قُلْ: لِلَّذِي أذآكَ إِنَّ اللهَ لاَ يَنْسى ..

[عَذْبَھْہّ]

مدخل /
‏وما مِن يدٍ إِلا يدُ اللهِ فوقها
ولا ظالم إلا سيُبلى بأظلمِ

من الممكن جداً أن نؤذي أنفسنا
وغيرنا بغير قصد
أذيه بحُسن نية
أذيه لاتطالهم بظلم

لكن !
هناك من يؤذي غيره متعمداً قاصداً
الظلم هو الجور
يظلم الناس قولاً وفعلاً
كذب . بهتان . افتراء . فتنة .تجني
يقطع ارزاقهم و يُفرق بينهم و يجلب العداوات
ويسعى لقطيعة الرحم و الأصحاب و الأحباب
وقد يتعرض للناس في أعراضهم بما ليس فيهم
لحاجة في نفسه
و قد يأكل حقوقهم و أموالهم بغير وجه حق
وقد يظلم غيرةً وحسداً و حقداً
و ربما انتقاماً بتجني واعتداء و انتهاك
أو الإضرار بهم بفعل السحر لهم
بمرض أحدهم أو موته
أو قطيعة أو تفريق
و ينسى أن الظلم ظلمات
وهو من المعاصي التي يعجل الله العقوبة لصاحبها في الدنيا
وينسى أن للكون ربٌّ
يجعل كل ساقٍ يُسقى بما سقى !

يقول الشافعي :
آية من القرآن هي سهم في قلب الظالم
وبلسم على قلب المظلوم
قيل وما هي؟
فقال قوله تعالى:
{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا }

وهناك الكثير من الآيات التي بينت ان الله حرم الظلم
و التشديد و الوعيد لمن يظلم

ومنها :

قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)

(وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً)[الفرقان: 19]

ويقول سبحانه:(وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) [الشورى: 8]
الظلم منكر عظيم وعاقبته وخيمة
ويقول النبي ﷺ:"اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة"
ويقول الله عزوجل في الحديث القدسي الذي رواه عنه النبي ﷺ:《يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا،》

نتعرض للظلم في حياتنا
ربما من الأقارب وقد قيل فيها :
وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً
عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ

أو نُظلم من الاصحاب أو زملاء الدراسة
أو من الجيران أو من العمل بشتى اختلافاته ..
والأكثر غرابة ربما تتعرض للظلم
من أشخاص لا تعرف عنهم شيئا
سوى الإسم !!

لذا :
تتردد تساؤلات كثيره ؟؟؟
● هل يمكن أن تسامح من ظلمك يوماً ما ؟
● هل تنسى مافعله الظالم لك و تبقى معه ؟
● هل تدعو له بالرحمة والمغفرة عندما تعلم أنه مات ؟
● هل تدعو له إذا علمت أن الله قد أخذ بحقك منه
وهو في مرض أو ضائقة أو إلى ذلك ؟

مخرج /
لا تظلِمنّ إذا ما كنتَ مُقتدراً
فالظلمُ مرتعُه يُفضي إلى الندَم
تنام عينُك والمظلوم منتبهُ
يدعو عليك وعينُ الله لم تَنَمِ

.

بقلمي
من إعدادي و تنسيقي البسيط
باستثناء الآيات والأحاديث و الابيات

[أبو محمد]

موضوع جميل جداً ..

لكن !
هناك من يؤذي غيره متعمداً قاصداً

● هل يمكن أن تسامح من ظلمك يوماً ما ؟

من كان مُتعمداً ونتج عن ظلمه مضرة .. فالعفو عنه يحتاج إلى قوة جبارة .. وهي تتفاوت من شخص لآخر .. ( فمرارةُ الظلم .. والعفو طلباً للمثالية أو إكراماً لأحد ) لا يجتمعان في القلب .. فلا بد من أحدهما أن يُخرج الآخر .

●هل تنسى مافعله الظالم لك و تبقى معه ؟

ينّدُر من ينسى ظالمهُ .. فالمؤمن لا يٌلدغ من جحر مرتين .. وأما البقاء معه فهذا الأمر يحدده واقع الحياة .. فالقريب جداً أو زميل العمل .. فالبقاء معهم مفروضُ واقعاً .. ولكن الحذر سيكون سيد التعاملات .

● هل تدعو له بالرحمة والمغفرة عندما تعلم أنه مات ؟
في حياته .. قد رفُع ملف القضية لله .. وننتظر بموته أن تبدأ محاكمته .. فالظالم مُستراحُ منه .. فعن أبي قتادة بن رِبْعيٍّ الأنصاري رضي الله عنه: أنه كان يحدِّث: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مُرَّ عليه بجنازة فقال: ((مُستريحٌ ومُسْتَراحٌ منه))، قالوا[1]: يا رسول الله، ما المُستريحُ والمُستَراح منه؟ فقال: ((العبد المؤمن يستريح من نصَبِ الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يَستريح منه العبادُ والبلاد والشجَرُ والدوابُّ))[2].
● هل تدعو له إذا علمت أن الله قد أخذ بحقك منه ، وهو في مرض أو ضائقة أو إلى ذلك ؟
أما هذه تحتاج إلى قوة لا يملكها غالب البشر .. إلا من رحم ربي .. فرُبما حاله الجديد يُعتبر له رحمة .. حتى لا يظلم أحد في باقي حياته ...
بارك الله فيك وفي طرحك .. موضوع قيًم .. وأتمنى من الجميع المشاركة

عَذْبَۿ✿ معجب بهذا

[عآبر]

اعفوا واصفحوا
" الا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ "

[أبو محمد]

حياك الله أخي عابر
العفو والصفح بمطلقه مع كل ظالم ، هو مفسدةُ عظيمة ، تُعطي الظالم ضوء أخضر ، في أن يتمادى مع كل من يتعامل معه . وربما نستثني من ذلك
- من يتوب ويعترف بخطأه ويصحح ما أمكن ما كان منه ، فهذا نستحضر فيه قول الله تعالى ( اعفوا واصفحوا
" الا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ " .
- وأما الظالم من يرى حقوق الناس " حق من حقوقه " ولا يُحلل ما أُحل له ، ولا يُحرم ما حُرم عليه ، ويتعامل مع الناس بمبدئ ( أن مصالحه فوق كل شي ) .. فالعفو عنه ظُلم للنفس أمام النفس .. وضّعف وخنوع أمام الناس .

عَذْبَۿ✿ معجب بهذا

[عَذْبَھْہّ]

أبو محمد
حياك و مرحبا بتواجدك في المرة الأولى
والثانية وفي كل المرات
وأشكرك جزيل الشكر على تفاعلك الجميل
مع الموضوع و الإجابة على الأسئلة
وعلى الإيضاح الطيب
رأيي من رأيك تماماً
لكن لم أضع إجابتي في الموضوع
حتى لا يتأثر بعض القراء و المتابعين بما أقول
ولأرى اختلاف الأرآء ووجهات النظر ..
بارك الله فيك ونفعنا بعلمك وشكر الله سعيك..

[عَذْبَھْہّ]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عآبر

اعفوا واصفحوا
" الا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ "

عآبر
شكرا جزيلاً لتواجدكْ .
‏"عندما ﻻ نعفو ﻻ يعني أن قلبنا أسود
قد يكون الظلم والخطأ فاق المقدرة،
أليس العفو مرتبط بالمقدرة.؟!"

[عآبر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد

حياك الله أخي عابر
العفو والصفح بمطلقه مع كل ظالم ، هو مفسدةُ عظيمة ، تُعطي الظالم ضوء أخضر ، في أن يتمادى مع كل من يتعامل معه . وربما نستثني من ذلك
- من يتوب ويعترف بخطأه ويصحح ما أمكن ما كان منه ، فهذا نستحضر فيه قول الله تعالى ( اعفوا واصفحوا
" الا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ " .
- وأما الظالم من يرى حقوق الناس " حق من حقوقه " ولا يُحلل ما أُحل له ، ولا يُحرم ما حُرم عليه ، ويتعامل مع الناس بمبدئ ( أن مصالحه فوق كل شي ) .. فالعفو عنه ظُلم للنفس أمام النفس .. وضّعف وخنوع أمام الناس .

سلمك الله أبا محمد
موضوع الظلم عظيم أشبعه أهل العلم طرحًا وتبيانًا
ولعظيم شأنه حرمه الله على نفسه وجعله بين عباده محرمًا
والحديث عن المظلوم لا الظالم كيف يمكن أن يقابل الظلم ؟
فله كل الحق في النصرة والدعاء والجهر بالسوء .. ولكن العفو أفضل ، فلماذا لا نأخذ به
والنصرة تجب على الطرفين ( انصر أخالك ظالمًا أو مظلومًا ) ونصر الظالم منعه من الظلم
وهنا يُمنع تماديه وتقديم مصالحه على الآخرين
وما قصدته بالعفو إجابة على الأسئلة الواردة في الموضوع بعد أن وقع الظلم وربما توبة الظالم وندمه أو لمجرد توقفه عن الظلم
فلماذا يحرم الإنسان نفسه من الأجر ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) انظر من المكافئ ..

● هل يمكن أن تسامح من ظلمك يوماً ما ؟
● هل تنسى مافعله الظالم لك و تبقى معه ؟
● هل تدعو له بالرحمة والمغفرة عندما تعلم أنه مات ؟
● هل تدعو له إذا علمت أن الله قد أخذ بحقك منه
وهو في مرض أو ضائقة أو إلى ذلك ؟

إجابة على هذه الأسئلة أقول :
إذا ارتدع الظالم عن ظلمه العفو شيمة كريم وقرار عاقل وهو أفضل - رجاء فيما عند الله - وتجنبًا لفتنة أكبر
قال صلى الله عليه وسلم : " ألا أدلكم على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة ؟ تعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك " .
ولا يفعل هذا إلا صابر ذو حظ عظيم ..
جعلني الله وإياكم منهم

[عآبر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عَذْبَۿ✿

عآبر
شكرا جزيلاً لتواجدكْ .
‏"عندما ﻻ نعفو ﻻ يعني أن قلبنا أسود
قد يكون الظلم والخطأ فاق المقدرة،
أليس العفو مرتبط بالمقدرة.؟!"

العفو أخيتي

كما أن عدم العفو ليس سواد قلب ، العفو بياض قلب
وليس العفو مرتبط بالمقدرة ، فالمقدرة تعني قدرة المظلوم على الأخذ بالثأر وإيقاع العقوبة ومع ذلك لا يفعل
وكم من مظلوم فاقد للمقدرة ومع ذلك عفا ..
فالعفو عند المقدرة منزلة عظيمة لا يصلها إلا مؤمن مؤمل
اللهم إنا نعوذ بك من أن نظلم أو نُظلم

[دمع!]

موضوع جميل عذبه ونقاش اجمل
كنت حابه ابعد مشاركتي على الموضوع لكن ماقدرت اقراء بصمت
انا من الفئه اللي تقول ماراح اسامح ولاراح اعفو لكن .....
لي عوده ان شاء الله

[عَذْبَھْہّ]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عآبر

العفو أخيتي

كما أن عدم العفو ليس سواد قلب ، العفو بياض قلب
وليس العفو مرتبط بالمقدرة ، فالمقدرة تعني قدرة المظلوم على الأخذ بالثأر وإيقاع العقوبة ومع ذلك لا يفعل
وكم من مظلوم فاقد للمقدرة ومع ذلك عفا ..
فالعفو عند المقدرة منزلة عظيمة لا يصلها إلا مؤمن مؤمل
اللهم إنا نعوذ بك من أن نظلم أو نُظلم

حياك ومرحبا بك أخي عآبر

أنا أستخدمت في ردي تعبيرًا حقيقياً
ويكمن في داخله الآخر تعبيراً مجازياً
وهذا لإظهار مآأريد توضيحه
أن العفو على الظالم متعلق حسب مقدرة الشخص
وعلى حسب مرارة الظلم الواقع عليه
يعفو ويصفح أو لا
وهذا تعبير مجازي بالمقدرة المقصوده بالنسبة لي
وليست المقدرة المعنية المتعارف عليها في السياق ( العفو عند المقدرة )
لذلك قلت قد يكون الظلم والخطأ فاق المقدرة
أي كان أكبر بكثير من مقدرتنا على العفو والصفح
بسبب مرارته وظُلمته
وقد أعطانا الله الحق في أن نعفو
أو نطالب من رب السماء بأخذ حقوقنا
إِياكم أن تظلموا أو تناصروا إلى الظلم
إِن الظلمَ يردي ويهلك.
والعفو يتطلب شجاعه قوية جدا
اذا كان الظلم كبيراً ومريراً
ولكن قلوب العباد ليست كبعضها هناك من يتحمل الظلم ويصبر و يتصبر وهناك العكس
لذلك يبقى الاختلاف في وجهات النظر وارداً جداً
والأسئلة التي طرحتها في الموضوع
أسئلة عامه تتعلق بواقع الحال من الظالم على ظلمه
لا بعد توبة الظالم و ارتداعه عن فعله المشين
فهنا الأمر يختلف ؛
فعلى حسب مقتضى الحال يكون الجواب على السؤال!
طبيعي جداً أن تتغير مسارات الأجوبة
مابين ظالم مستمر و بين ظالم تائب مرتدع و قد عزم عن جوره والأهم من ذلك أصلح ماأفسده ..