مزيغة تتمرد على طفولتها لتجلب اللبن لأمها المعاقة
مزيغة مع اثنين من أشقائها يحلبون إحدى الأغنام
جازان: محمد آل عطيف
لم تكد تتجاوز الستة أعوام لكنها أدركت أن إرضاء أمها المعاقة أغلى عندها من أن تركن لطفولتها وتلهو غير عابئة بما يحدث حولها هي رغم ما يتطلبه الأمر من مشقة لا يحتملها جسدها النحيل وعودها الغض.
6 كيلومترات تقطعها الطفلة مزيغة يوميا من قريتها بمركز عمود بجازان ذهابا وإيابا إلى الجبال المحيطة، بعد أن تفرغ من مدرستها، لترعى أغنام أمها ( 25 سنة) المصابة بشلل نصفي سفلي، ثم تعمد إلى حلبها وتصنع من الحليب بعد خضه السمن واللبن وتحفظهما في إناءين مصنوعين من نبتة محلية قبل أن تعود إلى قريتها مع أشقائها قاطعين المسافة نفسها.
"الوطن" رافقت مزيغة في تلك الرحلة اليومية عبر درب وعر لا تصله السيارات حيث دار الحديث بداية مع شقيقها الأكبر مفرح (10 سنوات) الذي قال: أمي أصيبت بشلل نصفي في جانبها الأيسر ولم تعد قادرة على الوفاء باحتياجاتها فضلاً عن القيام بأمور الأسرة، فأصر والدها على اصطحابها لتعيش معه في غرفته المتواضعة من أجل أن تعتني بها أمها.. وتلتقط مزيغة الحديث:" أقوم بحلب الماعز وصنع اللبن والسمن كما شاهدتم.. لكننا نتناوب أحيانا مع أشقائي إن كانت لدى أي منا اختبارات شهرية.. صحيح أن الحياة قاسية هنا لكنا سنعيش على هذه الأرض التي ولدنا فيها".
أما والدهم سلمان قطامي فلم يكن أقل وفاء من أبنائه فهو وعلى لسان مزيغة رفض الكثير من الدعوات لأن يتزوج من أخرى لكنه رفض وأقسم أنه لن يعرف غيرها حتى لو بقيت مريضة طول حياتها". وعبر قطامي عن سعادته بتواصل أبنائه مع والدتهم رغم ما يتكبدونه من مشقة.
للامانه منقول
|