العزم أماتها وإن التفت عربدت من صبر على حر المجلس خرج إلى روح
السعة من رأى التناهي
في المبادي سلم ومن رأى التناهي هلك لأن مشاهدة التناهي تقصير أمله ومشاهدة المبادي في التناهي
تسوف عمله وفي الجملة : من راقب العواقب سلم .
يَـا مَـنْ تَـسْـمَـعُـونِـي الآن
يَـا مَن لا زَالَت فِيكُم الرُّوح
تَذَكَّرُوا مَنْ مَضَى مِنَ الأَقَارِبِ وَالأَصْحَاب
كيف أصابَهُم الموت فجأة
وَجَاءَهُم مَلَكُ الموت عليه السلام
فقَبَضَ أَرْوَاحَهُم دُون اسْتِئْذَانٍ وَدُونَ إِمْهَالِ
يَـا أَيـُّـها النَّاس
تَفَكَّرُوُا فِي الْحَشْرِ وَالمعَادِ حِينَ تَقُومُ الأَشْهَاد
والله إنَّ فِي القِيَامَةِ لَحَسَرات
وإنَّ فِي الْحَشْرِ لَزَفَرات وإنَّ عِنْدَ الصِّرَاطِ لَعَثَرات
يَـا ابْنَ ءَادَم
حَاسِب نَفْسَكَ فِي خُلْوَتِك
وَتفَكَّر فِي انْقِرَاضِ مُدَّتِك وَاعْلَم أنَّ الْمَوْتَ لَيْسَ لَهُ سِنٌّ مَعْلُومٌ
وَلا مَرَضٌ مَعْلُومٌ ولا زَمَنٌ مَعْلُومٌ
فَهْلَ تَفَكَّرتَ فِي يَوْمِ مَصرَعِك؟
وانْتِقَالِكَ مِنْ مَوْضِعِك؟
فَإِذَا نُقِلتَ مِنْ سَعَةٍ إِلَى ضِيق
وَهَجَرَكَ الصَّاحِبُ وَالرَّفِيق وخانَكَ الأخُ والصديق
فَكَفى بِالْمَوْتِ واعِظًا
وَكَفَى بِالْمَوْتِ مُبْكِيًا لِلْعُيُون
ومُـفَـرِّقـًا لِلْجَمَـاعَـات
وَهَادِِمـًا لِِلْلَذَّات
وَقَــاطِــعـــًا لِلأُمْنِيَّات