مقابلة مجلة بيسكولوجي مع زين الدين زيدان
--------------------------------------------------------------------------------
يتحدث النجم العالمي زين الدين زيدان، في هذا الحوار عن سرالنجاح الذي حققه في عالم الكرة، معتبرا أن التربية التي تلقاها من والديه هي التي دفعت به إلى ما هو عليه الآن، مضيفا أنه مسلم ومؤمن بالقيم الإسلامية، وأن حلمه هو زيارة القرية التي ولد فيها والده ببجاية بالجزائر.ويكشف زيدان من خلال هذا الحوار الذي أجرته مجلة “بسيكولوجي” جوانب عدة من حياته الكروية والخاصة، وهنا نص الحديث:
*لماذا قبلت إجراء هذه المقابلة مع مجلة “بيسكولوجي” في حين أن كل الصحافة تتهافت عليك؟
ببساطة، لأنني، أحد قراء هذه المجلة، وأعتقد أنه من الطبيعي أن أقبل إجراء هذا الحوار معكم، في الحقيقة، مضطر لأكشف لكم أن زوجتي هي من تشتري المجلة، لذلك فهي تقرأها أكثر مني.
*هل هناك شيء ما تحلم القيام به وتستطيع تحقيقه عندما تتوقف عن ممارسة كرة القدم؟
نعم الذهاب إلى بلدي الأصلي الجزائر برفقة والدي هذا هو حلمي، إني أتوق إلى ذلك وأستطيع تحقيق هذا الحلم، سأصطحب والدي إلى المكان الذي ولد فيه في جبال بجاية، حين كان يرعى الغنم.
*إن هذا النوع من الأجوبة هو الذي جعل الناس يحبونك كشخص قبل أن يحبوك كلاعب، هل تدرك أنك محبوب الجميع؟
أنا أعلم أن الناس يحسون بأنني بقيت إنسانا عاديا وهذا ما يعجبهم، يفهمونني حينما يرونني في الشارع، يحبون ما أفعله في ميادين كرة القدم، ولكن يحبون كذلك أنني بقيت بسيطا ربما أني محظوظ في أن أتقن مداعبة الكرة أحسن من الآخرين، وهذا ليس سببا في أن أحسب نفسي شخصا آخر. أبقى كما كنت، والداي ربياني بهذه الطريقة، علماني أن أكون كاملا وشريفا لن، أتمكن أبدا من رد جميلهما نحوي.
*لقد نشأت في حي فقير بمرسيليا، كيف تفسر هذا النجاح الذي حققته، عكس العديد من الأطفال الذين كانوا يتقنون لعب كرة القدم كذلك؟
يعود الفضل الأكبر إلى عائلتي، فقبل أن أصبح لاعبا، كنت طفلا صغيرا محبوبا، محميا من طرف الجميع لأنني كنت الأصغر في عائلة فيها 5 أبناء لم أتلق حبا بالألفاظ مثلما يعطي اليوم للأطفال، والداي لم يملكا فن التعبير، لم أسمع أبدا والدي يقول لي: “أحبك، أحبك، أحبك” رغم أنه كان يحبني أكثر من الجميع، كان يثبت حبه لي عن طريق حمايته لي.
*كيف وصلت كرة القدم إليك ما الشيء الذي ملكته وافتقده الآخرون؟
عندما كنت طفلا، كنت ألعب كرة القدم مع مجموعة من الأصحاب كل يوم وما كان يفرق بيننا هو أن كرة القدم كانت الشيء الوحيد الموجود في رأسي، أصحابي كانوا فعلا يحبون كرة القدم، ولكن كانوا يحبون كذلك الذهاب إلى السينما، والتجول مع الآخرين،لم أنجح في دراستي لم أحمل في رأسي إلا كرة القدم وقلت في نفسي: “إن لم أدرس، فلا بد أن أمارس كرة القدم، ولكن يجب أن أهبها كل طاقتي” لقد فهمت أنه عندما نريد القيام بشيء ما، يجب ألا نترك عوامل أخرى تعكر عزيمتنا.
*هل تعتبر نفسك، فرنسياً، جزائرياً أم “مرسيلياً”؟
الكل مع بعض ولكن مرسيلياً أكثر، لأنني ولدت وكبرت هناك، ولدي ذكريات أكثر هناك وتعلمت مداعبة الكرة هناك تلك الذكريات منقوشة في رأسي، يجب العودة دائما إلى الأصل، إلى “الحي”، إلى الناس الذين أحببتهم، كل ذلك يجعلك أكثر تواضعا.
*لقد تم نشر أرقام عن اللاعبين الأعلى راتبا، وقد ورد اسمك في المرتبة السادسة عالميا، ألا يشكل لك ذلك إحساسا بالذنب تجاه والديك؟
أبدا، أنا لا أسرق هذا المال، فإذا تلقيت ذلك فمعناه أنني أستحقه، وهذا رغم وجود عدة لاعبين يبذلون مجهودات أكبر مني فوق الميدان أتعلمون؟ حينما كان أبي يتلقى راتبا ضعيفا لم نتلق مساعدة أي شخص، لقد تدبر أموره لوحده، ولقد صنع من أبنائه رجال اليوم، نحن نقوم بحصد ما زرعه أبي وأمي، هذا عدل وأنا سعيد من أجلهما.
*هل أنت مؤمن؟
أنا مسلم، ومؤمن، وأعتقد أنه هناك في الأعلى، رب خلق كل هذا، ولكنني لا أمارس الشعائر الدينية، المهم ما في نفوسنا، فالديانات كلها تتشابه والمهم تثبيت القيم الدينية أكثر من ممارسة الشعائر الدينية.
*أي شيء يدفعك إلى القول إنك نجحت في حياتك؟
إذا قال أبنائي إنني كنت أبا جيدا
المصدر : مجلة بيسكولوجي